ترجمة حسين بن أحمد: زيني زاده (ت: 1168هـ) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حقيقة السير إلى الله -عز وجل- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 131 - عددالزوار : 81946 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 132 - عددالزوار : 80069 )           »          هل يُعد الفسخ طلاقًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          واحة الكتب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 916 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5085 - عددالزوار : 2327455 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4671 - عددالزوار : 1620457 )           »          تربية الأطفال بهدوء.. 6 نصائح تساعد الأمهات في السيطرة على انفعالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 79 )           »          4 خطوات بسيطة تساعد الطلاب على الموازنة بين الدراسة وأنشطتهم المختلفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 88 )           »          طريقة عمل كب كيك في البيت بمكونات سهلة وسريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 82 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-02-2020, 04:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,455
الدولة : Egypt
افتراضي ترجمة حسين بن أحمد: زيني زاده (ت: 1168هـ)

ترجمة حسين بن أحمد: زيني زاده (ت: 1168هـ)


أ. رضا جمال



ترجمة حسين بن أحمد

الشهير بـ: زيني زاده (ت: 1168هـ)

صاحب الفوائد الشافية على إعراب الكافية


بدايةً تجدُر الإشارة إلى أنَّ المصادر التي ترجمت له لم تُثرِنا بمعلومات وافية عنه، ولا عن حياته ونشأته، ولا شيوخه ولا تلاميذه، ولم أظفرْ بترجمةٍ مفصَّلة له على قدْر طاقتي في البحث، فجمعتُ كلَّ ما وقفتُ عليه محاولًا أن أصوغَ منه ترجمة وافية قدْر الإمكان؛ هذا ومِن الجديد في البحث ما ذكَره المؤلِّف نفسُه في الكتاب محل الدِّراسة "الفوائد الشافية، على إعراب الكافية"، وفي غيره من مؤلفاته خصوصًا كتاب "كشف الإعراب"، من أشياء تُفيد في ترجمته؛ مثل أسماء مؤلَّفات له لم يذكرها مَن ترجم له، وبعض شيوخه وأساتذته، وزملائه الذين أشار إليهم في الكتاب، وهذا من الأشياء الجديدة والمهمَّة في آنٍ واحد، مع أنها قليلة أيضًا، حتى يصدُق على زيني زاده بعضُ ما قاله الدكتور سعيد الأفغاني في مقدِّمة تحقيقه لكتاب "الحُجَّة في القراءات" لابن زنجلة (ص: 25) حيث قال: "وليس يعني القارئ حساب الوقت الذي أنفدته في البحث منذ ظفرت بنسخة الكتاب سنة 1956، ولا أوقات الأفاضل الذين كتبتُ إليهم؛ ويَعنيه أن يُوقِنَ أنَّ كتُب الطبقات في تراثنا - على وَفْرتها وتراكُمها وتنوعها، والافتنان في التأليف فيها افتنانًا لم تبلغه أمَّة حتى اليوم سعةً وعمقًا - أغفلتْ أضعافَ مَن ذكرت من علمائنا الأكفياء الجديرين بالتنويه في حضارتنا العلمية الواسعة المتباعدة الأطراف. ومهما يكن؛ فكتاب المؤلِّف هو أصدقُ مترجميه".

وستنتظم ترجمته في ستَّة مطالب كالتالي:
المطلب الأوَّل: اسمه، ونَسبه، ولقبه:
اسمه ونسَبُه: حُسين بن أحمد، الرُّومي، البِرسوي - نِسبة إلى مدينة برسة، وهي من أعمال تركيا - الحَنَفي، النَّحْوي الصَّرْفي.
لقبه: وقدِ اشتهر بلقب: "زِيني زاده"، وقد بحثتُ جاهدًا عن معنى هذا اللَّقب، ولكني لم أظفرْ به، ولعل (زاده) كان لقبًا يُلقَّب به الأمراء وأصحاب الجاه، أو المناصب العليا في الدولة العثمانيَّة؛ لكثرة ما ورد هذا اللقب على كثير من أمراء الدولة وأصحاب المناصب، وهذا قد يرجِّح أن زيني زاده كان صاحب منصِب، أو قريبًا من الوزارة والإمارة، ويدلُّ على ذلك أيضًا تلقيب زيني زاده بلقب (الأفندي) كما ورد ذلك في كتاب عثمانلي مؤلفلري (10/ 321)، وأيضًا قد يدلُّ على ذلك إهداؤه كتبه لسلاطين عصره، وأيضًا طلب الوزير يكن علي باشا منه مباشرةً أن يكتُب هذا الإعرابَ على كافية ابن الحاجب.

وقد نصَّ الزركلي[1] - في ترجمة ابن النَّقِيب (1107ه)، عبد القادر بن يوسف النقيب الحلبي، الذي يُقال له نقيب زاده - على أن تعريب كلمة (زاده) (ابن)، حيث قال معلِّقًا في الهامس: "وفي هدية العارفين (1/ 602) وفاته سنة 1085، وعرَّفه بنقيب زاده، كما في فهارس دار الكتب المصرية، وإنما هذا لقب سَميُّه الآتية ترجمتُه بعد هذه، وقد عرَّفناه بابن النقيب - تعريب نقيب زاده". ويوافق هذا أيضًا ما جاء في "قاموس المعاني" على الشبكة العنكبوتيَّة: "هذه الكلمة ليست اسمًا، بل هي لاحقةٌ تُضاف على آخِر الأسماء، فتؤدِّي معنى "الابن"، وهي فارسية، جاءت عن طريق العثمانيِّين، مثل باقي زاده، أمير زاده، أي: ابن الباقي، ابن الأمير".
وعليه؛ فيكون معنى لقب "زيني زاده": "ابن زيني"، أو "ابن الزيني".

المطلب الثاني: مولده، ونشأته:
أولًا: مولده:
وُلِد حسين بن أحمد في مدينة "بروسة" بتركيا، وبها كانت نشأته وحياته العلميَّة، ولم يذكر لنا أحدٌ من مترجميه تاريخ ولادته، وقد اجتهدتُ كثيرًا وفتشتُ وحاولتُ أن أصِل إلى أقرب تاريخ لولادته، فوقفتُ بحمد الله تعالى على تعليق نفيس للمؤلِّف نفْسِه على كتابٍ كتَبَه وحرَّره بخطِّه، وهو "كشف الإعراب"[2]، الذي هو إعراب كتاب "العوامل الجديد" للبركوي، جاء هذا التعليق في آخر لوحة من كتابه هذا ونصُّه: "يقول جامع هذه السُّطور، بعون الملك الغفور: قد كنتُ حين سوَّدتُها ابنَ اثني [كذا] وعشرين سَنة، وحين التبييض ابنَ ثلاثين سَنَة، فالحمد لله أولًا وآخرًا..." وفي هذا التعليق تحديدٌ لتاريخ ولادة المؤلِّف؛ فقدِ انتهى زيني زاده مِن تأليفه سَنة 1137 من الهجرة[3]، فعلى هذا يكون تاريخُ ولادته تحديدًا: إمَّا سنة 1115 ه - إنْ كان تاريخ النَّسخ الموجود في آخِر المخطوط هو تاريخ النُّسخة المسوَّدة، وإمَّا سنة 1107 ه - إن كان تاريخ النَّسخ هو تاريخ النُّسخة المبيَّضة، وهذا هو الأرجح لديَّ.
فعليه؛ يكون تاريخ ولادته تحديدًا: في أواخر ذي القعدة سَنة 1107 ه.
وأحسبُ أنِّي - بحمد الله تعالى - لم أُسبَق إلى تحديد تاريخ ولادة المصنِّف زيني زاده.

وقدْ أفادني هذا التعليق أمورًا كثيرة أيضًا عن المؤلِّف نفسه وعن كتاب "الفوائد الشافية" أيضًا، مما يؤكد على أهمية الرجوع إلى مؤلَّفات المؤلِّف وربطها بعضها ببعض، واستجلاء المعلومات عنه من كلامه هو، وهذا أوثق ممَّا في كتب التراجم؛ إذ هذا كلام المؤلِّف عن نفسه، كما أنَّ المؤلفات كثيرًا ما تكون مشتملة على أخبار ومعلومات لم يذكرها المترجمون، وقد تكون مهمة جدًّا، كما هو الشأن في ذلك التعليق لزيني زاده.

من الفوائد التي أفدتُها من هذا التعليق النفيس لزيني زاده:
أنَّ المؤلف كان يقرأ كتبه بنفسه على طلَّابه، ويُعلِّق عليها بخطِّ يده، وقد يكون ذلك بعدَ مُدَّة من تأليف الكتاب الذي يعلِّق عليه.

ومنها: أن للمؤلِّف تلامذة وطلابًا، وإنْ لم تذكر لنا المصادر التي تَرجمت له اسم أيٍّ منهم.
وممَّا أفادني به هذا التعليق النفيس أيضًا: أنْ حلَّ لي إشكالًا، كثيرًا ما وقفتُ أمامه في كتاب "الفوائد الشافية" في نسخة مكتبة السيدة زينب، وهي النسخة التي نُقلت من النسخة التي وضعها المؤلِّف في كتبخانة صالح بن أحمد بن عمر، ولم أستطع الاهتداء إلى شيء إلَّا بعد الوقوف عليه؛ وهذا الإشكال هو وجود تعليقات نفيسة وإحالات وشروح لبعض الكلمات على هوامش تلك النسخة، فظننت في أول الأمر أن هذه النسخة مقروءة على أحد العلماء، وأنَّ هذه تعليقاته، أو تعليقات وتقييدات بعض الطلبة وراءه، وكنت مترددًا في إثبات شيء منها في هامش النص المحقَّق. وقد أفادني هذا التعليق الذي على كتاب كشف الإعراب أن هذه التعليقات التي على "الفوائد الشافية" هي من تعليقات زيني زاده نفسه، وأن هذه النسخة قرئت عليه؛ يدل على ذلك ويؤكِّده أمران:الأول: أن طريقة التعليق على كتاب كشف الإعراب هي الطريقة نفسها التي علَّق بها على كتاب "الفوائد الشافية".

وبناءً على ذلك فقد أثبتُّ هذه التعليقات كما سبَق في منهج الدراسة - إلَّا مواضع نادرة جدًّا تُعد على الأصابع رأيت أنها واضحة ولا حاجة لذكرها - إذ لا ينبغي إهمالها إطلاقًا؛ لأنَّها من تعليقات المؤلف نفسه، كما أنه قامت في كثير من الأحيان مقام التعليقات التي ينبغي أن يعلق بها المحقق على كلام المصنِّف، من توضيح لمبهم، أو حل لإشكال، أو شرح لغريب... إلخ، وقد كفاني المؤلف هذه المؤونة، وحلَّ بهذه التعليقات النفيسة كثيرًا من الإشكالات.

ثانيًا: نشأته:
لم تُطلعنا المصادر التي ترجمتْ له - كما مرَّ - على نشأته، وكيفية طلبه للعلم، وغير ذلك، إلَّا أنَّه يمكن التعرُّف على ذلك من خلال ما ذُكر عن الملامح العلميَّة لعصر المؤلِّف؛ من اهتمام السلاطين بالعلم، والمكتبات العلمية، ونشر الكتب، وحرص العلماء والمؤلفين على إهداء كتبهم للسلاطين والوزراء؛ لما يرونه من اهتمام. كما هو الحال مع زيني زاده نفْسه. كما يظهر في كتاب الفوائد الشافية أثر وفرة المصادر العلميَّة لدى المؤلِّف، إذ قد نقل عن ما يزيد عن مائة كتاب، كما سيأتي تفصيل ذلك في مبحث مصادر المؤلِّف.

وثمَّة إشارات مهمَّة للمؤلِّف في مؤلَّفاته تُشير إلى أنَّه ترعرع في العِلم منذ صِغره، وأتْقن عِلم النحو خصوصًا في ريعان شبابه، حتى عرف به، وكان مرجعًا لطالبي علم النحو يأتونه يسألونه عمَّا أشكل عليهم. من ذلك ما ذكره المؤلِّف نفسه في تعليقه على "كشف الإعراب" (لوحة 25/ أ) إذ يقول: «وقد سُئلت بكهنيابة[4] سنة إحدى وعشرين عن عامل المخفوض على الجوار؛ ما هو؟ فإنَّ العامل في مجاوره لا يصح أن يكون في عامل إليه، من حيث إنه ليس له في المعنى؛ وإنَّما هو لغيره، وعامل غيره لا يَقتضي خفضه؛ إذ هو غير مخفوض بالفرض، لا يرى أنَّ لفظ مزمل في بنية المقيس صفة لكبير، وكبير مرفوع، فعامله إنما اقتضى فيه الرفع، وكذا في صفة مرفوعة، فلا يصحُّ إسنادُ العمل فيها إلى عامل الموصوف؛ لتخلُّف أثره، وهو الرفع، ولا إلى عامل بجاد؛ لأنَّه إنما يعمل فيه، وفيما يتعلق به، ومزمَّل غير متعلِّق به في المعنى قطعًا؛ فالأمر مشكل[5]؟

فقلت: السُّؤال مبني على أن حركة الخفض إعرابية، وهو ممنوع، وإنما هي حركة اجتلبت للمناسبة بين اللفظين المتجاورين، فليست إعرابية ولا بنائية؛ فلا تحتاج إلى عامل؛ لأنَّ الإتيان بها إنما هو لمجرد أمر استحساني، والعامل إنما يتسلَّط على تلك الحركة المقدرة لاقتضائه إيَّاها من جهة المعنى، ولا تسلط له على الحركة اللفظية؛ لأنه غير مقتضٍ لها، وإنما يقتضيها طلب المشاكلة اللفظية، وهذا كما نقول في الحمدِ لله بكسر الدال إتْباعًا لكسرة اللام، وهو مرفوع تقديرًا مخفوض لفظًا، وإنما العامل هو الحركة المقدَّرة، لا الملفوظ بها. والحاصل: أنَّ حركة الخفض على الجوار من جملة صور الإتباع، وفي قولهم: "على الجوار" ما يُشير إليه. رماني» انتهى كلامه.

ففي هذا التعليق النفيس ما يدلُّ على تمكُّن زيني زاده وإحاطته بدقائق عِلم النحو، وكثرة اطلاعه على كتب النَّحو، وأنه كذلك صارَ مرجعًا يُرجع إليه ويسأل وهو ما زال في سِنٍّ صغيرة، وعمره إذ ذاك تحديدًا اثْنَا عشر عامًا على ما ترجَّح من أنَّ تاريخ ولادته كان سنة 1107 ه، وهذا السؤال سُئله سَنَة 1121 ه.

كما يشير المصنِّف أيضًا إلى إقباله الكبير على العِلم، وأنَّه استمرَّ منذ عُنفوان شبابه، إلى شيخوخته وقُرب نهاية حياته، مهتمًّا بحِفظ كتُب النحو، وتدريسها وقراءتها على الطلَّاب، وتقييد الشروح والإعراب على متونها، من ذلك ما ذكَره المؤلِّف في أوَّل "الفوائد الشافية، على إعراب الكافية" من حاله مع متْن كافية ابن الحاجب؛ إذ يقول: "وكنتُ مشتغلًا في عُنفوان شبابي بحِفظِه، وفيما وراءه إلى شيخوختي بتعليمِه، حتى سنَح لخيالي، وخطَر لرُوعي، أن أكتُب كلماتٍ متعلِّقةً بإعرابه، وافية به، غير محتاجة إلى غيره، إلا أنَّه يَعوقني عنه العوائق، ويَمنعني عنه النوائب، إلى أنْ سأَلني مَن..."
.
ويغلب على الظنِّ أنَّ كتاب "الفوائد الشافية" هو آخِرُ تآليف زيني زاده رحمه الله؛ لأنَّه أنهاه في شهر رمضان عام 1168ه، وهو العام الذي تُوفي فيه على ما ذكَره أكثرُ المترجمين له.

المطلب الثالث: شيوخه، وأقرانه، وتلاميذه:
أيضًا لم يذكر أحدٌ ممَّن ترجم له أحدًا من شيوخه أو تلامذته، ولكن زيني زاده نفسه قد ذكَر في "إعراب الكافية" بعض شيوخه، وشيوخ شيوخ، وكذلك أشار إلى بعض زملائه ومعاصريه، وإن لم يصرِّح باسم أحد منهم:
فمن شيوخه الذين ذكرهم:
1- الشَّيخ محمَّد أفندي الصوبجي: وقد ذكره في موضعين، مصرحًا بأنه شيخه، يقول: "كما أفاده شيخُنا الشيخ محمد أفندي عليه رحمة الملك الهادي، نقلًا عن شيخه العالم محمد أفندي الكوز لحصاري". ويقول: "كما نقل شيخي عن شيخه العالم محمد أفندي".
وشيخه هذا هو الأستاذ مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصوبيجهْ ويْ الآيديني، الرُّومِي الحَنَفِي المُتَوفَّى سنة 1161ه، صاحب "فتح الأسرار في شرح الإظهار للبركوي"، وزيني زاده يحتفي بأستاذه هذا، وأحيانًا يذكره من غير تصريحٍ باسمِه؛ وقد نقَل عنه، وأشار إليه في موضعين من "إعراب الكافية"؛ يقول: "وحين عرضتُه على الأستاذ استحسنه".
يقول: "كذا استفيد مِن الأستاذ رحمه الله".
وقد صرَّح كذلك باسمه في هامش (ز): «136/ب يعني الشيخ محمَّد أفندي الصوبجي سلَّمه الله تعالى».
كما أنَّه نقَل عنه، وأشار إليه في أكثر مِن موضع في كتابه "تعليق الفواضل على إعراب العوامل"[6].

2- الأستاذ درويش محمد أفندي: ذكره زيني زاده في موضع واحد، قائلًا: "هكذا سمعتُ من الأستاذ درويش محمد أفندي عندَ قراءة كتاب الهوادي، ثم رأيتُ في الأطول وحاشية المختصَر للحفيد ما يوافق قول الأستاذ سلَّمه الملك العلَّام، والله ولي التوفيق والإنعام". ولم أستطع الوقوف أيضًا على ترجمته.

3- شيخ مشايخه مولانا المفتي بقوش اطه جي: ذكره زيني زاده في موطن واحد، حيث قال: "ورده شيخُ مشايخنا مولانا المفتي بقوش اطه جي في حاشية الامتحان".

4- شيخ شيخه العالم محمد أفندي الكوز لحصاري، وقد سبق ذكره آنفًا في قوله: "كما أفاده شيخُنا الشيخ محمد أفندي عليه رحمة الملك الهادي، نقلًا عن شيخه العالم محمد أفندي الكوز لحصاري".
وأقرب مَن وقفتُ عليه ممن ينطبق عليه ما ذكره زيني زاده من أنَّه شيخ مشايخه: هو: الكوز لحصاري، أحمد بن خير الدِّين الرُّومي الحَنَفي الشهير بإسحاق خوجه سي، نزيل بروسة، وتوفي سنة 1120 عشرين ومائة وألف، وهو عالم مشارك في بعض العلوم. من مؤلفاته: أقصى الأرب في ترجمة مقدمة الأدب للزمخشري، وأنفع الوسائل في ترجمة الشمائل، وحاشِيَة على طوالع الأنوار، وغير ذلك[7].

أقرانه ومعاصروه:
أشار زيني زاده إلى بعض أقرانه وزملائه ومعاصريه، من غير تصريح بأسمائهم؛ يقول: "والعجب أنَّ صديقًا لي ممَّن اشتهر بالعربية استعار منِّي معربَ العوامل لهذا...".

يقول: "ومن العجائب، الذي لا يُرى مثله في الغرائب: أنَّ بعض المعاصرين استعار منِّي معرب العوامل الجديد لهذا الفقير فأعطيته إياه...".

ويقول: "والعجب أنَّ صديقًا لي ممَّن اشتهر بالعربية استعار منِّي معربَ العوامل لهذا....".
ويقول: "حتى توقَّف شيخنا [*] حين سأَل بعضُ الطلبة عند إقراء الإظهار، فقال: هل حذف الفِعل في مثل لو أنَّ زيدًا... إلى آخره جائز أو واجب فضلًا عن غيره [**]، وأنكَر عليَّ بعضُ الأقران حين نقلتُ هذه المسألة، فقال: كيف يكون الحرف مفسِّرًا للفعل؟ وقلت بالآخِرةِ: نقلت المسألة عن أئمَّة النُّحاة، وأنت تقول من عندك".

وقوله في هامش (ز) 78أ: "قوله: والرَّابطة إلخ، ذكرناه مع وضوحه؛ لئلَّا يشتبه للمبتدئين والمعلمين الغافلين، ولقد سألتُ الأستاذَ عن الرابطة حين قِراءة شَرْح الكافية للجامي في هذا الموضِع، فتحيَّر ولم يقدِرْ على الجواب"!

فيوضِّح زيني زاده أنَّه كان يقرأ شرح الكافية للمولى الجامي على أستاذه، وكان يناقشه، ويسأله، ولعله كان أيضًا بحضور بعض زملائه.

تلاميذه:
كان زيني زاده مشتغلًا بالتدريس للطُّلَّاب، وكان ذلك التدريس سببًا لتأليف بعض كتبه كما هو الحال مع كافية ابن الحاجب وإعرابه لها[8]، بل كان يُقابل كتُبَه مع الطلَّاب، ويُعلِّق عليها بحواشٍ مفيدة[9]، وعلى الرغم من ذلك لم تذكُرْ لنا كتُب التراجم اسمَ أحدٍ ممَّن أخذ عن زيني زاده أو تتلمذ له، كما لم يُسمِّ زيني زاده أيضًا أحدًا من طلَّابه، وإن كان يُشير إشارة عامَّة مجملة، إلى تدريسه للطلاب؛ مثل قوله: "وكنت مشتغلًا في عُنفوان شبابي بحِفْظِه، وفيما وراءه إلى شيخوختي بتعليمِه".

المطلب الرابع: صفاته ومكانته العلميَّة، وثناء العلماء عليه:
اشتَهَر زيني زاده بعِلمه وتخصُّصه في النَّحو والصَّرْف، ممَّا جعَل مترجميه ينسبونه إلى النَّحو والصَّرف؛ إشارةً إلى تمكنه في ذَينك العِلمين، ومن أبرز صفاته:
سَعة اطلاعه:
ظهَر من خِلال إحالات زيني زاده، وذِكره لأقوال العُلماء، وذكر مصنفاتهم: سَعةُ اطلاعه على الأقوال المختلفة، والكتُب الكثيرة، يدلُّ على ذلك قوله: "وهو الذي مشَى عليه ابنُ مالك في "الكافية الكبرى" وفي جميع كتُبِه". فقوله: "وفي جميع كتبه" يشير إلى اطِّلاعه على كتب ابن مالك جميعها.

حِرْصه على الطلاب:
كما تميَّز بحِرصه على الطُّلَّاب وإيصال النفع لهم، وحنوه عليهم؛ يتَّضح ذلك في عباراته - التي كثيرًا ما يختم بها الحديثَ عن إعرابه، وهو مما تميز به في طريقة عرضه للمادَّة العلميَّة وأسلوبه في الإعراب. ومن ذلك قوله: "وقدْ مرَّ فيه الوَجهان الآخران، فلا تغفلوا عنهما أيُّها الإخوان، وقِيسوا عليه سائرَ الأمثال؛ فإنَّا نَستقصر على الوجهِ الأوَّل كثيرًا؛ لئلَّا يطولَ الكلام، فيلزم للطَّلبة كثرةُ المَلال".

استقلال شخصيَّته، وثِقته بنَفْسه، مع تواضعه وأمانته:
من أبرز ما تميَّز به زيني زاده استقلال شخصيَّته، مع تواضعه وأمانته، وعدَم تشبُّعه بما لم يُعطَ، أو إظهار أنه اطَّلع على شيء وهو لم يَطَّلع عليه؛ هذا على كثرة الاعتراضات التي اعترض بها زيني زاده على النحاة المتقدِّمين، والمتأخرين، والمعاصرين له، وشِدَّته في ذلك أحيانًا، التي تُحسب في أول وهلة من الكِبر، إلَّا أنَّه مع ذلك يُظهر التواضُع في موطنه؛ يدلُّ على ذلك:
قوله: "وينبغي أن يجري الاختلاف في حكاية الرَّفع في حالة الرفع كما ذكرناه عن قريب في حِكاية الجر في حالة الجر، إلَّا أني لم أطَّلع فيه على الاختلاف؛ فلينظر إلى المفصَّلات".

وقوله: "كذا قررتُه في معربي على الإظهار، مِن غير اطِّلاع على كلام أحد من الأخيار، ثم هو رأيته عند تسويد هذا المُعرب في شرْح الهندي، والحمد لله الملك المعين الناصِر الهادي".

ومن عباراته في تواضعه وهضمه لنفسه:
قوله: "... استعارَ منِّي معرب العوامل الجديد لهذا الفقير".
وقوله عن نفسه: "... استعار منِّي معربَ العوامل لهذا الحقير..."، وكذلك ما ذكره في الحاشية حيث قال: "هذا ما سنح لبال الفقير قبل الاطِّلاع على كلام أحد، ثم رأيتُ في الشهاب نقلًا عن أبي حيَّان، فوقع التوارد، فالحمد لله ربِّ العالمين".
وقال: "في هامش (ز): «وهذه المسألة كانت سببًا لكتابة النكت لهذا الحقير".
ويعني بقوله: "الحقير" و"الفقير" نفْسَه؛ تواضعًا، وهضمًا لحقوق نفسه، وإظهارًا لفقره إلى الملك القدير.
وإنْ كان تواضعه هذا لم يمنعه من إظهار الثقة بنفسه أحيانًا، بل الثناء على نفسه، وأنَّه فاضل من أهل التَّدقيق! حيث يقول: "...فاحفظه؛ فإنَّ أكثر الناس عنه غافِلون، بلِ الطلبةُ مُضَلُّونَ، مع أنَّهم إذا سمِعوا هذا التحقيقَ، عن الفاضلِ ذي التَّدقيق، ينسبون القائلَ إلى الغَلَط، ولا يَعرفون أنَّهم وقَعوا في الشَّطط"! وهو هنا في هذا النص يعني نفسه، بدليل ما بعده، فقد ذكر قصة أحد المعاصرين له مع كتابه معرب العوامل الجديد، قال: "...فأعطيتُه إيَّاه، فلمَّا رأى في إعراب آمنتُ وأمثالِه توّ ضمير مرفوع، غيَّرَه بحكِّ الواو، فجَعَله: تُ فاعل، فصَدق في حقِّه قولُ الشاعر[10]:
وكَم مِنْ عائبٍ قَولًا صَحيحًا *** وَآفَتُه مِن الفَهم السَّقيمِ".
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 132.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 130.63 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.30%)]