فضائل الصيام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حلية المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          دعاء العبادة ودعاء المسألة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الشك في الطهارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حكم التشاؤم بشهر صفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 116 - عددالزوار : 60100 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 57506 )           »          وأنا أبكي من الفرح ! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 264 )           »          أمسك عليك لسانك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          باختصار – حاجاتنا إلى النضج الدعوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-04-2020, 01:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي فضائل الصيام

فضائل الصيام
الصوم من أشرف العبادات



الشيخ ندا أبو أحمد







لأن إضافة الصيام لله تعالى تشريفاً لقدره.


فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:


"قال الله - عز وجل -: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : والصيام جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم؛ فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم. والذي نفس محمد بيده، لخُلُوف فم الصائم، أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه" (متفق عليه).





جُنَّة: وهي بضم الجيم، وهي ما يجنُّ الإنسان أي يستره، والمعنى أن الصوم يستر صاحبه ويقيه من ارتكاب المعاصي، والوقوع في المآثم الموجبة لدخول النار.





الرفث: الفحش والرديء من القول.





لا يصخب: لا يصيح.





الخُلُوف: تغيير رائحة الفم.





وفي رواية لمسلم: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعفُ الْحَسَنَةُعَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: إلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْأَجْلِي، ولِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَلِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فمِّ الصَّائمِ أطيب عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِالْمِسْكِ".





(أخرجهأحمد:2/477 "رقم 10178"، ومسلم: 2/807 "رقم 1151"، وابن ماجة:1/525 "رقم 1638"، والنسائي:4/164"رقم 2218").





وفي رواية الترمذي بسند حسن وهي في "صحيح الترغيب" (968) ‏قال رسول الله‏ ‏ - صلى الله عليه وسلم -: ‏


"‏إن ربكم يقول:‏ ‏كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والصوم لي وأنا أجزي به، والصوم ‏جنة ‏من النار، ‏ولخلوف‏ ‏فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وإن جهلَ على أحدكم جاهل وهو صائم، فليقل: إني صائم... إني صائم".





وفي رواية ابن خزيمة بسند صحيح:


"كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله: إلا الصيامفهو لي وأنا أجزي به، يدع الطعام من أجلي، ويدع الشراب من أجلي، ويدع لذته من أجلي،ويدع زوجته من أجلي، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان: فرحةحين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه".





قال ابن عبد البر - رحمه الله -:


كفى بقوله: "الصوم لي" فضلاً للصيام على سائر العبادات. أهـ.





وقد اختلف العلماء في المراد بقوله تعالى: "الصيام لي وأنا أجزي به" (مع أن الأعمال كلها لله، وهو الذي يجزي بها) على أقوال:-


ذكرها الإمام النووي - رحمه الله - في "شرح مسلم" (8/29):


أنه لم يعبد أحد غير الله تعالى به، فلم يعظم الكفار في عصر من العصور معبود لهم بالصيام، وإن كانوا يعظمونه بصورة الصلاة، والسجود، والصدقة، والذكر... وغير ذلك.





وقيل: لأن الصوم بعيد عن الرياء لخفائه، بخلاف الصلاة، والحج، والغزو، والصدقة... وغيرها من العبادات الظاهرة.





وقيل: لأنه ليس للصائم ونفسه فيه حظ. (قاله الخطابي - رحمه الله -).





وقيل: إن الاستغناء عن الطعام من صفات الله تعالى، فتقرب الصائم بما يتعلق بهذه الصفة، وإن كانت صفات الله تعالى لا يشبهها شيء.





وقيل: معناه أن المنفرد بعلم مقدار ثوابه، أو تضعيف حسناته وغيره من العبادات أظهر سبحانه بعض مخلوقاته على مقدار ثوابها. أهـ.





وذكر الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "الفتح" (8/241-244) هذه الأسباب:


وزاد وقال: إن معنى "الصوم لي"، أي: أنه أحب العبادات إليَّ والمقدم عندي.





وقيل: إنه خالص لله، وليس للعبد فيه حظ من الثناء عليه لأجل العبادة.





وقيل: لأن جميع العبادات توفى منها مظالم العباد إلا الصيام.





وقيل: لأن الصوم لا يظهر، فتكتبه الحفظة كما تكتب سائر الأعمال.





ثم رجَّح الحافظ ابن حجر بعض الأجوبة على غيرها، فرجح القول:


بأن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره، والقول بانفراد الله بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته، وقد ذهب إلى ما رجحه ابن حجر صاحب "تحفة الأحوذي". (تحفة الأحوذي: 3/409).





وقال القرطبي - رحمه الله -:


لما كانت الأعمال يدخلها الرياء، والصوم لا يطَّلع عليه بمجرد فعله إلا الله، فأضافه الله إلى نفسه، ولهذا قال في الحديث: "يدع شهوته من أجلي".





وهذه الفضيلة تجرنا إلى فضيلة أخرى، وهي أن الصيام رفعة في الدرجات. وذلك لقوله تعالى:


"إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به".


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-04-2020, 01:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فضائل الصيام

فضائل الصيام
الشيخ ندا أبو أحمد

الصوم لا مِثْلَ له


إنَّ من أَجَلِّ الفرائض وأسماها التي فرضها الإسلام فريضة الصوم، الذي هو أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، وهو من أَجَلِّ دعائم الإيمان، وهو من القُرَب الرفيعة التي تُقرِّب العبد من ربه.

وهو من الآداب الإسلامية الخالية من الرياء، البريئة من الزهو والخيلاء، حيث لا يعلم به إلا علاَّم الغيوب.

فأَنْعِم بالصوم من عبادة شرعها الله وجعلها تكفير للخطيئات، وزيادة الحسنات، ورفع للدرجات، وقمع الشهوات، وتكثير الصدقات، والبعد عن اللفحات، والفوز بالجنات، ورضا رب الأرض والسماوات.

أضف إلى هذا أن الصيام مدرسة خُلُقِية، يتدرب فيها المؤمن على خصال كثيرة، فهو جهاد للنفس ومقاومة للأهواء ونزعات الشيطان التي قد تلوح له، ويتعوَّد به الإنسان على خلق الصبر على ما قد يُحْرَم منه، وعلى الشدائد التي قد يتعرض لها، ويُعلِّم النظام والانضباط، وينمي في الإنسان عاطفة الرحمة والأخوة، والشعور بالتضامن والتعاون التي تربط المسلمين[1].

وكم للصوم من فضائل وفوائد يجهلها البعض، لذا تجدهم لا يحسنون استقبال رمضان، ولا يشحذون الهمم، ولا يشمرون عن ساعد الجد؛ وذلك لأنهم يجهلون هذه الفضائل.

وصدق القائل حيث قال: "مَن لم يعرف ثواب الأعمال؛ ثقلت عليه في جميع الأحوال".

فهيا نتعرف على ثواب وفضل الصيام؛ حتى نقدم على هذه العبادة بهمة ونشاط، ونرجو موعود الله تعالى لمَن قام بحق هذه العبادة، وأسال الله تعالى أن يتقبل منَّا ومنكم صالح الأعمال.


