وعي القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          فضل صيام شهر رمضان.خصائص وفضائل شهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المقصود بالتثليث النصراني الذي أبطله القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-03-2020, 09:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي وعي القرآن

وعي القرآن

أبو الحسن قوام صلاح

إنَّ الله - عزَّ وجل - نظم كونًا بديعًا، ووضَع أسراره الكامنة فيه، وهيَّأه لاستقبال مخلوق مِن أكرم عبيده، والذي إذا نظرت وتأمَّلتَ في عُمقه ستجد تناغمًا عجيبًا بين روحه وجسده، وما قد حواه مِن الكنوز الدفينة العميقة، التي ما زال البحث العلمي يخوض مضمارها دون تحصيل معرفة نهائية، وتكريمًا لهذا المخلوق جعلت له غاية يَسبح في فلكها، تتجلَّى في تحقيق العبودية له - سبحانه وتعالى - وقد سخَّر لهذا الأمر رسلاً مِن خَلقِه، ملائكة وبشَرًا، وأرسَل كُتُبًا وخطابات تتواتَر عليهم؛ حتى لا يَحيدوا عن المعنى الحقيقي الذي خُلقوا مِن أَجلِه، ومن أعظم هذه الكتب جمعًا وتركيبًا ومعنًى وعمقًا: القرآن الكريم.


ولو سمح لي القارئ الكريم أن أنقله مباشرة لعمق مُحيط الموضوع، الذي بدأته بهذا التأسيس، حتى نكون قد حملنا مُعدَّات وأجهزة تُمكِّننا من الغوص عميقًا في فهم المغزى الحَقيقي لرسالة القرآن، فكلَّما استعددت جيدًا وتمرَّنتَ لذلك تأتَّى لك الغوص أعمق من ذلك.

بَدْء نزول القرآن:
كانت العرب آنذاك تَعيش واقعًا فكريًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا منحطًّا من جميع جوانبه، وكما هو معلوم أن الله - عزَّ وجلَّ - مِن حِلمه، وعلمه، وحكمته، ألا تتسلَّل العبثية لخَلقِه، فتسيطر عليهم، فيَنجرفوا عبيدًا لأهوائهم، بل يساقون ويُردون إلى مقصود وجودهم، بين الخيار والإجبار، معلنًا فيهم سُننَه الشرعية والكونية، فانفجر صبْح القرآن ﴿ اقْرَأْ ﴾، مُشكِّلاً إعصارًا عِلميًّا وحضاريًّا، مستأصلاً للجهل من جذوره، مُرجعًا الأمور إلى أصولها ومقاصدها، مراعيًا في ذلك واقعهم الزمني والمكاني.


ومع الأسف قوبل هذا التصحيح لمَسار البشرية من بعضهم بالرفض والاستعلاء، إلى أن يسَّر الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم رجالاً ونساءً حقَّقوا ذلك المنشود، هناك استُلَّت روح نبي الأمة صلى الله عليه وسلم من جسده إلى بارئها، مُختارًا رفيقه الأعلى، تاركًا كتابًا دستورًا، حبلا ًواصلاً، بين العبيد ومعبودهم، قائلاً صلى الله عليه وسلم: ((إذا زخرفتُم مساجدكم، وحلَّيتم مصاحفكم، فالدمار عليكم))[1].

ومع مُرور الزمان والبُعد عن المنبع الأصلي، عادوا لترك لُغتِهم التي هي مِفتاح دستورهم، ثم بدأت تظهر حركات تدَّعي الاهتمام بالقرآن، فأنشؤوا مدارس لرسمه وترتيله، وللاهتمام به من جميع الجوانب السطحية، مُتمثِّلين قوله صلى الله عليه وسلم: ((خيركم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمه))[2]، وهم بزعمِهم هذا واعين لمقصد الحديث، لكن هيهات هيهات!

فالقرآنُ دستور، ورسمه وترتيله والمنافسة في حفظه تبع له لا أصل، فعوَّضوا عن إعماله بإهماله، وركَّزوا على جوانبه التي لا أقول: هي أقلُّ أهمية مِن الاهتمام بها، لكن ترتيب الأولويات من باب الأولى، فصِرْنا نرى مؤسسات حكومية وغير حكومية تدعو للتنافس في مِضمار الحفظ والتجويد... إلخ، ولكن لم نرَ ولو مؤسسة - لا على سبيل الحصر، بل مِن باب النادر الذي لا حكم له - تُنادي بتفعيل كلام ربنا.


أخيرًا، وليس نهائيًّا:
ندعو مجتمعاتنا لتفعيل القرآن سلوكًا ومنهجًا ودستورًا، فإن لم تستطع ذلك على سبيل الجَماعة انتقلت الوجوبية للفَردية، فأنت مُطالب بتفعيله في سلوكك ومنهجِك، ومُقتضى حياتك، مراعيًا في ذلك واقعَك، داعيًا مترجمًا له في يومياتك، مع التنبيه على فهم خاطئ لقضية القرآن كدستور، فأغلب الأذهان تَنصِرف لمسألة الحدود التي تتجلى في قطع يد السارق ورجم الزاني المُحصَن، بل الأمر أكبر من ذلك؛ لأن الحدود باب صغير من أبواب الفقه الإسلامي، فالإسلام أوسع من ذلك.

نسأل الله عز وجل السداد والتوفيق.

في انتظار مقال آخر لخطاب آخر؛ السنة النبوية بين الإعمال والإهمال.


[1] أخرجه الترمذي وحسنه الألباني.

[2] البخاري.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.07 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]