إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121710 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قصة سيدنا موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-03-2020, 09:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون

﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ





د. أحمد خضر حسنين الحسن




قال الله تعالى: ﴿ وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ * لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ * إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 6 - 9].



أولًا: سبب نزولها:

قال المفسرون: تعرض الآيات سوء أدب هؤلاء الكافرين مع رسولهم صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: ﴿ وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ * لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾، والقائلون بذلك هم بعض مشركي قريش، قال مقاتل: نزلت الآيتان في عبدالله بن أمية، والنضر بن الحارث، ونوفل بن خويلد، والوليد بن المغيرة.



ثانيًا: تضمنت الآية حسب سبب النزول استهزاء المشركين بالنبي صلى الله عليه وسلم فنادوه بقولهم: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ﴾، مع أنهم لا يعتقدون أن الله أنزل قرآنًا – تعالى الله - فكان هذا الكلام منهم كفرًا وكذبًا واستهزاءً.



وقولهم: (إنك لمجنون) كما قال ابن عاشور: وإنما وصفوه بالجنون لتوهُّمهم أن ادعاء نزول الوحي عليه لا يصدر من عاقل؛ لأن ذلك عندهم مخالف للواقع توهُّمًا منهم بأن ما لا تقبله عقولهم التي عليها غشاوة، ليس من شأنه أن يقبله العقلاء، فالداعي به غير عاقل.



ولم يكتف المشركون بهذا كله، بل طلبوا منه توغلًا منهم في السخرية والاستهزاء، ﴿ لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾؛ أي: هلَّا إن كنت صادقًا في دعواك، أن تحضر معك الملائكة، ليخبرونا بأنك على حق فيما تدعيه، وبأنك من الصادقين في تبليغك عن الله تعالى ما أمرك بتبليغه؟ قال الألوسي: فأنت ترى أن الآيتين الكريمتين قد حكتا ألوانًا من سوء أدبهم، منها: مخاطبتهم له صلى الله عليه وسلم بهذا الأسلوب الدال على التهكم والاستخفاف؛ حيث قالوا: «يا أيها الذي نزل عليه الذكر»، مع أنهم لا يقرون بنزول شيء عليه، ووصفهم له بالجنون، وهو صلى الله عليه وسلم أرجح الناس عقلًا، وأفضلهم فكرًا.



ثالثًا: جاء الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ضد أولئك المستهزئين ورد الله تعالى عليهم بما يكبتهم، وذلك من خلال ثلاثة أمور:

الأول: ﴿ ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ ﴾.

والثاني: ﴿ وَما كانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ ﴾؛ أي: سيحل بكم العذاب أيها المشركون في حالة إنزال الملائكة.



والثالث: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾، وإليك بيان تلك الآيات بما يقتضيه المقام:

الأول: قوله تعالى: ﴿ ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ ﴾؛ أي: ما ننزل الملائكة إلا تنزيلًا ملتبسًا بالحق؛ أي: بالوجه الذي تقتضيه حكمتنا، وجرت به سنَّتُنا، كأن ننزلهم لإهلاك الظالمين، أو لتبليغ وحينا إلى رسلنا، أو لغير ذلك من التكاليف التي نريدها ونقدرها، والتي ليس منها ما اقترحه المشركون على رسولنا صلى الله عليه وسلم من قولهم: ﴿ لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾، ولذا اقتضت حكمتنا ورحمتنا عدمَ إجابة مقترحاتهم.



الثاني: قوله تعالى: ﴿ وَما كانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ ﴾: بيان لما سيحل بهم فيما لو أجاب الله تعالى مقترحاتهم، وهذه الجملة جواب لجملة شرطية محذوفة، تفهم من سياق الكلام، والتقدير: ولو أنزل سبحانه الملائكة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وبقي هؤلاء المشركون على شركهم مع ذلك، لعُوجِلوا بالعقوبة المدمرة لهم، وما كانوا إذا ممهلين أو مؤخرين، بل يأخذهم العذاب بغتة.



قال ابن عاشور: ويفهم من هذا أن الله منظرهم؛ لأنه لم يُرد استئصالهم؛ لأنه أراد أن يكون نشر الدين بواسطتهم، فأمهلهم حتى اهتدوا، ولكنه أهلك كبراءهم ومدبريهم.



وشبيه بهذه الآية قوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ ﴾ [الأنعام: 8].



الثالث: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾؛ أي: إنا نحن بقدرتنا وعِظَمِ شأننا نزلنا هذا القرآن الذي أنكرتُموه على قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّا لهذا القرآن لَحافِظُونَ من كل ما يقدَح فيه؛ كالتحريف والتبديل، والزيادة والنقصان والتناقض والاختلاف، ولحافظون له بالإعجاز، فلا يقدر أحدٌ على معارضته، أو على الإتيان بسورة من مثله، ولحافظون له بقيام طائفة من أبناء هذه الأمة الإسلامية باستظهاره وحفظه، والذبِّ عنه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.



هذا ونحن ننظر في هذه الآية الكريمة، من وراء القرون الطويلة منذ نزولها، فنرى أن الله تعالى قد حقَّق وعده في حفظ كتابه، ومن مظاهر ذلك:

1- أن ما أصاب المسلمين من ضَعف ومن فتن، ومن هزائم، وعجزوا معها عن حفظ أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، هذا الذي أصابهم في مختلف الأزمنة والأمكنة، لم يكن له أيُّ أثر على قداسة القرآن الكريم، وعلى صيانته من أي تحريف.



ومن أسباب هذه الصيانة أن الله تعالى قيَّض له في كل زمان ومكان من أبناء هذه الأمة - مَن حفِظه عن ظهر قلب، فاستقرَّ بين الأمة بمسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وصار حفاظه بالغين عدد التواتر في كل مصر وفي كل عصر.



2- أن أعداء هذا الدين - سواء أكانوا من الفرق الضالة المنتسبة للإسلام، أم من غيرهم - امتدت أيديهم الأثيمة إلى أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فأدخلوا فيها ما ليس منها، وبذل العلماء العدول الضابطون ما بذلوا من جهود لتنقية السنة النبوية مما فعله هؤلاء الأعداء، ولكن هؤلاء الأعداء لم يقدروا على شيء واحد، وهو إحداث شيء في هذا القرآن، مع أنهم وأشباههم في الضلال، قد أحدثوا ما أحدثوا في الكتب السماوية السابقة.



والخلاصة، أن سلامة القرآن من أي تحريف - رغم حرص الأعداء على تحريفه، ورغم ما أصاب المسلمين من أحداث جسام، ورغم تطاول القرون والدهور - دليل ساطع على أن هناك قوة خارجة عن قوة البشر قد تولَّت حفظ هذا القرآن، وهذه القوة هي قوة الله عز وجل، ولا يماري في ذلك إلا الجاحد الجهول.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.80 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]