الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ألا إن سلعة الله غالية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          المولد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          النهي عن التشاؤم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التقوى خير زاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الحمد لله (3) حمد الله تعالى نفسه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          المؤمنون حقا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          عام دراسي أطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مواسمنا الإيمانية منهج استقامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          من أسباب النصر والتمكين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          اتق المحارم تكن أعبد الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-03-2020, 01:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,292
الدولة : Egypt
افتراضي الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة

الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة


شريف عبدالعزيز الزهيري






يعتبر الحسد هو السبب الرئيسي لمعظم المحن والابتلاءات التي تعرض لها علماء الأمة، وعادة ما يكون الحسد بسبب مكانة العالم ومنزلته بين الناس، ومحبة العالمين له، أو بسبب جرأته في الحق، والصدع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي صفات غالبًا ما تكون في العلماء الربانيين، ولكن أن يحسد العالم بسبب نجابة تلاميذه، والتفوق العلمي لهم؛ فهذا هو العجيب حقًا، ومما يؤرخ له في مقامنا هذا.

التعريف به:
هو الإمام الحافظ الحجة الفقيه، شيخ الإسلام، إمام الأئمة، أحد أركان السنة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري الشافعي، صاحب التصانيف الهامة، وُلد سنة 223هـ، وأخذ في طلب العلم في حداثته؛ فاعتنى بسماع الحديث والفقه، وتضلع فيهما، حتى صار يضرب به المثل في سعة العلم والإتقان، وقد شرب ماء زمزم في حجه بنية العلم النافع، فكأن الله عز وجل قد فتح على قلبه وفهمه ينابيع العلم والحكمة، فكان من أفراد العالم ذكاءً وفهمًا، مع زهد وعزوف عن الدنيا وزينتها، لا يدخر شيئًا، كل ما يملكه ينفقه على أهل العلم، حتى إنه لم يكن يميز بين العشرة والعشرين، ربما دفع العشرة على أنها خمسة.

ثناء الناس عليه:
كان ابن خزيمة درة زمانه في العلم والفقه والزهد والورع؛ لذلك كان كلمة إجماع، لم يختلف عليه أحد، بل الجميع: القاصي والداني مقر بفضله، معترف بمكانته وقدره، وهذه طائفة من ثناءات الناس عليه:
قال الحافظ أبو علي النيسابوري: لم أر أحدًا مثل ابن خزيمة، وهو يقول مثل هذا، وقد رأى الإمام النسائي صاحب السنن.
قال ابن حبان البستي: ما رأيت على وجه الأرض من يحفظ صناعة السنن ويحفظ ألفاظها الصحاح وزياداتها، حتى كأن السنن كلها بين عينيه إلا ابن خزيمة فقط.
قال الدارقطني: كان ابن خزيمة إمامًا ثبتًا معدوم النظير.
قال الإمام ابن سريج: ابن خزيمة يستخرج النكت من حديث رسول الله بالمنقاش.
قال أبو عثمان الحيري: إن الله ليدفع البلاء عن أهل هذه المدينة: (يقصد نيسابور) لمكان أبي بكر بن خزيمة.
سئل إمام الجرح والتعديل ابن أبي حاتم عن ابن خزيمة فقال لمن سألوه: ويحكم! هو يسأل عنا، ولا نسأل عنه، هو إمام يقتدي به.

مصنفاته:
لابن خزيمة مصنفات تزيد على مائة وأربعين كتابًا، سوى المسائل الفقهية؛ وهي تزيد وحدها على مائة جزء، ويعتبر ابن خزيمة واحدًا من أهم منظري العقيدة الصحيحة: عقيدة السلف الصالح، وله كتاب التوحيد من أشهر كتب العقيدة السلفية في القرن الثالث الهجري، أطلق فيه عبارات قوية وحاسمة فيما يتعلق بالمذاهب المخالفة لعقيدة السلف، منها قوله السائر: من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر حلال الدم، وكان ماله فيئًا، وقال: القرآن كلام الله تعالى، ومن قال إنه مخلوق فهو كافر يستتاب؛ فإن تاب وإلا قتل، ولا يدفن في مقابر المسلمين.

محنته:
كان لابن خزيمة عظمة في النفوس، وجلالة في القلوب لعلمه ودينه، واتباعه السنة، وبلغ الإمام رتبة الاجتهاد، وتفرد على أهل زمانه، وتقدمهم في السن والعلم، وكان له أصحاب وتلاميذ صاروا في حياته نجوم عصرهم، وأئمة كبارًا يشد إلى حلقهم الرحال، ولعل ذلك سبب تسمية ابن خزيمة بإمام الأئمة، ومن هؤلاء الأصحاب الأئمة: أبو علي الثقفي، وهو أول من حمل علوم الشافعي، ودقائق ابن سريج إلى خراسان، وأبو بكر الصبغي خليفة ابن خزيمة في الفتوى، وأحسن الجماعة تصنيفًا، وأحسنهم سياسة في مجالس السلاطين، وأبو بكر بن أبي عثمان وهو آدبهم، وأكثرهم جمعًا للعلوم، ورحلة لها، وهو شيخ المجاهدين، وأبي محمد يحيى بن منصور، وكان من أصلح الناس للقضاء.

وتبدأ فصول محنة ابن خزيمة عندما ورد إلى نيسابور رجل معتزلي فاسد العقيدة والطريقة أيضًا اسمه منصور الطوسي، وأخذ هذا الرجل في حضور مجالس ابن خزيمة لسماع آرائه وأقواله في العقيدة، فلما عاين ما عاينه من الأربعة الذين سميناهم داخله الحسد، وأكل قلبه الغل، وأخذ يخطط من أجل إيقاع الفُرْقَةِ بين الإمام وأصحابه، واجتمع مع رجل على شاكلته هو أبو عبد الرحمن الواعظ القدري المعتزلي، واتفقا على تفاصيل المؤامرة، وعلى بث الوشايات الكاذبة عند الإمام ابن خزيمة بحق أصحابه، واتهامهم بالخوض في باب العقائد، وأنهم على مذهب الكلابية [منسوبة لابن سعيد بن كلاب]، وبالفعل أخذ الرجلان في الكلام بحق هؤلاء الأئمة عند أستاذهم ابن خزيمة.

وحدث ذات مرة أن تكلم أبو علي الثقفي عن مسألة كلام الله بعد أن ثار خلاف بشأنها في إحدى حلق العلم، وكان ابن خزيمة ينهى أصحابه عن هذه المسألة تحديدًا، وعن الخوض في الكلام عمومًا، فانتهز منصور الطوسي الفرصة، وأسرع إلى الشيخ ابن خزيمة، وقال له: ألم أقل للشيخ: إن هؤلاء يعتقدون مذهب الكلابية؟ فجمع ابن خزيمة أصحابه، وقال لهم: ألم أنهكم غير مرة عن الخوض في الكلام؟ ولم يزدهم على هذا ذلك اليوم.

لم يزل الطوسي يروح ويجول بفريته على مسامع الشيخ ابن خزيمة، حتى جرَّأه على أصحابه، واستحكمت الوحشة بين الشيخ وتلاميذه، وزادت الأمور سوءًا بتدخل بعض الأطراف الخارجية، حتى وصل الحال بابن خزيمة - وكان قد جاوز الثمانين من العمر، وضجر وضاق صدره - وصل به الحال أن أعلن في محضر من طلاب العلم بأن أصحابه الأربعة كذبة، وأنه محرم على كل طالب علم أن يقبل منهم شيئًا يروونه عن ابن خزيمة، وما هم بكذبة، بل أئمة اثبات، ولكنه فعل الطوسي المنحرف، الذي سعى بالنميمة والأكاذيب، حتى انحرف الشيخ عن أقرب وأخص أصحابه.

اغتنم الطوسي وأبو عبد الرحمن القدري الفتنة في نشر مذهبهما في الاعتزال، ووجدوا من بعض الحسدة: مثل البردعي وأبو بكر بن علي من يساعدهما على تأجيج الفتنة، فانتصب الحافظ أبو عمرو الحيري للصلح بين الجماعة، وشرح لابن خزيمة غرض المعتزلة في فساد الحال، حتى استطاع أن يجمع بين الشيخ وأصحابه في مجلس، وأصلح بينهما، وكتب الأصحاب عقيدتهم في محضر ووقع ابن خزيمة عليه بالصحة والسلامة، وأودع المحضر عند الحافظ الحيري حتى لا يبقى لمتقول كلام.

لم يكد ينقضي يوم واحد على الصلح، وكتابة المحضر حتى أسرع الطوسي ومن على شاكلته من المعتزلة إلى الشيخ ابن خزيمة، وقالوا له: إنهم قد غدروا بك، وغيروا من كلام المحضر ليوافق عقيدتهم عقيدة ابن كلاب؛ فغضب ابن خزيمة بشدة، وكما قلنا أنه كان شيخًا كبيرًا جاوز الثمانين، فأرسل إلى أبي عمرو الحيري يطلب المحضر للتأكد من صحة الخبر، فرفض الحيري، فقوى ظن ابن خزيمة بأنهم قد غدروا به، وغيروا كلامه في المحضر، فظل ساخطًا مقاطعًا لأصحابه وتلاميذه الأئمة حتى مات بعد ذلك بقليل.

وهكذا نرى كيف أن أصحاب العقائد الباطلة، والمذاهب الفاسدة كانوا، وما زالوا يلعبون دورًا خطيرًا في فساد ذات البين، وفي محن العلماء الربانيين، وأية محنة أشد على العالم من أن يقاطع تلاميذه، ويعادي أخص أصحابه، الذين كانوا مصدر فخره، وأحد أسباب شهرته، والله أعلم بالعاقبة.

المصادر والمراجع:
سير أعلام النبلاء: (14/ 365).
البداية والنهاية: (11/ 159).
المنتظم: (6/ 184).
تذكرة الحفاظ: (2/ 720).
النجوم الزاهرة: (3/ 209).

شذرات الذهب: (2/ 262).
طبقات الشافعية: (3/ 109).
تراجم أعلام السلف: (521).
العبر للذهبي (2/ 150).

ترويض المحن: دراسة تحليلية لهم المحن التي مرَّ بها كبار علماء الأمة، دار الصفوة بالقاهرة، 1430هـ، 2009م


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.39 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]