أهداف الرِّفق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 629 - عددالزوار : 114700 )           »          المخدرات دمار للعقول والمجتمعات كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          القلقاس: خضار لذيذ بفوائد عديدة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          10 أسباب للدوخة والغثيان عند النساء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الدعم النفسي لذوي الاحتياجات الخاصة: دليلك الشامل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          7 نصائح للتعامل مع مريض الذهان: طرق بسيطة وعملية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          علاج حساسية الوجه: دليلك الشامل للتغلب عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيف أحمل بولد: طرق طبيعية وطبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          قصور الغدة الدرقية أثناء الحمل: كا ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الأعراض والتحديات النفسية لقصور الدرقية، تعرف عليها | الطبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-03-2020, 02:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,905
الدولة : Egypt
افتراضي أهداف الرِّفق

أهداف الرِّفق














د. حسن محمد عبه جي



يتطلَّعُ المسلم من خلال تحلِّيه بالرِّفق إلى تحقيق جملة من الغايات والأهداف، أجملها في النقاط التالية:


1- تحقيق الطاعة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم:


حينما يتحلّى المسلم بالرِّفق استجابة لأمر الله تعالى، وتأسّياً بحال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاله، يكون قد بلغ الغاية، وحقّق أعظم هدف يتنافس فيه المتنافسون، ويتسابق إليه المؤمنون، ألا وهو تحقيق الطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا[1].






2- تقديم الإسلام في صورته الصحيحة:


إن وفرة النُّصوص التي تحثُّ على الرِّفق وتُرَغِّب فيه تعطي انطباعاً عاماً عن الإسلام بأنه دين الرِّفق واللُّطْف، وتجعل من تلك الأخلاق الكريمة سمة بارزة لهذا الدّين، وصفة مميِّزة لأتباعه، وحينما يلتزم المسلم بتلك الأخلاق: الرِّفق واللِّين واللُّطْف والأناة من خلال سلوكه وممارساته ومعاملاته مع الآخرين، تظهر من خلاله هذه السِّمة، فيكون المرآة الصادقة التي تعكس الإسلام الحقيقي، ويدل على هذا قصة الأعرابي الذي بال في المسجد.





3- تحبيب الناس بشرائع الإسلام وتكاليفه:


لم يرسل النبيُّ صلى الله عليه وسلم رسولاً ولا معلِّماً إلا أوصاه بأن يترفَّق ولا يتشدّد، وأن ييسّر ولا يعسّر، وأن يبشِّر ولا ينفِّر، وبهذا انشرحت القلوب، وأحبَّ الناس الإسلام، ودخلوا فيه أفواجاً.





عن سعيد بن أبي بُرْدة، عن أبيه، عن جدّه قال: لمَّا بعثَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ومعاذَ ابنَ جبل قال لهما: (يسِّرا ولا تُعَسِّرا، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا...) الحديث[2].






وعن أنس بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وسكِّنُوا ولا تُنَفِّرُوا)[3].






قال ابن حجر: (في الحديث: الأمر بالتيسير في الأمور، والرِّفقُ بالرَّعِيَّة، وتحبيبُ الإيمان إليهم، وتركُ الشِّدَّة؛ لئلا تَنْفِرَ قلوبُهم، ولاسيما فيمن كان قريبَ العهد بالإسلام، أو قاربَ حدَّ التكليفِ من الأطفال؛ ليتمكَّنَ الإيمانُ من قلبه، ويتمرَّنَ عليه، وكذلك الإنسان في تدريب نفسه على العمل إذا صدقت إرادتُه لا يُشدِّدُ عليها، بل يأخذها بالتدريج والتيسير، حتى إذا أنست بحالة داومَتْ عليها نقلَها لحالٍ آخر، وزاد عليها أكثر من الأولى حتى يصل إلى قدر احتمالها، ولا يكلفها بما لعلَّها تَعْجِزُ عنه)[4].





4- بلوغ الغاية بأيسر السبل:


من المعلوم أن تقديمَ أيِّ فكرة، أو عرضَ أيِّ مسألة، أو سؤالَ أيِّ حاجة، إذا ما تمَّ بأسلوب رفيق لطيف، حقّق قبولاً ونجاحاً، وما ذاك إلا لأن الرِّفق مفتاح القلوب.





فالتَّعامل بالرِّفق هو الاختيار الأمثل لتحقيق الغايات، والوصول إلى النتائج المرجوّة من النّجاح وتحقيق الأهداف، بأيسر السُّبُل، وبدون مشقَّة وعناء، يدلُّ عليه قوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الرِّفْقَ لا يكونُ في شيءٍ إلا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ من شيءٍ إلا شانَهُ)[5].






5- توطيد العلاقات وتقوية الأواصر:


تطرأ في حياة الإنسان بعض الأمور التي ليست بحسبانه، فإذا ما استخدم لها الحكمة، وعالجها برفق، اجتازها بنجاح وتفوُّق، وذلك لما في الرِّفق من أسرار وخصائص عظيمة، فبسببه تهوي الحواجز، وتُخْتَصر المسافات، وتقوى الصِّلات، وتزول الضغائن والأحقاد من القلوب، ويحصل المطلوب، أما العُنْف والشدَّة والغلظة فلا تحَقِّق إلا النُّفْرة، والبُغْض، والقطيعة.





قال الله تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ[6].






وقد ضرب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أروعَ الأمثلة في معالجة المواقف الطارئة بالرِّفق، حينما قام أعرابيٌّ جافٍ أو حديثُ عهد بالإسلام فبال في مسجده! فتناولَه النَّاسُ.





فقال لهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (دَعُوه، وهَرِيقُوا على بوله سَجْلاً من ماء - أو: ذَنُوباً من ماء - فإنما بُعِثْتُمْ مُيَسِّرين، ولم تُبْعَثوا مُعَسِّرين) رواه البخاري[7].






وفي رواية له: فزجره الناس، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم [8].






والتفت صلى الله عليه وسلم للأعرابي قائلاً: (إنَّ هذه المساجدَ لا تصلُحُ لشيءٍ من هذا البولِ ولا القَذَرِ، إنما هي لِذكْرِ الله عزَّ وجل والصَّلاة وقراءةِ القرآن) رواه مسلم[9].






وعن معاويةَ بنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قال: بينا أنا أصلِّي مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذْ عطس رجلٌ من القوم، فقلتُ: يرحمك الله. فرماني القومُ بأبصارِهم، فقلتُ: واثُكْلَ أُمِّيَاهْ! ما شأنُكم تنظرون إليَّ؟!. فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذِهم، فلمّا رأيتُهم يُصَمِّتُونَني لَكنِّي سَكَتُّ، فلمّا صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم -فبأَبي هو وأمّي، ما رأيْتُ مُعَلِّماً قبله ولا بعده أحسنَ تعليماً منه، فو الله ما كهرني، ولا ضربَني، ولا شتمَني - قال: (إنَّ هذه الصَّلاةَ لا يَصْلُحُ فيها شيءٌ من كلامِ النَّاسِ، إنَّما هو التَّسبيحُ والتَّكبيرُ وقراءةُ القرْآنِ)... الحديث رواه مسلم[10].






[1] سورة الأحزاب (71).




[2] البخاري: كتاب الأدب - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (يسروا ولا تعسروا)... 10: 541 (6124).




[3] (( صحيح البخاري )) (6125).




[4] (( فتح الباري )) 13: 174.




[5] تقدم تخريجه ص 51.




[6] سورة آل عمران (159).




[7] البخاري: كتاب الوضوء - باب صبِّ الماء على البول في المسجد (220) عن أبي هريرة رضي الله عنه.




[8] البخاري: كتاب الوضوء - باب صبِّ الماء على البول في المسجد (221) عن أنس ابن مالك رضي الله عنه.




[9] مسلم: كتاب الطهارة - باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد.. 1: 237 حديث 100 (285) عن أنس رضي الله عنه.





[10] مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب تحريم الكلام في الصلاة.. 1: 381 حديث 33 (537).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.62 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.77%)]