شرح حديث: (كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141316 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-02-2020, 09:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث: (كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا)

شرح حديث:

(كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا)

الشيخ عبدالله بن حمود الفريح

عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا قُعُوداً حَوْلَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَنَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فِي نَفَرٍ. فَقَامَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا. فَأَبْطَأَ عَلَيْنَا. وَخَشِينَا أَنْ يُقْتَطَعَ دُونَنَا. وَفَزِعْنَا فَقُمْنَا. فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَزِعَ. فَخَرَجْتُ أَبْتَغِي رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَتَيْتُ حَائِطاً لِلأَنْصَارِ لِبَنِي النَّجَّار. فَدُرْتُ بِهِ هَلْ أَجِدُ لَهُ بَابا. فَلَمْ أَجِدْ. فَإِذَا رَبيعٌ يَدْخُلُ فِي جَوْفِ حَائِطٍ مِنْ بِئرٍ خَارِجَةٍ (وَالرَّبِيعُ الْجَدْوَلُ) فَاحْتَفَزْتُ كَمَا يَحْتَفِزُ الثَّعْلَبُ. فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ «أَبُو هُرَيْرَةَ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ. يَا رَسُولَ اللّهِ. قَالَ: «مَا شَأْنُكَ؟» قُلْتُ: كُنْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا. فَقُمْتَ فَأَبْطَأْتَ عَلَيْنَا. فَخَشِينَا أَنْ تُقْتطَعَ دُونَنَا. فَفَزِعْنَا. فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَزِعَ. فَأَتَيْتَ هٰذَا الْحَائِطَ. فَاحْتَفَزْتُ كَمَا يَحْتَفِزُ الثَّعْلَبُ. وَهٰؤُلاءِ النَّاسُ وَرَائِي فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ» (وَأَعْطَانِي نَعْلَيْهِ) قَالَ: «اذْهَبْ بِنَعْلَيَّ هَاتَينِ. فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاء هٰذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ اللّهُ، مُسْتَيْقِناً بِهَا قَلُبُهُ، فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ».

فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ لَقِيتُ عُمَرُ. فَقَالَ: مَا هَاتَانِ النَّعَلاَنِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟! فَقُلْتُ: هَاتَيْنِ نَعْلاَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم بَعثَنِي بِهِمَا. مَنْ لَقِيِتُ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ اللّهُ مُسْتَيْقِنا بِهَا قَلْبُهُ، بَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ. فَضَرَبَ عُمَرُ بِيَدِهِ بَيْنَ ثَدْيَيَّ. فَخَرَرْتُ لاِسْتِي. فَقَالَ: ارْجِع يا أَبَاهُرَيْرَةَ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَجْهَشْتُ بُكَاءً، وَرَكِبَنِي عُمَرُ، فَإِذَا هُوَ عَلَى أَثَرِيْ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « مَالَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ » قُلْتُ: لَقِيتُ عُمَرَ فَأَخْبِرْتُهُ بالذِيْ بَعَثتَنِي بهِ. فَضَرَبَ بَينَ ثَدْيَيَّ ضَرْبَةً، خَرَرْتُ لاِسْتِيْ، قَالَ: ارْجِع، فقَالَ لَه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « يَا عُمَرَ! مَا حَمَلكَ عَلى مَا فَعَلتَ؟ » قَالَ: يَا رسُولَ اللهِ! بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَبَعَثْتَ أَبَا هُرَيرَةَ بِنَعْلِيْكَ، مَنْ لَقِيَ يَشْهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلا اللهُ مُسْتَيقَنَاً بِهَا قَلبُهُ، بَشَّرَهُ بِالجَنَّةِ؟ قَالَ: « نَعَمْ » قَالَ: فَلا تَفْعَلْ، فَإِني أَخْشَى أَن يَتكِلَ النَّاسُ عَليْهَا، فَخَلِّهِمْ يَعْمَلونَ، قَالَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « فَخَلِّهِمْ » رواه مسلم.

أولاً: ترجمة راوي الحديث:
أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه تقدمت ترجمته في الحديث الأول من كتاب الإيمان.

ثانياً: تخريج الحديث:
الحديث أخرجه مسلم، حديث (31) وانفرد به.

ثالثاً: شرح ألفاظ الحديث:
(فَقَامَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا): أي فقام من بيننا.

(وَخَشِينَا أَنْ يُقْتَطَعَ دُونَنَا): أي خشينا أن يقطعه مكروه أصيب به من عدو إما بأسر و إما بغيره.

(ففَزِعْنَا و قُمْنَا): أي اهتممنا لاحتباسه فتركنا ما نحن فيه وأقبلنا على طلبه.

(حَتَّى أَتَيْتُ حَائِطاً): الحائط البستان وسمي بذلك لأنه حائط لا سقف له.

(فَإِذَا رَبيعٌ يَدْخُلُ فِي جَوْفِ حَائِطٍ): الربيع هو الجدول، والجدول هو الساقي الواضح كالطريق للماء.

(مِنْ بِئرٍ خَارِجَةٍ): قيل خارجة صفة للبئر، و قيل: خارجة اسم رجل يملك هذا البئر.

(فَاحْتَفَزْتُ كَمَا يَحْتَفِزُ الثَّعْلَبُ): احتفزت أي تضاممت كما يتضام الثعلب ليسعه الدخول في نافذ الجدول على الحائط.

(وَأَعْطَانِي نَعْلَيْهِ): أراد النبي -صلى الله عليه وسلم-أن يعطيه قرينة تعضد ما سيقوله من خبر وأنه واجه النبي -صلى الله عليه وسلم-حقيقة وقال له هذا الخبر العظيم ودليل ذلك وقرينته نعلي النبي -صلى الله عليه وسلم-التي جاء بها لتأكيد اللقاء به، مع أن أبا هريرة ثقة ولا يتهم ولكن أعطاه ذلك زيادة في التأكيد لعظم الخبر الذي معه.

(مُسْتَيْقِنا بِهَا قَلُبُهُ): اليقين هو العلم الراسخ والثابت في القلب.

(فَخَرَرْتُ لاِسْتِي): أي على استي وهو اسم من أسماء الدبر، فكأنه دفعه في صدره فوقع على دبره، وفعل عمر مع أبي هريرة حتى أسقطه لم يكن ليؤذيه وإنما ليمنعه فوافق فعله هكذا ليكون أبلغ في الزجر.

(فَأَجْهَشْتُ بُكَاءً): بفتح الهمزة والهاء وإسكان الجيم أي تهيأت للبكاء ولم أبك بعد.

(وَرَكِبَنِي عُمَرُ): أي تبعني ومشى خلفي في الحال بلا مهلة، و لذلك قال (فإذا هو على أثري).


(بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي): أي أفديك بأبي وأمي.

رابعاً: من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: الحديث دليل على بسط النبي -صلى الله عليه وسلم-نفسه لأصحابه، يعلمهم ويخرج معهم إلى الحوائط، ويفيدهم، وهكذا ينبغي لصاحب العلم أن يهتم بتعليم الناس والخروج لهم بما لديه من الخير لينشره.

الفائدة الثانية: في الحديث حرص الصحابة ومحبتهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-حيث خافوا عليه وفزعوا في طلبه حين أبطأ عليهم.

الفائدة الثالثة: الحديث دليل على جواز دخول الإنسان ملك غيره من دون إذنه إذا علم رضاه بذلك، لاسيما إن كان لحاجة كما فعل أبو هريرة رضي الله عنه حين دخل الحائط ولم ينكر عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-.

قال النووي: "وهذا غير مختص بدخول الأرض بل يجوز له الانتفاع بأدواته وأكل طعامه والحمل من طعامه إلى بيته ونحو ذلك من التصرف الذي يعلم أنه لا يشق على صاحبه، هذا هو المذهب الصحيح الذي عليه جماهير السلف والخلف من العلماء رحمة الله عليهم" [انظر شرح النووي لمسلم حديث (21)].

الفائدة الرابعة: الحديث دليل على تأييد الخبر العظيم بقرينة تؤكده، كما فعل النَّبي -صلى الله عليه وسلم-حين أعطى أبا هريرة نعليه.

الفائدة الخامسة: الحديث فيه رد على غلاة المرجئة القائلين أن التلفظ بالشهادتين يكفي في الإيمان ولو لم يصاحبه اعتقاد القلب، فقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (مُسْتَيْقِنا بِهَا قَلُبُهُ) رد على مذهبهم الفاسد الذي به يدخل المنافقون في الإيمان، و المرجئة -كما تقدم- أقسام منهم الغلاة ومنهم دون ذلك، وتمسك بحديث الباب المرجئة غير الغلاة الذين قالوا: بأن الاعتقاد والنطق بالشهادتين كافٍ للإيمان ولا يضره أي معصية ولو كانت مكفرة، وتقدم الرد عليهم في شرح الأحاديث السابقة ما يغني عن الإعادة فارجع إليها ففيها الإفادة.

الفائدة الساسة: الحديث دليل على شدة عمر - رضي الله عنه-، وحكمته وسعة فقهه حين ردَّ أبا هريرة وأشار إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-أن ذلك يدعوهم للاتكال وترك العمل ووافقه النبي -صلى الله عليه وسلم-فرجع إلى رأي عمر، وفي هذا جواز مراجعة المتبوع للتابع إن رأى مصلحة راجحة يبينها له في رأيه الذي خالفه فيه.

مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الإيمان)


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.51 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]