|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() {وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً} [الإسراء:49]جاءت هذه الآية الكريمة في سياق مناقشة منكري البعث، حيث ذكرت قولهم، ثم ردّت عليهم بقوله تعالى: {قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ} [الإسراء: 50، 51]. ووقفة بيانية مع قوله تعالى: (أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا)، تطلعنا على بلاغة القرآن الكريم، وأن كل كلمة فيه جاءت في مكانها المناسب لها. قولهم: (أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا)، يفيد كمال الاستبعاد والاستنكار للبعث بعد ما آل الحال إلى هذا المآل لما بين غضاضة الحي، ويبوسة الرميم من التنافي. والتنكير في (عظاماً ورفاتاً) على سبيل التكثير في عدد العظام والدقائق الصغيرة، وذلك للتأكيد على أن الجسد يصبح في حالة منافية لغضاضة الحي. والتعبير بهذا الشكل يدل على بلاغة في التعبير عن إنكار البعث. وقوله عز وجل: (قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا): أمر افتراضي، وليس للتنفيذ، ولكنه خرج مخرج الأمر؛ لأنه أبلغ في الإلزام. وتنكير (حجارة أو حديداً) لتهويل أمرها، أي كونوا ما تشاءون. (أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ): مما يكبر في صدوركم صلابته وزيادته على قوة الحديد وصلابته، ولم يعينه ـ كما دلّ على ذلك (ما) المبهمة ـ، بل ترك ذلك إلى أفكارهم وجولاتهم فيما يعدّ أصلب من الحديد. وقال: (خلقاً) بلفظ التنكير، لتفخيم شأنه، أي كونوا على أي شكل تريدون، مهما كبُر وعظُم. يبدو التدرج واضحاً من القاسي إلى الأقسى، من الحجارة إلى الحديد، إلى خلق مبهم يذهب إليه خيالهم، ويكون أشد قساوة من الحجارة والحديد. ويلاحظ في القسم الأول من الآية ـ وهو قول منكري البعث ـ، أنهم تدرجوا من العظام إلى الرفات، والرفات أبعد عن قبول الحياة من العظام، في نظرهم. وفي الرد عليهم بيّن لهم الله عز وجل أنه لا يعجزه شيء، وأنه قادر على إعادة ما هو أبعد من العظم ومن الرفات في قبول الحياة، وهي الحجارة أو الحديد، أو ما يكبر في صدورهم لو كان الإنسان مخلوقاً منها. فتدرّج النص القرآني كذلك من البعيد إلى الأبعد في قبول الحياة، وهذا أبلغ في إثبات قدرة الله تعالى. وهذا التدرّج جاء في مقابلة تدرّجهم ... والله أعلم
__________________
روضة عبد الكريم فرعون
ماجستير في تفسير القرآن الكريم وعلومه الجامعة الأردنية http://www.bayan-alquran.net |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |