|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() صيام الأذن الشيخ ندا أبو أحمد صيام الأذن: يكون بالبُعْد عن سماع الحرام، وعن كل ما يغضب الرحمن، سواء كان في رمضان أو في غيره؛ لأننا سنحاسب على كل ما نسمعه بإرادتنا، قال تعالى: ﴿ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾ [الإسراء: 36]. • وانظر إلى الحبيب النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما نزَّه أذنه عن سماع المعازف. فقد أخرج الإمام أحمد عن نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنها- قال: "كنت أسير مع ابن عمر، فلما سمع زمارةَ راعٍ، فوضع أصبعيه في أذنيه، وعدل راحلته إلى الطريق، وهو يقول: يا نافع أتسمع، فأقول: نعم. فيمضي، حتى قلت: لا. فرفع يده وعدل راحلته إلى الطريق، وقال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع زمارةَ راعٍ فوضع أصبعيه في أذنيه كما فعلت" وفي رواية: "فصنع مثل هذا". قال القرطبي: وهذا في غناء هذا الزمان، عندما كان يخرج عن حد الاعتدال فكيف بغناء زماننا. يا الله، القرطبي يقول هذا وهو من القرن السادس من الهجرة، فكيف لو رأيت يا قرطبي زماننا؟ وكذلك كل مَن يستمع إلى غيبة أو نميمة أو فحش... أو غير ذلك مما حرَّمه الشرع الحكيم؛ فهو شريك للقائل في الإثم تماماً بتمامٍ، ولا أدل على ذلك من قصة ماعز الأسلمي والتي جاء ذكرها في الحديث الذي أخرجه ابن حبان عن أبي هريرة - رضى الله عنه - قال: "جاء الأسلمي - أي ماعز الأسلمي - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فشهد على نفسه بالزنا أربع شهادات، يقول: أتيت امرأة حراماً، وفي كل ذلك يعرض عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: - فذكر الحديث إلى أن قال: - فما تريد بهذا القول؟ قال: أريد أن تُطَهِّرَنِي، فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُرْجَم، فَرُجِمَ، فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلين من الأنصار يقول أحدهما لصحابه: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم يدع نفسه حتى رُجِمَ رَجْمَ الكلبِ، قال: فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم سار ساعة فمرَّ بجيفة حمار شائل برجله، فقال: أين فلان وفلان؟ فقالا: نحن ذا يا رسول الله، فقال لهما: كُلا من جيفة هذا الحمار: فقالا: يا رسول الله غفر الله لك ما تقدَّم ذنبك وما تأخَّر، مَن يأكل من هذا؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما نلتما من عرض هذا العرض آنفاً أشد من أكل هذه الجيفة، فوالذي نفسي بيده إنه الآن في أنهار الجنة". الشاهد من الحديث: هو قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن تكلَّم بالغيبة، ولمن استمع له: "كُلا من جيفة هذا الحمار" فَعُلِمَ بهذا أن المستمع شريك القائل في الخير والشر. ورأى عمر بن عبتة مولاه مع رجل وهو يغتاب آخر، فقال عبتة لمولاه: "ويلك نَزِّه سمعك عن استماع الخنا - الفحش من القول- كما تُنزِّه نفسك عن القول به، فالمستمع شريك القائل، إنما نظر إلى شر ما في وعائه فأفرغه في وعائك، ولو ردت كلمة سفيه في فِيهِ؛ لسعد بها رادها كما شقي بها قائلها". • فعلينا جميعاً أن نُنَزِّه أسماعنا عن سماع الحرام؛ امتثالاً لقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ ﴾ [القصص:55]. ولا بد أن نعلم كذلك أن السمع من نِعَم الله علينا، فلا نعصيه بنعَمِهِ، كما ينبغي علينا كذلك أن نشكر الله على هذه النعمة، وشكر النعمة يكون عن طريق عدم سماع الحرام وسماع ما يُرْضِي الرحمن، وهذا هو حقيقة الصيام. يقول أحدهم: إذا لم يكن في السمع مني تَصَوُّنٌ ![]() وفى بصري غضُ، وفى منطقي صمتُ ![]() فحظي إذاً من صومي الجوعُ والظمأُ ![]() وإن قلتُ إني صمت يوماً فما صمت ![]() وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ ويقول: "اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي..." الحديث. (أخرجه الترمذي وأبو داود بسند صحيح).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |