|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() فجعنا باغتيال عالم وليد بن عبده الوصابي كنتُ مسبوقًا لصلاة العصر، من هذا اليوم، الأحد 19/ 5/ 1437هـ فسمعتُ أحدَ المشايخ يلقي درسًا، وقبل إلقاء الدَّرس، قال: نعزِّي أنفسنا والعالَم، بوفاة العالم العلَم الشيخ العلَّامة عبدالرحمن بن مرعي العدني، إثْر اغتياله من أناسٍ مجهولين، وهو خارج لصلاة الظهر! فكدتُ أُفتَن في صلاتي من هول الصَّدمة، وشدَّةِ الفاجعة، فها نحن لم نَغسل أيدينا من دَفْن عالِمنا الأول الشيخ محمد بن عبدالوهاب، حتى أُصِبنا بهذا الآخر. والشيخ عبدالرحمن عرفتُه عن قرْب، وزرتُه في منزله ومسجده بالفيوش، قبل أن يَفتتح المسجدَ الجديد، بل كانت الصَّلاة في المسجد القديم. رأيتُ في الشيخ العِلمَ الغزير، والأدبَ الرَّفيع، والخلق الجمَّ، والتواضعَ الكبير. وصَلنا، فأصَرَّ على العَشاء والمبيت، فرِضينا بالعشاء بعد إصرارٍ، ورَفضنا المبيتَ. قرَّب لنا العشاءَ بنفسه، وكنَّا نأكل، وهو يَخدمنا، حتى أصررنا عليه وألحَحنا أن يَجلس، فجلس بجوارنا، وكان يَأكل ويكلِّمنا، ويرحِّب بنا، ويَستسمح منَّا على التقصير؛ لأنَّنا جئنا على غير موعد. ثمَّ جلسنا معه جلسةً قصيرة، وسألناه عن مسائل فقهية؟ فكان كالسَّيل الهادر، ولكنه سَيل صافٍ نقيٌّ؛ كالمُزن صفاء ورِقَّة، يخرج من مشكاة النبوَّة. ثمَّ ودَّعناه وودَّعَنا، وخرج معنا مودِّعًا وداعيًا. وخرجنا ونحن له داعون، ومعظِّمون فيه ومكبِرون فيه هذا العلم، وذاك التواضع الذي فقده الكثيرُ، والله المستعان! وقد التقيتُه مرارًا عديدة في غير مَركزه، فكان كما رأيتُه أوَّلَ مرَّة، وعلى عادته رحمه الله رحمةً واسعة، وأسكنه فسيحَ جنَّاته. إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون! وقد انتقم الله من قاتليه، فانقلبَت بهم السيَّارة أثناء المطاردة، وماتوا إلَّا واحدًا. ولنترك كلَّ فتنة وخلاف جانبًا؛ فهذه مصيبة عَظيمة، وفجيعةٌ كبيرة، وهي موت العلماء. والله المستعان.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |