|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إبراهيم المويلحي مصباح الشرق ماجد محمد الوبيران إبراهيم المويلحي عَلَم مِن أعلام الأدب العربيِّ، ومؤسس نَهْضويٌّ فكريٌّ حديث، برز في عصر النهضة والإحياء، لكنه أديبٌ أفل اسمُه فلم يعد حديثَ المثقفين، ولم يحفِل بأدبه الكثيرُ من الأدباء والنقَّاد المعاصرين. يُنسَب المويلحي إلى قرية المويلح التابعة لإمارة مِنطَقة تبوكَ الآن، وهي القرية الواقعة على ساحل البحر الأحمر من الشمال لمدينة ضباء، وهذا النَّسَب هو ما ذكرَتْه حفيدتُه في مقالة لها عن جدِّها في مجلة الرسالة العدد (249)، عنوانها: (إبراهيم بك المويلحي). انتقل أجداد المويلحي الأوائل إلى القاهرة، وفي نشأته ولع المويلحي بالأدب، وارثًا ذلك من جده وسَميِّه؛ حيث كان يتردد إلى دُكَّان عطَّار مجاورٍ كان مالكه عالِمًا فذًّا، فتتلمذ على يديه بغير علم مِن والده التاجر الذي كان يريد من ابنه أن يكون تاجرًا مثلَه. وعند العطار تعلَّم المويلحي الأدبَ، والبلاغة، والنحو، والعروض، حتى نبغ فيها. شق المويلحي طريقَه في طلب الأدب وتعلَّم لغاتٍ أخرى فأتقن الإنجليزية، والفَرَنسية، والإيطالية، والتركية، وأنشأ في شبابه مجلة (مصباح الشرق)، التي أسَّست لمدرسة جديدة في الأدب العربيِّ حين خلَّص قوالبه من المحسِّنات اللفظية والزينة الكلامية التي كانت طاغية على أدب تلك الفترة. ومِن خلال مجلته استطاع المويلحي أن يُعيد إلى الأساليب فخامتَها القديمة بتخليصها من التعقيدات والإسفاف، ظهَر ذلك مِن خلال كنوزه الأدبية، وفي مقدمتها مقامة (مرآة العالم)، وبطلها موسى بن عصام المُولَع بالقراءة والثقافة، والمقامة تتناول قصة شاب يبحث عن حقيقة الإنسانية، وفهمٍ حقيقي للعالَم، والكيفية التي يسير بها. نشر المويلحي أدبَه في مجلته (مصباح الشرق)، وفي جريدتَي (مصر) و(أبو زيد)، وله رسالةٌ بعنوان (الفرج بعد الشدة)، و(حديث موسى بن عصام) في نقد الأخلاق، وكِتابَا (ما هنا) و(ما هنالك)، وعددٌ من القصائد التي قالها في مناسبات مختلفة. ظلَّ المويلحي عاملًا على رُقيِّ الأدب، وتطوير أساليبه، وتخليصه من الركاكة والضعف، ومدافعًا عن العربية الفصحى؛ من خلال تأليف الكتب، ونشر المقالات، وإنشاء الرسائل، وسندُ ذلك كلِّه سَعَةُ معرفتِه وذكاؤه وفطنتُه؛ فكان بحقٍّ عَلمًا من أعلامه، ورائدًا مِن رُوَّاده في العصر الحديث، وهو الجدير بالكثير مِن تسليط الضوء، وبعث كنوزه وذخائره؛ حتى تتعرَّف الأجيال إلى هذا الأديب الكبير الذي قدَّم خِدْماتٍ جليلةً لثقافتنا العربية، وهو الذي يقول عنه الأديب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي: "لا أكون مبالغًا إن قلتُ: إن إبراهيم المويلحي هو شيخُ الكتابة العربية في هذا العصر، وإنه هو الذي علَّم الكُتَّاب كيف يرْقَون بلغتِهم إلى المنزلة التي وصلَتْ إليها اليوم".
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |