|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كان عالما ورعا ذا حنكة سياسية.. مانسا موسى.. أشهر ملوك الإسلام في القرون الوسطى.. أحمد عبدالظاهر من أشهر وأثرى زعماء إفريقيا والعالم في القرون الوسطى، ومن أشهر زعماء الإسلام في تلك الحقبة من الزمان، خلف السلطان أبو بكر الثاني عام 1312م في حكم مالي ومناطق غرب إفريقيا. هو حاجي كانجا منسا موسى، من أعظم زعماء إمبراطورية مالي، وكان عالما ورعا إلى جانب حنكته السياسية. ازدهار مالي في عهده في عهده ازدهرت جامعة سانكوري كمركز للعلم في إفريقيا، ووسع دولته لتضم مناجم الذهب في غينيا بالجنوب، وفي عهده صارت عاصمة مالي "تمبكتو"، محط القوافل التجارية عبر الصحراء بالشمال. رحلة حجه الشهيرة كان مانسا موسى قد حج لمكة عام 1324م عبر القاهرة، واستقبله المماليك في القاهرة بحفاوة بالغة، وقد انخفض سعر الذهب بالعالم إثر رحلة الحج تلك، لكثرة ما وزع من ذهب على طول الطريق في رحلته. وكان اقتصاد العالم أجمع، دخل في حالة تضخم سريع (ارتفاع أسعار) لعشرين سنة تالية، بسبب ذهب تلك الرحلة. ويروي المؤرخ العمري، أن مانسا موسى اضطر للاقتراض في نهاية رحلة حجه، لنفاذ الذهب الذي أحضره معه. وفي هذه السنة أصبحت العاصمة تمبكتو بجنوب غرب نهر النيجر، مركز تجارة الذهب وتعليم الإسلام. إثر وفاته عام 1337 خلفه ابنه مانسا مقان، ثم أخوه مانسا سليمان (عام 1341). اهتمامه بالفقراء والمعوزين حظي مانسا موسى باهتمام عالمي وبصيت واسع، عندما قام بأداء فريضة الحج في عامي 1324م و1325م، وتلك كانت سنوات عامرة بالإنجازات والازدهار، غدت فيها مملكة مالي مركزا حضاريا وتجاريا مهما. بعض ما كُتب عنه وقد كتب كثير من المؤرخين عن سيرته، وبخاصة رحلة الحج إلى الأراضي المقدسة، حيث كانت رحلة ذلك الملك إلى حج بيت الله ــ بحسب رواية أدو بوهين (بروفيسور التاريخ الغاني) في كتابه "تاريخ غرب أفريقيا" ــ حدثاً فريداً تناقلته الألسن. فبحسب رواية المؤرخ الإسلامي العمري، فإن مانسا موسى بدأ رحلة حجه من مالي، في قافلة مكونة من مائة بعير، تنوء بحملها من الذهب الخالص، وكانت ترافقه حاشية كبيرة من الخدم والحشم، تقوم على خدمته وتسهر على راحته وتلبي طلباته. تقدمت قافلة مانسا قافلة من الرقيق، بلغ تعدادها خمسمائة فرد، يحمل كل منهم عصا من الذهب الخالص يبلغ وزنها أربعة أرطال، ورافقه من تابعيه ما لا يقل عن ستين ألف رجل يسهر على خدمتهم اثنا عشر ألفا من الخدم. أينما حل مانسا موسى، كان يعطي هدايا من الذهب للفقراء والمحتاجين، على سبيل الصدقة أو الزكاة (التي هي إحدى أركان الإسلام). أنشأ أشهر مساجد مالي وغرب إفريقيا أنفق مانسا كل ما حمله من ذهب في رحلة حجه تلك، واضطر للاستدانة (بمعدل فائدة مرتفع جدا)، ليتمكن من العودة إلى بلاده وعند عودته أحضر معه عددًا من العلماء، بينهم مهندس معماري أسهم في بناء مسجدي "جاو" و"تمبكتو"، القائمين إلى يومنا هذا. وجاء معه أيضا بعض الطلبة والمهندسين المعماريين، ليحولوا بلده إلى مساجد ومدارس ومكتبات. شيد مانسا قصورا فخمة في "تامبكتو" و"جاو"، وبنى مساجد كبيرة في مناطق واسعة من غرب السودان (المقصود طبعا هو غرب أفريقيا). وبينما لم تكن هنالك أي جامعة في أوروبا في تلك السنوات، فقد أسس مانسا موسى "سانكور مادراش" (أي جامعة سانكور)، وأتى لها بجمهرة من العلماء، وأقام الصالة الضخمة المشهورة في "نياني" قرب ديوانه الملكي، والذي وصفه أحد المؤرخين العرب بأنه "نصب جدير بالإعجاب". كتب المعماري والفنان والمؤرخ الإيطالي المشهور سيرجيو ودمين، بأن مملكة مالي كانت بها – في أيام مجدها- نحو 400 مدينة. ويلخص البروفيسور الغاني أدو بوهين، أهم إنجازات مانسا موسى، في أنها تتمثل في حكمه الطويل الذي تميز بشيوع الأمن والسلام في ربوع مالي، وفي تنمية وترقية التجارة والاقتصاد والتعليم، وفوق كل هذا وذاك، في جعل اسم "مالي" معروفا في كافة أرجاء المعمورة. قام رسام خرائط إسباني، بوضع صورة لمانسا موسى على خريطة رسمها، وعلى رأسه تاج ذهبي، وهو جالس على عرشه الملكي، يحدق في كتلة ذهبية في يمناه، ويحمل في يسراه صولجانا ذهبيا. وفاته توفي مناسا موسى عام 1337م، وخلفه ولده في حكم مملكة مالي، ولم يحسن ورثة مانسا إدارة ثروته، وأنفقوا جزءا كبيرا منها في الحروب الأهلية والجيوش الغازية، وفقا لما ذكره موقع "الإندبندنت" البريطاني.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |