|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() قريبا في رمضان مرشد الحيالي سباق محموم بين المخرجين وأهل الفن قبل شهر رمضان المبارك لتعريف الجمهور بنتاجهم من أفلام ومسلسلات وأغاني وعروض لا حصر لها، والتي سيتم عرضها خلال ليالي رمضان وأيامه عن طريق إعلانات ودعايات على قنوات فضائية مختلفة، والغريب في ذلك أن يتم اختيار شهر الطاعات والمسابقة إلى فعل الخيرات حيث يتسابق أهل الفضل والإحسان والصلاح والتقوى في الأعمال الصالحة من بر وصدقة وتلاوة قران وقيام ليل، وهو شهر التائبين والمنيبين حيث تصفد الشياطين، وتفتح أبواب الجنان، ويجد المسلم من يعينه ويذكره على فعل الخير والمعروف، ولماذا لم يتم اختيار شهر غير رمضان، هل وصل الاستخفاف بهذا الضيف الكريم العزيز إلى هذه الدرجة فيتم عرض أفلام وتمثيليات تخدش الحياء، وتجرح شعور المؤمن الغيور. السؤال ما الغاية من هذا الكم الهائل من الأفلام والمسلسلات من أجل عرضها على المشاهدين؟،قائل يقول إن الغرض من ذلك الكسب المادي حيث إنه الفرصة المناسبة لمتابعة المسلسلات الدرامية التاريخية! والتي يتم عرضها في الليل وفي العطلة الصيفية ونحوها حيث تتسابق القنوات في شراء تلك المسلسلات وعرضها في ليالي رمضان، والغرض الآخر هو صد الناس عن سبيل الهدى وجعلهم يغفلون عن الغاية التي خلقوا من أجل تحقيقها. إن الأمة الإسلامية اليوم تمر بمنعطف خطير حيث يراد لها أن تتقاتل وتتفكك إلى دويلات لكي يسهل على أعداء الإسلام تدمير هويتها وعقيدتها، وما يجري في العراق - بلاد الرافدين معقل الشجعان - من تسلط الرافضة وقتل السنة، واستهداف وجودهم بحجة محاربة الإرهاب ونحوه، يفترض بنا أن تتوحد الجهود وتتوجه إلى الله بالعمل الصالح والإيمان الصادق والتوبة النصوح، وخاصة في رمضان لا إشغال الأمة وإيقاعها في مستنقع الشهوات والرذيلة والأمر إلى الله وحده. إن الغاية التي شرعها الله من أجل الصيام والإمساك عن الطعام والشراب وسائر الملذات هي تحقيق التقوى، وأن تسمو الروح عن ملذات الدنيا وزينتها لتحقق العبودية لله تلك العبودية التي لو استجاب الناس لها لعاشوا في اطمئنان وسعادة وسلام، والتي هي أساس العمل الصالح الذي يثمر نهضة الأمة وينقذ الإنسانية جمعاء من جحيم العبودية، والخضوع للبشر، ويرد عليها عزتها، ويرفع منزلتها، ويمنحها السعادة والفوز في الدارين، وقد بين الله أن من لم يحصل له التقوى من عبادته لله فهو لم يقم بحق العبادة لله؛ لأن شأن المسلم أن يكون مستقيماً خائفاً وجلاً من الذنوب، حريصاً على حب الخير وفعله، والله دائماً يقرن بين العبادة وثمرتها، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]. اذا فهم المسلم المغزى من اداء تلك الشعيرة العظيمة عرف ما يريده أعداء الدين وأصحاب الشهوات، ومن يقف خلفهم من مؤسسات تريد صد الناس عن تحقيق العبودية لله لتحقيق أغراضها الدنيئة ومن أسباب ذلك: • الحسد وهو داء إبليس فإنه حسد آدم على ما آتاه الله من فضله، وأن ما يقوم المسلم من توبة وذكر وقراءة القرآن اثمن عند الله من الذهب الخالص ويغيض أعداء الدين ويتمنون أن يشاركهم المسلمون في شهواتهم وملذاتهم، وقد أفصح القرآن عن تلك النوايا الخبيثة فقال ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ... ﴾ [النساء: 54]. • وهو الأهم ففي رمضان يكثر فعل الخير وتتنوع صوره وتختلف أشكاله ويتضح أثره في صلاح المجتمع المسلم فتشرق بالإيمان قلوب التائبين، وتتنور به قلوب الصالحين، ويسعد وتنشرح به قلوب المصلين والعارفين، وتدمع عند سماع القرآن عيون التائبين الوجلين، ويتذوق أهل الإيمان حلاوة الدعاء وبرد اليقين فيجدون في رمضان لذة ونورا ويقينا وسعادة وانشراحا وأنسا ينسيهم مرارة الدنيا وآلامها، ويجعلهم وكأنهم في جنة عاجلة فيبدأ عندئذ أعداء الدين بزرع ألغام وعقبات ومطبات عن فعل الخيرات ومثبطات عن عمل المعروف حتى يفوتوا عليهم تلك السعادة الغامرة، واليقين الجازم والاطمئنان الذي فقدوه هم ولم يجدوا لهم طعما في حياتهم بالرغم من ممارستهم لأنواع من الشهوات والملذات والمغريات. يالله كم من مسلم عقد العزم والنية على التغيير والإصلاح والتوبة الصادقة النصوح، ومصاحبة أهل الصلاح والتقوى قبل رمضان وإذا به عند رؤية تلك الأفلام والمسلسلات والإغراءات البراقة، والشهوات الفاتنة إذا به تفتر عزيمته ويضعف ايمانه، وتخبو في قلبه روح الإيمان الصادق فلا يجد في الصلاة والذكر والدعاء والتوبة ما يجده الصالحون من سعادة وحلاوة إيمانية قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]. إذا أراد المسلم لنفسه النجاة من الوقوع في مصائد وحبائل الشيطان وبراثن تلك المسلسلات والحلقات والتمثيليات: • لزوم كتاب الله تلاوة وتمعنا وتدبرا وعملا فهو الذكر الحكيم والصراط المستقيم من عمل به أجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم، وهو العون للمسلم في العمل الصالح،وهو الذي يذكره ويبصره وينور قلبه وبصيرته وعندئذ يعوضه الله خير من تلك الملهيات والمشغلات. • وكذلك لزوم الجماعة والصلاة في المسجد مع جماعة المسلمين والذئب إنما يأكل من الغنم القاصية، فاحرص رحمك الله على الصلاة مع الجماعة، وليكن معولك الصبر ولو لم تجد للعبادة أي حلاوة، فالمسلم يثاب على عمله الصالح في جميع الأحوال إذا اخلص في عمله، وستجد من خلال المداومة أثر العبادة في نفسك وحياتك حتما، وقد وعد الله بذلك فقال ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ [مريم: 96].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |