|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مَسْلَمة بنُ عبد المَلِك مُجاهد على الدَّوام أَحْمد الشِّرباصي ![]() روى الإمام البُخاري أن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : فَرِزْق المسْلِم وهو يتمَثَّل في داره وعَقارِه ، وسَكَنه ووَطَنه ، وزَرْعه وضَرْعه ، وكل ما يَحوزه ويَمْلكه - يجب أن يكون مَحْروسا بعُدَّته وعَتادِه ، مُستظِلا بسِلاحه ورِماحِه ، ومن هُنا قال الله في القُرآن الكَريم : وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ولَيْسَت الحَرْب في الإسلام غايَة مَقْصودة لذاتِها ، ولكنها خُطَّة يدْفَع إليها بَغْي الباغين وظُلْم الظّالمين ، ولذلك قال الله تعالى في التنزيل المَجيد : وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ وصِيانَة الحَقّ والرزق تستَلْزِم أن يَكون أبناء الإسلام دائما على إِعْداد واستِعْداد ، وأن تكون طائِفَة منهم على الدَّوام في حالة رِباطٍ ، أو على أَرْض المَيْدان ، حتى يَظَل الجِهاد فَريضَة قائمَة باقِية ، وصلَوات الله وسَلامُه على رَسوله حِين مَجَّد شَأْن المؤْمِن المجاهِد المَوْصول النِّضال ، فقال : * * * وهذا : واحِدٌ من أَبْناء الإسلام ، وأَتْباع مُحَمد - عليه الصَّلاة والسَّلام - يَظَل أكثَرَ من خَمْسين عاما يَحمِل سِلاحَه ، ويسدِّد رِماحَه ، ويَذود عن حِمَى الدِّين ، ويَصون حُرُمات المُسلِمين ، ويتَقَرب بالجِهاد إلى الله رَب العالمين : إنه البَطَل القائِد ، الأمير الفاتح أبو سعيد ![]() وكان مَسْلمة بن عبد المَلِك من أَبْطال عَصْره ، بل من أبْطال الإسلام المَعْدودين ، حتى كانوا يقولون عنه أنه خالِد بن الوليد الثاني ، لأنه كان يُشْبه سَيف الله المَسْلول في شَجاعَتِه وكَثْرة مَعارِكه وحُروبِه ، ويقول عنه المؤرِّخ يوسُف بن تَغْري : روى صاحِب كتاب النُّجوم الزاهِرَة هذه العبارة : كان شُجاعًا صاحِب هِمَّة وعَزيمة ، وله غَزَوات كَثيرة ![]() ![]() ![]() ولِذَلك أوْصَى عبد المَلك بنُ مُرْوان أولادَه ، وفيهم مَسْلمة ، فكان مما قاله لهم عنه : يا بَنِيَّ ، أخوكُم مَسْلمة ، نابُكم الذي تَفْترون عنه ، ومِجَنُّكم الذي تَستجِنُّون به ، أصْدِروا عن رأْيِه ![]() ومع أن إخوة لِمَسْلمة تَوَلَّوُا الخلافَة دُونه ، ظَل هو بَيْنهم النَّجْم المُتَألق الثّاقِب بِجِهاده وكِفاحِه ، وقال عنه مؤرِّخ الإسلام الذَّهبي : كان مَسْلمة أَوْلى بالخِلافة من إخْوتِه . وليْسَت العِبرَة بالمَناصِب والمَراتِب ، ولكنَّها بالإرادَة والعَزيمة ، والإِقْدام ، وعُمق التَّفكير ، وحُسن الخُلُق . وكانوا يُلَقِّبون مَسْلمة بلقب الجَرادة الصَّفراء ، لأنه كان مُتَحلِّيا بالشَّجاعة والإِقدام ، مع الرأي والدَّهاء ؛ ومع أنه تَوَلى إمارَة أذْرَبَيْجان وأَرْمينِيَّة أكثر من مرة وإمارَة العِراقين ![]() ![]() * * * إشارات إلى المعارك التي خاضها مسلمة وهذه إشارات سَريعَة إلى سِلسلَة المَعارِك التي خاضَها : * في سنة سِتٍّ وثمانين غَزا مَسْلمة أرض الرُّوم . وفي سنة سَبْع وثمانين غَزا أرض الرُّوم ، ومعه يَزيد بن جُبَير ، فلَقِي الروم في عَدَد كثير بسَوْسَنة من ناحية المَصيصَة ، ولاقى فيها مَيْمونا الجرجماني ، ومع مَسْلمة نحو من أَلْف مُقاتل من أهل أنْطاكِية عند طُوانَة ، فقَتَل منهم بَشَرا كثيرا ، وفَتَح الله على يدَيْه حُصونا . *وفي سَنَة ثمان وثمانين فَتَح مَسْلمة حِصْنا من حُصون الرُّوم تسمى طُوانَة ، في شهر جُمادى الآخرة ، وشَتَّوا بها ، وكان على الجَيْش مَسْلمة والعَبّاس بن الوَليد بن عبد المَلِك ، وهزَم المسلمون أعداءهم ، ويُروى أن العبّاس قال لبعض من معه : أين أَهْل القُرآن الذين يُريدون الجَنَّة ، فقال له : نادِهم يأتوك . فنادى العبّاس : يا أهلَ القُرآن . فأَقبَلوا جميعا ، فهَزَم الله أعداءهم . *وفي سنة ثَمان وثَمانين أيضا غَزا مَسْلمة الرومَ مرة أخرى ، ففتح ثلاثة حُصون ، هي حِصْن قُسْطَنْطِينِيَّة وحصن غَزالَة ، وحِصْن الأَخرَم ![]() *وفي سنة تِسْع وثمانين أيضا غَزا مَسْلمة التُّرك ، حتى بلغ الباب من ناحية أَذْرَبيجان ، ففتح حُصونا ومَدائن هناك . *وفي سنة اثنَتَين وتِسْعين غَزا مَسْلمة ، ومع عُمَر بن الوَليد ، أرض الرُّوم ، ففَتَح الله على يَدَي مَسْلمة ثَلاثة حُصون ، وجَلا أهل سَوْسَنة إلى جَوْف أرض الرُّوم . *وفي سنة ثَلاث وتسعين غَزا مَسْلمة أرض الرُّوم ، فافتَتَح ماسَّة ، وحِصن الحَديد ، وغَزالَة ، وبُرْجُمَة من ناحية مَلْطيَّة . *وفي سنة سِتٍّ وتسعين غَزا مَسْلمة أرض الرُّوم صَيْفا ، وفتح حِصْنا يقال له : حِصن عَوْف . *وفي سنة سَبْع وتسعين غَزا مَسْلمة أرض الرُّوم ، وفتح الحِصن الذي كان قد فَتَحه الوضّاح صاحِب الوضّاحية . *وفي سنة ثمان وتسعين حاصَر مَسْلمة القُسطَنطينِيَّة ، وطال الحِصار ، واحتَمَل الجُنود في ذلك مَتاعِب شَديدَة . *وفي سنة ثمان ومائة غَزا مَسْلمة الرُّوم حتى بلغ قَيْسارِية وفَتَحها . *وفي سنة تسع ومائة غَزا التُّرك والسِّند ، وولاّه أخوه يَزيد بن عبد المَلك إمارَة العِراقيين ثم أَرْمينية . *وفي سنة عشر ومائة غَزا مَسْلمة التُّرك ، وظَل يُجاهد شَهرا في مَطَر شديد حتى نَصرَه الله . *وفي سنة عشر ومائة أيضا قاتَل مَسْلمة مَلِك التُّرك الأَعظَم خاقان ، حيث زَحَف إلى مَسْلمة في جُموع عظيمة فتَوافَقوا نَحْوا من شهر ، ثم هَزَم الله خاقان زَمَن الشتاء ، ورَجَع مَسْلمة سالما غانِما ، فسَلَك على مَسْلك ذي القَرْنين في رُجوعه إلى الشام ، وتسمى هذه الغَزْوة غَزاة الطِّين ، وذلك أنهم سَلَكوا على مَفارِق ومَواضِع غَرق فيها دَواب كثيرة ، وتوَحَّل فيها خَلْق كثير ، فما نَجَوْا حتى قاسَوْا شدائد وأَهْوالا صِعابا وشدائد عِظاما ![]() *وفي سنة ثلاث عشرة غَزا مَسْلمة بِلاد خاقان ، وبث فيها الجيوش ، وفَتَح مَدائن وحُصونا ، وقَتَل منهم وأَسَر ودان لِمَسْلمة من كان وراء جِبال بَلَنْجَر ![]() *وفي سنة ثلاث عشرة أيضا تَوغَّل مَسْلمة في بلاد التُّرك ، فقَتَل منهم خَلْقا كثيرا ، ودانَت له تلك المَمالك من ناحية بَلَنْجَر وأعمالها . *وفي سنة إحدى وعشرين ومائة غَزا مَسْلمة الرُّوم ، ففَتَح حِصن مَطامير . يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |