ترياق مجرب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 749 - عددالزوار : 117140 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4934 - عددالزوار : 2020775 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4507 - عددالزوار : 1299008 )           »          معركة السويداء تحدد مستقبل سوريا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          من ذنوب المعرفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          خديجة رضي الله عنها.. السند النفسي الأول للنبي ﷺ وسند الرسالة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الاعتصام بغير الله هلاك .. !! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          دروس في التربية النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          هل الهوية الإسلاميَّة في خطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          العلم مكانه، من طلبه وجده، سواء كان عربيا أو عجميا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-03-2020, 02:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,091
الدولة : Egypt
افتراضي ترياق مجرب

ترياق مجرب








الشيخ أبو الوفاء محمد درويش




تُداوى به الأعين العُمي والألسنة الخرس، والآذان الصم، ويشفى من ذات الرئة، وذات الجنب، والصداع والكباد، والمقص؛ ويعيد إلى القلب السقيم نظامه؛ وإلى الجسم المعتل جمامه، ويبرئ من مس الحمى ورسّها وعروائها وَرُحضائها، ويذهب بالثؤلول واليرقان، والقوباء والهذيان، والحصاة والقذاة، والحصر والأسر، والباسور والناسور، والندب والجرب، والزكام والجذام، والدمل والخراج، والهيضة والذبحة والريثة، والبثور والزهرية؛ والنقطة العسكرية، والحصبة والجدري، والربو الصدري، والسكر والأملاح، ويجلو الكلف من وجوه الملاح. وصفوة القول أنه لا يدع في الجسم داءً إلا شفاه؛ ولا مرضاً إلا محاه، ولا سقماً إلا داواه، ذلك إلى أنه يفسد السموم، ويذهب الهموم، ويفرج الغموم، ويمحق الكروب، ويملأ الخزائن والجيوب، ويفتح باب الرزق على مصراعيه. ويصد الفقر فينكس على عقبيه. ومن خشي عدواً استعداه عليه. يسمع شكاة الشاكين، وضراعة الضارعين: ولا يرج السائلات والسائلين.



تستعد به المرأة على زوجها النافر، فيبيت من حبها ساهراً يتململ من حر الفراق ويرده إليها صاغراً يتذلل ولو عزم الطلاق. ولا دعوه المضطر إلا لبى دعاءه، ولا يناديه ذو حاجة إلا استجاب نداءه، بأسرع من كرة الطرف، ولفتة الجيد ورجع الصدى، يطفئ الحريق، وينقذا الغريق، وينجي من كل ضيق، وينزل الغيث إن أعو القطر؛ ويبعث كل ديمة وطفاء؛ ويغيث المستغيث في المهمة المهمة القفر، إن تشعبت أمامه مسالك اليهماء. ويخصب أصلاب الرجال وأرحام النساء، ويهب النسل لمن يشاء.



وسكت صاحبي بغتة بعد أن رنا إليّ بعينين أوحتا إلى نفسي أنه لا يصدق ما يقول.



قلت: وقد ثارت بنفسي رغبة جامحة في أن أحيط علماً بالغرض الذي يرمي إليه كلامه الذي ملأه سجعاً كسجع الكهان، ينبو عنه السمع، وينفر منه الطبع:

وما الترياق؟




قال، وقد كست شفتيه ابتسامة ساخرة:

الترياق دواء مركب اخترعه ماغنيس، وتممه أندوماخس القديم بزيادة لحوم الأفاعي فيه، وبها كمل الغرض، وهو مسميه بهذا لأنه نافع من لدغ الهوام السبعية وهي باليونانية ترياء، نافع من الأدوية المشروبة البسمية. وهي باليونانية قاءاً ممدودة ثم خفف وعرب. وهو طفل إلى ستة أشهر، ثم مترعرع إلى عشر سنين في البلاد الحارة، وعشرين في غيرها، ثم يقف عشراً فيها وعشرين في غيرها؛ ثم يموت ويصير كبعض المعاجين. ذلك ما يقوله الشيخ مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز أبادي الشيرازي في قاموسه المحيط. ومعنى كلامه أن كلمة ترياق مركبة من كلمتين وهما: ترياء ومعناها الهوام، وقاءا ومعناها دواء. فالترياق دواء للدغ الهوام.



قلت، وقد بلغ مني العجب:

ولكن أضفت إلى ترياقك هذا ما يعجز عنه ظل دواء، ويعيا عنه نطس الأطباء؛ فهل لك أن تدلني على هذا الترياق المجرب، وتهديني إلى هذا السرب المحجب؟.



قال:

لست أضن عليك بهذا الترياق، ولو أنه من الضنائن التي لا تسمح النفس بها في سهولة ويسر. فاعلم أن ذلك الترياق المضنون به على غير أهله يكبدك الحصول ليه سفراً بعيداً ومشقة فادحة، وهجراً للأهل والوطن، ونفقات قد يضيق بها ذرعك، وتقصر عنها ذات يدك.



قلت: وقد ضقت ذرعاً بمطاله:

حدثني عن هذا الترياق؛ ولا تطل القول فيما لا يجدي:

قال إنه قبر ببغداد، مدينة السلام، وبلد الإسلام، لولي موصوف اسمه معروف. قلت، وقد قلبني الضحك:

جاده الغيث، وسقته الرواعد، وهتفت عليه السماء، وسجمت عليه الديمة الوطفاء. ومن أنبأك هذا؟



قال: عالم من شذاذ الآفاق، يحدث عن أهل العراق.



قلت:

أيحدث عن علمائهم أم جهالهم؟ أيروي عن عقلائهم أم بلههم أم مجانينهم؟ أينقل عن رجالهم أم نسائهم أم صبيانهم؟



قال:

لست أدري، ولكنه يورد ذلك القول ليدعم به بعض الأحاديث الضعيفة ويدلل به على جواز دعاء غير الله؛ والاستعانة بغير الخالق ويقول: إن أهل العراق يقولون: (إن قبر معروف ترياق مجرب) ولم يتعرض لهم أحد من العلماء.



قلت: وقد أدركت ما يرمي إليه محدثي الماكر.

ومتى كان سكوت العلماء على الباطل دليلاً على أنه حق؟ ومتى كان إجماع الناس على الضلال دليلاً على أنه هدى؟ لقد أجمع الجاهليون على عبادة الأوثان ولم يتعرض لهم قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد، فهل كانت عبادتهم للاوثان حقاً؛ وهل كان عكوفهم عليها هدى؟ لأن أحداً لم يتعرض إليهم. ولأن أحداً لم يصدهم عن باطلهم. وأغلب ظني أنك متحامل على الرجل فإن مثل هذا القول لا يقول إنسان يحترم نفسه؛ ولا ينطق به من عنده ذرة من عقل، وظل من عقيدة، ووشل من إيمان. لا تحمل على الرجل هذه الحملة الشعواء؛ فعلك لم تفهم ما يقول.



قال: وقد علا صوته، وبدت عليه سمات الغضب.

لقد فهمت حق الفهم، ولا عجب فأنت من سلالة هذه الأمة التي نطحها الثور فعبدته، واتخذته إلهاً من دون الله، وعضها الكلب فألهته، وعدا الذائب على أغنامها فسجدت له وجعلته ربا. شتمها شاعر منذ ألف سنة، وسجل عليها عار الأبد وطوقها به طوق الحمامة؛ فما زالت ترعى له ذلك الجميل؛ حتى انتصف هذا الجيل، فأقامت له الأعياد، ودعت إليها الأشهاد وقامت تسبح بحمده، وتشيد صروح مجده: يضربها الضارب فتمرس ذراعه، ويشتمها الشتائم فتثني على ماله من براعة، ويفد عليها الغريب الذي نبا به أهله ووطنه، فتضحي له بأولادها؛ وتطعمه أفلاذ أكبادها.





يجزون من ظلم أهل الظلم تكرمة

ومن إساءة أهل السوء إحسانا







مسكينة مصر، يضيع فيها أهلها ولو أوتوا من العلم ما لم يؤت أحد من العالمين ويعلوا فيها شأن الغريب النازح، ولو كان أحمق الحمقى وأجهل الجاهلين. ولا أدري أكل بلد كمصر أم هذا داء مستوطن في هذه البلاد؟



قلت: هوّن عليك يا صاح؛ ولا تدع للغضب إلى نفسك سبيلاً، فالحلم خير كله وليس في الغضب خير.



قال: كيف لا أغضب للحق، وكيف أتنكر للباطل، وهم يحاولون أن ينشروا الأباطيل في تلك الوريقات التافهة؛ ويبسطون ألسنتهم بالسوء إلى أنصار السنة، ويسلطون عليهم أقلامهم المرضوضة التي لا تكاد تبين.



قلت:



ما يضر البحر أمسى زاخراً

أن رمى فيه غلام بحجر







دع عنك ما يقول الناس وما يكتبون؛ وما دام عرضك نقياً وعقيدتك سليمة فلن يضيرك قول الناس شيئاً. ما يمنعك أن تكون عند قول الشاعر:



يصول عليّ الجاهلون وأعتلي

ويعجم فيّ القائلون وأعرب




يرون احتمالي غضة ويزيدهم

لواعج ضغن أنني لست أغضب







أما الحق فلا خوف عليه، فإنه منتصر لا محالة، والعاقبة للمتقين.



قال وقد عاوده شيء من السكينة والهدوء:

كيف يعتقدون أن القبر ترياق مجرب، ومعنى هذا ما أوضحته لك آنفاً أليس اعتقادهم هذا شركاً مخرجاً من الملة؟



قلت: لا يا صاح، إنهم يقولون ما لا يعتقدون. إنهم يريدون أن يرضوا المفتونين بالقبور، فيغنون لهم الصوت الذي يطربهم، ويضربون على الأوتار التي تهز مشاعرهم وتحرك قلوبهم، ليخدعوهم عن أنفسهم وأموالهم فيقربوهم، ويغدقوا عليهم صنوف المبرات، ويعهدوا إليهم بتوزيع الصدقات، فإذا حلت في أيديهم نظروا فإذا هم الفقراء والمساكين والعاملون عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمون وهم سبيل الله وهم أبناء السبيل، فيستأثرون بها إذ تجتمع في أشخاصهم المباركة سائر مصارف الزكاة!





وليس على الله بمستنكر

أن يجمع العالم في واحد







وكما أن الولي يتطور فينشق جسمه عن أربعين، فليس بعيداً عن العالم الممتاز أن يجمع في شخصه ثمانية. وربك على كل شيء قدير!!



قال: أيها الدين الحنيف، ما أكثر ما يقترف باسمك من الآثام. جعلك الله لتطهير القلوب وتنقية النفوس والقضاء على الجرائم، فأبى الأشرار إلا أن يرتكبوا باسمك كل منكر، ويقترفوا تحت شعارك كبائر الإثم والفواحش. فهذا لص قد كوّر عمامته وأرخى لحيته وتزيا بزي المتدينين، وهو من كبار الأشرار وفتاك المجرمين وهذا دجال يأكل أموال الناس بالباطل، وذريعته ذلك الدين. وهذا سفاك فر من قبضة العدالة، ولم يجد حمى يلوذ به إلا الدين. وهذا أفاق لفظته بلاده لقلة غنائه عنها وعدم جدواه عليها، فأسبع على نفسه حلية رجال الدين وارتدى لبوسهم ويمم بلداً من بلاد الله، جاءها ذليلاً يتسول، وخائفاً يتقرب، وجائعاً يتضور، ولكنها أجلت الدين في شخصه، فربتت على كتفه في حنان، وأشبلت عليه، ومسحت دموعه، وسترت سوأته، وأشبعت جوعه. حتى غذا امتلأت العباب، وأفعم الجراب راغ روغة الثعلب، ولسب لسبة العقرب. وما ربك بغافل عما يعمل الظالمون.



قلت: كن مطمئناً فالدين لا خوف عليه، فله رب يحميه؛ وقد علت صيحة الحق حتى قرعت كل سمع، وولجت كل قلب؛ وعما قليل تتقلص ضلال الباطل ويخفت صوته ويغيب في رمسه. فسيروا يا أنصار السنة وارفعوا المشاعل عسى أن تلقى ضوءاً على هذه المخابئ المظلمة التي يختبئ فيها الدجالون. انشروا النور فالثعالب لا تقتنص الدجاج إلى في الليالي المظلمة. انشروا النور حتى ينتبه الناس ويطاردوا اللصوص ويسدوا في وجوههم طرق الرزق الحرام. النشروا النور حتى تكون حبات السبح أرخص من البصر في حظائر الأغنام. انشروا النور وحطموا هذا الطاغوت حتى ينيب الناس إلى ربهم ويسلموا إليه، ويلتمس هؤلاء الدجالون أرزقاهم من غير هذه الصناعة. أنشرا النور حتى يتبين الحق لعباد القبور، فينصرفوا عن القبر والمقبور، ويرجعوا إلى من إليه ترجع الأمور.



سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين؟




المصدر: مجلة الهدي النبوي

المجلد الرابع - العدد 37 - أول محرم سنة 1359هـ





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.17 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.70%)]