تفسير الإمام الزركشي لآيات من سورة الذاريات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 122876 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77570 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 48993 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61484 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42865 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-06-2020, 09:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير الإمام الزركشي لآيات من سورة الذاريات

تفسير الإمام الزركشي لآيات من سورة الذاريات
د. جمال بن فرحان الريمي





﴿ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ﴾ [الذاريات: 10]

قوله تعالى: ﴿ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ﴾ [الذاريات: 10] ﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ[1]، ﴿ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ[2]، الفعل في هذه المواضع مجاز؛ لأنه بمعنى أبعده الله وأذله، وقيل: قهره وغلبه[3].




﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴾ [الذاريات: 22، 23]

قوله تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ [الذاريات: 23]، فـ"الرزق": المطر، وما توعدون: الجنة، وكلاهما في هذه الجهة؛ لأنها في كل واحدة واحدة من السموات فكان لفظ الإفراد أليق، وقوله تعالى: ﴿ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ [الذاريات: 23]، أراد لهذين الجنسين، أي رب كل ما علا وسفل[4].




وعن بعض الأعراب أنه لما سمع قوله تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ ﴾ [الذاريات: 22، 23] صاح وقال: من الذي أغضب الجليل حتى ألجأه إلى اليمين؟ قالها ثلاثًا ثم مات[5].




﴿ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ﴾ [الذاريات: 25]

قوله تعالى: ﴿ قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ﴾ [الذاريات: 25]، أي: سلام عليكم أنتم قوم منكرون، فحذف خبر الأولى ومتبدأ الثانية[6].




﴿ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴾ [الذاريات: 27]

قال رحمه الله: الاستفهام إذا دخل على النفي أفاد تحقيقًا كقوله تعالى: ﴿ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴾ [الذاريات: 27]، والتقدير إنهم ليسوا بآكلين[7].




﴿ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ﴾ [الذاريات: 41]

قوله تعالى: ﴿ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ﴾ [الذاريات: 41]، فالمستعار له: الريح، والمستعار منه: المرأة، وهما حسّيان، والوجه: المنع من ظهور النتيجة والأثر، وهو عقلي، وهو - أيضًا - استعارة بالكناية.




قال في "الإيضاح"[8]: وفيه نظر؛ لأن العقيم صفة للمرأة لا اسم لها، ولهذا جُعل صفةً للريح، لا اسمًا، والحق أن المستعار منه: ما في المرأة من الصفة التي تمنع من الحَمل، والمستعار له: ما في الريح من الصفة التي تمنع من إنشاء مطر وإلقاح شجر، "والجامع لهما ما ذُكِر".




وهو مندفع بالعناية؛ لأن المراد من قوله "المستعار منه" المرأة التي عبر عنها بالعقيم، ذكرها السكاكي بلفظ ما صدق عليه[9].




قال رحمه الله: "الرياح" في القرآن جاءت مجموعة ومفردة، فحيث ذكرت في سياق الرحمة جاءت مجموعة، وحيث ذكرت في سياق العذاب جاءت مفردة، قال صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلا تَجْعَلْهَا رِيحًا![10]، والمعنى فيه: أن رياح الرحمة مختلفة الصفات والماهيات والمنافع، وإذا هاجت منها ريح أثير لها من مُقابلها ما يكسر سورتها، فينشأ من بينهما ريح لطيفة، تنفع الحيوان والنبات، وكانت في الرحمة رياحًا، وأما في العذاب فإنها تأتي من وجه واحد، ولا معارض ولا دافع، ولهذا وصفها الله بالعقيم فقال: ﴿ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ﴾ [الذاريات: 41]، أي تَعْقِم ما مرت به، وقد اطردت هذه القاعدة إلا في مواضع يسيرة لحكمة[11].




﴿ مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ﴾ [الذاريات: 42]

قوله تعالى: ﴿ مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ﴾ [الذاريات: 42]، أي: شيء يحكم عليه بالذهاب، بدليل قوله: ﴿ فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ[12]، وقوله: ﴿ أَتَتْ عَلَيْهِ ﴾ [الذاريات: 42] أي سُلِّطت عليه[13].




﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ [الذاريات: 47]

قوله تعالى: ﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ ﴾ [الذاريات: 47] أراد بالأيد القوة الخارجة[14].




وقال أبو العباس المراكشي[15]: إنما كتبت ﴿ بِأَيْدٍ ﴾ [الذاريات: 47] بياءين؛ فرقًا بين "الأيد" الذي هو القوة، وبين "الأيدي" جمع "يد"، ولا شك أن القوة التي بنى الله بها السماء هي أحقُّ بالثبوت في الوجود من الأيدي، فزيدت الياء لاختصاص اللفظة بمعنى أظهر في أدراك الملكوتي في الوجود[16].




﴿ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ﴾ [الذاريات: 48]

قوله تعالى: ﴿ فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ﴾ [الذاريات: 48]، أي نحن هم، أو هم نحن[17].




﴿ كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴾ [الذاريات: 52، 53]

في الحديث: «لم يأت أحدٌ بما جئت به إلا عودي![18]، من قوله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ [الذاريات: 52، 53] [19].




وقوله: ﴿ كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴾ [الذاريات: 52، 53]، وهذا أشد ما يكون في التقريع على التمادي في الباطل[20].





[1] سورة عبس: 17.



[2] سورة المنافقون: 4.



[3] البرهان: بيان حقيقته ومجازه - المجازي الإفرادي وأقسامه 2/ 161.



[4] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - ما ورد في القرآن مجموعًا ومفردًا والحكم في ذلك 4/ 8.



[5] المصدر السابق: القسم 3/ 29.



[6] البرهان: شروط الحذف 3/ 74.



[7] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - أَلا 4/ 148.



[8] الإيضاح في علوم البلاغة، للخطيب القزويني، ص/ 225.



[9] مفتاح العلوم للسكاكي ص/ 498. البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - أقسام الاستعارة 3/ 271.



[10] رواه الشافعي في مسنده من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، برقم (502)، 1/ 344، وقال محقق الكتاب أبو عمير الأثري: إسناد الحديث ضعيف جدًا.



[11] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - ما ورد في القرآن مجموعًا ومفردًا والحكم في ذلك 4/ 9.



[12] سورة الأحقاف:25. البرهان: بيان حقيقته ومجازه - إطلاق اسم العام وإرادة الخاص 2/ 169.



[13] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف الصفة 3/ 102



[14] المصدر السابق: التورية 3/ 273.



[15] هو أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي العدوي أو العباس ابن البناء، كان فاضلاً عاقلاً نبيهًا انتفع به جماعة في التعليم، له من التواليف: "التلخيص في الحساب" و"اللوازم العقلية في مدارك العلوم" وغير ذلك، مات سنة 721هـ. (الدرر الكامنة 1/ 278، رقم الترجمة (713).



[16] عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل لابن البناء، دار الغرب الإسلامي، ط/ 1 ت/ 1990م، باب الياء ص/ 91-92. البرهان: علم مرسوم الخط - زيادة الواو 1/ 269.



[17] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف الجملة 3/ 126.



[18] رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها، كتاب بدء الوحي - ص/ 8 رقم الحديث (3)، وهذا الجزء من الحديث هو قول ورقة بن نوفل.



[19] البرهان: معاضدة السنة للقرآن 2/ 88.



[20] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الإيجاز 3/ 147.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.52 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.77%)]