نوبة زكام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 119893 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-06-2020, 05:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي نوبة زكام

نوبة زكام


علي حسن فراج



نظراً لضعف جهازي المناعي فالعادة أن نوبة الزكام لا تتركني إذا زارتني إلا بعد أن تترك في جسمي ما يدل أنها زارته وعبرت له عن حرارة مشاعرها نحوه، ونيران أشواقها إليه، وقد زارتني هذه المرة، فخلفت بعض الفطريات والالتهابات اليسيرة داخل فتحتي أنفي وتحت أرنبته لكثرة احتكاك المناديل الورقية بأنفي، كما كان للساني ولثتي اليمنى نصيب من هذه الالتهابات، وكل هذا لا يعني القارئ ولا يدفعني للكتابة.

ولكني أقول: قد وجدت هذه الالتهابات والفطريات التافهة اليسيرة نغصت عليّ حياتي، فأنا أرى أنفي كبيراً وثقيلاً، وأتألم عند الاستنثار (الامتخاط) وأتنفس بصعوبة، ولا أجد طعماً للأكل والشرب، يؤذيني شرب الماء البارد ولا أقدر على شرب الشاي الدافئ.

جعلت أفكر كيف لو استمر الحال على هذا الألم؟ كيف يكون طعم الحياة؟

وهل هذه المشكلة - قروح وفطريات - تعد مشكلة؟ ماذا يقول أصحاب الأمراض المستعصية والأورام الخبيثة - عافاني الله وكل القراء الأكارم - لو سمعوا عن هذه المشكلة؟ أيقولون: هذا من ترف العافية التي ترفلون فيها معشر الأصحاء؟

ومع هذا كدَّرتني هذه المشكلة الصغيرة ونغَّصت عليّ عيشي وأربكتني!

أفلا يستدعي هذا شكر المنعم سبحانه على إحسانه المتوالي بمعافاتي ومعافاتك ليل نهار وصباح مساء؟

تفكرت أيضًا: كم هي السنون التي يكون أنفي وفمي فيها بلا هذه المشكلة؟ وكم من الأجهزة في أجسامنا هو بلا مشكلة؟!

كم هي أيام مرضنا بجانب أيام عمرنا حتى وإن مرضنا وتعرضنا لعمليات جراحية؟ إنها قليلة جداً لا تكاد تذكر.

فهلا تفكر الواحد في أيام عافيته في هذه النعم وشكر مسديها وهو يتمتع بها لا مرة في الأسبوع ولا مرة في كل يوم، بل يتمتع في كل دقيقة وفي كل لحظة بنعم لا تعد ولا تحصى متمثلة في آلاف الأجهزة في جسده وملايين العمليات الحيوية التي تحدث داخل جسمه دون شعوره وإطلاعه أو إزعاجه بما يكون فيها من تفاعلات ومعادلات.

في مرحلة حرجة من مراحل حياتي صرت أطلب الإيمان من العقل فكانت تقلقني نصوص تدعو إلى وجوب شكر الله على الطعام والشراب والهواء وأعضاء الجسم والشمس والقمر ...، وأملى عليّ إبليس هذا السؤال الوقح: إنما يحمد الله على ما خص به عمراً دون زيد، أما الهواء والطعام والشراب والأعضاء، فهذه الأشياء لا بد منها لتستقيم حياة الناس على هذه الأرض وإلا لن تكون الحياة بغير هذه الأشياء فأي موجب للشكر في هذا، ولم تأت النصوص تأمر بالشكر على تلك النعم؟

ولكن هُديت وقتها إلى إجابة سهلة جداً وغريبة جداً: فأنا إذا ذهبت إلى الموظف الذي يؤدي عمله ويتقاضى عليه أجراً وقام بتنفيذ معاملتي وأنهى إجراءاتي فإني أسارع إلى شكره مع أنه لم يصنع هذا لشخصي؛ بل من أجل راتبه في الحقيقة، ومع هذا فأرى من الشين وفظاظة الخُلق وجلافته ألا أشكره، فكيف بشكر الباري الذي تفضل بكل هذه النعم بلا أدنى منفعة تعود إليه من إعطائنا هذه النعم التي أعطى ولا يزال يعطي غيرها كل يوم بل وكل لحظة؟!

إن سلامة أعضاء أجسامنا وأدائها ما طلب منها بلا خلل ولا عطب يجعلنا نشعر أنها هكذا تجب أن تكون وهذا يؤدي إلى الغفلة عن شكر الله عليها، ومن ثم فنحن لا نعرف قدرها وأهميتها إلا إذا تعطلت، ولذا قال القائل وصدق: "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى".

ولهذا أيضاً كان من حكمة الله تعالى ابتلاؤه لنا بالمرض مما يجعلنا نتفكر في نعمه التي تكتنفنا وتغمرنا من كل جانب ونحن لا ننظر إليها ولا ننتبه لها إلا إذا تعطل وصولها إليها. وصدق الخالق المنعم إذ يقول: {إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ}.

ويا ربنا لك الحمد الكثير يا من منحتنا الكثير وأعطيتنا الجليل بلا شح ولا بخل ولا انتظار شكر.

لك الحمد يا من تعطي كثيراً وتعافي كثيراً، وإذا ابتليت وسلبت شيئاً مما أعطيت وهبت أجراً أكبر وأفضل مما سلبت مع أنك لم تأخذ إلا شيئاً هو لك.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.11 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]