
29-03-2020, 03:27 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة :
|
|
جزء في تعيين (الصنابحي) الذي روى له الشافعي من طريق مالك بن أنس الأصبحي
جزء في تعيين (الصنابحي) الذي روى له الشافعي من طريق مالك بن أنس الأصبحي
الشيخ د. علي ونيس
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد..
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].
فهذه تعليقة مختصرة على أحد رواة حديث أورده الإمام الشافعي - رحمه الله - في كتابه العظيم (الرسالة)، وهو: عبد الله الصُّنابحي، وذلك لما ورد في تعيينه من خلاف بين أهل العلم، فأردت أن أكشف النقاب عن بعض ما قيل في ذلك عند أهل العلم قديماً وحديثاً.
(النص الذي وردت فيه الرواية)
قال الإمام الشافعي - رحمه الله - في كتابه "الرسالة" (ص 320 ، 321):
((أخبرنا "مالك" عن "زيد بن أسلم" عن "عطاء بن يسار" عن "عبد الله الصُّنَابِحِيِّ"، أنَّ رسولَ الله قال: "إنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ وَمَعَهَا قَرْنُ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَارَقَهَا، ثُمَّ إذَا اسْتَوَتْ قَارَنَهَا، فَإِذَا زَالَتْ فَارَقَهَا، ثُمَّ إذَا دَنَتْ لِلْغُرُوبِ قَارَنَهَا، فَإِذَا غَرَبَتْ فَارَقَهَا، وَنَهَى رَسُولُ اللهِ عَنِ الصَّلاَةِ فِي تِلْكَ السَّاعَاتِ")).
(التعليق)
أورد الإمام الشافعي هذا الحديث وهو بصدد الاستدلال على جواز قضاء الفائتة وفعل النوافل ذات السبب في أوقات الكراهة المنصوص عليها في الأحاديث[2].
ضبط الراوي:
الصُّنابحي: بضَمِّ الصَّادِ الْمُهْمَلَةِ وَفَتْحِ النُّونِ المهملة وَكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ نِسْبَةً إِلَى صُنَابِحَ بَطْنٌ مِنْ مُرَادٍ.
طرق الحديث إلى الصنابحي:
عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ. هكذا في "مسند الشافعي" (ص 166)، و "الموطأ" (44)، والنسائي في "السنن الكبرى" (1554)، والنسائي في "السنن" (559)، وأبو يعلى الموصلي في مسنده (1451)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3974 ، 3975)، وابن الأعرابي في معجمه (1595).
وعن أبي عبد الله الصنابحي. رواه عبد الرزاق في المصنف (3950)، وأحمد في المسند (19063)، وابن ماجة في سننه (1253)، جميعهم من طريق مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ، قال البيهقي في "السنن الكبرى" (2 / 637) (4384) بعد رواية الحديث من طريق مالك: "وَرَوَاهُ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيِّ، قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: الصَّحِيحُ رِوَايَةُ مَعْمَرٍ وَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيُّ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ"، وكذا في "معرفة السنن والآثار" (3 / 412)؛ للبيهقي.
واعتمده البغوي في "شرح السنة" (3 / 320)، والعراقي كما في "المغني عن حمل الأسفار" (ص 246)، والبوصيري في "مصباح الزجاجة" (1 / 149).
تحقيق الخلاف في الرواية:
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 1):"هَكَذَا قَالَ يَحْيَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ وَتَابَعَهُ الْقَعْنَبِيُّ وَجُمْهُورُ الرُّوَاةِ عَنْ مَالِكٍ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مُطَرِّفٌ وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ فِيهِ: عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ[3] وَاخْتُلِفَ عَنْ زيد ابن أَسْلَمَ فِي ذَلِكَ مِنْ حَدِيثِهِ هَذَا؛ فَطَائِفَةٌ قَالَتْ عَنْهُ فِي ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ كَمَا قَالَ مَالِكٌ فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ عَنْهُ وقالت طائفة أخرى عَنْ زَيْدِ ابْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ وَمِمَّنْ قَالَ ذَلِكَ مَعْمَرٌ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ أَبُو غَسَّانَ وَغَيْرُهُمْ (وَمَا أَظُنُّ هَذَا الِاضْطِرَابَ جَاءَ إِلَّا مِنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ)".
والخلاصة في هذا: أنه قد اختُلف على زيد بن أسلم في اسم الصنابحي- فيما رجح ابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 2)- فرواه معمر بن راشد الأزدي- كما في الرواية (19063) و (19071) - ومحمد بن مطرف- كما في الرواية (19064) و (19065) - وسعيد بن هلال- فيما رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 322)- ثلاثتهم عن زيد بن أسلم، فقال: عن عطاء بن يسار، عن أبي عبد الله الصنابحي، ورواه مالك- كما في الرواية (19068) - وتابعه زهير بن محمد التميمي في الرواية (19070) وحفص بن ميسرة- كما عند ابن سعد (7/ 426)- فقالوا: عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصنابحي، وقد جاء تصريح عبد الله بسماعه من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رواية حفص بن ميسرة وزهير بن محمد.
واختلفت رواية إسحاق بن عيسى ابن الطباع، عن مالك، فرواه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 322) عنه، عن مالك، عن زيد، عن عطاء، عن الصنابحي أبي عبد الله. ورواه أحمد (19068) عنه، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء، عن عبد الله الصنابحي.
وجزم البخاري بأن أبا عبد الله الصنابحي تابعي لم ير النبي _صلى الله عليه وسلم_ فقال في "التاريخ الكبير" (5 / 321) (1021):"عَبْد الرَّحْمَن بْن عسيلة أَبُو عَبْد اللَّه الصنابحي، نزل الشام، نسبه ابْن إِسْحَاق، سمع ابا بكر رضى الله عَنْهُ وروى عَنْهُ... عَنْ أَبِي الخير عَنِ الصنابحي: أَنَّهُ قَالَ لَهُ: متى هاجرت؟ قَالَ: خرجنا من اليمن مهاجرين فقدمنا الحجاز فأقبل راكب فقلت لَهُ: الخبر؟ فقَالَ: دفنا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ خمس...".
وبهذا أجاب الترمذي أيضا كما في "العلل الكبير" (ص 21) الحديث الأول.
قال أبو الحسن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2 / 613):"وَمِمَّنْ تبعه على هَذَا وَنَقله كَمَا هُوَ، أَبُو عمر بن عبد الْبر، وَمِمَّنْ نحا نَحوه أَبُو مُحَمَّد بن أبي حَاتِم وَأَبوهُ".
قلت: وكذا جزم به ابن دقيق العيد في "إحكام الأحكام" (1 / 185)، وبدر الدين العيني في "عمدة القاري" (5 / 77).
وقد نقل ابن عبد البر كلام البخاري هذا وتابعه عليه، ثم قال "التمهيد" (4 / 3):"وَالصَّوَابُ عِنْدَهُمْ قَوْلُ مَنْ قَالَ فِيهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ وَرَوَى زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ) الصُّنَابِحِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ وَهَذَا خَطَأٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالصُّنَابِحِيُّ لَمْ يَلْقَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ لَا يُحْتَجُّ بِهِ إِذَا خَالَفَهُ غَيْرُهُ وَقَدْ صَحَّفَ فَجَعَلَ كُنْيَتَهُ اسْمَهُ، وَكَذَلِكَ فَعَلَ كُلُّ مَنْ قَالَ فِيهِ عَبْدَ اللَّهِ لِأَنَّهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَقَدْ قَالَ فِيهِ الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامَ عَنْ الْحَرْثِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّنَابِحِيِّ فَهَذَا صَحَّفَ أَيْضًا فَجَعَلَ اسْمَهُ كُنْيَتَهُ وَكُلُّ هَذَا خَطَأٌ وَتَصْحِيفٌ وَالصَّوَابُ مَا قَالَهُ مَالِكٌ فِيهِ فِي رِوَايَةِ مُطَرِّفٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى الطَّبَّاعِ وَمَنْ رَوَاهُ كَرِوَايَتِهِمَا عَنْ مَالِكٍ فِي قَوْلِهِمْ فِي عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ أَنَّ كُنْيَتَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ)".
ثم قال ابن عبد البر "التمهيد" (4 / 3 ، 4):"وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ يَرْوِي عَنْهُ الْمَدَنِيُّونَ يُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ لَهُ صُحْبَةٌ وَأَصَحُّ مِنْ هَذَا عَنِ ابْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ سُئِلَ عن أحاديث الصنابحي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مُرْسَلَةٌ لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: صَدَقَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ لَيْسَ فِي الصَّحَابَةِ أَحَدٌ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ وَإِنَّمَا فِي الصَّحَابَةِ الصُّنَابِحُ الْأَحْمَسِيُّ وَهُوَ الصُّنَابِحُ بْنُ الْأَعْسَرِ كُوفِيٌّ رَوَى عَنْهُ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ أَحَادِيثَ مِنْهَا حَدِيثُهُ فِي الْحَوْضِ وَلَا فِي التَّابِعِينَ أَيْضًا أَحَدٌ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ فَهَذَا أَصَحُّ من قَوْلِ مَنْ قَالَ إِنَّهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لِأَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيَّ مَشْهُورٌ فِي التَّابِعِينَ كَبِيرٌ مِنْ كُبَرَائِهِمْ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عسيلة وهو جليل كان عبادة ابن الصَّامِتِ كَثِيرَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ".
والصنابحي المقصود هنا غير الصنابح بن الأعسر الصحابي، قال ابن رشيد الفهري (ت 721 ه) عن أبي عبد الله الصنابحي،في "ملء العيبة" (ص 49)، نقلا عن الحازمي في (العجالة في الأنساب):"وليس له صحبه لأنه قدم المدينة بعد وفاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخمس ليال، والصنابح بن الأعسر لا مدخل له مع هذا في الباب، وذاك أحمسي وله صحبة، وهذا صنابحي وهو تابعي".
وذكر البخاري في "التاريخ الكبير" (4 / 327) (3003): "صنابح بْن الأعسر الأحمسي سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ ابْن عيينة وَيَحْيَى ومروان وابْن نمير عَنْ إِسْمَاعِيل عَنْ قيس، وَقَالَ ابْن المبارك ووكيع: الصنابحي، والأول أصح".
وفي مسند أحمد (19063) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ...الحديث.
وخلاصة ما ذكرناه أن لدينا اثنين: الصحابي صنابح الأحمسي -رضي الله عنه- والتابعي عبد الله الصنابحي أو أبو عبد الله الصنابحي كما ذكره البعض.
قال أبو إسحاق القبيباتي الناجي في "عجالة الإملاء" (1 / 310):"قال يعقوب بن شيبة: "هؤلاء الصنابحيون الذين يروى عنهم في العدد ستة، وإنما هما اثنان فقط الصُنابح الأحمسي وهو الصُنابحي الأحمسي هذان واحد، ومن قال فيه: الصنابحي فقد أخطأ، وهو الذي يَرْوي عنه الكوفيون، والثاني عبد الرحمن بن عُسَيْلة كُنيتُه أبو عبد الله، لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - بل أرسل عنه وروى عن أبي بكر وغيره، وفي لفظٍ: (يَرْوي عنه أهلُ الحجاز وأهلُ الشام لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -) ويَرْوي عنه أحاديث يُرسِلها قال: فمن قال عن عبد الرحمن الصنابحي (فقد أصَاب اسمه، ومن قال عن أبي عبد الله الصنابحي فقد أصاب كنيته، وهو رجل واحد عبد الرحمن، وأبو عبد الله ومن قال عن أبي عبد الرحمن الصنابحي) فقد أخطأ قَلَب اسمه فجَعَلَه كنيته، ومن قال عن عبد الله الصُنابحي، فقد أخطأ قلب كنيته، فجعلها اسمه قال: هذا قول علي بن المديني ومن تابعه وهو الصواب عندي".
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|