قرار التقوى ... والخطوات إليه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1124 - عددالزوار : 129806 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 369987 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          محرومون من خيرات الحرمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-03-2020, 03:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,797
الدولة : Egypt
افتراضي قرار التقوى ... والخطوات إليه

قرار التقوى ... والخطوات إليه

خالد رُوشه



أهم ما يبتدىء به أي ناصح حول التقوى هو باب العقيدة في الله , فهي أول ما ينبغي أن يتفقده المؤمن إذا أراد ولوج باب التقوى , فالقلب السليم الذي هو مدار التقوى عماده الاساس نقاء العقيدة , والبعد عن الشبهات , والإيمان بصفات الله واسمائه , وأعمال القلوب التي اساسها الثقة بالله سبحانه واللجوء اليه .

ثم يهمني ههنا أن أؤكد على خطوات اساسية في سبيل التقوى قد توفر على الإنسان وقتا طويلا وبحثا مرهقا , فالمرء إذا ذهبت به مدارات الحياة بعيدا عن التقوى استشعر فقدانا ما في قلبه , وتجويفا فارغا في صدره , لا يدري سببه ولا يفهم كيف يسده , فيبقى متقلبا بين وجهات مختلفات , يبحث فيها عن شفاء لعلته فلا يجد .

ذلك المرء يحتاج أن يكون صادقا مع نفسه , واضحا بشأن حاله , وعليه أن يقرر بكل حزم , هل هو يحتاج إلى القرب من الله سبحانه , والولوج في كنف التقى , أم إنه سعيد بحياته التافهة الهشة الفانية تلك التي يحياها باحثا عما يشتهيه مكتفيا بالقرب على استحياء من معاني الاستقامة ؟

فإن قرر السعي النوراني المخلص قربا من مرضات الله سبحانه , فليعلم أن لذلك تبعات ومسئوليات , أهمها تقديم محبات الله سبحانه ومرضاته على شأن الحياة وما فيها , والسعي بشكل تصاعدي نحو العبودية التامة لله رب العالمين , والتطهر من كل ذنب مضى , والندم عليه , والعزم الأكيد على الإصلاح المستقبلي مستعينا في ذلك بالإخلاص لله والمتابعة لنبيه صلى الله عليه وسلم .

الدافع الذي يمكن أن يستعين به هذا الساعي نحو التقوى , ليخرجه من حال الركون إلى الدنيا إلى حال السعي للجاد للعبودية , هو الإيمان باليوم الآخر , ووضعه نصب عينيه , والعمل له , والاستعداد للموت والرحيل عن الحياة في وقت ما , لا أقول ههنا أن يدع دنياه وينطوي أو ينزوي عنها بالكلية , بل يأخذ منها ما يصلح آخرته , من إصلاح فيها وإيجابية نحوها ونحو الناس من حوله فيما يرضي الله سبحانه ويكون عونا له في طريقه .

يأتي ههنا دور المراجعة الذاتية للنفس , ومحاسبتها , والوقوف على مدى تقصيرها في جنب الله سبحانه , ومن ثم المسارعة الى التوبة النصوح والاستغفار المتكاثر المتتابع الملح , حتى يستشعر من نفسه أنه وضع قدمه على باب الطهارة القلبية , والنقاوة انفسية ..

عندها يلجأ إلى المناجاة بالدعاء والرجاء لربه الرحمن الرحيم سبحانه , معترفا صادقا مخلصا , يسأل ربه من كل خير , ويستعيذ به من كل سوء , ويتوكل عليه في كل شأنه , متبرئا من حوله وقوته إلى حول الله سبحانه وقوته .

إنها خطوات غير منقطعة , بل متداخلة , ومستمرة , ودائمة , ومتجددة , والمرء في كل خطوة يستطيع أن يرتقي في درجات تطبيقها أكثر فأكثر تبعا لمدى إخلاصه وصدقه وجديته نحو هدفه .

ولاشك أنه عبر سيره ستعترضه العوائق وتعتوره العلائق , لكنه عندئذ يستعين بربه لجوئا ورجاء ودعاء أن ينصره على تلك العوائق , ويقويه على تخطي العلائق , فإن هبط به مسار الإيجابية في طريق الاستقامة ساعة فلا ينزعج , بل يسارع بالتوبة والاستغفار , ويحزم أمره , ويعود الى السبيل من جديد , فالإيمان يزيد وينقص , وللشيطان لمة وللملك لمة , فلينتهز لمة الملك ويستعيذ بالله من لمة الشيطان .

ذلك المؤمن الجاد سيجد قلبه بعدها يبتدىء بالاستشعار بلذة التقوى وأثر سريانها في عروقه , قال سبحانه :" والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم " ... فيثبت على الخير الذي بلغه , ويسأل الله الزيادة , ويتعلم العلم الذي به يحافظ على صواب الأداء في العبودية , ويتخذ الخطوات التي بها يؤكد جديته في قرار التقوى ... فالصلاة نور , والصدقة برهان , والصبر ضياء , والقرآن حجة , والأخلاق شعار الإيمان , وذكر الله أكبر .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.61 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]