|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الاستقامة والثبات علي صالح طمبل يستقيم كثير من الناس على الطاعة في رمضان، فيقبلون على المساجد، ويشهدون الصلوات على وقتها، ويحضرون صلاة التراويح، ويتهجدون في العشر الأواخر، ويتركون ما درجوا عليه من الملهيات والمغريات والملاعب، ولكنَّ هؤلاء ما إن ينقضي شهر رمضان حتى يعودوا لما كانوا عليه قبل رمضان، من الغفلة، والإعراض، والتقصير في الطاعات. صحيح أن شهر رمضان شهر يُستحب فيه الإكثار من الطاعات، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، ولكن العبرة ليست في زيادة معدل الطاعات، بل في الثبات عليها، وإن العمل القليل الدائم خير من الكثير المنقطع. إن إرداف الطاعة بالطاعة والثبات عليها من أوضح الأدلة على قبول العمل؛ فالطاعة تُفضي إلى الطاعة، كما أن المعصية تقود إلى المعصية، وإن الذي ينتكس بعد رمضان، وينقض غزله بعد قوة أنكاثاً يُخشى ألا يكون عمله متقبلاً؛ لذا عليه أن يراجع نيته ويجدد التوبة، فلعل عمله قد داخله مفسد من مفسدات العمل كالشرك والبدعة، ولم يكن مخلصاً لله جل وعلا، وفي الحديث: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)[1]. إن المؤمن بطبعه يداوم على الطاعة، ويراقب الله جل وعلا في سائر الأوقات والأحوال، لا يعبد الله في شهر دون شهر؛ لأن الرب سبحانه وتعالى هو رب سائر الشهور. أما من يعكف على الطاعة في رمضان ويدير لها ظهره بقية الشهور، فهو ينشط إذا نشط الناس، ويفتر إذا فتروا، مع أن الإسلام أمر بأن يوطِّن المسلم نفسه، إذا أحسن الناس أن يحسن، وإذا أساؤوا أن يجتنب إساءتهم. والسؤال البدهي في هذا السياق هو: كيف يمكن أن نستقيم على الطاعة في رمضان، ونثبت عليها بعد رمضان؟ أولاً: لا بد من الاستعانة بالله جل وعلا، والإلحاح عليه أن يوفقنا إلى الثبات على دينه، فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (يا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينك)[2]، وفي الحديث: (يا معاذ، والله إني لأحبك، فقال: أوصيك يا معاذ: لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)[3]. ثانياً: الإكثار من الاستغفار وتجديد التوبة؛ لأن المعاصي تحرم العبد التوفيق، فلا بد من التوبة الصادقة منها؛ حتى لا تقف حجر عثرة في طريق الاستقامة. ثالثاً: التقرب إلى الله جل وعلا بأنواع الطاعات والنوافل؛ فإن ذلك من أكبر المعينات على تحصيل محبة الله وتوفيقه، وفي الحديث: (وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه)[4]. إن المؤمن ينبغي أن يكون ربانيًّا، يستقيم على طاعة الله جل وعلا وعبادته سائر الشهور، وليس يعبد الله في شهر رمضان فقط، فإذا مضى الشهر المبارك عاد لما كان عليه من الغفلة والتفريط في جنب الله، قال تعالى: (واعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يأتيَكَ اليَقِينُ)[5]. [1] رواه مسلم (2985). [2] رواه الترمذي (2140) وابن ماجه (3834)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (3834). [3] رواه أبو داود (1522) والنسائي (1303)، صحيح الجامع (7969). [4] رواه البخاري (6502). [5] [الحجر: 99].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |