وصايا في شهر رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 579 - عددالزوار : 113704 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 780 - عددالزوار : 146632 )           »          نصيحة حول قضاء الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          إمامة من يقضي ما فات من الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          سترة المصلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تحريم الاستغاثة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى جمع له في الوحي مراتب عديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 470 - عددالزوار : 152971 )           »          إطعام الطعام من أفضل الأعمال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-05-2020, 01:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,797
الدولة : Egypt
افتراضي وصايا في شهر رمضان

وصايا في شهر رمضان


د. لطفي بن خميس بن محمد أبو خشيم
من أعظم ما ندب الله جل وعلا إليه عباده المؤمنين التواصي بالحق, والنصح للخلق, وإني مع مقدم هذا الشهر العظيم، أوصي نفسي وإخواني بهذه الوصايا المستفادة من كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه المصطفى، لعل الله جل وعلا أن ينفعني بها وإخواني في هذا الشهر العظيم، فيكتُب الأجر للكاتب والقارئ، وهذه الوصايا هي على النحو التالي:
1- من أعظم ما يعين على تحقيق العبادة على أكمل وجه مطلوب: الاستعانة بالله تبارك وتعالى, وعلم العبد علمًا يقينيًّا أن تحقيق العبادة والراحة والطمأنينة في أدائها إنما يتحقق باللجوء إلى الله تبارك وتعالى، والاستعانة به في تحقيق العبادة.

وفي الاستعانة بالله وحده في تحقيق العبادة فائدتان:
إحداهما: أن العبد عاجز عن الاستقلال بنفسه في عمل الطاعات.

والثانية: أنَّه لا معين له عَلَى مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل، فمن أعانه الله فهو المعان، ومن خذله الله فهو المخذول؛ قال الإمام ابن القيم رحمه الله: أسعد الخلق أهل العبادة والاستعانة والهداية إلى المطلوب، وأشقاهم من عدم الأمور الثلاثة)؛ إعلام الموقعين عن رب العالمين (2/ 123).

2- إخلاص الدين لله جل وعلا في تحقيق العبادة, وهذا يتطلب من المسلم المقبل على ربه في هذا الشهر العظيم أن يجعل أعماله الصالحة خالصة لله تبارك وتعالى, فإن العبد إذا خلصت نيته لله تعالى وكان قصده وهمه وعمله لوجهه سبحانه، كان الله معه، فإنه سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، ورأس التقوى والإحسان خلوص النية لله جل وعلا؛ قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (إذا أشرب القلب العبودية والإخلاصَ، صار عند الله من المقربين، وشمله استثناء: ﴿ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الحجر: 40]؛ إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (1/ 6).

3- احرص أخي المسلم أن يكون عملك الصالح موافقًا لما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام, قال بعض السلف: ما من فعلة وإن صغرت إلا ينشر لها ديوانان: لم؟ وكيف؟ أي لم فعلت؟ وكيف فعلت؟ فالأول: سؤال عن علة الفعل وباعثه وداعيه؛ هل هو حظ عاجل من حظوظ العامل، وغرض من أغراض الدنيا في محبة المدح من الناس أو خوف ذمهم، أو استجلاب محبوب عاجل، أو دفع مكروه عاجل؟ أم الباعث على الفعل القيام بحق العبودية، وطلب التودد والتقرب إلى الرب سبحانه وتعالى، وابتغاء الوسيلة إليه؟

ومحل هذا السؤال: أنه: هل كان عليك أن تفعل هذا الفعل لمولاك، أم فعلته لحظك وهواك؟
والثاني: سؤال عن متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام في ذلك التعبد؛ أي: هل كان ذلك العمل مما شرعته لك على لسان رسولي، أم كان عملًا لم أشرعه ولم أرضه؟

فالأول سؤال عن الإخلاص، والثاني عن المتابعة، فإن الله سبحانه لا يقبل عملًا إلا بهما.

فطريق التخلص من السؤال الأول: بتجريد الإخلاص، وطريق التخلص من السؤال الثاني: بتحقيق المتابعة، وسلامة القلب من إرادة تعارض الإخلاص، وهوى يعارض الاتباع، فهذه حقيقة سلامة القلب الذي ضمنت له النجاة والسعادة؛ إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (1/ 8).

4- الاقتصاد في كل الأمور حسن حتى في العبادة، ولهذا نهى عن التشديد في العبادة عَلَى النفس، وأمر بالاقتصاد فيها، وقال صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا»؛ مجموع رسائل ابن رجب (1/ 351).

5- إحسان العبادة إتقانها وإكمالها والإتيان بها عَلَى أكمل الوجوه؛ مجموع رسائل ابن رجب (2/ 752).

6- طاعة العبد لربه في السر دليل عَلَى قوة إيمانه وإخلاصه لربه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه خشيته في السر والعلانية, وأفضل النوافل إسرارها، ولذلك فضلت صلاة الليل عَلَى نوافل الصلاة، وفضلت صدقة السر عَلَى صدقة العلانية.

7- العبادة إِنَّمَا تبنى عَلَى ثلاثة أصول: الخوف والرجاء والمحبة, وكل منهما فرض لازم، والجمع بين الثلاثة حتم واجب.

8- كلما قويتْ معرفة العبد بالله قويت محبته له ومحبته لطاعته، وحصلت له لذة العبادة من الذكر وغيره عَلَى قدر ذلك.

9- أفضل الناس من سلك طريق النَّبي صلى الله عليه وسلم وخواص أصحابه في الاقتصاد في العبادة البدنية، والاجتهاد في الأحوال القلبية، فإنَّ سفر الآخرة يقطع بسير القلوب لا بسير الأبدان.

10- "أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل"، وقد قال العلماء في سر ذلك أن العمل اليسير إذا كانت خاتمة العبد عليه، ختم له على العمل الصالح, وأما إذا كان العمل كثيرًا منقطعًا, فإنه ربما يختم له على حال الانقطاع, فيختم له على غير العمل الصالح.

11- من أفضل الأعمال التي ينبغي للمسلم أن يحافظ عليها في شهر رمضان المبارك الصلاة, فالله الله في الصلاة, قال صلى الله عليه وسلم: "أعني على نفسك بكثرة السجود"، وقال: "أفضل الأعمال الصلاة لأول وقتها"، وقال: "جُعلت قرةُ عيني في الصلاة"، والصلاة تختص بجمع الهمة وحضور القلب، والانقطاع عن كل شيء سواها بخلاف غيرها من الطاعات، ولهذا كانت ثقيلة على النفس؛ مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (2/ 77).

12- الحرص على الإيثار والصدقة والإحسان إلى الناس على اختلاف حاجاتهم ومصالحهم من تفريج كرباتهم، ودفع ضروراتهم وكفايتهم في مهماتهم، وهم أحد الصنفين اللذين قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: "لا حسد إلا في اثنين: رجل آتاه الله الحكمة، فهو يقضي بها ويعلمها الناس، ورجل آتاه الله مالًا وسلَّطه على هلكته في الحق"، يعني أنه لا ينبغي لأحد أن يغبط أحدًا على نعمة ويتمنى مثلها، إلا أحد هذين، وذلك لما فيهما من منافع النفع العام والإحسان المتعدي إلى الخلق، فهذا ينفعهم بعلمه، وهذا ينفعهم بماله، والخلق كلهم عيال الله، وأحبهم إليه أنفعهم لعياله.

ولا ريب أن هذين الصنفين من أنفع الناس لعيال الله، ولا يقوم أمر الناس إلا بهذين الصنفين، ولا يعمر العالم إلا بهما؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 262]، وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 274]، وقال تعالى: ﴿ إنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالمصَّدِّقَات وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾ [الحديد: 18]، قال تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة: 245]، وقال تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِى يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾ [الحديد: 11]، فصدَّر سبحانه الآية بألطف أنواع الخطاب، وهو الاستفهام المتضمن لمعنى الطلب، وهو أبلغ في الطلب من صيغة الأمر، والمعنى: هل أحد يبذل هذا القرض الحسن، فيجازى عليه أضعافًا مضاعفة؟ وسمى ذلك الإنفاق قرضًا حسنًا؛ حثًّا للنفوس وبعثًا لها على البذل؛ لأن الباذل متى علم أن عين ماله يعود إليه، ولا بد طوَّعت له نفسه بذله وسهل عليه إخراجه، وقال ابن القيم: فإن علم أن المستقرض: ملي، وفي، محسن؛ كان أبلغ في طيب قلبه وسماحة نفسه، فإن علم أن المستقرض يتجر له بما اقترضه وينميه له ويثمره حتى يصير أضعاف ما بذله، كان بالقرض أسمح وأسمح، فإن علم أنه مع ذلك كله يزيده من فضله وعطائه أجرًا آخر من غير جنس القرض، وأن ذلك الأجر حظ عظيم وعطاءٌ كريم، فإنه لا يتخلف عن قرضه إلا لآفة في نفسه من البخل والشح، أو عدم الثقة بالضمان، وذلك من ضعف إيمانه، ولهذا كانت الصدقة برهانًا لصاحبها.

وهذه الأمور كلها تحت هذه الألفاظ التي تضمنتها الآية، فإنه سبحانه سماه قرضًا، وأخبر أنه هو المقترض لا قرض حاجة، ولكن قرض إحسان إلى المقرض استدعاه لمعاملته، وليعرف مقدار الربح، فهو الذي أعطاه ماله واستدعى منه معاملته به، ثم أخبر عن ما يرجع إليه بالقرض وهو الأضعاف المضاعفة، ثم أخبر عما يعطيه فوق ذلك من الزيادة وهو الأجر الكريم.

وحيث جاءَ هذا القرض في القرآن قيده بكونه حسنًا، وذلك يجمع أمورًا ثلاثة: أحدها أن يكون من طيب ماله لا مِن رديئه وخبيثه، الثاني: أن يخرجه طيبة به نفسه ثابتة عند بذله ابتغاءَ مرضاة الله.

الثالث: ألا يمن به ولا يؤذي، فالأول يتعلق بالمال، والثاني يتعلق بالمنفق بينه وبين الله، والثالث بينه وبين الآخذ.

13- إمساك اللسان إلا من خير.

14- الحرص على حفظ الوقت فيما يعود على العبد بالخير في دينه ودنياه.

15- البعد عن الأسباب المؤدية للوقوع في المعاصي خاصة مع الأجهزة النقالة الحديثة, فإنها تأكل الأوقات وتدعو للشرور, وتوقع في الفتن, فاحذر أن تتصيَّدك كتصيُّد السبع لفريسته, فكم من أبناء المسلمين من سقطوا فريسة الجوالات، وأضاعوا دينهم وسقطوا في فتن الشهوات والشبهات، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

__________________
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.56 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.41%)]