هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1389 - عددالزوار : 140490 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-03-2020, 02:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,163
الدولة : Egypt
افتراضي هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاك

الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم في سورة الشعراء (2)











﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيم ٍ





د. أحمد خضر حسنين الحسن




قال الله تعالى: ﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴾ [الشعراء: 221 - 223].







أولًا: سبب نزولها: السبب هو ما سبق ذكره في الموضع السابق من هذه السورة الكريمة، وهو الرد زعم المشركين أن الذي يأتيه بالقرآن هو الشيطان.








ثانيًا: جاء تكرار دفاع الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم ورد على هذه الفرية التي افتراها المشركون، لكن في هذه المرة كما قال الآلوسي: وقوله تعالى: ﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴾ [الشعراء: 221]، مسوق لبيان استحالة تنزُّل الشياطين على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد بيان امتناع تنزلهم بالقرآن، وهذه الجملة وقوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الشعراء: 192]، وقوله سبحانه: ﴿ وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴾ [الشعراء: 210] أخوات، وفرق بينهنَّ بآيات ليست في معناهن؛ ليرجع إلى المجيء بهن وتطرية ذكر ما فيهنَّ كرة بعد كرة، فيدل بذلك على أن المعنى الذي نزلن فيه من المعاني التي اشتدت عناية الله تعالى بها، ومثاله أن يحدث الرجل بحديث وفي صدره اهتمام بشيء منه، وفضل عناية، فتراه يعيد ذكره ولا ينفك عن الرجوع إليه.







وفي الآيات من معاني الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والرد على أولئك المفترين ما يلي:



1- قوله تعالى: ﴿ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ ﴾؛ أي: كثير الإفك وهو الكذب (أَثِيمٍ) كثير الإثم، و(كل) للتكثير، ويجوز أن تكون للإحاطة، ولا بُعْد في تنزُّلها على كل كامل في الإفك والإثم كالكهنة نحو شق بن رهم بن نذير، وسطيح بن ربيعة بن عدي، والمراد: قصر تنزلهم على كل من اتصف بما ذكر من الصفات، وتخصيص له بهم لا يتخطاهم إلى غيرهم، وحيث كانت ساحة رسول الله صلى الله عليه وسلم منزَّهة عن أن يحوم حولها شائبة شيء من تلك الأوصاف، اتضح استحالة تنزلهم عليه، عليه الصلاة والسلام.







2- بيَّنت الآيات أن الشياطين من المحال أن تتنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين، وإنما تتنزل على الكاذبين الخائنين، والاستفهام في قوله تعالى: ﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ ﴾ للتقرير، والخطاب للمشركين الذين اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم تارة بأنه كاهن، وتارة بأنه ساحر أو شاعر؛أي: ألا تريدون أن تعرفوا - أيها المشركون - على من تتنزل الشياطين؟! إنهم لا يتنزلون على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه طبعه يتباين مع طبائعهم، ومنهجه يتعارض مع مسالكهم، فهو يدعو إلى الحق وهم يدعون إلى الباطل.







3- قال ابن عاشور: ولما كان حال الكهان قد يلتبس على ضعفاء العقول ببعض أحوال النبوءة في الإخبار عن الغيب، وأسجاعهم قد تلتبس بآيات القرآن في بادئ النظر، أطنَبت الآية في بيان ماهية الكهانة وبيَّنت أن قصاراها الإخبارُ عن أشياء قليلة قد تصدق، فأينَ هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن، وما فيه من الآداب والإرشاد والتعليم والبلاغة والفصاحة والصراحة والإعجاز، ولا تصدي منه للإخبار بالمغيبات؛ كما قال: ﴿ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ﴾ [الأنعام: 50] في آيات كثيرة من هذا المعنى.







فائدتان مهمتان:



الفائدة الأولى: قال ابن كثير رحمه الله عند قوله تعالى: ﴿ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴾؛ أي: يسترقون السمع من السماء، فيسمعون الكلمة من علم الغيب، فيزيدون معها مائة كذبة، ثم يلقونها إلى أوليائهم من الإنس، فيتحدثون بها، فيصدقهم الناس في كل ما قالوه، بسبب صدقهم في تلك الكلمة التي سمعت من السماء، كما صح بذلك الحديث؛ كما رواه البخاري من حديث الزهري: أخبرني يحيى بن عروة بن الزبير أنه سمع عروة بن الزبير يقول: قالت عائشة رضي الله عنها: سأل ناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان، فقال: "إنهم ليسوا بشيء". قالوا: يا رسول الله، فإنهم يحدثون بالشيء يكون حقًّا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني، فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة، فيخلطون معها أكثر من مائة كذبة".







الفائدة الثانية: سئل ابن عثيمين رحمه الله: ما هي الكهانة؟ وما حكم إتيان الكهان؟



فقال: الإجابة: الكهانة فعالة مأخوذة من التكهن، وهو التخرص والتماس الحقيقة بأمور لا أساس لها، وكانت في الجاهلية صنعة لأقوام تتصل بهم الشياطين وتسترق السمع من السماء وتحدثهم به، ثم يأخذون الكلمة التي نقلت إليهم من السماء بواسطة هؤلاء الشياطين، ويضيفون إليها ما يضيفون من القول، ثم يحدثون بها الناس، فإذا وقع الشيء مطابقًا لما قالوا: اغتر بهم الناس واتخذوهم مرجعًا في الحكم بينهم، وفي استنتاج ما يكون في المستقبل، ولهذا نقول: الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل، والذي يأتي إلى الكاهن ينقسم إلى ثلاثة أقسام:



القسم الأول: أن يأتي إلى الكاهن فيسأله من غير أن يصدقه، فهذا محرم، وعقوبة فاعله ألا تقبل له صلاة أربعين يومًا، كما ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى عرافًا فسأله، لم تقبل له صلاة أربعين يومًا أو أربعين ليلة".







القسم الثاني: أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ويصدقه بما أخبر به، فهذا كفر بالله عز وجل؛ لأنه صدقه في دعوى علمه الغيب، وتصديق البشري دعوى علم الغيب تكذيب لقول الله تعالى: ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [النمل: 65]، ولهذا جاء في الحديث الصحيح: "من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول: فقد كفر بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم".







القسم الثالث: أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ليبين حاله للناس، وإنها كهانة وتمويه وتضليل، وهذا لا بأس به، ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه ابن صياد، فأضمر له النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا في نفسه، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ماذا خبأ له؟ فقال: "الدخ" يريد الدخان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اخسأ فلن تعدو قدرك"[1].







[1] مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثاني.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.62 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.55%)]