|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كلام العلامة عمر الشماع الحلبي عن العلامة جلال الدين السيوطي في عيون الأخبار محمد آل رحاب في (عيون الأخبار فيما وقع لجامعه في الإقامة والأسفار) بسم الله الرحمن الرحيم الحمدُ لله وحدَه، والصلاةُ والسلامُ على من لا نبيَّ بعدَه، وبعدُ: فأثناء تصفُّحي للكتابِ العجيب: 1- (تحرير المقال في ضبط ما وقع لجامعه في الإقامة والارتحال). 2- أو (الفوائد والدُّرَر فيما وقع له في السفر والحَضَر). 3- أو (ملء العيبة فيما وقع في الإقامة والغَيْبة). 4- أو (التحفة فيما وقع في الإقامة والوجهة). 5- أو (زبدة الخبر فيما وقع في الإقامة والسفر). 6- أو (عيون الأخبار فيما وقع لجامعه في الإقامة والأسفار)، وهو الاسم الذي وقع عليه اختيار مؤلِّفه العلامة زين الدين عمر بن أحمد الشماع الحلبي ( 880هـ - 936هـ) بعدَ حكايتِه للأسماء الأخرى في مقدمة الكتاب، وهو كتابٌ عجيب، على ترتيب غريبٍ، غزير الفوائد، كثير الفرائد، وفير العوائد، غنيمة للأماجدِ، ويسَّر لي اللهُ الكريم الوقوفَ على نسخةِ المؤلِّف التي بخطِّه، فكحَّلْتُ عيني برسمِه وضبطه، ومن المعلوم - وليس بالمشهور - أنه ممن التقى بعلَّامة الدنيا جلالِ الدين السيوطيِّ، وأخذ عنه، فتوقعت أن يكون فيه بعض الأخبار والنوادر المتعلِّقة بالعلامة السيوطي - وأنا بصَدَدِ جَمْعِ كلِّ ما يتعلَّق به وبترجمته - فوجدتُ الأمرَ كما توقَّعْتُ، فجرَّدْتُ منه ما يتعلَّق بالعلامة السيوطي؛ ليقربَ تناولُه، ويسهلَ تحصُّلُه، واللهُ المُوفِّق والمستعان. 1 قال العلَّامة عمرُ الشمَّاع الحلبيُّ رحمه الله[1] وهو يَنقُلُ عن كتاب (الرحلة الفهديَّة إلى الديار المصريَّة وغيرها من البلاد الشاميَّة)؛ للعلامة عز الدين أبي الخير عبدالعزيز بن فهد المكي ت921 هـ رحمه الله: "ولَقِيتُ بمصرَ وضواحيها جمعًا كثيرًا من الحُفَّاظ والمسندين... ومنهم عبدُالرحمن بنُ أحمدَ القُمُّصِيُّ - بضم القاف والميم الثقيلة، وكسر الصاد المهملة بعدها ياء النسب - الشافعيُّ العلَّامةُ جلالُ الدين، سمعتُ من لَفظِه المسلسل بالأَوَّليَّة، ثم سمعتُ عليه بقراءة الجلالِ السيوطي جمعَ الجوامع؛ لابن السبكي. 2 وقال رحمه الله[2] بعد ذكره لشيخِ الإسلام زكريا الأنصاري تـ926 هـ رحمه الله: ترجمَه السخاويُّ في الضوء اللَّامع، وشيخُنا جلالُ الدينِ السيوطيُّ في نظم العِقْيان. 3 وقال رحمه الله[3]: عبدُالرحمنِ بنُ أبي بكرٍ شيخي، شيخُ الإسلامِ، وعلَمُ الأعلامِ، صاحبُ الأبحاثِ الدقيقة، والمُصنَّفات الفائقةِ المفيدة؛ جلالُ الدِّين السيوطيُّ القاهريُّ الشافعيُّ، قرأْتُ عليه جملةً من مُؤلَّفاتِه بمنزلِه من الروضة تِجاهَ مصرَ العتيقةِ، وحضرتُ الصلاةَ عليه ودَفْنَه، ترجَمَه السَّخاويُّ في ضوئِه، وتاريخ وفاته مع مشايخي رحمه الله تعالى، وأعاد علينا من بركاته. 4 وقال رحمه الله[4]: كان ابتداءُ السفر من حلبَ المحروسة، إلى القاهرةِ المأنوسة، في سنةِ أربعٍ وتسعمائة، وهي أولُ سَفْرةٍ سافرتُها إلى القاهرة المعزِّيَّة... اجتمعْتُ بشيخِ الإسلامِ جلالِ الدين السُّيوطيِّ بمنزلِه المشهورِ بخط جامع طولون، وأخذْتُ منه بعضَ كراريسَ من مؤلَّفِه الأشباهِ والنَّظائر في الفقه، وعلَّقْتُها، ثم سأَلْتُه القراءةَ عليه فلم يَأذَنْ في ذلك، وما عَلِمْتُ سببَ امتناعِه، وسألتُه عن مسألةٍ من شرحِه على النقاية[5]؛ وهي عن قولِه في تعريف المعجزة: وهي أمرٌ خارقٌ للعادة على وَفْقِ التحدِّي، وتكون كرامةً للولي، إلا نحو ولدٍ دونَ والدٍ، وقلبِ جمادٍ بهيمةً، وهذا توسُّطٌ للقشيري... إلى آخر كلامه[6]. 5 وقال رحمه الله[7]: كان ابتداءُ السفرِ ووداعنا الأهل والأصحاب، عجَّل الله إليهم الإيابَ، في حادي عشر المُحرَّم سنةَ إحدى عشرةَ وتسعمائة، فسَمِعْتُ الحديثَ بجامعِ غزَّةَ على عالِمِها الشهابِ بنِ أبي شعبانَ الغزِّيِّ الشافعيِّ، ودخلنا القاهرةَ في أولِ يومٍ من شهر ربيعٍ الأول، فتردَّدْتُ إلى شيخِ الإسلامِ جلالِ الدينِ السيوطي مصاحبًا للفقيهِ عبدِالمعطي المكيِّ[8]، سَمِعْتُ أشياءَ بقراءتِه، وسمع بقراءتي، ولم يكن لي إذ ذاك شدَّةُ اعتناءٍ بفنِّ الحديث؛ فلذا لم أُعلِّق ما قرأته ولا ما سمعته، وآخر ما قرأتُه عليه بعضُ مؤلَّفِه المسمَّى بـ"وصول الأماني بأصول التهاني"، وسَمِعْتُ من إملائه فوائدَ جمَّة علَّقتُها في بعض الأجزاء، ومما سمعته من لفظه بمنزله في الروضةِ، وقد أشير عليه بوضعِ مرآة العين[9]، فأنشَدَ - ولم يُسمِّ قائلًا -: لَهْفِي على دولةِ التَّصابي ![]() وحُقَّ لي أن يزيدَ لَهْفِي ![]() كانت عيونيَ فوقَ خدِّي ![]() واليومَ أضحَتْ فوق أنفي ![]() وقرَأْتُ عليه قطعةً من أول صحيحِ الإمامِ محمدِ بنِ إسماعيلَ البخاريِّ، وجميع الثلاثيَّات المخرَّجة منه[10]، وسمع ذلك جمعٌ، منهم: الفقيهُ العالم الفاضلُ عبدُالمعطي بنُ عمرَ بنِ حسَّان الشافعيُّ المَكيُّ، وسمعت بقراءته - أعني: بقراءة عبدالمعطي - أشياءَ كثيرةً، منها: جميعُ "اللُّمْعة في تحرير الركعةِ في إدراك الجمعة"، ومجالس جملة من شرح "النقاية"، وعلَّقْتُ من إملاء شيخِنا فوائدَ تتعلَّقُ بفنِّ الأصول، والحديث، والنحو، وشَمِلَتْني بركتُه في حياتِه، وبعد مماته، وتُوفِّيَ بمنزلِه من الروضة، وصُلِّي عليه بجامع الأباريقي، ثم صُلِّي عليه مرةً أخرى بالرميلة، وحضرْتُ الصلاةَ عليه بها ودفنَه، وتأسَّف الناس على فَقْدِه، وكَثُر عليه البكاءُ...[11]، وقد ترجمَه السخاويُّ في "الضوء اللامع"، ولُخِّصت ترجمتُه مع زيادة تاريخ وفاته، وقد شاهدتُ غيرَ واحد من تلامذتِه حكى عنه...[12]، وازدَحم كثيرٌ من الناس على كَفَنِه للتبرُّك بلَمْسِه[13] عند نزولِه إلى قبره، وقد ذكرتُ تاريخَ وفاته أيضًا في القصيدة التائية التي فتحت....[14].انتهى. ثم ساق عشرةَ أبياتٍ نفيسة، قد ضبطتها ونشرتُها من قبلُ على الألوكة، فلا داعيَ للتَّكْرار، وقال بعدها: وكانت وفاتُه رحمه الله تعالى في ليلة الجمعةِ، ودُفِن في يومِها بعد صلاة الجمعة، فلما كان في يومِ السبت التالي ليوم دفنه...إلخ. انتهى ما تمَّ التقاطُه وتجريدُه من هذا السِّفْر العظيم، وأستغفرُ اللهَ لي ولوالدَيَّ، ولمشايخي ولجميع المسلمين، آمين. [1] في الورقة العاشرة من المخطوط. [2] في الورقة: 20. [3] الورقة: 20 أيضًا. [4] في الورقة: 25. [5] وهو إتمامُ الدِّراية، ويسَّر الله تعالى لي - وله الحمدُ والمنَّة - الوقوف على نسخة عزيزة مقروءة عليه وعليها خطه. [6] وعبارة إتمام الدراية المطبوع: "ويكونُ كرامةً للوليِّ؛ وهو العارفُ بالله تعالى حسب ما يمكن، المواظبُ على الطاعات، المُجتَنِبُ للمعاصي، المُعرِضُ عن الانهماك في اللذَّات والشَّهوات؛ كجَريانِ النيلِ بكتابِ عمرَ رضي الله عنه، ورؤيتِه وهو على المنبر بالمدينةِ جيشَه بنهاوندَ، حتى قال لأمير الجيش: "يا ساريةُ، الجبلَ الجبلَ"؛ محذِّرًا له من وراء الجبل؛ لكمن العدوِّ هناك، وسَمِع ساريةُ كلامَه مع بُعْد المسافةِ، وغير ذلك مما وقع للصحابةِ وغيرِهم، إلا نحو ولدٍ دونَ والدٍ، وقلبِ جمادٍ بهيمةً، فلا يكونُ كرامةً لوليٍّ، وهذا توسُّطٌ للقشيري. قال ابن السبكيِّ في جمع الجوامع: وهو حقٌّ يخصص قولَ غيرِه: ما جاز أن يكون معجزةً لنبيٍّ، جاز أن يكون كرامةً لوليٍّ، لا فارقَ بينهما إلا التحدي"؛ إتمام الدراية لقراء النقاية (ص: 8). [7] الورقة: 25. [8] وهذا تلميذٌ جديدٌ يُضافُ لقائمة تلامذة العلامة جلال الدين السيوطي رحمه الله، وسيأتي اسمه بتمامِه. [9] وهي التي نُسميها: النظَّارة، وهذا في آخر عمرِه رحمه الله؛ فقد ضَعُفَ بصره، وكَلَّ نظره؛ بسبب كثرةِ ما أتعب نظرَه، وأدأب بصرَه في التحصيل والتصنيف، ولِكِبرِ سِنِّه رحمه الله، فجزاه الله خير الجزاء، وهذه المعلومة مما تفردت به هذه الوثيقة المهمة وزادته، فجزى الله المؤلف خير الجزاء. [10] وقد يسر الله تعالى الوقوفَ على هذه النسخة، وبها إجازة العلامة السيوطي له بخطِّه. [11] بياض بالأصل. [12] كلمة أو كلمتان لم أستطع قراءتهما. [13] وهذا ليس من هَدْيِ النبي صلى الله عليه وسلم، ولا فعله السلف الصالح رضي الله عنهم. [14] كلمات لم أستطع قراءتها.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |