متى فرض صوم شهر رمضان على الأمة؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-04-2020, 03:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي متى فرض صوم شهر رمضان على الأمة؟

متى فرض صوم شهر رمضان على الأمة؟

الشيخ صالح بن فوزان الفوزان


الحمدُ لله ذي الفَضل والإنعام، شَرَع الصِّيام لتَطهير النُّفوس منَ الآثام، والصَّلاة والسَّلام على نبينا مُحَمِّد، خير مَن صَلَّى وصَام، وداوَمَ على الخير واستقام، وعلى آله وأصحابه ومن اقتدى به على الدَّوام، أما بعدُ:

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، والآيات بعدها.

فقد ذكرَ الله سبحانه في هذه الآيات الكريمة أنَّه كَتَبَ الصيام على هذه الأمَّة؛ كما كتب على من قبلها منَ الأمم، وكَتَبَ بمعنى فَرَض، فالصيام مفروض على هذه الأمة، وعلى الأمم قبلها.

قال بعض العلماء في تفسير هذه الآية: عبادة الصيام مكتوبة على الأنبياء وعلى أُمَمهم من آدم إلى آخر الدهر، وقد ذكر الله ذلك؛ لأنَّ الشَّيء الشَّاق إذا عَمَّ سهل فعله على النفوس، وكانت طمأنينتها به أكثر.

فالصيام إذًا فريضةٌ على جميع الأمم، وإن اختلفتْ كيفيته ووقته، قال سعيد بن جبير: كان صوم مَن قبلنا منَ العتمة إلى الليلة القابلة، كما كان في ابتداء الإسلام، وقال الحَسَن: كان صوم رمضان واجبًا على اليهود؛ لكنَّهم تركوه وصاموا يومًا في السنة زعموا أنَّه يوم غرق فرعون وكذبوا في ذلك، فإنَّ ذلكَ اليوم يوم عاشوراء، وكان الصوم أيضًا واجبًا على النصارى؛ لكنَّهم بعد أن صاموا زمانًا طويلاً صادَفوا فيه الحَرّ الشديد فكان يشق عليهم في أسفارهم ومعايشهم، فاجتمعَ رأيُ عُلَمائهم ورؤسائهم على أنْ يَجْعَلوا صيامهم في فَصْل منَ السَّنة بين الشتاء والصيف فجعلوه في الربيع، وحَوَّلُوه إلى وقت لا يَتَغَيَّر، ثم قالوا عند التَّحويل: زيدوا فيه عشرة أيام كَفَّارة لما صنعوا، فصار أربعينَ.

وقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]؛ أي: بسبب الصَّوم، فالصَّوم يُسبب التقوى لما فيه من قهر النَّفس وكسر الشَّهوات، وقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184]؛ قيل هي أيام من غير رمضان وكانت ثلاثة أيام، وقيل هي أيام رمضان، لأنَّه بينها في الآية التي بعدها بقوله: {شَهْرُ رَمَضَانَ}.

قالوا: وكانوا في أوَّل الإسلام مخيرين بين الصوم والفدية لقوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 184]، ثم نسخ التَّخيير بإيجاب الصَّوم عينًا بقوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185]، وحكمة ذلك التَّدَرُّج في التَّشريع والرفق بالأمة لأنَّهم لما لم يألفوا الصَّوم كان تعيينه عليهم ابتداءً فيه مَشَقَّة، فخيروا بينه وبين الفدية أولاً، ثُمَّ لَمَّا قوي يقينهم واطْمَأَنَّتْ نفوسهم وأَلِفوا الصوم وجبَ عليهم الصَّوم وحده، ولهذا نظائر في شرائع الإسلام الشَّاقَّة، فهي تشرع بالتدريج؛ لكن الصَّحيح أنَّ الآية منسوخة في حق القادر على الصيام، وأمَّا في حق العاجز عن الصيام لكبر أو مرض لا يرجى بُرْؤُه فالآيةُ لم تنسخ في حقهم، فلَهُم أن يفطروا ويطعموا عن كل يوم مسكينًا، وليس عليهم قضاء.

أمَّا غيرهم فالواجب عليهم الصَّوم، فمن أفطر لِمرض عارض أو سفر، فإنَّه يجب عليه القضاء لقوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185]، وقد فرض صيام شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة وصام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعة رمضانات، وصارَ صوم رمضان حتمًا وركنًا من أركان الإسلام من جحد وجوبه كَفَر، ومن أفطر من غير عذر وهو مقر بوجوبه فقد فعل ذنبًا عظيمًا، يجب تعزيره وردعه، وعليه التوبة إلى الله، وقضاء ما أفطر.

هذا وبالله التوفيق، وصَلَّى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.80 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]