حب الدنيا والتعلق بشهواتها سبب للصدود عن الدعوة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311349 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2041927 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 131971 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-03-2020, 08:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي حب الدنيا والتعلق بشهواتها سبب للصدود عن الدعوة

حب الدنيا والتعلق بشهواتها سبب للصدود عن الدعوة


د. هند بنت مصطفى شريفي


إن حب الدنيا والتعلق بشهواتها هو ما منع كثيراً من الناس من الإيمان، خوفاً من بطلان مأكلهم وأموالهم التي تصير إليهم، وقد كان كفار قريش يصدون الرجل عن الإيمان بحسب شهوته، فيدخلون عليه منها، فكانوا يقولون لمن يحب الزنا والخمر: إن محمدا يحرم الزنا والخمر[1]، فقوة داعي الشهوة في نفوسهم، مع ضعف داعي الإيمان، يدفعهم إلى إجابة داعي الشهوة[2].

ولأجل استيلاء حب الدنيا وشهواتها على قلوبهم، أعرضوا عن الدين، واختاروا الحياة الدنيا ومتاعها، ومعاصي الله فيها، على طاعة الله وما يقربهم إلى رضاه من الأعمال النافعة في الآخرة، ولا يكتفون بصد أنفسهم، بل يمنعون من أراد الإيمان بالله واتباع رسوله من ذلك، ويلتمسون سبيل الله بالتحريف والتبديل بالكذب والتزوير[3]، وقال الله تعالى فيهم ﴿ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ﴾ [4]. فهذه الآية الكريمة تتضمن وصفا لشدة موقفهم الجحودي، وانهماكهم بالدنيا، وما كانوا يبذلون من سعي في صد الناس عن الدعوة وعرقلتها، وحيلولتهم دون استجابتهم لدعوة الحق[5].

فلصوقهم الشديد بشهوات الدنيا، وخوفهم من زوالها إذا أسلموا، صدهم عن سبيل الله، كما قال تعالى ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ [6].

فاستحباب الحياة الدنيا على الآخرة، يصطدم بتكاليف الإيمان، ويتعارض مع الاستقامة على الصراط[7]، وليس الأمر كذلك حين تستحب الآخرة، لأنه عندئذ تصلح الدنيا، ويصبح المتاع بها معتدلا، فلا يقع تعارض بين استحباب الآخرة ومتاع هذه الدنيا، كما يقوم في الأخيلة المنحرفة، فتوجه القلب للآخرة لا يقتضي خسران متاع الحياة الدنيا، بل إن صلاح الآخرة في الإسلام، يقتضي صلاح الدنيا واستعمارها، والتمتع بطيباتها[8].

وقد ضل المشركون حين ظنوا أن ما يعطيهم الله من الأموال والأولاد، ومتاع الحياة الدنيا، لكرامتهم عليه ومعزتهم عنده، لكنهم أخطأوا في ذلك وخاب رجاؤهم، بل أنه تعالى يفعل ذلك، استدراجاً وإملاءً وإنظاراً[9]، كما قال تعالى ﴿ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ [10]، وقال﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ[11].

ومن مداخل حب الدنيا: التعلق بالأهل والأولاد والعشيرة، مما قد يوقع اضطراباً وانحرافاً وخللًا في نفس المؤمن، إذا بالغ في هذا التعلق، وقد يدفعه إلى الانحراف عن طريق الحق، كالزلَّة التي حصلت من حاطب رضي الله عنه، وكان دافعه إليها حب أهله وولده والخوف عليهم.


[1] أثناء إقامتي خارج البلاد برفقة زوجي قبل ثمان سنوات تقريبا، عرض التلفزيون البريطاني برنامجا تعريفيا عن الإسلام، فذكر في الحلقات الأولى منه-إلى جانب التعريف بنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم- أن الدين الإٍسلامي يحرم الخمر والزنا، ويبيح للمسلم الزواج بأربع نساء، ويلزم النساء بالحجاب، ولم يبث من ذلك البرنامج سوى ثلاث حلقات ثم انقطع بثه، ويلاحظ الدس والكيد في التعريف بالدين الحق من خلال نشر ما يصطدم بشهوات الناس المنحرفة.

[2] بتصرف، مفتاح دار السعادة 1 /97.

[3] بتصرف، جامع البيان عن تأويل آي القرآن 13 /180.


[4] سورة إبراهيم عليه السلام آية 3.

[5] بتصرف، سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، صور مقتبسة من القرآن الكريم 1 /198.

[6] سورة النحل آية 107.

[7] وهذا السبب منع كثيرا من المسلمين من التقيد بأوامر الدين، حين يؤثر أحدهم متع الدنيا التي ألفها واستمرأها على طريق الاستقامة ويصعب عليه مفارقة المنكرات والآثام والتعلق بالدنيا إلى ما يرضي الله تعالى.

[8] بتصرف، في ظلال القرآن 4/ 2086.

[9] بتصرف، تفسير القرآن العظيم 5/ 472.

[10] سورة المؤمنون الآيتين 55-56.

[11] سورة آل عمران آية 185.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.12 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.69%)]