|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من العبادات الفعلية: الجهاد في سبيل الله أ. د. مصطفى مسلم شارك في التأليف: الأستاذ الدكتور فتحي محمد الزغبي. الجهاد من العبادات العملية التي تجمع بين العبادة المالية والعبادة البدنية. أ. مكانة الجهاد في الإسلام الجهاد ذروة سنام الإسلام، ومنازل المجاهدين أعلى المنازل في الجنة، بالجهاد يذاد عن ديار المسلمين، وتصان أعراضهم وتحفظ أموالهم، ويعيش الناس في بلادهم آمنين. وهو التجارة الرابحة مع الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الصف: 10-11]. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد"[1]. أنواع الجهاد في الإسلام لما كانت دلالة كلمة (جهد) في الأصل اللغوي بذل الوسع في تحصيل الشيء أو دفعه. قسم العلماء الجهاد إلى أنواع 1- جهاد النفس: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المجاهد من جاهد نفسه في الله"[2]. يقول ابن القيم: (جهاد النفس مقدم على جهاد العدو في الخارج، وأصل له، فإنه ما لم يجاهد نفسه أولاً لتفعل ما أمرت به، وتترك ما نهيت عنه ويحاربها في الله لم يمكنه جهاد عدوه في الخارج، فكيف يمكنه جهاد عدوه والانتصاف منه وعدوه الذي بين جنبيه قاهر له متسلط عليه؟!)[3] فالنفس عدو الإنسان من داخله. 2- جهاد الشيطان: قال الله العزيز الحكيم: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً ﴾ [فاطر: 6]، فلا بد من استفراغ الوسع في محاربته ومجاهدته، والشيطان عدو الإنسان من خارجه، ولكنه وثيق الصلة بالنفس العدو الداخلي، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. 3- جهاد العدو: وهم الكفار والمنافقون، وجهادهم بثلاث وسائل: الأولى: بالحجة والبرهان: فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجهاد الكفار في المرحلة المكية، ولم يكن قد أذن له بالقتال، قال تعالى: ﴿ فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ﴾ [الفرقان: 52]، أي بتبليغهم القرآن وتلاوته بين أظهرهم، وإقامة الحجة عليهم بآياته وبراهينه وتحديهم بإعجازه. الثانية: بالموعظة والتهديد والوعيد: وذلك للمنافقين، فإنهم يعيشون بين المسلمين ويتظاهرون بالإسلام، ولكنهم يتربصون بالمسلمين الدوائر، ويكيدون لهم في الخفاء، لذا أمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم جهادهم فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [التحريم: 9]. الثالثة: بالقتال والوسائل الأخرى لقمعه: ولتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى. وإذا أطلق الجهاد لا يفهم منه، إلا جهاد العدو الخارجي بالقتال. وقد أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين باتخاذ الوسائل المكافئة لدرء عدوان الأعداء، سواء الوسائل المادية من العتاد والسلاح والقوة الاقتصادية والعلمية والتقنية، أو الوسائل المعنوية: من قوة الإيمان والخبرات الفنية وغيرها وكلها داخلة تحت قوله تعالى: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 60]. ب. من آداب الجهاد في الإسلام الجهاد وسيلة من وسائل الدعوة إلى الإسلام، ولا يقصد به العلو في الأرض أو كسب المال أو إذلال الناس، لذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يبدأ به دعوة الكفار إلى الإسلام. فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قوماً قط إلا دعاهم" [4] والمسلمون عندما يدعون الناس إلى الإسلام، إنما يبذلون جهدهم في ذلك لإخراجهم من ظلمات الكفر والضلال والجهالة إلى نور الإسلام" لذا كان المسلمون رحماء في شؤونهم وحتى في جهاد الأعداء. لذا ذكر الفقهاء من آداب الجهاد الإسلامي: 1- لا يجوز قتل غير المقاتلة: فلا تقتل المرأة ولا الصبي والمجنون ولا الشيخ ولا المريض المقعد، ولا الأشل ولا الأعمى، ولا الراهب في صومعته، وكل من لا يشارك في القتال. ولا يساعد المقاتلين بالمال أو الرأي... 2- ولا يجوز تغريق النحل وتحريقه، ولا إتلاف الزرع والشجر إلا لضرورة، ولا يذبح شاة ولا دابة إلا لأكل. 3- ولا يجوز تدمير البيوت والسدود والمصانع وغيرها مما لا علاقة له بشكل مباشر في القضايا الحربية، ولا تتطلبه ضرورة العمليات العسكرية (أو ما يسمى في العصر الحاضر بالبنية التحتية للدولة). وكل ذلك جاء في هدايات القرآن الكريم وتوجيهات الرسول الكريم ووصايا الخلفاء الراشدين لقواد الجند. يقول الله عز وجل: ﴿ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ [البقرة: 205]. وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث جيشاً قال: "انطلقوا باسم الله، لا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً صغيراً، ولا امرأة، ولا تغلوا، وضموا غنائمكم، وأصلحوا، وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين "[5]. وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: (وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان)[6]. وجاء في وصية أبي بكر رضي الله عنه ليزيد حين بعثه أميراً على الجند: يا يزيد، لا تقتل صبياً ولا امرأة ولا هرماً، ولا تخربن عامراً، ولا تعقرن شجراً مثمراً، ولا دابة عجماء ولا شاة إلا لمأكله، ولا تحرقن نحلاً ولا تغرقنه، ولا تغلل ولا تجبن)[7]. إن الإسلام دين الرحمة ورسول الإسلام نبي الرحمة، يقول عنه ربه الذي أرسله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]. [1] رواه مسلم رقم 1878 باب فضل الشهادة 3/1498، ورواه الترمذي 1619 باب ما جاء في فضل الجهاد، وقال حسن صحيح 4 /164. [2] رواه أحمد في المسند عن فضالة بن عبيد 23997، والترمذي 1621. [3] زاد المعاد في هدي خير العباد، 2 /38. [4] رواه الحاكم في المستدرك 37، 1 /60، وقال: حديث صحيح ولم يخرجاه، ورواه البيهقي في السنن الكبرى، 9 /107. [5] انظر سنن أبي داود، الحديث رقم 2614. [6] صحيح البخاري 3014، ومسلم 1744. [7] انظر المغني لابن قدامة، 13 /144.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |