طاف ثمانين أسبوعا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 194 - عددالزوار : 135898 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 74 - عددالزوار : 15080 )           »          حين تُغلق الأبواب.. افتح قلبك لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 32 - عددالزوار : 11460 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 34 - عددالزوار : 13807 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 34 - عددالزوار : 11107 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 206 - عددالزوار : 66850 )           »          مفهوم السعادة وسبب الشقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          البيان بين مقامين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          كرة الثلج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-02-2020, 04:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,073
الدولة : Egypt
افتراضي طاف ثمانين أسبوعا

طاف ثمانين أسبوعا


د. عبدالحكيم الأنيس






كنتُ مرة قبل سنين خلتْ أطالعُ في كتاب "الروض المعطار في خبر الأقطار" فرأيتُ في الكلام على الجزعة - وهو موضع في الكعبة - ص167 ما يأتي:

"وذكروا أنّهم رأوا (الرشيدَ) في الليلة التي عَلّقَ الشروطَ فيها أو صبيحتِها، وهو يطوفُ بالبيت، فعدُّوا له ثمانين أسبوعاً، وأنه لم يزلْ في ركوعٍ، وسجودٍ، وبكاءٍ، وتضرُّعٍ، وابتهالٍ، ليلَه كلَّه".



قلتُ: وقد رجعتُ إلى "تاريخ" الطبري في حوادث سنة 186هـ وهي السنة التي علَّق الرشيدُ فيها البيعة لولديه الأمين والمأمون، فلم أجد لطوافهِ هذا ذكراً، ولم أعرف المقصودَ حين ذاك بـ"أسبوع"، فسألتُ الوالدَ - رحمه الله - فقال: "ثمانين أسبوعاً أي ثمانين سبعة، وهذا شيءٌ عظيمٌ لا يتهيأُ لكلِّ أحد".



وتابع الوالدُ قائلًا: "وسمعتُ رجلاً لا أعرفه من أهل حلب قال للشيخ أبي الخير زين العابدين أمام الكعبة (سنة 1386هـ أو التي بعدها): ما تقولُ في رجلٍ طاف بالبيت خمساً وسبعين سبعة! فقال الشيخُ أبو الخير: أرنيهِ حتى أقبِّلَ رجله[1].



ثم أرشدني الوالدُ إلى نصٍ جاء في كتاب: "المصنوع في معرفة الحديث الموضوع" لعلي القاري ص 188وهو:

"حديث: مَنْ طاف بهذا البيت أسبوعاً، وصلّى خلفَ المقام ركعتين، وشرب من ماء زمزم، غُفرت له ذنوبُه بالغة ما بلغتْ!



قال السخاوي[2]: لا يصح. وقد ولع به العامةُ كثيراً لا سيما بمكة، بحيث كُتِبَ على بعض جُدرها الملاصق لزمزم، وتعلقوا في ثبوته بمنامٍ وشبههِ، ممّا لا تَثبتُ الأحاديثُ النبويةُ بمثلهِ".



وقد علّق الشيخُ عبد الفتاح أبو غدة -رحمه الله- على قوله (أسبوعاً) بقوله: "أي سبعة أشواط حول الكعبة المعظمة".

• • •



أمّا سبب طواف الرشيد وما ذُكر مِن صلاته وبكائه وابتهاله وتضرُّعه فلعله ما نقله الطبري إذ قال:

"ذكَرَ عبدُ الله بن محمد ومحمدُ بن يزيد التميمي وإبراهيم الحجبيأنَّ الرشيد حَضَرَ وأحضرَ وجوه بني هاشم والقواد والفقهاء، وأُدْخِلوا البيتَ الحرام، وأمرَ بقراءة الكتاب (كتاب البيعة والشروط) على عبد الله (المأمون) ومحمد (الأمين)، وأشهد عليهما جماعة مَنْ حضر، ثم رأى أنْ يُعلَّق الكتاب في الكعبة، فلمّا رُفِع ليُعلَّقَ وقعَ، فقيل: إنَّ هذا الأمر سريعٌ انتقاضُه قبل تمامه".




وقد قرأتُ هذا الخبر للوالد فرقَّ ودمعتْ عيناه وقال: كأنَّ الرشيدَ خاف من هذا، وضاق صدرُهُ ممّا رأى، فلجأ إلى الصلاة والطواف والدعاء خوفاً على ولديه، والرعية. والله أعلم.





[1] قال الوالد: وقد حضَّني الشيخُ عبد الرحمن السَّبْسَبي الرفاعي - رحمه الله تعالى - على الطواف سبع سبعات ليلة الجمعة، وقال لي: وحين كنتُ أطوفُ سبع سبعات رأيتُ رجلاً يطوفُ زاحفاً على مقعده، وانتهينا معاً! مع أنني كنتُ في قوّتي وشدة حيلي، فظننتُ أنّه الخضر لما رأيتُه منهُ"! ويظهر أنَّ الشيخ كان يرى بقاء حياته.
وأما الطواف المذكور فهو تصرفٌ شخصي، لا على سبيل الالتزام.



[2] أي في "المقاصد الحسنة" ص 655.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.39 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]