|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لزوم السنة واجتناب البدع الشيخ محمد بن مسعود العميري الهذلي عنْ أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع، فما تعهد إلينا؟ فقال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدًا حبشيًّا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"؛ رواه أبو داود والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح[1]، ورواه ابن ماجه بنحوه. درجة الحديث: صححه الألباني. ترجمة الراوي: هو أبو نجيح العرباض بن سارية السلمي رضي الله عنه، أسلم قديمًا، وكان رابع من أسلم، وهو من أهل الصُّفَّة، مات في الشام سنة ( 75 هـ)، ومروياته ( 31 ) حديثًا. أهمية الحديث: هذا الحديث اشتمل على وصية أوصاها الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه وللمسلمين عامة من بعده، وجمع فيها الوصية بالتقوى لله عز وجل، والسمع والطاعة للحكام المسلمين، وفي هذا تحصيل سعادة الدنيا والآخرة، كما أوصى الأمة بما يكفل لها النجاة والهدى إذا اعتصمت بالسنة، ولزمت الجادة، وتباعدت عن الضلالات والبدع. مفردات الحديث: • موعظة: من الوعظ، وهو التذكير بالعواقب. • وَجِلَتْ: بكسر الجيم: خافت. • ذرفت: سالت. • السمع والطاعة: ما لم يكن في معصية. • الراشدين: جمع راشد، وهو من عرف الحق واتبعه، والرشد: العلم بالحق والعمل به. • النواجذ: جمع ناجذ، وهو آخر الأضراس الذي يدل ظهوره على العقل[2]، والأمر بالعض على السنة بالنواجذ كناية عن شدة التمسك بها. • محدثات الأمور: الأمور المحدثة في الدين، وليس لها أصل في الشريعة. • بدعة: البدعة لغة: ما كان مخترعًا على غير مثال سابق، وشرعًا: ما أُحدث على خلاف أمر الشرع ودليلِهِ. • ضلالة: بُعْدٌ عن الحق. ويرشد الحديث إلى: 1- سنة الوصية عند الوداع بما فيه المصلحة، وسعادة الدنيا والآخرة. 2- ينبغي للعالم أن يعظ قومه، وأن يحرص على التأثير فيهم. 3- طلب الوصية من أصحاب العلم. 4- أجمع وأكمل الوصايا الوصية يتقوى الله تعالى. 5- يجب السمع والطاعة لولي الأمر ما لم يكن في معصية. 6- على العاقل أن يهتدي بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، ولا سيما عند الاختلاف والتفرق. 7- يجب تعلُّم السنة حتى يلزمها. 8- النهي عما أُحدث في الدين مما ليس له أصل يستمد منه. 9- ظهور آية من آيات النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: ((مَن يعِش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا)). 10- أن للخلفاء الراشدين سنة متَّبعة؛ لقوله: (وسنة الخلفاء الراشدين)، ولقوله صلى الله عليه وسلم أيضًا: (اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر)؛ رواه الترمذي. والخلفاء الراشدون الذين أمرنا بالاقتداء بهم هم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم أجمعين. قال ابن رجب رحمه الله: وإنما وصف الخلفاء بالراشدين؛ لأنهم عرفوا الحق وقضوا به. 11- وجوب الحذر من البدع، قال ابن رجب رحمه الله: والمراد بالبدعة: ما أُحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، فأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه، فليس ببدعة شرعًا، وإن كان بدعةً لغة. 12- أن كل بدعة ضلالة، وأنه ليس في البدع ما هو مستحسن، بل كل البدع ضلالة؛ حيث هي زيادة في الدين، فمن ظنَّ أنَّ بدعة من البدع حسنة، فإنها لا تخلو من أحد أمرين: إما أنها ليست بدعة، وظنها هو أنها بدعة، وإما أنها ليست حسنة وظنها هو أنها حسنة، وإما أنها بدعة حسنة وهذا مستحيل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((فإن كل بدعة ضلالة)). قال ابن رجب رحمه الله: فقوله صلى الله عليه وسلم: (كل بدعة ضلالة) من جوامع الكلم، لا يخرج عنه شيء، وهو أصل عظيم من أصول الدين، وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن أحدَث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رَدٌّ)، فكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يُرْجَعُ إليه، فهو ضلالة، والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات، أو الأعمال، أو الأقوال الظاهرة والباطنة. 13- فيه مَنقبة عظيمة للخلفاء الراشدين. [1] في متن الأربعين بهذا النص: ((عن أبي نَجيحٍ الْعِرْباضِ بنِ سارِيَةَ رضي الله عنه قال: وَعَظَنَا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَوْعِظَةً وَجِلَتْ مِنها الْقُلُوبُ، وذَرَفَتْ منها الْعُيُونُ، فَقُلْنا: يا رسول اللهِ، كأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فأَوْصِنا، قال: "أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، والسَّمْعِ والطَّاعَةِ، وإن تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فإنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا، فَعَليْكُمْ بِسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ، وإيَّاكُمْ ومُحْدَثاتِ الأُمُورِ، فإنَّ كلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ"؛ رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح))، ولم أجده عند أبي داود بهذا النص، وإنما بنص آخر أثبتُّه في الأعلى، ولم أجد النص مطابقًا عند الترمذي، وأشرت إلى رواية ابن ماجه. [2] قال النووي رحمه الله: وقيل: الأنياب؛ (شرح النووي على الأربعين).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |