كبرياء الله وعظمته - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كيف اخترقت إيران جماعة الحوثي في اليمن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 4730 )           »          تجديد الإيمان بآيات الرحمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1540 )           »          لا يستوون عند الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 461 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1224 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 51 - عددالزوار : 22617 )           »          إكرام الله شرف عظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المدخل الميسر لعلم المواريث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          {كل يوم هو في شأن} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مراتب الفضل والرحمة في الجزاء الرباني على الحسنة والسيئة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-04-2020, 03:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,588
الدولة : Egypt
افتراضي كبرياء الله وعظمته






كبرياء الله وعظمته












فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:



فإن مما يزيد الإيمان في قلب المسلم، ويجعله يتذوق حلاوة الإيمان، ويقوي صلته بالله - أن يتفقهَ في معاني أسماء الله وصفاته، فربنا جل جلاله له الأسماء الحسنى والصفات العلى؛ قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180]، ومن أسماء الله الثابتة له: الكبير، والعظيم؛ قال عز وجل: ﴿ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ﴾ [غافر: 12]، وقال سبحانه: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255]، فالله جل جلاله هو: الكبير العظيم، المتفرد بالكبرياء والعظمة؛ قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: "له الكبرياء نعتًا، والعظمة وصفًا... الوصفان اللذان لا يُقدر قدرهما، ولا يبلغ العباد كنههما".







لقد تفرد جل جلاله بالكبرياء والعظمة، فمن نازعه فيهما قصمه وعذبه؛ قال الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: ((الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني شيئًا منها عذبته))؛ [أخرجه مسلم]؛ قال الإمام النووي رحمه الله: "ومعنى ينازعني: يتخلق بذلك، فيصير بمعنى المشارك، وهذا وعيد شديد".







فالواجب على العباد جميعًا أن يعظموا الله حق تعظيمه؛ قال عز وجل: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13]؛ قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "أي: عظمة، قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك، وقال ابن عباس: لا تعظمون الله حق عظمته؛ أي: لا تخافون من بأسه ونقمته".







إن من تعظيم الله جل جلاله عدم إشراك غيره معه في عبادته؛ لأنه هو المستحق للعبادة وحده، فمن سوى به غيره وأشركه في عبادته، فما عظمه حق تعظيمه؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67]؛ قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "أي: ما قدر المشركون الله حق قدره حين عبدوا معه غيره، وهو العظيم الذي لا أعظم منه، القادر على كل شيء، المالك لكل شيء، وكل شيء تحت قدره وقدرته".







روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما السماواتُ السبع والأرضون السبع في كفِّ الرحمن إلا كخردلة في يدِ أحدكم"؛ قال العلامة عبدالله بن محمد بن حميد رحمه الله: "هذا يدل على عظمة الله".







ومن تعظيم الله جل جلاله كما ذكر العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: "أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر... وأن يُخضع لأوامره وما شرعه وحكم به، وألَّا يعترض على شيء من مخلوقاته، أو على من شرعه، وتعظيم ما عظمه واحترمه من زمان ومكان، وأشخاص وأعمال".







ومن تعظيمه ألَّا يعظم أحد من الخلق مهما عظم وكبر كما يُعظم الله جل جلاله.



ومن تعظيمه استحضار أنه سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء ذاتًا وقدرًا وعزةً وجلالة، وأنه أكبر من كل شيء في ذاته وصفاته وأفعاله.







وعلى قدر معرفة العبد بالله عز وجل يكون تعظيمه له؛ قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "فعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الرب تعالى في القلب، وأعرف الناس به أشدهم له تعظيمًا وإجلالًا".







وأولياء الله هم أعرف بالله جل جلاله وأشد الناس تعظيمًا له، قد ملئت قلوبهم من عظمته؛ قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: "له التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه وأصفيائه، قد مُلئت قلوبهم من تعظيمه وإجلاله، والخضوع له والتذلل لكبريائه".







فأولياء الله إذا شاهدوا آيات الله في خلقه، زادهم ذلك تعظيمًا لله في قلوبهم؛ قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: "سرنا على طريق خيبر، فرأيت من الجبال الهائلة والطرق العجيبة ما أذهلني، وزادت عظمة الخالق عز وجل في صدري، فصار يعرض لي عند ذكر تلك الطرق نوع تعظيم لا أجده عند ذكر غيرها، فصحت بالنفس: ويحكِ، اعبري إلى البحر، وانظري إليه وإلى عجائبه بعين الفكر، تُشاهدي أهوالًا هي أعظم من هذه".







وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: "في خلق السماوات والأرض آيات، والذي يطَّلع على ما صوَّره العلماء من هذه الآيات العظيمة، يتبيَّن له عظمة الله عز وجل في هذا الخلق".







إن من عظَّم الله حق تعظيمه، فإن ذلك سيكون له حاجزًا من الوقوع في معصيته، ودافعًا له على مجاهدة النفس في القيام بطاعته، وكما قيل: لو تفكَّر الناس في عظمة الله تعالى لَما عصوه.








اللهم املأ قلوبنا من تعظيمك وإجلالك، ومحبتك وخشيتك والشوق إليك.













__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.68 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]