نعي اليأس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 120083 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-06-2020, 12:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي نعي اليأس

نعي اليأس


محمد فراج السعدني







ها أنذا قد أمسكتُ بجريدة حياتي لأتفقَّد فيها عناوين حياتي، وها أنذا أَجول وأقلِّب الأوْراق، فكلُّ شيء أَراه مكرَّرًا، نفس الأحداث، لا شيء جديد بالمرة، نفس العناوين، لا جديد!

طويتُها في ملل وأنا أضعها بجانبي لكي أحتسي بعض رشفات من فنجان القهوة، الذي أصبح باردًا، تناولته وأنا أفكِّر في الخطأ الذي اقترفتُه في كوني تركت الفنجان وقرأت الجريدة، تناولتُ فنجاني وأنا أرجع برأسي إلى الخلْف أُحاول أن أدَّعي أني أسترجع ذكرياتي، هذه الذكريات التي حفِظْتُها عن ظهر قلب، فلم تتغيَّر حياتي كثيرًا.

أضحك في مرارة وأنا أُتَمتم قائلاً: حتَّى هذه اللحظة قد حُرِمْنا منها: لحظة استرجاع الذكريات!

وصرت أردِّد في صمت: مَن هو المسؤول عمَّا آلت إليْه حياتي؟

أروي أن نفسي تتوارَى منِّي حتَّى لا أراها، فأنسب لها جواب سؤالي لكني لم أَستطِع، فلا يُوجد غيرها، هنا ظهرت نفسي مسرعة متهجِّمة وهي تقول معترضة: لستُ أنا السَّبب!

ألا ترى حال البلَد وهذا الغلاء, هذه الفضائيَّات المبتذلة, هذا القمع الفكري, هذا التسلُّط السياسي!
قاطعتُها مسرعًا: وقد رأيت أنَّها لن تصمت الآن، فهناك الكثير والكثير؛ لذا قاطعتها قائلاً في توتُّر، وقد رأيتُ أنَّها ذات حجَّة أكبر، وقلت: أنتِ دائمًا هكذا تعلِّقين أخطاءَك على حال البلد، أنا أُريد أن أعرِف: إلى متَى ستظلين هكذا؟!

قلتُها في عنف علِّي أجعلُها تتخلَّى عن رأيِها، فردَّت قائلة: أليست هذه هي الحقيقة؟ أم أنَّك تريد أن تُحَمِّلني المسؤولية كاملة؟!
فرددتُ مسرِعًا: ها أنتِ قلتِها (كاملة)؛ أي: إنكِ عليكِ جزءٌ من هذه المسؤوليَّة، لا تنكري.
فطأطأتْ رأسَها في صمت.

فقلت لها: إذًا؛ دعينا نرمِّم ذلك الجزءَ الذي يخصُّك.
قالت: ولكنَّك لن تَستطيع تَحديدَه؛ فهو كالماء يسري مع كلِّ خطأ، ولا تستطيع فصْلَه.

هنا لمعتْ عيناي بنشْوة النَّصر على نفسي، وقلتُ لها في زهو: إذًا أنتِ مع كلِّ ما ذكرتِه من مِحَن لا تُؤَازرينني، وإنَّما كنتِ معهم ضدي (خيانة).
نعم، لقد خنتِني وكنتِ ثغرة تسهلين بها عبور اليأْس إليَّ.

اغرورقت عيني بالدُّموع، وتساقطتْ بعض قطراتٍ منْها على الرغم مني، واختنق الكلام في حلقي، حاولت نفسي أن تتمالَك نفسَها وهى تردُّ في خفوت: أنا أعتذِر ولكني رأيتُك تَضيع لا محالة، ولَم يكن بيدي شيء أفعله، ولكني الآن استيقظتُ وندِمْتُ أشدَّ النَّدم على ما حدث مني، أرى أنَّ الوقتَ لَم يفُت بعد، فتقبَّل اعتذاري وسأعْمل جاهدة على أن أقتُل هذا اليأس.

رددْتُ ولم أَخرج من حالتي بعد: كيف هذا؟! إنَّ اليأْس قد تَملَّك منِّي ولا أمل، أمل... ردَّدتْ نفسي هذه الكلمة وهي تفكِّر، ثمَّ لم تلبثْ أن لمعَت عيْناها، وقالت: الآن آن أوان الثَّأر منَ اليأس، فلا تقْلق، سأتغلَّب عليْه فى الحال بالسِّلاح الفتَّاك (الأمل).

اعتدلتُ فجأة لأجدني قد سكبت القهوة على البنطال، رددت في سخط كلِمات غير مفهومة، ثمَّ تساءلتُ: ما هذا؟ أراني قد غفلتْ عيناي برهة فسكبت الفنجان، والغريب أنني في هذه البرهة قد حلمتُ حلْمًا ولكن ما هو؟ لا أذكر!

نظرت في ساعة يدي ثمَّ وقفتُ مسرعًا: لقد تأخَّرتُ على الشَّركة الَّتي أعمل بها، لا داعي لأن يُخْصَم لي يوم، خرجتُ مسرعًا وقد جذبتُ الباب خلفي في شدَّة.

ومن ورائي كانت هناك الجريدة مطويَّة على الكرسي على صفحة الوفَيَات، وبداخل هذِه الجريدة نعي كُتِب بالخطِّ العريض؛ إنَّه نعي اليأس.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.94 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]