الصوم لا مِثْلَ له:
أخرج الإمام أحمد وابن حبان واللفظ له عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال:
"أنشأ رس-ول الله - ص-لى الله عليه وسلم - جيشًا فأتيته فقلت: يا رسول الله. ادع الله ليبالشهادة، قال: اللهم سلِّمهم وغنِّمهم، فغزونا، فسلمنا و غنمنا، حتى ذكر ذلك ثلاثمرات، قال: ثم أتيته، فقلت: يا رسول الله. إني أتيتك تترى ثلاث مرات أسألك أن تدعو ليبالشهادة، فقلت: اللهم سلِّمهم وغنِّمهم، فسلمنا وغنمنا يا رسول الله، فمرني بعمل أدخل بهالجنة، فقال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له، قال: فكان أبو أمامة لا يرى في بيته الدخاننهارًا، إلا إذا نزل بهم ضيف، فإذا رأوا الدخان نهارًا عرفوا أن اعتراهم ضيف" (صحيح الترغيب والترهيب: 1/413).

وفي رواية النسائي: " عليك بالصوم، فإنه لا عدل له".

وفي حديث أخرجه ابن حبان والطبراني في "الأوسط" عَنْ عَبْدِاللهِبْنِ عُمَرَة- رَضِيَاللهعَنْهُمَا - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّاللهَوَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِين" (السلسلة الصحيحة: 1654).

فإن كان الله وملائكته يصلُّون على المتسحرين والسحور عوناٌ على الصيام، فما ظنك بالصيام؟


[1] (انظر "الفقه الإسلامي وأدلته": 21/566).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21-04-2020, 01:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فضائل الصيام

فضائل الصيام
الشيخ ندا أبو أحمد





شفاعة الصيام لصاحبه يوم القيامة ونداء الريان لمعاشر الصوام




الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة:

أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربي منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: ربي منعته النوم بالليل فشفعني فيه: قال: فيشفعان" (صحيح الترغيب والترهيب:1/411)[1].



قال الألباني:

أي: يشفِّعهما الله فيه ويدخله الجنة.



قال المناوي:

وهذا القول يحتمل أنه حقيقة، بأن يجسد ثوابهما، ويخلق الله فيه النطق، ï´؟ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ï´¾ ويحتمل أنه على ضرب من المجاز والتمثيل.



قال الألباني:

والأول هو الصواب الذي ينبغي الجزم به هنا، وفي أمثاله من الأحاديث التي فيها تجسيد الأعمال ونحوها، كمثل تجسيد الكنز شجاعاً أقرع. ونحوه كثير، وتأويل مثل هذه النصوص ليس من طريقة السلف - رضي الله عنهم - بل هي طريقة المعتزلة، ومَن سلك سبيلهم من الخلف، وذلك مما ينافي أول شروط الإيمان ï´؟ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ï´¾ [البقرة: 2] فحذار أن تحذو حذوهم؛ فتضل وتشقي. والعياذ بالله تعالى.



نداء الريان لمعاشر الصُّوَّام:

1- أخرج البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن في الجنة باباً يقال له الرَّيان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلِق فلم يدخل منه أحد".



زاد الترمذي: "ومَن دخله لم يظمأ أبداً".



وزاد ابن خزيمة: "فإذا دخل آخرهم أُغلِق، ومَن دخل شرب، ومَن شرب لم يظمأ أبداً".



قال الزين بن المنير - رحمه الله -:

إنما قال: "في الجنة"، ولم يقل: "للجنة" ليشعر بأن في الباب المذكور من النعيم والراحة ما في الجنة، فيكون أبلغ في التشوق إليه.



2- وأخرج البخاري ومسلم أيضاً من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن أنفق زوجين في سبيل الله، نودي من أبواب الجنة، يا عبد الله هذا خير، فمَن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومَن كان من أهل الجهاد دعي من أبواب الجهاد، ومَن كان من أهل الصيام دعي من باب الرَّيان، ومَن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على مَن دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم. وأرجو أن تكون منهم".



ذكر ابن حبان - رحمه الله -:

أن كل طاعة لها من الجنة أبواب يدعي أهلها منها، إلا الصيام فإن له باباً واحداً.



وقال الزركشي - رحمه الله -:

الرَّيان فَعْلان كثير الري، نقيض العطش، سمي به لأنه جزاء للصائمين على عطشهم وجوعهم.



وليس المراد المقتصر على شهر رمضان، بل ملازمة النوافل من ذلك وكثرتها. (المرقاة).



وقال القرطبي - رحمه الله -:

اكتفي بذكر الري عن الشبع؛ لأنه يدل عليه من حيث أنه يستلزمه، وقال ابن حجر: أو لكونه أشق على الصائم من الجوع.



وقال ابن حجر - رحمه الله - أيضاً:

وقعت المناسبة فيه بين لفظه ومعناه؛ لأنه مشتق من الري، وهو مناسب لحال الصائمين.



وقال العز بن عبد السلام - رحمه الله -:

أما تخصيص دخولهم الجنة بباب الريان، فإنهم ميزوا بذلك الباب لتميز عبادتهم ومشرفها.





[1] (صحيح الجامع:3776).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21-04-2020, 01:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فضائل الصيام

فضائل الصيام
الشيخ ندا أبو أحمد




الصيام فدية لبعض الأعمال أو بدل منها أو كفارة لها


وهذا ليس لأي عبادة إلا الصوم:
أولاً: فقد جعل الله الصيام فدية لحلق شعر الرأس، الذي هو من محظورات الإحرام في الحج والعمرة، وبدلاً من هدي واجب لمن عجز عن الهدي.
قال تعالي: ï´؟ وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ï´¾ [البقرة: 196].

ثانياً: جعل الله الصيام معادلاً للهدي وإطعام المساكين في كفاءة الصيد بالنسبة للمحرم
قال تعالى: ï´؟ يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ï´¾ [المائدة: 95].

ثالثاً: جعل الله صيام ثلاثة أيام بدل كفارة اليمين عند العجز عنها وهي إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم أو تحرير رقبة، على التخير بين هذه الثلاثة.
قال تعالى: ï´؟ لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ï´¾ [المائدة: 89].

رابعاً: جعل الله كفارة القتل الخطأ، وكفارة الظهار عتق رقبة مؤمنة، هذه هي الكفارة الأساسية، فمن لم يجد رقبة مؤمنة؛ فعليه أن يصوم بدلاً عنها شهرين متتابعين.

فسبحان من جعل الصوم ينوب عن عتق الرقاب عند العجز، ويجعله كفارة القتل الخطأ.

قال تعالى: ï´؟ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ï´¾ [النساء: 92].

وقال تعالى: ï´؟ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ï´¾ [المجادلة: 3،4].

فجعل الله الصيام ولم يجعل الصلاة أو الحج... وهذه خاصية للصوم، فأنعم به من عباده.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21-04-2020, 01:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فضائل الصيام

فضائل الصيام

الشيخ ندا أبو أحمد







خُلوف الصائ‍م قد يكون أطيب من ريح المسك







أخرج الإمام مسلم وابن حبان في "صحيحه" واللفظ له من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل حسنة يعملها ابن آدم بعشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، يقول الله: إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به، يدع الطعام من أجلي، والشراب من أجلي، وشهوته من أجلي، وأنا أجزي به، وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه، ولخُلُوف فم الصائم حين يخلف من الطعام، أطيب عند الله من ريح المسك".





قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -: خُلُوف الفم: رائحة ما يتصاعد منه من الأبخرة، لخلو المعدة من الطعام بالصيام، وهي رائحة مستكرهة في مشام الناس في الدنيا، ولكنها عند الله طيبة، حيث إنها ناشئة عن طاعته وابتغاء مرضاته، كما أن دم الشهيد يجئ يوم القيامة يثغب دمًا، لونه لون الدم وريحه ريح المسك.





قال ابن جماعة وابن حجر - رحمهما الله -: وفيه: أن خُلُوف فم الصائم أفضل من دم الجريح في سبيل الله؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الشهيد: "إن ريحه ريح المسك"، وقال - صلى الله عليه وسلم - في خلوف الصائم: "أطيب من ريح المسك".





ومعنى طيب ريح خلوف الصائم عند الله - عز وجل -: أن الصيام لما كان سرًا بين العبد وبين ربه في الدنيا، أظهره الله في الآخرة علانية للخلق؛ ليشتهر بذلك أهل الصيام، ويُعْرَفون بصيامهم بين الناس لإخفائهم صيامهم في الدنيا.





قال أبو حاتم - رحمه الله -: شعار المؤمنين في القيامة التحجيل بوضوئهم في الدنيا، فرقًا بينهم وبين سائر الأمم، وشعارهم في القيامة بصومهم طيبُ خُلُوفهم أطيب من ريح المسك؛ ليُعْرَفوا من ذلك الجمع بذلك العمل. نسأل الله بركة هذا اليوم.





قال مكحول - رحمه الله -: يُروّح على أهل الجنة برائحة، فيقولون: ربنا ما وجدنا ريحًا منذ دخلنا الجنة أطيب من هذا الريح فيقال: هذه رائحة أفواه الصُّوَّام.





وقد تفوح رائحة الصيام في الدنيا وتستنشق قبل الآخرة.





وهذا ما حدث مع عبدالله بن غالب - الحرَّاني - من العُبَّاد المجتهدين في الصلاة والصيام، فلما دُفِن كان يفوح من تراب قبره رائحة المسك، فرؤي في المنام، فسُئِل عن تلك الرائحة التي توجد في قبره فقال: تلك رائحة التلاوة والظمأ".





أخرج الإمام أحمد وغيره بسند صحيح عن الحارث بن الحارث الأشعري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله أمر يحيي بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن، وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فكأنه أبطأ بهن، فأوحى الله إلى عيسى، إما أن يبلغهن أو تبلغهن، فأتاه عيسي فقال له: إنك أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فإما أن تبلغهن وإما أن أبلغهن، فقال له: يا روح الله. إني أخشي إن سبقتني أن أُعذَّب أو يُخسَف بي، فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس، حتى امتلأ المسجد، فقعد على الشرفات فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن:


وأولهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، فإن مثل مَن أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص ماله بذهب أو ورق، ثم أسكنه دارًا، فقال له: اعمل وارفع إليَّ، فجعل العبد يعمل ويرفع إلى غير سيده، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟ وإن الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئًا.





وأمركم بالصلاة، وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا فإن الله - عز وجل - يُقبِل بوجهه على عبده ما لم يلتفت.





وأمركم بالصيام، ومثل ذلك كمثل رجل معه صُرّة مسك في عصابة، كلهم يجد ريح المسك، وإن خُلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.





وأمركم بالصدقة، ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو، فشدوا يديه إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه، فقال لهم: هل لكم أن أفتدي نفسي منكم؟ فجعل يفدي نفسه منهم بالقليل والكثير حتى فكَّ نفسه.





وأمركم بذكر الله كثيرًا، ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعًا في أثره، فأتى حصنًا حصينًا؟ فأحرز نفسه فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله.





وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن: الجماعة، والسمع والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، فإنه من فارق الجماعة قيد شبرٍ، فقد خلع ربعة الإسلام من عنقه إلا أن يُراجع، ومَن دعا بدعوى الجاهلية فهو في جُثاء جهنم، وإن صام وزعم أنه مسلم، فادعوا بدعوة الله التي سمَّاكم بها المسلمين المؤمنين عباد الله".


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21-04-2020, 01:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فضائل الصيام

فضائل الصيام

الشيخ ندا أبو أحمد




الصوم في الصيف جزاؤه الري والسقيا يوم العطش


أخرج البزار عن ابن عباس - رضي الله عنهما -:
"أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا موسى على سرية في البحر، فبينما هم كذلك، قد رفعوا الشِّراع في ليلة مظلمة، إذا هاتف فوقهم يهتف يا أهل السفينة! قِفوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه، فقال أبو موسى: أخبرنا إن كنت مخبراً، قال: إن الله - تبارك وتعالى - قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يوم صائف؛ سقاه الله يوم العطش".

الشِّراعُ: بكسر الشين المعجمة، هو قلع السفينة.

وفي رواية: "إن الله قضى على نفسه أن مَن عطش نفسه لله في يوم حار، كان حقاً على الله أن يُرويه يوم القيامة".

فكان أبو موسى يتوخَّى اليوم الشديد الحر الذي يكاد الإنسان ينسلخ فيه حراً فيصومه".
(حسنه الألباني في "صحيح الترغيب": 1/412).

فصيام نهار الصيف من خصال الإيمان؛ لطول نهار الصيف وشدة حره.

نقل ابن رجب - رحمه الله - عن بعض السلف أنه قال:
"بلغنا أنه يوضع للصُّوَّام مائدة يأكلون عليها والناس في الحساب، فيقولون: يا رب نحن نُحَاسَب وهم يأكلون، فيقال: إنهم طالما صاموا وأفطرتم، وقاموا ونمتم".

وما بكى العباد على شيء عند موتهم إلا على ما يفوتهم من ظمأ الهواجر.

قال معاذ بن جبل - رضي الله عنه - عند موته كما جاء في "حلية الأولياء" وكتاب "الزهد" للإمام أحمد:
"مرحباً بالموت، زائر مغب، حبيب جاء على فاقة، اللهم كنتُ أخافك فأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا لطول البقاء فيها لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر".





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21-04-2020, 01:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فضائل الصيام

فضائل الصيام

الشيخ ندا أبو أحمد




تتمة لفضائل وفوائد الصيام










يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:


من أسماء الله تعالى: "الحكيم" والحكيم مَن اتَّصف بالحكمة، والحكمة: إتقان الأمور ووضعها في مواضعها، ومقتضى هذا الاسم من أسمائه تعالى أن كل ما خلقه الله تعالى أو شرعه، فهو لحكمة بالغة علمها مَن علمها، وجهلها من جهلها.




وللصيام الذي شرعه الله وفرضه على عباده حِكَمٌ عظيمة وفوائد جمَّة:

فمن حِكَم الصيام: أنه عبادة يَتَقَرَّب بها العبد إلى ربه، بترك محبوباته المجبول على محبَّتها من طعام وشراب ونكاح؛ لينال بذلك رضا ربه والفوز بدار كرامته، فيتبين بذلك إيثاره لمحبوبات ربه على محبوبات نفسه، وللدار الآخرة على الدنيا.




ومن حِكَم الصيام: أنه سبب للتقوى إذا قام الصائم بواجب صيامه، قال الله تعالى:



ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ï´¾ [البقرة: 183].





فالصائم مأمور بتقوى الله - عز وجل - وهي امتثال أمره، واجتناب نهيه، وذلك هو المقصود الأعظم بالصيام، وليس المقصود تعذيب الصائم بترك الأكل والشرب والنكاح؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:


"مَن لم يَدَعْ قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يَدَعَ طعامه وشرابه".





قول الزور:


كل مُحَرَّم من الكذب والغيبة والشتم، وغيرها من الأعمال المحرَّمة. والعمل بالزور: العمل بكل فعل مُحَرَّم، من العدوان على الناس، بخيانة، وغش، وضرب الأبدان، وأخذ الأموال، ونحوها، ويدخل فيه الاستماع إلى ما يُحرَّم الاستماع إليه من الأغاني المحرَّمة، والمعازف: وهي آلات اللهو، والجهل: هو السفه، وهو مجانبة الرشد في القول والعمل، فإذا تمشَّى الصائم بمقتضى هذه الآية والحديث كان الصيام تربية نفسه، وتهذيب أخلاقه، واستقامة سلوكه، ولم يخرج شهر رمضان إلا وقد تأثَّر تأثُّراً بالغاً يظهر في نفسه وأخلاقه وسلوكه.




ومن حِكَم الصيام: أن الغني يعرف قدر نعمة الله عليه بالغنى، حيث إن الله - عز وجل - قد يسَّر له الحصول على ما يشتهي، من طعام، وشراب، ونكاح مما أباح الله شرعاً، ويسَّره له قدراً، فيشكر ربه على هذه النعمة، ويذكر أخاه الفقير الذي لا يتيسر له الحصول على ذلك، فيجود عليه بالصدقة والإحسان.




ومن حِكَم الصيام: التمرُّن على ضبط النفس والسيطرة عليها حتى يتمكَّن من قيادتها لما فيه خيرها وسعادتها في الدنيا والآخرة، ويبتعد عن أن يكون إنساناً بهيميًّا لا يتمكن من منع نفسه عن لذَّتها وشهواتها، لما فيه مصلحتها.




ومن حِكَم الصيام: ما يحصل من الفوائد الصحيَّة الناتجة عن تقليل الطعام، وإراحة الجهاز الهضمي فترة معيَّنة، وترسُّب بعض الفضلات والرطوبات الضارة بالجسم وغير ذلك. أهـ.






وهناك فوائد وفضائل أخرى للصيام منها:


1- كسر النفس: فإن الشبع والري ومباشرة النساء تحمل النفس على الأشر والبَطَر والغفلة.


فإنه يهذب النفوس، ويكفها عن الشهوات، ويمنعها من البطر، ويصُدَّها عن الطغيان، ويبصرها بحقيقتها وضعفها، وشدة احتياجها إلى الطعام، الذي هو من بعض نعم الله عليها؛ فتذل وتتضاءل أمام عظمته القاهرة سبحانه وتعالى.





2- ومنها تخلِّي القلب للفكر والذكر:


فإن تناول هذه الشهوات قد يقسي القلب ويعميه، وخلو البطن من الطعام والشراب ينوِّر القلب، ويوجب رقته، ويزيل قسوته، ويخليه للفكر والذكر.





3- ومنها أن الصيام يضيق مجاري الدم:


التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فتسكن بالصيام وساوس الشيطان، وتنكسر ثورة الشهوة والغضب، ولهذا جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الصوم وِجَاء لقطعه عن شهوة النكاح.





4- وللصوم كذلك فوائد وثمار أخلاقية منها:


أنه يبعد المسلم عن الخطأ، سواء كان الخطأ بالفعل أو القول، فلا يتحدث إلا بالخير وهذا ما يتفق مع أخلاق المسلم، فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل ولا يسب ولا يشتم، ولا يقابل السيئة بمثلها، بل يقابلها بالعفو والصفح والإحسان، امتثالاً لقوله تعالى:


ï´؟ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ï´¾ [فصلت: 34].





فيرد على مَن يجهل عليه، فيقول: "إني صائم" بصوت يسمع الشاتم فينزجر؛ وكذلك ليسمع به نفسه؛ ليمنعها من مشاتمته ومقاتلته، وبذلك يحافظ على صومه من المكدرات، وإن كان المسلم مطالباً بذلك في كل أحواله، إلا أنه في حق الصائم آكد.





5- والصيام سبيل للتخلي عن الرذائل والتحلي بالفضائل:


فالصائم لا يقول زوراً، ولا يتحدث بنميمة أو غيبة، وإلا فلا قيمة لصيامه، وما ناله من ذلك إلا الجوع والعطش.





فقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:


"مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".





6- الصيام يحض على الشفقة والرأفة والرحمة بأصحاب البطون الخاوية ومد يد العون إليهم:


يقول شوقي إبراهيم - رحمه الله -:


الصوم حرمان مشروع، وتأديب بالجوع، وخشوع لله وخضوع، ولكل فريضة حكمة، وفرض الصوم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة، فهو يستثير الشفقة، ويحض على الصدقة، ويكسر الكبر، ويعلم الصبر، ويسن خلال البر.





حتى إذا جاع من أَلفَ الشبع، وحُرِم المترف أسباب المنع، عرف الحرمان كيف يقع، وألم الجوع إذا لذع.





ومنها أن الغني يعرف قدر نعمة الله عليه بالامتناع عن هذه الشهوات في وقت مخصوص، وحصول المشقة له بذلك بتذكر من منع ذلك على الإطلاق، فيوجب له ذلك شكر نعمة الله عليه بالغنى ويدعوه إلى رحمه أخيه المحتاج ومواساته بما يمكن من ذلك.





روي عن يوسف - عز وجل - أنه قيل له:


"لِمَ تجوع وأنت على خزائن الأرض؟ قال: أخاف أن أشبع فأنسى الجائع".





فالصوم حرمان، وهذا تذكير عملي بجوع الجائعين، وبؤس البائسين، فيشعر الغني أن هناك معدات خاوية، وبطوناً خالية، وأحشاء لا تجد ما يسد الرمق، ويطفئ لهب الجوع، فيرقّ قلبه ويعطي المحتاجين، ويمد يد العون للمساكين.





7- ومن فضائل الصوم كذلك:


أن الصوم يعلم المسلم المراقبة الدائمة لله تعالى: لأن الصائم يكون أمامه طوال يوم الصوم الطعام والشراب والزوجة، ولا يمنعه من ذلك إلا المراقبة الدائمة لله تعالى.





8- ومن فضائل وفوائد الصيام: أنه علاج لكثير من الأمراض:


أ- علاج للإدمان:


فالصوم سمو بالروح إلى عالم الطهارة والخير، ومن هنا يجب الاستفادة من شهر رمضان في تحرير النفس، وخلاصها من كل ما هو مفسد ومدمر لها، مثل العادات السيئة: كالتدخين، والإفراط في استعمال المنبهات العصبية كالشاي والقهوة.





يقول الدكتور يسري عبد المحسن "أستاذ الطب النفسي والأعصاب بكلية طب جامعة القاهرة":


"أما بالنسبة لحالات الإدمان بأنواعها المختلفة، سواء كانت من الأقراص المهدئة أو المنشطة أو على الحشيش والأفيون، أو الكوكايين والهيروين... فإن شهر الصوم قد يساعد كثيراً في علاج هذه الحالات، وخصوصاً التي ظهر فيها الإدمان منذ فترة قصيرة؛ لأن الصوم مع الإرادة القوية يحقق عدم التعرض لتعاطي هذه المواد طوال فترة النهار حتى المغرب، ثم مع الإرادة القوية يستطيع المدمن أن يتغلب على الحنين، أو احتمالات الحاجة إلى تعاطي المادة التي أدمن عليها في فترة المساء، عن طريق ممارسة أنشطة العبادة: كالصلاة، وتلاوة القرآن الكريم، وسماع الأحاديث. وأن الاعتكاف في المسجد مع الانشغال المستمر بالممارسات الدينية المختلفة، يجعل المدمن في حالة من الطمأنينة والراحة النفسية، مع الإحساس بالأمان والهدوء الداخلي، الذي قد يبعده عن الإحساس بالحنين والحاجة إلى اللجوء لهذه السموم، وإذا لزم الأمر فقد يستطيع المدمن أن ينتظم على العلاج النفسي جنباً إلى جنب، مع الاستفادة من صومه وتردده على المسجد في التخلص من عادته السيئة، وهنا يكون المسجد بمثابة المصحة النفسية في العزل الجزئي للمدمن خلال فترة المساء، أما في فترة النهار فإن الصوم وحده كفيل بضمان حسن سير العلاج، والامتناع عن تعاطي المواد المدمنة.





ب- وكذلك الصوم يحسن قوة دقات القلب وشدتها، ويعيد نشاطه على الوجه الأكمل:


فالقلب يضرب 80 ضربة في الدقيقة الواحدة، أي مما يعادل 115200 مرة في الـ24 ساعة؟


وأنه لوحظ في الأيام الأولى من الصوم تناقص في عدد ضربات القلب، بحيث تصل إلى أقل من 60 ضربة في الدقيقة، بينما يعود نبض القلب لكي يثبت على 60 ضربة في الدقيقة طوال اليوم خلال فترة الصيام، وهذا النقص في عدد دقات القلب يوفر 28800 دقة في ال24 ساعة، وهذا معناه أن القلب يأخذ راحته من ربع العمل الذي كان منوطاً به.





ج- وكذلك الصوم يفيد في الأمراض الجلدية:


جاء في كتاب "قرة العين" في رمضان لعلي الجندي: أن الصوم له فوائد كبرى؛ لأن الصوم يمهد لخلو الجهاز الهضمي والأمعاء من الطعام لفترة ما، فتنشط فيها عصاراته لمواجهة الوجبة المقبلة، فتكون فرصة عملية الهضم أكبر، إذ إن تقارب فترات الطعام لا يعطي هذا الجهاز المهم من الجسم الفرصة الكافية للتخلص من الفضلات السابقة، التي تتغذى عليها الميكروبات، فتصبح بؤرة عفنة تشيع سمومها وتسبب أمراض كثيرة منها أمراض جلدية لا حد لها.





ويقول الدكتور محمد الظواهري "أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة القاهرة":


إن علاقة التغذية بالأمراض الجلدية متينة، فالامتناع عن الغذاء والشراب مدة ما؛ يقلل من الماء في الجسم والدم، وهذا بدوره يدعو إلى قلة الماء في الجسم، وحينئذ تزداد مقاومة الجلد للأمراض الجلدية المؤذية والميكروبية، وقلة الماء من الجلد تقلل أيضاً من حدة الأمراض الجلدية الالتهابية والحادة والمنتشرة بمساحات كبيرة بالجسم، وأفضل علاج لهذه الحالات من الوجهة الغذائية هو الامتناع عن الطعام والشراب لفترة ما.





فوائد الصيام الطبية:


وقد أجرى الطبيب عصام العريان من مصر بحثاً على 120 صائماً من الرجال والنساء لمختلف الأعمار فوجد الآتي:


أن الصيام قد عمل على ضبط متوسط معدل الجلوكوز في الدم طوال الشهر من (80-120).





أن الصيام قد ساعد على تخلص الجسم من الدهنيات الزائدة.





أن الصيام يحدث انخفاضاً في معدل الكولسترول للصائمين الذين بدأوا الصيام بكولسترول مرتفع، بينما لم يتأثر معدل الكلسترول للذين بدأوا الصيام وهو طبيعي لديهم.





أن الصيام يحدث انخفاضاً في مستوى حمض البوليك، بينما لم يحدث أي تغير في مستوى البولينا في الدم أثناء الصيام.





ويؤخذ من أقوال الأطباء المنشورة في بعض الصحف والمجلات بمناسبة شهر رمضان الكريم:


إن الصوم يفيد في تجنب أنواع من الأمراض، نذكر بعضها فيما يلي:-


1- السمنة والتكرش: وهما داء الأكلة والكسالى والمترفين.





2- النقرس: المعروف قديماً بداء الملوك.





3- ارتفاع الضغط الشرياني.





4- التهاب الكبد وحويصلة الصفرة من الالتهابات والحصوات.





5- التهاب الكُلى الحاد والحصوات البولية.





6- أمراض القلب المزمنة التي تصحب البدانة والضغط العالي.





7- اضطراب المعدة المصحوبة بتخمر في المواد الزلالية والنشوية.





8- مرض السكر: وقد كان علاج هذا المرض قبل كشف الإنسولين الصوم والحِمية.





فوائد الصيام الصحية:


1- يقوي الصيام جهاز المناعة فيقي الجسم من أمراض كثيرة، حيث يتحسن المؤشر الوظيفي للخلايا اللمفاوية عشرة أضعاف أثناء النوم، وتزداد الخلايا T.lymphocytes المسئولة عن المناعة النوعية زيادة كبيرة، ونتيجة لزيادة البروتين الدهني تنخفض الكثافة؛ فتنشط الردود المناعية للجسم.





2- يخفف الصيام ويهدئ من هياج الغريزة الجنسية وخصوصاً لدى الشباب، وذلك بهبوط مستوى هرمون التيستوستيرن، وهو الهرمون المحرك والمثير للرغبة الجنسية، هذا ما أشار إليه الحديث النبوي الشريف، حيث قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للشباب الذين لا يقدرون على الزواج:


"يا معشر الشباب! مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".





وقد وُجِدَ بالأبحاث العلمية أن الصيام مع الاعتدال في الطعام والشراب، يكون له تأثير في كبح جماح الغريزة الجنسية.





3- يعالج الصيام الأمراض الناتجة عن السمنة، كتصلب الشرايين، وضغط الدم، وبعض أمراض القلب. (الصيام معجزة علمية د. عبد الجواد الصاوي).





4- يعالج الصيام بعض أمراض الدورة الدموية الطرفية كمرض الرينود ومرض برجر.





5- يعالج الصيام المتواصل مرض التهاب المفاصل المزمن (الروماتويد).





6- يعادل الصيام الإسلامي ارتفاع حموضة المعدة؛ وبالتالي يساعد على التئام قرحة المعدة.






7- يُمكِّن الصيام آليات الهضم والامتصاص في الجهاز الهضمي وملحقاته من أداء وظائفها على أتم وأكمل وجه.





8- يتيح الصيام راحة فسيولوجية للجهاز الهضمي وملحقاته، بمنع تناول الطعام والشراب لفترة زمنية تتراوح من 9-11 ساعة بعد امتصاص الغذاء، وتسترح آليات الأمعاء في كل هذه الفترة.





9- يُمكِّن الصيام الغدد الصماء ذات العلاقة بعمليات الاستقلاب في فترة ما بعد الامتصاص من أداء وظائفها.





10- ينشط الصيام آليات الاستقلاب أو التمثيل الغذائي في البناء والهدم للجلوكوز والدهون والبروتينات لتقوم بوظائفها على أكمل وجه.





11- يجدد الصيام الخلايا أثناء مرحلة البناء.





12- يحسن الصيام خصوبة الرجل والمرأة على السواء.





13- يقي الصيام الجسم من أخطار السموم المتراكمة في خلاياه وبين أنسجته من جراء تناول الأطعمة وخصوصاً المحفوظة منها.





14- توصل الدكتور أحمد القاضي: إلى أن درجة تحمل المجهود البدني، وكفاءة الأداء العضلي ازدادت لدى الصائمين بنسبة كبيرة عند 30% من افراد التجربة، وبنسبة اقل عند 40% منهم، وتحسنت دقات القلب بمقدار 6% وضغط الدم مضروباً في سرعة النبض بمقدار 12 %، وتحسن الشعور بإرهاق الساقين بمقدار 11% ودرجة الشعور بضيق التنفس 9%.





15- يسبب الصوم زيادة في الأحماض الدهنية الحرة في الدم، فتصبح المصدر الرئيسي للطاقة بدلاً من الجلوكوز، الأمر الذي يساعد على تقليل نضوج غليكوجين الكبد والعضلات أثناء الشدة، ويساعد على حماية مستوى الجلوكوز في الدم، وكجزء من عملية الشعور أثناء الصيام، تستخدم المصادر الداخلية بدلاً من الخارجية، حيث تتوفر الأحماض الأمينية في الدم بكميات كافية؛ لإمداد الجسم بالطاقة، علماً أن مدة الصيام المعتدلة والحالة النفسية للصائم الذي يعي جيداً أهمية الصيام، ومدى الأجر الكبير فيه لها دور كبير في عدم الشعور بالإنهاك، الذي يشعر به الإنسان الجائع أو العطشان في الظروف العادية خارج رمضان.





وهناك الكثير والكثير من الفوائد الصحية للصيام والتي لم يصل إليها أهل الطب إلى الآن، لكن علينا أن نُسلِّم بكل ما جاء عن رب العالمين، أو عن الرسول الأمين - صلى الله عليه وسلم -، سواء علمنا الحكمة أو لم نعلمها، فلابد أن نوقن أن ما شرعه الله لنا يحمل في طياته الخير، ويضمن لنا السعادة في الدنيا والآخرة.





ومن الفوائد الصحية للصيام كذلك:


أن الصوم يسمح للمعدة بالتجدد واستعادة النشاط.





أن الصوم يعمل على سرعة التئام الجروح وزوال الالتهابات.





أن كثيراً من المرضى المصابين بالربو تتحسن حالتهم أثناء الصوم.





تحسُّن القوى العقلية والفكرية أثناء الصوم والذاكرة تقوى، وهناك تجارب أجريت على طلاب الجامعات أثبتت أن الصوم لفترات قصيرة يزيد في قدرة هؤلاء الطلاب الذكائية والفكرية، ويجعلهم أكبر قدرة على استيعاب دروسهم وحفظها.





وكذلك تزداد الروحانيات وتسمو أثناء الصوم، وتتحسن العاطفة والمحبة والبديهة تحسناً ملحوظاً، بجانب صفاء النفس وتنوير القلب.





ويلاحظ زيادة السموم البولية عند الصائمين، وهذا نتيجة طرح الفضلات أثناء الصوم.





أن الصوم يشفي بعض حالات العجز الجنسي، كما أنه كفيل باستعادة الخصب الجنسي عند النساء.





وأن الطاقة الحيوية التي كانت تُصرَف في هضم المواد الغذائية، سوف تصرف - عند الصوم - في طرح وطرد كل المواد المؤذية التي يحتوي عليها الجسم... وغير ذلك من الأمراض التي يفيد الصوم فيها، ويعمل على إزالتها أو تخفيفها. (التداوي بالصيام هـ.م شلتون بتصرف).





فالصيام أحبتي في الله...


مفيد للبدن، مريح للمعدة، مُذْهب لكثير من الأمراض النفسية والجسمية، يصلح الجهاز الهضمي والكُلى والكبد، وبعض الغدد المنتشرة في الجسم، ويقي الجسم من الأمراض الخطيرة: كارتفاع ضغط الدم، والبول السكري، ويخفف من حدة التهاب المفاصل، ويريح أنسجة الجسم، ويطهر الأمعاء من العفونات والسموم التي تحدثها البطنة، ويزيل الشحومات التي هي خطر على القلب.





يقول ابن القيم - رحمه الله - كما في "زاد المعاد" (2/29):


لما كان المقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات، وفطامها عن المألوفات، وتعديل قوتها الشهوانية؛ لتستعد لطلب ما فيه غاية سعادتها ونعيمها، وقبول ما تزكو به مما فيه حياتها الأبدية، ويكسر الجوع والظمأ من حدتها وسورتها، ويذكرها مجال الأكباد الجائعة مساكين، وتضيق مجاري الشيطان من الصبر بتضييق مجاري الطعام والشراب، وتحبس قوى الأعضاء عن استرسالها لحكم الطبيعة، فيما يضرها في معاشها ومعادها، ويسكن كل عضو وكل قوة عن جماحه وتلجم بلجامه، فالصيام هو لجام المتقين، وجنة المحاربين، ورياضة الأبرار والمقربين، وهو لرب العالمين من بين سائر العبادات، فإن الصائم لا يفعل شيئاً، وإنما يترك شهواته وطعامه وشرابه من أجل معبوده، فهو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها إيثاراً لمحبة الله ورضائه.





وهو سر بين العبد وربه لا يطَّلع عليه سواه، والعباد قد يطَّلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة، وأما كونه ترك طعامه وشرابه وشهواته من أجل معبوده فهو أمر لا يطلع عليه بشر، وتلك حقيقة الصوم.





وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة، وحمايتها من التخليط الجالب لها المواد الفاسدة، التي إذا استولت عليها أفسدتها، واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها، ويعيد لها ما استلبته منها أيدي الشهوات، فهو من أكبر العون على التقوى، كما قال تعالى:


ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ï´¾ [البقرة: 183].





أحبتي في الله...


لابد أن نُسلِّم بشرع الله سواء علمنا منه الحكمة أم لم نعلم، وعلينا أن نوقن أن شرع الله لنا رحمة، وما أراد الله بنا إلا الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، فالحمد لله على نعمة الإسلام وشرائعه.





أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتقبل منا الصيام، والقيام، وصالح الأعمال.





وأن يرزقنا الجنة ونكون في صحبة الحبيب النبي وصلى الله على آله وصحبه وسلم.





سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21-04-2020, 01:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فضائل الصيام

فضائل الصيام

الشيخ ندا أبو أحمد








الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة






أخرج الإمام أحمد عن عامر بن مسعود - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:


"الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة" (صحيح الجامع: 3868).






قال البيهقي - رحمه الله -:


هذا موقوف على كلام أبي هريرة - رضي الله عنه -، وقال السخاوي: وهو أصح.






وفي "حلية الأولياء" وكتاب "الزهد" للإمام أحمد عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال:


" الشتاء غنيمة العابدين".






وقال الحسن - رحمه الله -:


نعم. زمان المؤمن الشتاء، ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه.






وقال قتادة - رحمه الله -:


إن الملائكة تفرح بالشتاء للمؤمن، يقصر النهار فيصومه، ويطول الليل فيقومه.






وكان عبيد بن عمير الليثي - رحمه الله - إذا جاء الشتاء يقول:


يا أهل القرآن، قد طال الليل لصلاتكم، وقصر النهار لصومكم.






وقال المناوي - رحمه الله - في "فتح القدير" في شرح حديث:


"الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة"


أي: الغنيمة التي تحصل بغير مشقة، والعرب تستعمل البارد في شيء ذي راحة، والبرد ضد الحرارة؛ لأن الحرارة غالبة في بلادهم، فإذا وجدوا برداً عدُّوه راحة.






فبادر أخي... إلى الصيام في الشتاء تحصّل الغنائم وتكن من السعداء


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21-04-2020, 01:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فضائل الصيام

فضائل الصيام

الشيخ ندا أبو أحمد


الصوم جنة عن الشهوات وكفارة للخطيئات



الصوم جنة عن الشهوات:
1- أخرج البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم. إني صائم والذي نفسي بيده لخُلُوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، - يقول الله: يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها".

2- وعند الإمام أحمد من حديث جابر- رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا كعب بن عُجرة: الصوم جُنّة، والصدقة تطفئ الخطيئة، والصلاة برهان - أو قال: قربان - يا كعب بن عُجرة. الناس غاديان: فمبتاع نفسه فمعتقها، وبائع نفسه فموبقها".

3- وعند الإمام أحمد أيضاً من حديث عبدالله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خصاء أمتي الصيام"

ففي الصوم كسر للشهوة، وقمع للشيطان بسد مسالكه وتضييق مجاريه؛ ولذلك وصفه الرسول - صلى الله عليه وسلم - للشباب الذين ليس لهم قدرة على الزواج؛ ليُقوِّم أخلاقهم، ويكسر شهوتهم، ويعدل سلوكهم.

4- فقد أخرج البخاري من حديث عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"يا معشر الشباب! مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".

والوجاء: هو رضُّ عروق الخصية من غير إخراج لها (والرَّضُّ: الدق والكسر) فيكون شبيهاً بالخِصاء.

قال ابن حجر - رحمه الله -:
الجنة: الوقاية والستر، وتبيَّن بالروايات متعلق هذا الستر وأنه من النار.

قال عياض - رحمه الله -:
معناه: ستره من الآثام، أو من النار، أو من جميع ذلك، وبالأخير جزم النووي.

قال الشيخ عمر الأشقر - رحمه الله -:
الصيام جنة ووقاية يقي العبد الذنوب والمعاصي، والبغيض من الكلام، والسيئ من الفعال، وبذلك يتقي العبد النار.

قال المناوي - رحمه الله - في "فتح القدير":
الصوم وقاية في الدنيا من المعاصي بكسر الشهوة؛ لأنه يقمع الهوى، ويردع الشهوات التي هي من أسلحة الشيطان، فإن الشبع مجلبة للآثام، منقصة للإيمان ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه".

فإذا ملأ بطنه انتكست بصيرته، وتشوَّشت فكرته، وغلب عليه الكسل والنعاس؛ فيمنعه عن العبادات، ويشتد غضبه وشهوته فيقع في الحرام.

قال بعض السلف:
طوبي لمن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب لم يره.

فيا معشر الصُّوَّام... اعلموا أن مَن صام عن شهواته في الدنيا؛ أدركها غداً في الجنة.

قال تعالي: ï´؟ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ï´¾ [الحاقة: 24].

قال مجاهد وغيره: نزلت في الصائمين.

واعلموا كذلك أن مَن صام عمَّا سوى الله، فعيده يوم لقائه.

ï´؟ مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ï´¾ [العنكبوت: 5].

الصوم كفارة للخطيئات:
قال تعالى: ï´؟ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ï´¾ [الأحزاب: 35].

1- أخرج البخاري ومسلم من حديث حذيفة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره؛ يكفرها الصيام، والصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

قال المناوي - رحمه الله -:
فتنة الرجل: أي ضلاله ومعصيته، أو ما يعرض له من الشر، ويدخل عليه من المكروه.

في أهله: مما يعرض له معهم من نحو هَمٍّ وحزن، أو شُغل بهم عن كثير من الخير، وتفريطه فيما يلزمه من القيام بحقهم وتأديبهم وتعليمهم.

وماله: بأن يأخذه من غير حلّه، ويصرفه في غير محلِّه، أو يشغله لفرط محبته عن كثير من الخيرات. - نفسه: بالركون إلى شهواتها.

ولده: بفرط محبته، والشغل به عن المطلوبات الشرعية.

جاره: بنحو حسد، وفخر، ومزاحمة في حق، وإهمال في تعهد.

ونبَّه على الصلاة والصيام على العبادة الفعلية، وبالصدقة على المالية، وبالأمر والنهي على التولية فهي أصول المكفرات والمراد الصغائر فقط.

2- وأخرج البخاري ومسلم أيضاً:
"مَن صام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه"، قوله: "إيماناً واحتساباً" يعني يصومه على التصديق بوجوبه، والرغبة في ثوابه طيبة بها نفسه غير كاره، ولا مستثقل بصيامه ولا مستطيل لأيامه، لكن يغتنم ويفرح بطول أيامه لعظم ثوابه.

3- أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".

فأنعم به من شهر تُغْفَر فيه الزلات، وتُكفَّر السيئات، وينال العبد فيه رضا وعفو رب الأرض والسماوات.

4- وعند الطبراني في "الأوسط" عن أبي سعيد - رضي الله عنه - أن الحبيب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "صوم يوم عرفة كفارة السنة الماضية والسنة المقبلة"[1].

5- وعند الإمام مسلم عن أبي قتادة- رضي الله عنه -قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صيام يوم عرفة، إني أحتسب على الله أن يُكَفِّر السنة التي قبله والتي بعده، وصيام يوم عاشوراء، إني احتسب على الله أن يُكَفِّر السنة التي قبله".

قال الطيبي - رحمه الله -:
وكان القياس: "أرجو من الله"، فوضع محله "أحتسب" وعدَّاه بـ(على) التي للوجوب على سبيل الوعد؛ مبالغة في تحقيق حصوله.

يكفر السنة الماضية التي قبله: يعني الصغائر المكتسبة فيها.

والسنة التي بعده: بمعني أنه تعالى يحفظه أن يُذنِب فيها، أو يعطي من الثواب ما يكون كفارة لذنوبها، أو يكفرها حقيقة ولو وقع فيها، ويكون المكفِّر مقدَّماً على المكفَّر.

ولهذا قال صاحب العدة: ولذلك فإن الصيام لا يوجد شيء مثله من العبادات.





[1] (صحيح الجامع: 3805).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 21-04-2020, 01:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فضائل الصيام

فضائل الصيام

الشيخ ندا أبو أحمد

ومن صام وقام رمضان فهو مع الصدقين والشهداء



الصوم سبيل إلى الجنة:
أخرج الإمام أحمد عن حذيفة - رضي الله عنه - قال:
"أسندتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى صدري، فقال: مَن قال: "لا إله إلا الله " خُتِم له بها دخل الجنة، ومَن صام يومًا ابتغاء وجه الله خُتِم له بها دخل الجنة، ومَن تصدَّق بصدقة ابتغاء وجه الله خُتِم له بها دخل الجنة".


قال ابن خزيمة - رحمه الله -:
إيجاب الله - عز وجل - الجنة للصائم يومًا واحدًا، إذا جمع مع صومه صدقة، وشهود جنازة، وعيادة مريض. واستشهد بالحديث الذي رواه بسنده، ورواه كذلك الإمام مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"مَن أصبح منكم اليوم صائمًا؟ فقال أبو بكر: أنا، فقال: مَن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟ قال أبو بكر: أنا، فقال: مَن تبِع منكم اليوم جنازة؟ فقال أبو بكر: أنا، قال: مَن عاد منكم اليوم مريضًا: قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة".


وأخرج البزار عن حذيفة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"مَن خُتِمَ له بصيام يومٍ دخل الجنة" (صحيح الجامع: 6224).


قال المناوي - رحمه الله -:
أي مَن ختم عمره بصيام يوم، بأن مات وهو صائم، أو بعد فطره من صومه دخل الجنة مع السابقين الأولين، أو من غير سبق عذاب.


أخرج النسائي بسنده عن طلحة بن عبيدالله - رضي الله عنه -:
"أن أعرابيًا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثائر الرأس، فق-ال: يا رسول الله. أخبرني ماذا فرض الله عليَّ من الصلاة: قال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئًا، قال: أخبرني بما افترض الله عليَّ من الصيام قال: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئًا، قال: أخبرني بما افترض الله عليَّ من الزَّكاة، فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشرائع الإسلام، فقال: والذي أكرمك لا أتطوع شيئًا ولا أنقص مما فرض الله علي شيئًا، فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أفلح إن صدق - أو دخل الجنة إن صدق -".


فالله. الله في الصيام...فإن الحُور تنادي وتقول لك:
أتطلب مثلي وعنِّي تنام
ونوم المحبين عنا حرام

لأنا خُلقنا لكل امرئ
كثير الصلاة براه الصيام


أخرج الإمام أحمد عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" إن في الجنة غرفًا يري ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلَّى بالليل والناس نيام" (صحيح الجامع: 2119).

فهنيئًا للصائمين هنيئًا لمَن أُعدَّت لهم هذه الغرف، وما أدراك ما الفرق.


فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"إن أهل الجنة ليتراؤون أهل الغرف في الجنة، كما تراءون الكواكب إلى السماء".

مَن صام وقام رمضان فهو مع الصِّدِّقين والشهداء:
فقد أخرج البزار وابن خزيمة بسند صحيح صححه الألباني عن عمرو بن مرة الجهني - رضي الله عنه -قال:"جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله. أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وإنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته، فمن أنا؟ قال: من الصِّدِّيقين والشهداء".


ولفظ ابن خزيمة:
"جاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ من قضاعة، فقال له: إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وصليت الصلوات، وصمت الشهر، وقمت رمضان، وأتيت الزكاة؟
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَن مات على هذا كان من الصِّدِّيقين والشهداء".


قال ابن خزيمة - رحمه الله -:
استحقاق قائمة اسم الصديقين والشهداء، إذا جمع مع قيامه رمضان صيام نهاره، وكان مقيمًا للصلوات الخمس، مؤديًا للزكاة شاهدًا لله بالوحدانية مُقِرًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة.

يا معشر الصُّوَّام...
صوموا عن الدنيا وعن الشهوات، وجاهدوا أنفسكم حتى تسمعوا نداء الملائكة:ï´؟ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ï´¾ [الحاقة: 24].


قال مجاهد وغيره: نزلت في الصائمين.


فمَن ترك لله في الدنيا طعامًا وشرابًا مدة يسيرة، عوَّضه الله عنه طعامًا وشرابًا لا ينفد، ومَن ترك شهوته عوَّضه الله في الجنة أزواجًا لا يمتن أبدًا.


قال الحسن - رحمه الله -:
تقول الحوراء لولي الله وهو متكئ معها على نهر العسل تعاطيه الكأس، إن الله نظر إليك في يوم صائف بعيد ما بين الطرفين، وأنت في ظمأ هاجرة من جهد العطش، فباهى بك الملائكة، وقال: انظروا إلى عبدي ترك زوجته وشهوته ولذته وطعامه وشرابه من أجلي؛ رغبة فيما عندي، اشهدوا أني قد غفرت له، فغفر لك يومئذ وزوجنيك (وزوجتى إياك) (لطائف المعارف: 167).


فهنيئًا للصائمين:
من يرد ملك الجنان
فلْيَدَعْ عنه التواني

وليقم في ظلمة الليل
إلى نور القرآن

وليصل صومًا يصوم
إن هذا العيش فاني


إنما العيش جوار الله في ذر الأمان.


أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتقبَّل منا الصيام، والقيام، وصالح الأعمال، وأن يرزقنا الجنة، ونكون في صحبة الحبيب العدنان وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 175.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 169.74 كيلو بايت... تم توفير 5.85 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]