|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كعب بن مالك شاعر السيف والقلم محمد محمد خليفة كلمة بين ضجيج معاركنا الضارية مع الصهيونية ، وفي غمرة الكفاح الرهيب لاسترداد المقدسات ، وإعلاء كلمة الله ، واسترجاع ما اغتصب من الأرض ، ومع خفقات الألوية التي جمعتها كلمة التوحيد والتقت تحتها أصداء أصوات المجاهدين : الله أكبر الله أكبر ، بين ذلك ومع هذا نقدم شاعرنا الذي جمع بين السيف والكلمة المثيرة المصورة في جهاده تحت راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبلى بلاءه مع الغازين في فتوحات الإسلام لتكون كلمة الله هي العليا . نسبه : هو كعب بن مالك بن أبي كعب ، واسم ابن أبي كعب عمرو بن القين بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة ويكنى : أبا عبد الله وأبا عبد الرحمن ، وأمه ليلى بنت زيد بن ثعلبة من بني سلمة ، وينتهي نسبه إلى الخزرج ، والخزرج والأوس الذين سكنوا المدينة ينتهي نسبهم إلى ثعلبة العنقاء بن عمرو بن عاص بن ماء السماء . وفي عامر بن ماء السماء يلتقي نسبهم مع قبيلة خزاعة التي سكنت مكة ، ومع الغساسنة الذين ملكوا الشام ، ومع المناذرة الذين ملكوا الحيرة . وكل أولئك نزحوا من اليمن واستوطنوا بعض جزيرة العرب . وهم من أصل قحطاني . فشاعرنا هذا من أصل يمني قحطاني . ولد كعب بن مالك في المدينة قبل هجرة الإسلام إليها ، وكان مولده في فترة اشتعلت فيها الحروب بين الأوس والخزرج ، فتفتحت عين الوليد أول ما تفتحت على غبار المعارك يملأ دروب المدينة وتغص به بطاحها ، وعلى منظر الدم تسفكه الأحقاد ، وتشتفي به الأنانية ، وسمع أول ما سمع صليل السيوف وصهيل الخيول وصيحات الإهابة والتحريض والإثارة وأناشيد الفخر ومقطوعات المراثي وأنات الثكالى وبكاء اليتامى . واشتد عوده بين الملاحم التي شهدها أو سمع أقاصيصها من أيام الأوس والخزرج وما أكثرها ومن بينها يوم بعاث ، ويوم سميحة ، ويوم الدرك ، ويوم الربيع ، ويوم البقيع . وكم سمع من أبيه مالك بن أبي كعب الشاعر صورا لتلك الأيام وما قيل فيها ، وكم سمع من عمه قيس بن أبي كعب ما جادت به عبقريته الشاعرة في تلك المعارك . فلم يكن بدعا وقد نشأ في بيت الشعر والفروسية وبين تلك الملاحم أن يكون أحد أرباب السيف والقلم من شعراء العروبة . ولم يكن بدعا وهذا بيته أن نرى ابنه عبد الرحمن شاعرا وأن نرى ابن ابنه بشير بن عبد الرحمن شاعرا كذلك فهو واسطة العقد في بيت الشعر . ولم يكن بيت كعب وحده في المدينة هو الذي اختص بين بيوتها بقول الشعر ، بل كل البيوت تفيض بالمشاعر والأحاسيس ، وتتدفق بالقوافي ، وذلك ما يرويه أنس بن مالك خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقول : قدم علينا الرسول عليه الصلاة والسلام وما في الأنصار بيت إلا وهو يقول الشعر ، فقيل له : وأنت أبا حمزة ؟ قال : وأنا . فكعب وهو ينشأ ويعيش في المدينة في وسط هذا المجتمع الشاعر وبين الملاحم المثيرة خليق به أن يكون شاعرا بل أن يكون مجيدا لأن للبيئة والوراثة أثرهما . دين المجتمع المدني : تقاسمت ذلك المجتمع الوثنية واليهودية فالوثنية يدين بها العرب من الأوس والخزرج وغيرهما ممن يعيشون في يثرب من القبائل العربية ، واليهودية يدين بها بنو النضير وبنو قريظة ، وبنو المصطلق وغيرهم من اليهود الذين يعيشون في المدينة وحولها . ودان كعب كقومه بالوثنية . ظهور الإسلام وانتشاره في المدينة ظهر الإسلام أول ما ظهر في مكة ودعا محمد - صلى الله عليه وسلم - قومه فآمن بدعوته من شرح الله صدره للإسلام ثم راح يعرض نفسه على القبائل في موسم الحج ( وكان العرب يقدمون الكعبة ويحجون إليها في كل عام بعد مواسم الأسواق التي كانوا يشهدونها ) ، وشاء الله أن يلتقي الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مكة بستة من الخزرج عند العقبة فعرض عليهم دعوة الإسلام فقبلوها ، ولما قدموا المدينة عرضوها على أقوام ففشت بينهم حتى كانت أحاديث بيوت المدنيين . وفي العام الذي يليه التقى في الموسم في مكة ( عند العقبة ) اثنا عشر رجلا من الأوس والخزرج برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعوه وكانت هذه بيعة العقبة الأولى ، وأرسل معهم مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف ليقرئهم القرآن ، ويعلمهم الإسلام ، ويفقههم في الدين ، ويصلي بهم . وأمن بالإسلام في هذه السنة الكثير من الأوس والخزرج ومن بينهم شاعرنا ( كعب بن مالك ) . أول لقاء الشاعر برسول الله ولما كان العام التالي خرج اليثربيون إلى الحج وبينهم كثرة من المسلمين فلما استقر بهم المقام خرج كعب بن مالك في صحبة البراء بن معرور يسألان عن ( محمد ) وما كانا يعرفانه فلقيهما رجل من أهل مكة فسألاه عنه فقال لهما : هل تعرفان العباس بن عبد المطلب ؟ قالا : نعم ، حيث كان يقدم على المدينة تاجرا ، قال المكي : إذا دخلتما المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس ، قال كعب : فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس معه ، فسلمنا ، ثم جلسنا إليه . فقال رسول الله للعباس : هل تعرف الرجلين يا أبا الفضل ؟ . قال : نعم ، هذا البراء بن معرور سيد قومه ، وهذا كعب بن مالك . قال : رسول الله - صلى الله عليه وسلم : الشاعر ؟ قال : نعم ( وهذه شهادة لشاعرية كعب يشهد له بها من أوتي جوامع الكلم ) . ثم واعد المسلمون من الأوس والخزرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على اللقاء عند العقبة ليلا في أواسط أيام التشريق فلما كانت الليلة الموعودة خرجوا يتسللون إلى العقبة وعددهم ثلاثة وسبعون رجلا ومعهم امرأتان هما : نسيبة بنت كعب وأسماء بنت عمرو ، ووافاهم الرسول مع عمه العباس ( وكان على دين قومه ) . وتكلم العباس فقال : إن محمدا منا في عز من قومه ومنعه في بلده ، وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم واللحوق بكم فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما تحملتم من ذلك ، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج إليكم فمن الآن فدعوه . فقالوا له : سمعنا ما قلت ، فتكلم يا رسول الله . فتكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلا القرآن ، ودعا إلى الله ، ورغب في الإسلام ، ثم قال : أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم . فأخذ البراء بن معرور يده ، ثم قال : نعم والذي بعثك بالحق نبيا لنمنعنك مما تمنع منه أزرنا ( كناية عن النساء ) فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أبناء الحروب وأهل الحلقة ( السلاح ) ورثناها كابرا عن كابر . فقال أبو الهيثم بن التيهان : يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالا وإنا قاطعوها ( يعني اليهود ) فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا ، فتبسم الرسول وقال : بل الدمُ الدم والهدم الهدم ( أي ذمتي ذمتكم وحرمتي حرمتكم ) أنا منكم وأنتم مني أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم . ثم هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يكد يقر قراره في المدينة حتى آخى بين المهاجرين والأنصار وكان نصيب كعب بن مالك ( شاعرنا ) من تلك المؤاخاة أخوته لطلحة بن عبيد الله . يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() كعب بن مالك شاعر السيف والقلم محمد محمد خليفة الغزوات التي شهدها كعب وحينما بدأ الرسول صلوات الله وسلامه عليه غزواته ليحق الحق ويبطل الباطل ، كان كعب بن مالك واحدا من أولئك البواسل الذين خاضوا مع الرسول غزواته في سبيل الله إلا غزوة بدر وتبوك ، وذلك ما يحدث به كعب نفسه فيقول : ما تخلفت عن غزوة غزاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قط غير أني كنت قد تخلفت في غزوة بدر ، وكانت غزوة لم يعاقب رسول الله أحدا تخلف عنها ، وتخلفت في تبوك وكنت قويا ميسورا . . ! وشهد كعب بن مالك غزوة أحد وأبلى فيها أحسن البلاء ، وكان قد لبس لأمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولبس الرسول لأمته ، وقد جرح كعب في أُحد أحد عشر جرحا وثبت على الرغم من جراحه وحينما صاح الكفار : قتل محمد ، ودقت الصيحات أسماع كعب راح يفتقد القتلى والجرحى فعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - ورأى عينيه تزهران ( تضيئان ) من تحت المغفر ، فنادى بأعلى صوته : يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله ، فأشار إليه الرسول : أن أنصت ، فلما عرف المسلمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهضوا به . ما نزل فيه من القرآن لقد أنزل الله في شأن كعب بن مالك قرآنا بعد تخلفه عن غزوة تبوك التي كانت بين المسلمين والروم ، وكانت في الصيف حيث الحر والجدب ، وحيث يهيم الناس بالأفياء ويهرعون إلى الظلال . وقد روى ابن إسحاق عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، وكان يقود أباه حين أصيب بصره فحدثه حديث تخلفه عن تبوك قال : كان من خبري حين تخلفت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك : أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر منى حين تخلفت عنه في تلك الغزوة ، وتجهز رسول الله وتجهز المسلمون معه ، وجعلت أغدو لأتجهز معهم فأرجع ولم أقض حاجة ، ثم يقول : وجعلت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطفت فيهم يحزنني أني لا أرى إلا رجلا مغموصا ( مطعونا عليه ) في النفاق أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء ، ولم يذكرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغ تبوك . فقال وهو جالس في القوم بتبوك : ما فعل كعب بن مالك ؟ فقال رجل من بني سلمة : يا رسول الله حبسه برداه والنظر في عطفيه . فقال له معاذ بن جبل : بئس ما قلت ، والله يا رسول الله ما علمنا منه إلا خيرا . فسكت رسول الله فلما قفل الرسول من تبوك دخل المسجد وصلى ركعتين ، ثم جاءه المخلفون ، فجعلوا يحلفون له ويعتذرون فيقبل منهم ، حتى جلس كعب بين يديه . فقال له الرسول : ما خلفك ؟ ألم تكن ابتعت ظهرك ؟ قال كعب : قلت : يا رسول الله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر ، ولكن والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم كذبا لترضين عني ، وليوشكن الله أن يسخطك علي ، ولئن حدثتك حديثا صدقا تجد علي فيه ، إني لأرجو عقباي من الله . فقال الرسول : قم حتى يقضي الله فيك ، وكان معه في مثل موقفه : مرارة بن الربيع ، وهلال بن أبي أمية . وكان كعب بن مالك بعد ذلك يخرج إلى الصلوات ، ويطوف بالأسواق ، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام قد نهى المسلمين عن كلام هؤلاء الثلاثة ، ولكن كعب بن مالك كان يصلي في المسجد مع الرسول ، ويسارقه النظر والرسول يعرض عنه ، وطالت مقاطعة المسلمين لهم . ولما علم ملك غسان بذلك أرسل إلى كعب يطلب منه النزوح إلى الشام ليعيش في كنفه حيث يلتقي بملك غسان نسبا في عامر بن ماء السماء ، ولكن كعبا أحرق الرسالة . وبعد انقضاء أربعين يوما على تلك المقاطعة جاءه رسول رسول الله يبلغه أن الرسول يأمره باعتزال زوجته ، فاعتزلها ، وبعد انقضاء خمسين يوما من بدء المقاطعة ضاقت فيها نفسه ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وكان قد ابتنى خيمة له في ظهر سلع . سمع صوتا يناديه : يا كعب بن مالك أبشر ، فخر ساجدا لله ، ثم نزل إلى المسجد فتلقاه الناس في طريقه بالفرح والتهنئة حتى سلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فقال له الرسول : أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك . قال كعب : قلت أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله ؟ قال الرسول : بل من عند الله . قال كعب : يا رسول الله إن توبتي إلى الله أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله . قال الرسول : أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك ، ثم تلا الرسول : لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لاَ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ وبهذا تاب الله على كعب بن مالك وصاحبيه بعد عذاب نفسي قضوا فيه خمسين يوما بل عانوا منه منذ خروج الرسول إلى تبوك وتخلفهم عنه حتى ضاقت عليهم الأرض وضاقت عليهم أنفسهم ، وكانت توبة الله عليهم فأخرجتهم من الضيق إلى فرج الحياة يعيشون فيه مع الصادقين المتقين . يتبع
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() كعب بن مالك شاعر السيف والقلم محمد محمد خليفة روايته الحديث روى كعب بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرا من الأحاديث ، وكل بني كعب قد روى عنه ما سمعه وما رآه من أفعال الرسول . ومما رواه حفيده عن أبيه أن كعب بن مالك كان يحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال . ( وكأنما يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن هجاء كعب وحسان وابن رواحة لقريش - حين عبأت شعراءها لهجائه فعبأ الرسول لهم هؤلاء - كأنما يرى في هجائهم لقريش قوة فتك النبال في النيل من النفوس ) . وربما كان طعن النفس أشد أثرا من طعن الجسد . مواقفه من الفتنة الكبرى كانت الفتنة التي مني بها المسلمون في عهد عثمان أخطر فتنة مزقت وحدة المسلمين في بدء قيام أمتهم الكبيرة . وكان بين كعب وعلي حوار في أمر عثمان وقتله ، ولم يقتنع برأي علي فاعتزله : وله شعر يحرض فيه الأنصار على نصرة عثمان ويؤنبهم على خذلانهم له ومنه قوله : فلو حـلتم مـن دونـه لم يزل لكم مدى الدهر عز لا يبوح ولا يسري ولـم تقعـدوا والـدار كـاب دخانهـا يحــرق فيهــا بالسـعير وبـالجمر وكان كعب أحد من عاون عثمان على المصريين وشهر سلاحه ، فلما ناشد عثمان الناس أن يغمدوا سيوفهم انصرف كعب ، ولم ير أن الأمر يخلص إليه ، ولا يجترئ القوم على قتله ، فلما قتل وقف كعب على مجلس الأنصار في مسجد الرسول فأنشد : مــن مبلــغ الأنصــار عنــي آيــة رســـلا تقـــص عليهـــم التبيانــا حتى يقول : حـــتى إذا خــلصوا إلــى أبوابــه دخـــلوا عليــه صائمــا عطشــانا اللـه يعلـــم أننـــي لـــم أرضــه لكـــم صنيعـــا يــوم ذاك وشــانا واللــه لـو شـهد ابـن قيس ثـابت ومعاشـــر كــــانوا لــــه إخوانـــا وأبــو دجانــة وابــن أقــرم ثـابت وأخو المشـاهد مـن بنـي عجلانا قـوم يـرون الحـق نصـر أمـيرهم ويـــرون طاعــــة أمـــره إيمانـــا وقد عمر كعب حتى مات في خلافة معاوية . موضوعات شعره في الإسلام كان أهم ما خاضت فيه شاعرية كعب من موضوعات شعره في الإسلام هو الغزوات والمراثي ، وخلال هذين الغرضين ساق الفخر والرد على المعارضين من شعراء قريش وتناول الهجاء وإن كان لم يصل فيه إلى الأعماق كما وصل حسان ، كما توعد وهدد الشانئين ، وحينا نراه في بعض أبياته مؤرخا ، وحقائق التاريخ لا تجتمع مع الجمال الفني الذي يتطلبه الشعر ، وكثيرا ما حرض ، وأثار النفوس إلى البذل وذلك في تصويره للغزوات ، وقدم في مراثيه مشاعر النفس الحزينة الجريحة حين يبكي أخا مسلما وأروع ما قدم في ذلك السبيل مراثيه في حمزة وقتلى مؤتة . وإليكم بعض النماذج لما قدمته شاعرية كعب بن مالك في الموضوعات المختلفة وعقب كل قطعة شرح بعض المفردات اللغوية التي قد لا تدرك مع تعليق موجز يوضح بعض ما تناولته الأبيات ، وذلك إذا كان فيها شيء من الغرابة على أجيالنا ، وقد يضطرنا الموقف إلى ذكر بعض أبيات لشاعر قرشي يستدعيها رد شاعرنا عليه .
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |