القرآن كتاب جامع شامل سليم من الاختلاف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 122793 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77558 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 48978 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61476 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42846 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-06-2020, 02:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي القرآن كتاب جامع شامل سليم من الاختلاف

القرآن كتاب جامع شامل سليم من الاختلاف


الشيخ محمد جميل زينو

القرآن كتاب جامع شامل:
القرآن الكريم تطرق لموضوعات شتى هامة كالأمر والنهي، والوعد والوعيد، والحكم والأمثال، والوعظ والقصص، وذكر المغيبات، والعلوم الكونية، ومظاهر الخلق، ودلائل البعث والنشور، وغير ذلك من الأمور المهمة.

وحين نتدبر القرآن في كل هذه المواضيع والأغراض نجدها في منتهى البلاغة والبراعة وغاية الانسجام والتوافق والالتئام، أوله يشبه آخره، ويشبه بعضه بعضًا في الحسن، ولا يمل قارؤه، ولا يسأم مجوده، ولا يشك متدبره، يزيد المتقين هدى، والمؤمنين إيمانًا، وذلك أنه في غاية الترابط والتلاحم، أوله يُصدِّق آخره.

إن نظم القرآن وترتيبه على الوجه المعهود، المباين والمخالف لأنظمة الكتب المؤلفة، وهو مع ذلك متناسب الآي والسور في المعاني والمباني والموضوعات، كأنه وحدة واحدة متكاملة - دليلٌ ماديٌّ على أنه ليس بكتاب وضعي بشرِي، يجلس إليه واضعه من الناس، فيجعل لكل طائفة من معلوماته المتناسبة فصلًا، ولكل مجموعة من فصوله المتتابعة بابًا، بل هو مجموعة هدايات من الوحي الِإلهي اقتضتها الحكمة، ودعت إليها المصلحة، لا تجد فيها خللًا ولا تناقضًا، بل تأخذ برقاب بعضها كأنها موضوع واحد[1].

يقول الشيخ الزرقاني: إن هذا المزيج الطريف الذي نجده في كل سورة، أو طائفة منه، له أثر بالغ في التذاذ قارئه، وتشويق سامعه، واستفادة المستفيد بأنواع متنوعة منه، فما أشبه كل مجموعة من القرآن بروضة يانعة، يتنقل الِإنسان بين أفيائها، متمتعًا بكل الثمرات، أو بمائدة حافلة بشتى الأطعمة، يُشبع الجائع حاجته بما فيها من جميع الألوان[2].

ويقول الدكتور محمد عبد الله دراز: «إنك لتقرأ السورة الطويلة المنسجمة، يحسبها الجاهل أضغاثًا من المعاني حشيت حشوًا، وأوزاعًا من المباني جمعت عفوًا، فإذا هي لو تدبرت بنية متماسكة قد بنيت من المقاصد الكلية على أُسس وأصول، وأقيم على كل أصل منها شعب وفصول، فلا تزال تنتقل بين أجزائها كما تنتقل بين حجرات وأفنية في بنيان واحد، قد وضع رسمه مرة واحدة، لا تحس بشيء من تناكر الأوضاع في التقسيم والتنسيق، ولا بشيء من الانفصال في الخروج من طريق إلى طريق، بل ترى بين الأجناس المختلفة تمام الألفة، كما ترى بين آحاد الجنس الواحد نهاية التضام والالتحام.


ومن وراء ذلك كله يسري في جملة السورة اتجاه معين، وتؤدي بمجموعها غرضًا خاصًا، كما يأخذ الجسم قوامًا واحدًا، ويتعاون بجملته على أداء غرض واحد مع اختلاف وظائفه العضوية»[3].

القرآن سليم من الاختلاف:
قال الله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82].

1 - قال الطبري في تفسيرها: يعني - جل ثناؤه - بقوله ﴿ أفلا يتدبرون القرآن ﴾: أفلا يتدبر المبيتون غير الذي تقول لهم يا محمد: كتاب الله، فيعلمون حجة الله عليهم في طاعتك واتباع أمرك، وأنَّ الذي أتيتهم به من التنزيل من عند ربهم لاتِّساق معانيه، وائتلاف أحكامه، وتأييد بعضه بعضًا بالتصديق، وشهادة بعضه بعضًا بالتحقيق، فإن ذلك لو كان من عند غير الله لاختلفت أحكامه، وتناقضت معانيه، وأبان بعضه عن فساد بعض.

وأسند ابن جرير عن قتادة: «أي: قول الله لا يختلف، وهو حقٌّ ليس فيه باطل، وأن قول الناس يختلف».

وأسند عن ابن زيد: «إن القرآن لا يُكذِّب بعضه بعضًا، ما جهل الناس من أمرٍ فإنَّما هو من تقصير عقولهم وجهالتهم، وقرأ: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]».

قال: فحق على المؤمن أن يقول: ﴿ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ ﴾، ويؤمن بالمتشابه ولا يضرب بعضه ببعض، وإذا جهل أمرًا ولم يعرفه أن يقول: الذي قال الله حقٌّ، ويعرف أن الله تعالى لم يقل قولًا وينقضه، ينبغي أن يؤمن بحقيقة ما جاء من الله[4].

2 - وقال الحافظ ابن كثير في تفسير الآية: «يقول تعالى آمرًا لهم بتدبر القرآن، وناهيًا لهم عن الِإعراض عنه، وعن تفهم معانيه المحكمة، وألفاظه البليغة، ومخبرًا لهم أنه لا اختلاف فيه ولا اضطراب، ولا تعارض، لأنه تنزيل من حكيم حميد، فهو حقٌّ من حقٍّ، ولهذا قال تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُها ﴾ [محمد: 24].

ثم قال: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غِيْرِ اللهِ ﴾ أي: لوكان مفتعلًا مختلقًا كما يقوله من يقوله من جهلة المشركين والمنافقين في بواطنهم لوجدوا فيه اختلافًا؛ أي: اضطرابًا وتضادًا كثيرًا، أي: وهذا سالم من الاختلاف فهو من عند الله، كما قال تعالى عن الراسخين في العلم؛ حيث قالوا: ﴿ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ﴾ أي مُحكَمِه[5] (1) ومتشابهه[6] (2) حقٌّ، فلهذا ردوا المتشابه إلى المحكم فاهتدوا، والذين في قلوبهم زيغٌ ردوا المحكم إلى المتشابه فغووا، ولهذا مدح الله تعالى الراسخين، وذم الزائغين[7].

3 - وقال الشاطبي: «وإذا ثبت أن القرآن في نفسه لا اختلاف فيه، صحَّ أن يكون حَكَمًا بين جميع المختلفين، لأنه إنما يقرر معنى هو الحق، والحق لا يختلف في نفسه، فكل اختلاف صدر من المكلفين فالقرآن هو المهيمن عليه، قال الله تعالى: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59]، فهذا دليل على أن الحق فيه واضح، وأن البيان فيه شاف، ولا شيء بعده يقوم مقامه، وهكذا فعل الصحابة»[8].

«رسائل التوجيهات الإسلامية» (2 /45 - 48)


[1] انظر: رسالة "موهم الاختلاف والتناقض في القرآن الكريم"، للشيخ ياسر أحمد علي الشمالي.

[2] انظر: "مناهل العرفان" (ج1 /80).

[3] انظر: كتاب "النبأ العظيم" (ص155).

[4] انظر: "تفسير الطبري" (ج8 /567).

[5] المحكم: أن يكون معنى الآية ظاهرًا كقوله تعالى: ﴿ وأَحَلَّ اللهُ البَيْعَ ﴾ [البقرة 275].

[6] المتشابه: نوعان: حقيقي: وهو ما لا يمكن أن يعلمه البشر كحقيقة صفات الله، وكيفيتها، لكن معناها معلوم؛ كقوله تعالى: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ فالاستواء معلومٌ - كما قال الإمام مالك - وقد ورد تفسيره في البخاري عن التابعين بالعلو والارتفاع، وكيفية الاستواء غير معقولة.
النوع الثاني: نسبي: وهو ما يكون مشتبهًا على بعض الناس دون بعض، كقوله تعالى: {ليس كمثله شيء} فأهل التعطيل فهموا منها نفي الصفات عن الله، وادعوا أن ثبوتها يستلزم المشابهة، وأعرضوا عن الآيات التي تثبت الصفات لله، علمًا بأن إثبات المعنى لا يستلزم المشابهة.

[7] انظر: ابن كثير (ج1 /529).

[8] انظر: "الاعتصام" (ج2 /309).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.47 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.56%)]