|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ترجمة معمر بن راشد الأزدي د. حسن محمد عبه جي اسمه وكنيته ونسبته: هو[1]مَعْمَر بن راشد، أبو عروة بنُ أبي عمرو، الأَزْديُّ مولاهم[2]، المُهَلَّبي[3]، الحُدّانيُّ[4]، البصري، نزيل صنعاء اليمن[5]. ولادته، وبداية طلبه للعلم: ولد معمر سنة خمس أو ست وتسعين، كذا عند الذهبي[6]. ولعل الراجح سنة ست وتسعين؛ لما يلي: 1- قال أبو حاتم[7]: (( يقال: إن معمراً أكبر من الثوري بسنة )). فإذا كانت ولادة الثوري سنة سبع وتسعين[8]، فولادة معمر سنة ست وتسعين. 2- قال معمر: (( خرجت مع الصبيان وأنا غلام إلى جنازة الحسن، فطلبت العلم سنة مات الحسن[9])). ووفاة الحسن سنة عشر ومئة[10]، وكان عمر معمر وقتها أربع عشرة سنة. قال معمر: (( سمعت من قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة، فما شيء سمعته في تلك السنين إلا وكأنه مكتوب في صدري[11])). فإذا كان عمر معمر سنة عشر ومئة - سنة وفاة الحسن - أربع عشرة سنة، فإن ولادته كانت سنة ست وتسعين. على أن الجمع بين القولين ممكن على تقدير أن الولادة حدثت أواخر سنة خمس وأوائل سنة ست، فبعضهم ذكر هذا، وبعضهم ذكر هذا، وفي هذا الجمع يكون الفرق بين القولين ضئيلاً، والله أعلم. وكانت ولادته بالبصرة[12]. وحُبِّب إليه العلم، فبدأ حياته جادّاً في الطلب، حريصاً على الإفادة، دؤوباً، حتى تميَّز بين أقرانه، وتقدَّم على أهل زمانه، شهد له بذلك الأئمة الكبار. قال أحمد: (( لا تضم أحداً إلى معمر إلا وجدته يتقدمه في الطلب، كان من أطلب أهل زمانه للعلم[13])). وفي رواية أخرى عنه: (( لست تضم إلى معمر أحداً إلا وجدته فوقه[14])). وتوَّج معمر علمه الذي أحبَّه وحرص عليه بالإخلاص وتصحيح النية في طلبه. قال معمر: (( لقد طلبنا هذا الشأن وما لنا فيه نية، ثم رزقنا الله النية بعد )). وقال أيضاً: (( كان يقال: إن الرجل يطلب العلم لغير الله، فيأبى عليه العلم حتى يكون لله )). وعلَّق الذهبي[15]على القولين: (( نعم، يطلبه أولاً والحامل له حب العلم، وحب إزالة الجهل عنه، وحب الوظائف، ونحو ذلك، ولم يكن عَلِمَ وجوبَ الإخلاص فيه، ولاصدق النية، فإذا علم حاسب نفسه، وخاف من وَبَالِ قَصْدِه، فتجيئه النية الصالحة كلها أو بعضها، وقد يتوب من نيته الفاسدة ويندم.)). ورزق الله معمراً النية الصالحة فانتفع بعلمه، وظهرت آثاره عليه. فهو لايقبل عطايا الولاة، فضلاً عن التودُّد لهم ليحظى بنوالهم، ولما بعث إليه معن بن زائدة[16]والي اليمن بذهب رَدَّه، وقال لأهله: (( إن علم بهذا غيرنا لم يجتمع رأسي ورأسك أبداً[17])). وهو لايأكل طعامهم، ويحترس من لقمة تدخل جوفه من عندهم. قال يحيى بن معين: (( سمعت أنه كان زوج أخت امرأة معمر مع معن بن زائدة، فأرسلت إليها أختها بدانجوج، فعلم بذلك معمر بعد ما أكل، فقام فتقيأ[18])). وهو لايأكل من مال النائحة؛ لحرمة كسبها، فقد أكل مرة فاكهة من عند أهله، ثم سأل عن مصدرها؟ فقيل: هدية من فلانة النوّاحة، فقام فتقيأ[19]. إلى غير ذلك من الأخبار الدالة على ورعه وتقواه وغيرهما من الخلال الفاضلة التي تُعَدُّ من ثمرات العلم، ومن أخلاق حملته. رحلاته: رحل معمر في طلب العلم، وركب الصَّعْب والذَّلُول، وتحمل المتاعب والمشاق، يسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجمعه، ويطلب العلم، ويفيد من الشيوخ. قال أحمد[20]: حدثنا عبد الرزاق قال: قال ابن جريج: (( إن معمراً شرب من العلم بأَنْقُعٍ[21])). قال ابن الأثير[22]: (( أي: إنه ركب في طلب الحديث كل حَزْن، وكتب من كل وجه )). وقد رحل معمر إلى جهات عديدة، منها: الرُّصافة، والكوفة، وواسط، والحجاز، واليمن، وغيرها. قال معمر: (( أتيت الزهري بالرُّصافة، قال: فلم يكن أحد يسأله عن الحديث، قال: فكان يُلْقي عليَّ[23])). ولازم معمر الزهريَّ، وأفاد منه علماً وفضلاً، وازداد به نُبْلاً ونَجَابة، حتى سُمِّيَ: معمراً الزهري، منسوباً إليه. قال حماد بن سلمة: (( لما رحل معمر إلى الزهري نَبُلَ، فكنا نسميه: معمر الزهري[24])). وقال أبو حاتم: (( انتهى الإسناد إلى ستة نفر أدركهم معمر وكتب عنهم، لاأعلم اجتمع لأحد غير معمر، من الحجاز: الزهري، وعمرو بن دينار، ومن الكوفة: أبو إسحاق، والأعمش، ومن البصرة: قتادة، ومن اليمامة: يحيى بن أبي كثير[25])). ولا أدري، أرحل معمر إلى يحيى بن أبي كثير وهو في اليمامة، أم رحل إليه وهو في المدينة؟ فقد ذكروا في ترجمة (يحيى) أنه أقام بالمدينة عشر سنين[26]؟. وقال أحمد: (( رحل - معمر - في الحديث إلى اليمن، وهو أول من رحل. فقيل له: والشام؟ فقال: لا، الجزيرة[27])). وقال عَبّاد - بن العوام الواسطي -: (( قدم علينا معمر وشريك واسط. [28])). وقيل لأحمد: عبد الله - يعني ابن المبارك - سمع من معمر؟ قال: (( سمع منه بمكة. [29])). لكن تبقى الرحلة البارزة في حياة معمر تلك التي كانت إلى اليمن. قال ابن سعد[30]: (( كان من أهل البصرة، فانتقل فنـزل اليمن )). وقال أحمد: (( هو أول من رحل إلى اليمن[31])). ونزل من اليمن في صنعاء. قال العجلي[32]: (( سكن صنعاء، وتزوج بها )). وكان زواجه رغبة من أهل صنعاء في إقامته بينهم. قال العجلي[33]: (( لما دخل معمر صنعاء كرهوا أن يخرج من بين أظهرهم، فقال لهم رجل: قَيِّدوه، فزوَّجوه )) انتهى. وأقام بين ظهرانيهم عشرين سنة يحدثهم ويفيدهم، حتى صار له فيهم كبير الأثر. قال هشام بن يوسف - أحد تلاميذه فيها -: (( أقام معمر عندنا عشرين سنة، ما رأينا له كتاباً. يعني: أنه كان يحدثهم من حفظه[34])). وتخلَّلَتْ إقامتَه في اليمن رحلةٌ إلى البصرة مسقط رأسه، وذلك بقصد زيارة أمه. قال عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي: (( كنت بالبصرة أنتظر قدوم أيوب من مكة، فقدم علينا ومعمرٌ مُزامِلُه، قدم معمر يزور أمَّه[35])). [1] انظر مصادر ترجمته في تعليق الدكتور بشار عواد معروف على (( تهذيب الكمال في أسماء الرجال )) للحافظ المزي، يوسف أبي الحجاج - ت 742 هـ - 28: 303 (بيروت، مؤسسة الرسالة، السادسة 1415)، وتعليق الشيخ شعيب الأرنؤوط على (( سير أعلام النبلاء )) للإمام الذهبي، محمد بن أحمد، أبي عبد الله - ت 841 هـ - 7: 5 (بيروت، مؤسسة الرسالة، السابعة 1410)، ويضاف إلى ماذكراه: (( إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال )) للإمام مغلطاي بن قليج البكجري - ت 762 - تحقيق عادل بن محمد وأسامة بن إبراهيم 11: 300 – 302 (4677)، (القاهرة، الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، الأولى 1422). [2] كان معمر مولى لعبد السلام بن عبد القدوس أخي صالح بن عبد القدوس، وعبدُ السلام مولى لعبد الرحمن بن قيس الأزدي، وعبدُ الرحمن الأزدي أخو المهلَّب بن أبي صُفْرة أمير خراسان لأمه، وهو منسوب إلى الأزد بن عمران. انظر: ابن حبان، محمد بن حبان أبو حاتم البستي - ت 354 - (( مشاهير علماء الأمصار ))، تحقيق م. فلايشهمر ص 192 (1543)، (القاهرة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر 1379)، و ((الثقات)) 7: 484 (الهند، دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، الأولى 1393)، والباجي: سليمان بن خلف، أبو الوليد - ت474 - (( التعديل والتجريح لمن خرّج له البخاري في الجامع الصحيح )) 2: 741 (674)، تحقيق د. أبو لبابة حسين (الرياض، دار اللواء، الأولى 1406)، والسمعاني: عبد الكريم بن محمد، أبو سعد - ت 562 - (الأنساب) تقديم وتعليق عبد الله عمر البارودي 1: 120 (بيروت، دار الجنان، الأولى 1408). [3] ابن أبي حاتم: عبد الرحمن، أبو محمد - ت 327 - (( الجرح والتعديل ))، تحقيق عبد الرحمن المعلمي (بيروت، مصورة دار الكتب العلمية لطبعة حيد آباد، الأولى 1371). والمهلَّبي: نسبة إلى المهلَّب بن أبي صفرة. راجع التعليقة السابقة. [4] بضم الحاء وتشديد الدال المهملتين، نسبة إلى حُدّان، وهم من الأزد، وعامتهم بصريون. (( الأنساب )) 2: 184، وتحرفت هذه النسبة في (( هدية العارفين )) 6: 466 إلى: الحراني - بالراء - فتصحح. [5] العجلي: أحمد بن عبد الله، أبو الحسن - ت 261 - (( تاريخ الثقات ))، تحقيق الدكتور عبد المعطي قلعجي ص 435 (1611)، (بيروت، دار الكتب العلمية، الأولى 1405). [6] (( سير أعلام النبلاء )) 7: 5. [7] (( الجرح والتعديل )) 8: 256 (1165). [8] نقله المزي في (( تهذيب الكمال )) 11: 169 عن العجلي وغير واحد. [9] البخاري: محمد بن إسماعيل، أبو عبد الله - ت 256 - (( التاريخ الكبير )) 7: 378 (1631)، (بيروت، مصورة دار الكتب العلمية لطبعة حيد آباد 1361) [10] نقله المِزِّيُّ عن غير واحد (( تهذيب الكمال )) 6: 126 (1216). [11] (( التاريخ الكبير )) 7: 378 (1631)، و (( الجرح والتعديل )) 8: 256 (1165)، و الفسوي: يعقوب بن سفيان، أبو يوسف - ت 277 - (( المعرفة والتاريخ )) تحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري 2: 1410142، (المدينة المنورة، مكتبة الدار، الأولى 1410). وفي (( الجرح والتعديل )) خاصة: (( منقش )) بدل: (( مكتوب )). [12] (( مشاهير علماء الأمصار )) ص 192 (1543). [13] (( تهذيب الكمال )) 28: 307 (6104). [14] (( المعرفة والتاريخ )) 2: 200. [15] (( سير أعلام النبلاء )) 7: 17. [16] أحد الولاة الأجواد الأبطال الفصحاء، توفي سنة 152هـ، وأخباره كثيرة. (( سير أعلام النبلاء )) 7: 97. [17] (( سير أعلام النبلاء )) 7: 17. [18] (( سير أعلام النبلاء )) 7: 11. [19] السابق 7: 17. [20] أحمد بن حنبل الشيباني، أبو عبد الله - ت 241 - (( المسند )) 6: 454 (مصورة دار صادر للطبعة الميمنية). [21] تصحفت كلمة (أنقع) على الدكتور أكرم ضياء العمري في تحقيقه لكتاب (( المعرفة والتاريخ )) فأثبتها في أكثر من موضع (( مانفع )) بالفاء، فتصحح في 2: 287 - مرتين - 819. [22] ابن الأثير: المبارك بن محمد الجزري، أبو السعادات - ت 606 - (( النهاية في غريب الحديث والأثر )) تحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي 5: 108 (بيروت، مصورة المكتبة العلمية عن طبعة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة ). [23] (( المعرفة والتاريخ )) 1: 639. [24] أبو زرعة، عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي - ت 281هـ - (( تاريخ أبي زرعة الدمشقي )) 1: 437 (1071)، تحقيق شكر الله بن نعمةالله القوجاني (دمشق - مطبوعات مجمع اللغة العربية). [25] (( الجرح والتعديل )) 8: 256-257 (1165). [26] (( تهذيب الكمال )) 31: 510 (6907). [27] (( المعرفة والتاريخ )) 2: 200. [28] ابن الجعد: علي بن الجعد، أبو الحسن - ت 230 - (( مسند ابن الجعد )) رواية: البغوي: عبد الله بن محمد، أبو القاسم - ت 317 -، طبعة الشيخ عامر أحمد حيدر، ص 350 (2421)، (بيروت، مؤسسة نادر، الأولى 1410). [29] (( المعرفة والتاريخ )) 2: 199. [30] ابن سعد: محمد بن سعد البصري، أبو عبد الله - ت 230 - (( الطبقات الكبرى ))، تحقيق إحسان عباس 5: 546 (بيروت، دار صادر، 1405). [31] (( سير أعلام النبلاء )) 7: 7. [32] (( تاريخ الثقات )) ص 435 (1611). [33] المرجع السابق. [34] (( سير أعلام النبلاء )) 7: 8. [35] (( طبقات ابن سعد )) 5: 546.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |