رحمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         (وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلَا النَّصارى) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          من أعظم ما يُفسد العلاقة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          من فوائد غضِّ البصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من وسائل استشعار النعم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          من أروع الآثار: حوار هرقل مع أبي سفيان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كلام نفيس لابن القيم في الجواب عن سبب تسلط الكفار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          وقفات ثلاث بعد توقف القصف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          احذر مقاربة الفتنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          صفات المنافقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          روح وقلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-02-2020, 03:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,470
الدولة : Egypt
افتراضي رحمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

رحمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه


د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان





عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: خرجتُ مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق، فَلَحِقَتْ عمرَ امرأةٌ شابَّة، فقالت: يا أمير المؤمنين، هلك زوجي وترَكَ صِبيَةً صغارًا، والله ما يُنْضِجُون كُرَاعًا، ولا لهم زرع ولا ضَرع، وخشيتُ أن تأكلهم الضَّبُع، وأنا بنتُ خُفَافِ بن إيماءَ الغفاريِّ، وقد شهد أبي الحُدَيْبِيَةَ مع النبي صلى الله عليه وسلم، فوقَفَ معها عمر ولم يَمضِ، ثم قال: مرحبًا بنسب قريب، ثم انصرف إلى بعيرٍ ظَهِيرٍ[1] كان مربوطًا في الدار، فحمَل عليه غرارتين[2] ملأهما طعامًا، وحمل بينهما نفقةً وثيابًا ثم ناولها بخطامه[3]، ثم قال: اقتاديه فلن يَفنى حتى يأتيكم الله بخير، فقال رجل: يا أمير المؤمنين، أكثرتَ لها! فقال عمر: ثَكِلَتْك أمُّك، واللهِ إني لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصَرا حِصنًا زمانًا فافتَتحاه، ثم أصبحنا نَستفيءُ سُهْمانَهُما فيه[4].

من فوائد الحديث:
1- بيَّن الراوي أنَّ التي لحقت عمر رضي الله عنه هي امرأة شابَّة لا زالت في مُقتبَل العمر.


2- معنى قولها: "والله ما يُنْضِجُون كُراعًا" أي: لا كراع لهم حتى يُنضجوه، أو لا كفاية لهم في ترتيب ما يأكلونه، أو لا يَقدرون على الإنضاج، يعني أنهم لو حاوَلوا نضج كراع ما قدروا لصغرهم، والكراع من الدواب: ما دون الكعب، ومن الإنسان ما دون الركبة.


3- معنى قولها: "ولا لهم زرع ولا ضَرع، وخشيتُ أن تأكلهم الضبع": ولا لهم زرع؛ أي: نبات، وقولها: "ولا ضرع" كناية عن النَّعم، وقولها: "أن تأكلهم الضَّبع"؛ أي: تُهلكهم السَّنَةُ المُجدبة الشديدة، وأيضًا الحيوان المشهور.


4- قوله: "بنسب قريب" يحتمل أن يريد به قربَ نسبِ غفار من قريش؛ لأن كنانة تجمعهم، ويحتمل أنه أراد أنها انتسبَت إلى شخص واحد معروف.


5- قوله: "ثَكِلَتْك أمُّك" هي كلمة تقولها العرب للإنكار، ولا يريدون حقيقتها؛ كقولهم: "تربت يداك، وقاتلك الله"، ومعناها الحقيقي: فَقَدَتْكَ أمُّك، وهو الدعاء بالموت؛ مِن الثُّكل، وهو: فَقْدُ الولد.


6- هؤلاء أربعة في نسق واحد، كلُّهم له صحبة، وهم بنت خفاف، وخفاف، وأبوه إيماء، وجده رَحَضَة.


7- قوله: "حِصْنًا" أي: حصنًا مِن الحصون فافتتحاه، وكان ذلك في غزوة لم يدر أي غزوة كانت، قيل: يُحتمل أن تكون خيبر؛ لأنها كانت بعد الحديبية، ولها حصون قد حوصرت.


8- قوله: "نَسْتَفِيء" من استفأت هذا المال، أي: أخذته فيئًا، أي: نطلب الفيء من سُهمانهما، وسمي فيئًا؛ لأنه مال استرجَعه المسلمون من يد الكفار، ومنه: ﴿ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ ﴾ [النحل: 48]؛ أي: ترجع على كل شيء من حوله، ومنه ﴿ فَإِنْ فَاؤُوا ﴾ [البقرة: 226]؛ أي: رجعوا، والسُّهْمان: جمعُ سَهم، وهو النصيب[5].


9- فضل من شهد الغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم.


10- تقدير وإكرام عمر رضي الله عنه لأبناء السابقين الأولين[6].


11- قد يكون عمر رضي الله عنه خارجًا للسوق، إمَّا لحاجته، أو لتفقُّد أحوال الناس.


12- كانت لغة المرأة راقية، وأسلوبها رائعًا، ومؤثِّرًا، وكانت لغة القوم في ذلك الوقت فصيحة، خالية مِن اللحن، بخلاف واقعنا الحالي.


13- هذه المرأة قدَّمت حاجتها، ثم عرَّفت بنفسها، فلم تكن متسوِّلة، إنما كانت تمرُّ بأزمة؛ بسبب فقد الوالد والزوج.


14- وجود الزوج للمرأة ستر وكَفاف.


15- لولا حاجة هذه المرأة، لما كشفت عن نفسِها.


16- كانت فرصة لهذه المرأة؛ فقد ساق الله لها عمر رضي الله عنه دون أن تذهب إليه.


17- إذا هلك الزوج، وترك صِبيةً صغارًا، وخلَّف زوجة شابَّة، يختلُّ توازُن الأسرة، وتتكدَّر أحوالها، وتُصبح في وضع ماليٍّ سيئ، ما لم يكن الزوج غنيًّا.


18- تفاؤل عمر رضي الله عنه.


19- أهمية البطانة الصالحة للوالي، وإن لم يكن هناك بطانة، فلتكن فطنة الوالي، فرفيق عمر رضي الله عنه أنكر عليه إكرامه للمرأة، وعمر رضي الله عنه لم يُبالِ بكلامه، وأقدم على ما رآه.


20- شجاعة والدها وأخيها؛ حيث حاصَرا حِصنًا حتى افتَتحاه.


21- إيجابية عمر رضي الله عنه، وتفاعله المباشر مع حالة المرأة.


22- على الوالي أن يهتمَّ برعيته، ويتتبَّع حاجاتهم، ويقوم على شؤونهم، ولا يغفل عن ذلك؛ لأنَّه مسؤول عنهم يوم القيامة.


[1] ظهير؛ أي: قويُّ الظَّهر معَد للحاجة؛ (عمدة القاري؛ للعيني 26 / 11).

[2] غرارتين تثنية غرارة، وهي: التي تتخذ للتِّبن وغيره، (المرجع السابق).

[3] قوله بخطامه؛ أي: بخطام البعير، وهو الحبل الذي يقاد به، سمي بذلك لأنه يقع على الخطم، وهو الأنف؛ (عمدة القاري؛ للعيني 26 / 11).

[4] صحيح البخاري 1 / 265 رقم: 4160، 4161.

[5] من 2 - 8 مستفاد من: عمدة القاري؛ للعيني 26 / 11 وما بعدها.

[6] التوضيح لشرح الجامع الصحيح؛ لابن الملقن 21 / 308.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 74.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.17 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.30%)]