دليل الاستغاثة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4954 - عددالزوار : 2057152 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4529 - عددالزوار : 1325233 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52119 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45899 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64246 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155312 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-04-2020, 03:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي دليل الاستغاثة

دليل الاستغاثة


(المحصول الجامع لشروح ثلاثة الأصول)

د. فهد بن بادي المرشدي



قال المصنف رحمه الله: (وَدَلِيلُ الاسْتِغَاثَةِ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾ [الأنفال: 9].

الشرح الإجمالي:
(ودليل) أن (الاستغاثة) من أنواع العبادة: (قوله تعالى: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ﴾؛ أي: حين تستجيرون ربكم يوم بدر، وتطلبون منه الغوث والنصر، ﴿فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ ، فأمدكم بالنصر على عدوكم، وظهر الإسلام، وسُمي يوم الفرقان[1].

الشرح التفصيلي:
ذكر المصنف دليل العبادة الثانية عشرة، وهي: الاستغاثة، والاستغاثة: طلب الغوث، والغوث في اللغة: الإعانة والنصرة عند الشدة[2].

والاستغاثة أخص أنواع الدعاء؛ لأنها لا تكون إلا عند وقوع الشدةوالمكروب، أما الدعاء فيكون من المكروب وغيره، ولذا فإن دعاء المكروب يقال له: استغاثة [3].

والاستغاثة كالاستعاذة تتضمن كمال الافتقار إلى الله واعتقاد كفايته، والفرق بينهما أن الاستعاذة طلب دفع الشر قبل وقوعه، والاستغاثة طلب رفعه بعد نزوله[4].

والاستغاثة الشركية، هي: الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله؛ كغفران الذنوب، والهداية، وإنزال المطر، أو الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه المستغاث به؛ كالاستغاثة بالغائب أو الميت أو الحي الحاضر الذي لا يقدر على الإغاثة؛ لأنه لا يفعله إلا من يعتقد أن لهؤلاء تصرفًا خفيًّا في الكون، فيجعل لهم حظًّا من الربوبية[5].


وضابط ذلك أن يستغيث بغير الله فيما لا يقدر عليه المستغاث به، أي: يستغيثُ بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله؛ فالاستغاثة بغير الله تكون شركًا إذا كان قد استغاث بما لا يقدر عليه المستغاث به حال الاستغاثة، لكونه ميتًا أو غائبًا، أو أن يكون الشيء مما لا يقدر على إزالته إلا الله جل وعلا، كما لو استغاث بحي حاضر لينزل المطر[6]، وإن استغاث بالمخلوق فيما يقدر عليه غير الله من المخلوقين، لكن هذا المخلوق المعين لم يقدر على هذا الشيء المعين، فإنه لا يكون شركًا؛ لأنه لم يعتقد في المخلوق شيئًا لا يصلح إلا لله جل وعلا، كمن وقع في غرق واستغاث برجل لا يُحسن السباحة، فهذا استغاث بالمخلوق فيما لا يقدر عليه، ولكن لا تعتبر استغاثته به شركًا؛ لأن الإغاثة من الغرق ونحوه، يصلح في الغالب أن يكون المخلوق قادرًا عليها، فالاستغاثة عمل ظاهر وليست عملًا قلبيًّا كالاستعاذة، ولذا تجوز بالمخلوق بشرطين:
الأول: أن يكون المستغاث به حيًّا وحاضرًا، فإذا كان المستغاث به ميتًا أو غائبًا، فالاستغاثة به شرك؛ لأن الأموات جميعًا والغائبين لا يقدرون على الإغاثة؛ فالاستغاثة بهم فيها تعلق قلب المستغيث بأنهم يستطيعون ويقدرون أن يغيثوه، واعتقاده فيهم ما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه؛ والاستغاثة عبادة، ولا مُغيث على الإطلاق إلا الله جل جلاله.

الثاني: أن يكون المستغاث به الحي الحاضر قادرًا على ما طُلب منه، فإذا لم يكن قادرًا فالاستغاثة به شرك [7].
فالمقصود: أنه لا تجوز الاستغاثة بميت، أو بحي غائب، أو بحي حاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله جل جلاله [8].

قال المصنف: (ودليل كون الاستغاثة عبادة قوله تعالى: (وَدَلِيلُ الاسْتِغَاثَةِ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ، وكان ذلك في غزوة بدر حين نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشركين في ألف رجل، وأصحابه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا، فدخل العريش يناشد ربه عز وجل رافعًا يديه مستقبل القبلة يقول: (اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض)، وما زال يستغيث بربه رافعًا يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأخذ أبو بكر رضي الله عنه رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: (يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك وعدك)، فأنزل الله تعالى هذه الآية[9]، ووجه الاستدلال منها على كون الاستغاثة عبادة: أن الله جل وعلا أتى بالاستغاثة في معرض الثناء، ورتب عليها الإجابة، وما دام أنه رتب على فعلهم، وهو الاستغاثة به إجابته جل وعلا، فإن ذلك يعني أن ذلك الفعل يحبُّه الله ويرضاه، فنتج أنه عبادة، إذ العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة[10]، فدلَّ قولُ اللهِ تعالى:﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ على أنَّ الاسْتِغاثةَ عبادة من وجهين:
الأول: مدح المؤمنين بهذا، إذ أخبر الله تعالى عنهم بأنهم استغاثوا به؛ في قوله: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ﴾، ومَدْحُ العامل على عمله مؤذنٌ بكون العمل محبوبًا عند الله، وكل ما أحبه الله فهو عبادة.

الثاني: ترتيِبُ الاستجابَة عليها؛ في قوله: ﴿فَاسْتَجَابَ لَكُمْ [11].
والاستغاثة والاستعاذة تتعلق بالربوبية؛ ولذلك جاء فيما استدل به المصنف ذكر الربوبية: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ ﴾ [الأنفال: 9]، وفي الاستعاذة: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ؛ وذلك لأن الغياث، والعياذ من مقتضيات الربوبية، فالذي يُغيث ويُعيذ هو الرب المالك المدبر جل جلاله[12].


[1] حاشية ثلاثة الأصول، عبدالرحمن بن قاسم (43).

[2] معجم مقاييس اللغة، لابن فارس (778).

[3] ينظر: حاشية ثلاثة الأصول، عبدالرحمن بن قاسم (43)، وتيسير الوصول شرح ثلاثة الأصول، د. عبدالمحسن القاسم (106).

[4] ينظر: حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول، عبدالله الفوزان (97)، وتيسير الوصول شرح ثلاثة الأصول، د. عبدالمحسن القاسم (106).

[5] ينظر: مجموع الفتاوى، لابن تيمية (1/106)، والدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد، محمد بن علي الشوكاني (9)، الناشر: دار ابن خزيمة، ط الأولى: 1414هــ، وحاشية ثلاثة الأصول، عبدالرحمن بن قاسم (43)، وشرح ثلاثة الأصول، محمد بن صالح العثيمين (66)، وتنبيه العقول إلى كنوز ثلاثة الأصول، د. عبدالرحمن الشمسان (1/476).

[6]ينظر: التمهيد لشرح كتاب التوحيد، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (176)، وشرح فتح المجيد، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (1/506)، والقول المفيد على كتاب التوحيد، محمد بن صالح العثيمين (1/260).

[7] ينظر: شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (111)، وإفادة المسؤول عن ثلاثة الأصول، عبدالله القصير (55).

[8] شرح الأصول الثلاثة، عبدالعزيز الراجحي (60)، وتنبيه العقول إلى كنوز ثلاثة الأصول، د. عبدالرحمن الشمسان (1/478).

[9] أخرجه مسلم، كتاب السير والجهاد، باب: الإمداد بالملائكة في غزوة بدر، برقم (1763).

[10] شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (108).

[11] من تقريرات الشيخ صالح بن عبدالله العصيمي، على شرح ثلاثة الأصول، للعلامة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله.

[12] شرح ثلاثة الأصول، صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (108).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.35 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]