مراعاة أحوال المدعوين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4946 - عددالزوار : 2046498 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4522 - عددالزوار : 1315432 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 142584 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-03-2020, 01:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي مراعاة أحوال المدعوين

مراعاة أحوال المدعوين


د. هند بنت مصطفى شريفي







المراعاة: أصلها من كلمة رعى، يقال: راعيت الأمر: نظرت إلى أين يصير، وراعيته مراعاة: لاحظته محسناً إليه، ومنه مراعاة الحقوق. وراعيت الأمر: راقبته ونظرت إلى ما يصير، وماذا منه يكون[1].

ومراعاة المدعوين: ملاحظتهم والإحسان إليهم، ومراعاة حقوقهم، وتقديم الدعوة لهم بما يتناسب مع أحوالهم وظروفهم، وهذا من الأمور المهمة للدعاة، والتي تؤدي -بإذن الله- إلى زيادة فرصة الاستجابة للحق عند المدعوين.

وإن مما يؤكد أهمية مراعاة أحوال المدعوين، تنوُّع طبائعهم، وتفاوت مداركهم، مما يؤدي إلى اختلاف تأثرهم واستجابتهم للهدى الإلهي الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قسم الإمام ابن القيم الناس في استجابتهم للحق إلى قسمين، هما:
القسم الأول: المنتفعون بالدعوة، وهم نوعان:
النوع الأول: ذو القلب الواعي الذكي، الذي يكتفى بهدايته بأدنى تنبيه، ولا يحتاج إلى أن يستجلب قلبه ويجمعه من مواضع شتاته، بل قلبه واع قابل للهدى غير معرض عنه، فهذا لا يحتاج إلا إلى وصول الهدى إليه، فإذا جاء سارع إلى قبوله، كأنه كان مكتوبا فيه، وهذا حال أكمل الخلق استجابة، كما هي حال الصديق رضي الله عنه.

والنوع الثاني: من ليس له هذا الاستعداد والقبول، فإذا ورد عليه الهدى أصغى إليه بسمعه، وأحضر قلبه، وجمع فكرته عليه، وعلم صحته وحسنه بنظره واستدلاله، وهذه طريقة أكثر المستجيبين، ولهم نُوِّع ضرب الأمثال وإقامة الحجج، فالأولون يدعون بالحكمة، وهؤلاء يدعون بالموعظة الحسنة، فهؤلاء نوعا المستجيبين المنتفعين.

أما القسم الثاني: فهم المعارضون المدعون للحق، وهم نوعان:
النوع الأول: نوع يدعون بالمجادلة بالتي هي أحسن، فإن استجابوا وإلا فهم النوع الثاني: وهم الذين لا بد لهم من جدال أو جلاد.

ومن تأمل دعوة القرآن وجدها تشمل هذه الأقسام، متناولة لها كلها، كما في قوله تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125] [2]، فهؤلاء المدعوون بالكلام، وأما أهل الجلاد فهم الذين أمر الله بقتالهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله[3].

وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل لموقف الناس من هدى الله والعلم الذي بعث به[4]، وفصلهم إلى ثلاث فئات:
الفئة الأولى: ويمثلها الذي شرح الله صدره للإسلام، فأقبل على هديه، يعبُّ منه، حتى غدا الإسلام بمثابة دمه وروحه، حيثما حل، تكلم بالإسلام، عمله مطابق لأمر الله، وأخلاقه تنطق بشرع الله، قد استفاد من هذا الهدى والعلم في نفسه، وانعكست عقيدته على خلق الله، فنفعهم بعلمه، فهذا عالِم عامِل معلِّم.

الفئة الثانية: ويمثلها الذي أقبل على هدى الله، يعب منه ما شاء له الله، فنال منه حظا وافراً، لكنه مع هذا العلم الجَّم، لم يحقق صفة العمل، فعلمه في واد، وعمله في واد آخر، ينفع الناس ويرشدهم، وهو في ذاته مفلس من العمل[5].

الفئة الثالثة: ويمثلها الذي سمع العلم فأعرض عنه، لم يحفظه لم يعمل به، ولم ينقله لغيره، فهذا بمنزلة الأرض السبخة أو الملساء، التي لا تقبل الماء، أو تفسده على غيرها[6].


[1] الصحاح باب الواو والياء فصل الراء 6 /2358، وتاج العروس فصل الراء من باب الواو والياء 10 /153.


[2] سورة النحل جزء من آية 125.

[3] بتصرف، مفتاح دار السعادة 1 /171.

[4]وذلك في الحديث المتفق عليه (( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير.. الخ)) سبق تخريجه ص 413.

[5] بتصرف، قطوف من رياض السنة، دراسة تحليلية أحاديث مختارة من كتاب رياض الصالحين: د. محمد صالح رضا 1 /20-21، مؤسسة مناهل العرفان بيروت ط: بدون.

[6] بتصرف، فتح الباري 1 /177 ح 97.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.15 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]