|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() إتحاف الخلان والجماعة بفوائد شرح عقيدة أهل السنة والجماعة .(1) العلامة ابن عثيمين. عـــــــــــــــــــلي الفضلي الفائدة 33 : كفر من ادعى النبوة ، وكفر من صدقه . قال – رحمه الله تعالى - : [ ونؤمن بأنه لا نبي بعد محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مستندين إلى { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } ، وبهذا نعرف أن مسيلمة كذاب ، والذين جاءوا بعد الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقولون : إنهم أنبياء كذابون أيضا ، وما أكثر ما يوجد في بعض البلدان الإسلامية من يخرج ويقول : إنه نبي يوحى إليه . أنا أسمع أنه يوجد الآن في أفريقيا ، وفي آسيا أناس يدّعون هذا ! ، هؤلاء نقول : إنهم كفرة ، ومن صدقهم فهو كافر ]. الفائدة 34 : الرد على الرافضة في ادعائهم حب علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - . قال – رحمه الله تعالى – [ ... علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – كان يعلن على منبر الكوفة – وهو أمير المؤمنين – يعلن صراحة بأن خير هذه الأمة أبو بكر ثم عمر . والعجب أن الرافضة يدّعون ولايتهم لعلي ، وهم يكذبون علي بن أبي طالب ، لأنه إذا قال : خير هذه الأمة أبو بكر ، ثم عمر ، وهو قد بايع أبا بكر ، وبايع عمر ، يعني أنه كذاب فيما يقول ، وأنه منافق ، لأنه بايع على خلاف ما في قلبه ، وهذا أكبر طعن في علي بن أبي طالب ، ويدّعون أنهم أولياؤه ، وما كانوا أولياؤه ، إن أولياؤه إلا المؤمنون ]. الفائدة 35 : ذكر الأدلة على أحقية أبي بكر الصديق بالخلافة . قال – رحمه الله تعالى - : [ ... أفضلهم وأحقهم بالخلافة أبو بكر الصديق – رضي الله عنه ، نؤمن بهذا ، أنه أفضلهم ، وأنه أحقهم بالخلافة ؛ أما كونه أفضلهم ، فلأن النبي – صلى الله عليه وسلم – سئل : أي الرجال أحب إليك ؟ قال : " أبو بكر " صراحة ؛ وقال علنا على المنبر : " لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر " ؛ والخليل هو صافي المحبة البالغ ذروتها ، ولهذا امتنع الرسول – عليه الصلاة والسلام – أن يجعل له من أمته خليلا ، لأن قلبه قد امتلأ بمحبة الله عز وجل . ونؤمن كذلك بأنه أحقهم بالولاية ، لوجود شواهد : أولا : أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – خلفه على أمته في إمامة الصلاة ، والصلاة أفضل شعائر الإسلام ، فجعله خليفة له عليهم في أعظم شعائر دينهم وهي الصلاة ، فكيف لا يكون خليفة بأمور دنياهم . ثانيا : أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – خلفه على أمته في قيادة الحجيج سنة تسع من الهجرة ، حيث جعله الأمير على الحجاج ، والحجاج كما تعلمون دائرتهم أوسع مما في المدينة ، فجعله هو الأمير عليهم . ثالثا : أن الرسول قال : " لا يبقى في المسجد باب إلا سُد إلا باب أبي بكر " ؛ مما يدل على أنه الخليفة بعده ، حتى يسهل وصول الناس إليه ، لأن بابه في المسجد ، وحتى يسهل وصوله أيضا إلى الناس . رابعا : أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال لامرأة أتته في حاجة ، فوعدها القادم ، فقالت : أرأيت إن لم أجدك ؟! قال : " فأت أبا بكر " وهذا كالنص الصريح على أنه الخليفة من بعده . وأيضا قال – صلى الله عليه وسلم - : " يأبى الله ورسوله والمؤمنون إلا أبا بكر " . والأدلة على هذا كثيرة . فلا شك أن أبا بكر – رضي الله تعالى عنه – هو أفضل الأمة ، وأحقهم بخلافة النبي – صلى الله عليه وسلم - . الفائدة 36 : الحسن – رضي الله عنه – هو حقيقة الذي فدى الناس بتنازله عن الخلافة ، وهو أفضل من الحسين – رضي الله عنه - . قال – رحمه الله تعالى - : [ ... لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أشار إلى ذلك في قوله للحسن : " إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين " ، فنال السيادة في الدنيا والآخرة ، - رضي الله عنه - ، وأخوه الحسين شاركه في السيادة في الآخرة ، حين قال الرسول – عليه الصلاة والسلام - : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " ، ولكن السيادة في الدنيا والآخرة إنما هي للحسن – رضي الله عنه - ، وهو أفضل من الحسين بلا شك ، لما له من الآيات الفاضلة ، والمنة على المؤمنين عموما ، حيث تنازل عن الخلافة التي يسعى إليها أكثر الناس ، تنازل عنها من أجل الإصلاح ، وحقن الدماء ، فهو حقيقة الذي قد فدى الناس بتنازله عن الخلافة ، فجزاه الله خيرا عن أمة محمد.]. الفائدة 37 : حجة عقلية في ترتيب الأفضلية بين الخلفاء الراشدين ، نوقش فيها الشيخ . قال – رحمه الله تعالى - : [ وما كان الله تعالى – وله الحكمة البالغة – ليولي على خير القرون رجلا وفيهم من هو خير منه ، وأجدر بالخلافة ، هذا احتجاج بمقتضى الحكمة ، وقد ورد فيه نقاش ، فبعض العلماء أو بعض الإخوان يقول : أليس قد وُلّي على المسلمين في الخلافة ، وفيهم من هو خير منه ؟! نقول : بلى ، لكن ليس في زمن خير الأمة ، صحيح أنه ولي بعد الخلفاء الراشدين على الأمة الإسلامية من ليس هو خير الأمة ، لكن نحن نتكلم على خير الأمة ، فما كان الله ليولي على هذا الشعب المختار رجلا ، وفيهم من هو خير منه ، لأن هذا تأباه حكمة الله – عز وجل ، وأما بعد ذلك ، فلا شك أن من الخلفاء من هو أدون ، وأدون بكثير من كثير من الشعوب ]. الفائدة 38 : مسألة مهمة ينبغي أن نتنبه لها متعلقة بالتفضيل بين الصحابة ، والمناقب : الفضل المقيد لا يستلزم الفضل المطلق. قال – رحمه الله تعالى - : [ ونؤمن بأن المفضول من هؤلاء قد يتميز بخصيصة يفوق فيها من هو أفضل منه ، المفضول من هؤلاء ربما يكون له خصيصة يتميز بها عن غيره ، لكن الفضل المقيد لا يستلزم الفضل المطلق ، وهذه مسألة ينبغي أن نتنبه لها ، حتى تزول عنا إشكالات كثيرة ، الفضل المطلق شيء ، والمقيد شيء ، فلا يتعارضان ، فلا يلزم من ثبوت الفضل المقيد أن يثبت الفضل المطلق ، ولا يلزم من الفضل المطلق بأن ينتفي الفضل المقيد ، فمثلا من الصحابة من له ميزة خاصة ، فمثلا : الشيطان يفر من عمر ، ولكنهم لم يلمسوا ذلك في أبي بكر ، مع أن أبا بكر أفضل منه ؛ عثمان – رضي الله عنه – قال له الرسول – صلى الله عليه وسلم – حينما جهز جيش العسرة : " ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم " ، وقال : " من يشتري بئر رومة ، وله الجنة " ، اشتراها عثمان ، وتزوج عثمان اثنتين من بنات الرسول – عليه الصلاة والسلام - ، ولم يحصل ذلك لغيره ، فله ميزات ، ولا نقول : إنه يلزم من ذلك أن يكون أفضل من عمر ، لأن عمر فضله مطلق ، وهذا فضل مقيد ؛ علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – له ميزات أيضا ، قال النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم خيبر : " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه " . فميزه بالمحبة ، وبأن يفتح على يديه ، وحين سأل عنه ، قالوا : إنه يشتكي عينيه ، فأمر به ، فأتى ، فبصق في عينيه فبرأ ، كأن لم يكن به وجع ، ثم أعطاه الراية ، وقال : " انفذ على رسلك ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا ، خير لك من حمر النعم " ؛ هذه خصيصة لم تكن لأبي بكر ، ولا لعمر ، ولا يلزم من ذلك أن يكون علي أفضل منهما ، كذلك أيضا لما خلفه في غزوة تبوك ، وجزع – رضي الله تعالى عنه - ،قال : تخلفني في النساء والذرية ، أو كلمة نحوها ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " ؛ وهذه خصيصة له ، لأنه خلفه في أهله ، كما خلف موسى هارون في قومه ، بل أعظم من ذلك ، أمر النبي – عليه الصلاة والسلام – من أدرك أويسا القرني أن يطلب منه الدعاء ، وهذه الخصيصة لم تصر لأحد من الصحابة ، مع أن الصحابة أفضل من أويس ، أبو بكر وعمر وعثمان وابن مسعود ، وابن عباس ، وغيرهم أفضل من أويس بلا شك ، و لكن هذه خصيصة له ، ولم يأمر الرسول أحدا أن يطلب من أبي بكر ، ولا من عمر ، ولا من عثمان ، ولا من علي ، ولا من غيرهم أن يدعوا له ؛ ولا نقول : إن هذه الخصيصة تقتضي أن يكون أويس أفضل ؛ بل إن الرسول أخبر بأن العاملين في أيام الصبر للواحد منهم أجر خمسين من الصحابة ، ولا يلزم من هذا أن يكون هؤلاء أفضل من الصحابة ، فهذه خصيصة مقيدة بهذا الزمن الصعب الضنك ، لأنك إذا رأيت المجتمع لا يعمل بعبادة الله ثقل عليك أن تعبد الله وحدك ، وأيضا ربما تُتخذ هزوا ، فتصبر وتتحمل ، فنالوا هذه الخصيصة بسبب ما يعانونه من الضيق والمضايقة ، لكن لا يلزم من هذا أن يكونوا أفضل من الصحابة . وهذه الفائدة تنفعنا أن الفضل منه مطلق ، ومنه مقيد ، ولا يلزم من الفضل المقيد أن يكون أفضل من المطلق ، ولا يلزم من الفضل المطلق ألا يكون للمفضول فضل مقيد ]. الفائدة 39 : لماذا أخر الإيمان في قوله تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله }. قال – رحمه الله تعالى – [ ... فإذا قال قائل : لماذا أخر الإيمان بالله عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ لأن الإيمان بالله يكون منهم ومن غيرهم ، حتى الأمم السابقة تؤمن بالله ، لكن الميزة العظيمة التي حصلوا بها على هذه الفضيلة ، وهي الأمر بالمعروف ، والنهي المنكر ]. الفائدة 40 : كلما بعد العهد بالرسالة ، ضعفت الفضيلة . قال – رحمه الله تعالى - : [ يقول شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – وكلما بعد العهد بالرسالة ضعفت الفضيلة ، وهذا يؤخذ من حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – حين شكا إليه الناس ما يجدونه من الحجاج بن يوسف الثقفي ؛ قال : إني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : " لا يأتي على الناس زمان ، إلا وما بعده شر منه حتى تلقوا ربكم " . الفائدة 41 : توجيه حديث : ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم... ). قال – رحمه الله تعالى - : [ ...وبأنه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين ، لا يضرهم من خذلهم .. ، نؤمن بذلك لقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله " ، وهذه بشرى سارة لهذه الأمة ، أنه لن يعدم الحق منها جميعا ، بل لابد أن يكون فيها من هو على الحق ظاهر ، بمعنى أنه يبين الحق ويوضحه ، ولا يلزم من ذلك أن يكون منتصرا ، بل هو منصور ، ولكنه ليس بمنتصر ، بمعنى : أنه قد يكون ليس عنده القدرة على الجهاد ، إلا أنه معصوم من أن يُقضى عليه ، والواقع شاهد بذلك والحمد لله تعالى ، فإن الأمة الإسلامية لم تزل فيها طائفة منصورة على الحق إلى الآن ، وإلى أن يأتي أمر الله ، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أخبر ، وخبره – صلى الله عليه وسلم – صادق ، ولا يمكن أن يتخلف ، وهذه الأمة أو الطائفة هم أهل السنة والجماعة ]. الفائدة 42 : الطعن في الصحابة الكرام ، طعن في أربع جهات . قال – رحمه الله تعالى - : [ .. ونرى أنه يجب أن نكف عن مساوئهم وجوبا ، فلا نذكرهم إلا بما يستحقونه من الثناء الجميل ، وأما أن ننشر مساوئهم بين الناس ، ونقول : فلان فعل كذا ، وفلان فعل كذا ، فلا شك أنه محرم ، لأنه إذا كان ذلك حراما بالنسبة لغيرهم ، فكيف بالنسبة لهم ، والطعن في الصحابة في الواقع يتضمن الطعن في أربع جهات : أولا : طعن فيهم ، وهو واضح صريح . الثاني : أنه طعن في الشريعة ، لأنهم الواسطة بيننا وبين الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، فهم الذين نقلوا الشريعة إلينا ، فإذا طعنا فيهم صارت الشريعة مشكوكا في صحتها ، وعزوها إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم . الثالث : أنه طعن في الرسول – عليه الصلاة والسلام - ، وذلك أن من كانوا أصحابه على جانب من الفسق والفجور ، فإن ذلك قدح في مقامه ، إذا كان العرف بين الناس الآن أن الرجل الشريف إذا كان أصحابه ومن حوله قد طُعنوا بالفسق والفجور وغيرها ، فلا شك أن هذا قدح فيه ، وإن لم يكن مثلهم في الفجور والفسق ، لكن كان على الإنسان الشريف أن يصطحب أناسا شرفاء ، أما أن يصطحب أناسا على جانب من الفسق والفجور ، فهذا لا شك أنه عيب فيه ، وإن لم يكن على شاكلتهم من الفجور وغيرها . رابعا : طعن في جانب الرب عز وجل ، فإنه طعن في حكمته أن يهيأ لهذا الرسول الكريم الذي هو أفضل الخلق عند الله عز وجل أناسا فجرة كفارا فساقا ، كما يقول الرافضة في أصحاب الرسول – عليه الصلاة والسلام – إلا نفرا قليلا من أهل البيت ]. الفائدة 43 : لا يجوز أن نقرأ خلاف الصحابة ، وفتنهم على العامة . قال – رحمه الله تعالى - : [ وجب علينا أن نكف عن مساوئهم ، وألا نظهرها للناس ، حتى لو فرضنا أن إنسانا يقرأ في " البداية والنهاية " ، وأتى على وقعة الجمل ، أو صفين ، أو غيرها ، ما يخدش كرامة الصحابة عند العامة الذين لا يفهمون ، فالواجب ألا نقرأ ، أما إذا كنا نريد أن نقرأها على طلبة العلم لنمحص ما فيها مما دخلها من الزغل والكذب ، فإنه لا بأس ، بل قد يجب ]. الفائدة 44 : طريقة القرآن إذا ذكر مفضلا ، ومفضلا عليه : ذكر المنقبة العامة للجميع . قال – رحمه الله تعالى - : [ سبحان الله تعالى ! ، في القرآن الكريم لما ذكر فضل من أنفق قبل الفتح وقاتل ، فإنه قد يذهب القلب إلى التنقص من حق المُفضل عليهم فقال : { وكلا وعد الله الحسنى } ، وإن اختلفوا في الفضل ؛ وهذه طريقة القرآن : أنه تعالى إذا ذكر مفضلا ، ومفضلا عليه ، ذكر المنقبة العامة للجميع ؛ قال الله تعالى : { وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان } قد يبدر إلى الذهن التنقص من حق داود ، فقال عز وجل دفعا لهذا { وكلا آتينا حكما وعلما } ، ثم ذكر منقبة خاصة له في مقابل قوله تعالى : { ففهمناها سليمان } ، فقال عز وجل : { وسخرنا مع داود الجبال يسبحن } ]. الفائدة 45 : مراحل حياة الإنسان ، وغلط من يقول : إن المثوى الأخير هو القبور . [ الإنسان له مراحل : المرحلة الأولى : في بطن أمه . الثانية : في الدنيا . الثالثة : في البرزخ . الرابعة : يوم القيامة ، فهي المرحلة الأخيرة ، ولهذا يغلط من يقول في الميت : إنه نقل إلى مثواه الأخير ، فإن هذا لو كان الإنسان يعتقده تماما لكان كافرا ، لأن من قال : إن المثوى الأخير هي القبور ، فقد أنكر البعث ، ويكون كافرا ، ومع الأسف أن هذه الكلمة شائعة بين الناس ، فكثير ما نسمع في الصحف ، وغير الصحف يقولون : انتقل إلى مثواه الأخير ، وهذا غلط ، المثوى الأخير : إما الجنة ، وإما النار ]. الفائدة 46 : بطلان قصة نصيحة إبليس لأبوينا آدم وحواء في تسمية ولدهما بعبد الحارث . قال – رحمه الله تعالى - : [ ورد عن ابن عباس أو غيره أن حواء لما حملت ، أتاها الشيطان ، وقال لها ولآدم : أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة ، سمياه عبد الحارث أي : الولد ، وإلا فسيخرج ميتا ، وفي النهاية سمياه عبد الحارث . هذه القصة لا شك أنها مكذوبة ، كيف تسلل إليهما ليقبلا كلامه ، ويقول لهما : أنا صاحبكما الذي أخرجكما من الجنة؟!! أهذا كلام متوسِّل متضرع لقبول قوله ؟!! أم هذا مما يوجب النفور من قوله ؟!! الثاني بلا شك . وأيضا لو كان آدم فعل ذلك – وحاشاه منه – لكان شركا ، والشرك أعظم من الكبائر فضلا عن الصغائر ، ولو كان كذلك لاحتج به آدم أكثر مما يحتج بأكله من الشجرة ، وأظن أنا ذكرناها في " شرح كتاب التوحيد " وذكرنا حوالي ثمانية أوجه تدل على بطلانها ]. الفائدة 47 : هل الصراط طريق حسن واضح ، أو أنه أدق من الشعرة ، وأحد من السيف ؟ قال – رحمه الله تعالى - : [ في هذا خلاف بين علماء أهل السنة ، منهم من قال بالثاني ، ومنهم من قال بالأول ، وليس هناك أدلة واضحة تفصل بين القولين ، فمعتقدنا في ذلك أن نقول : الله أعلم ، لكن نؤمن بهذا الصراط ]. الفائدة 48 : عصاة الموحدين هل يدخلون نار الكافرين ،أو في نار أخرى؟ قال – رحمه الله تعالى - : [ ..في هذا قولان للسلف : منهم من قال : إنه يكردس في نار جهنم التي هي نار الكافرين ، لكن أعضاء السجود لا تأكلها النار ، لأن الله تعالى حرم على النار أن تأكل أعضاء السجود ، يعني : الجبهة والكفين والركبتين وظهر القدمين ، لكن بعض العلماء يقولون : إنها نار ليست كالنار الأم ، وهي النار التي تفنى ، أما النار التي هي النار الأم فلا تفنى ، وهذا ظاهر كلام ابن القيم – رحمه الله تعالى – في " الوابل الصيب " ، أن النار التي تفنى هي نار المعذبين بذنوبهم فقط ، لا نار الكافرين ، فنار الكافرين لا تفنى ، وأشد مرارة ، هذا قول بعض العلماء . والقول الثاني : أن هؤلاء الذين يكردسون في النار عند مرورهم على الصراط يكردسون في نار جهنم ، لكن الله على كل شيء قدير ، يمكن أن تكون نار جهنم لهؤلاء بردا وسلاما ، ولهؤلاء شديدة الحرارة ، إنما نحن نؤمن بأن هذا الصراط على جهنم ، وأن الناس يعبرون عليه ، وأن منهم من يكردس ويلقى في النار ، وظاهر النص أنها النار التي للكافرين ، لكن من الجائز أن تكون سلاما وبردا على غير الكافرين ، والله على كل شيء قدير ]. الفائدة 49 : شهيد ، شيخ ، إمام ، ألقاب صارت رخيصة !! قال – رحمه الله تعالى - : [ .. كل من مات في سبيل الله تعالى فهو شهيد ، لكن لا تقل : فلان شهيد ، لأنه قد يكون في قلبه أنه يدافع عن حمية ، أو عصبية ، وما أشبه ذلك . لكن مع الأسف الشديد ، إن كلمة شهيد اليوم صارت رخيصة ، كما صارت كلمة شيخ ، فالآن كلمة شيخ رخيصة ، يعني يقال للإنسان الذي لا يعرف كوعه من كرسوعه يقال له : شيخ . وتجده يجلس في مجلس كله عوام ، ثم يقوم يتكلم بكلام فصيح بين ، وعن شجاعة ، فيقولون : هذا عالم ، لا نظير له ، فيكون عندهم شيخ الشيوخ . وكذلك أيضا سهلت كلمة إمام ، الآن لو صنف الإنسان كتابا مختصرا من أبسط ما يكون ، قالوا : هذا إمام!! ، سبحان الله تعالى ! الإمام لابد أن يكون عالما كبيرا متبوعا ، وليس كل إنسان يؤلف يسمى إماما ، ولهذا لما اختلفت المفاهيم هنا ، صارت الألقاب تشوش ، فعندما تقرأ كتابا صغيرا لأحد المؤلفين ، وتقول : قال الإمام فلان ابن فلان ! ماذا يظن السامع ؟ ، يظن أنه إمام من أكابر العلماء ، وهذا لا يجوز ، أن نصف الإنسان بما لا يستحق ، لأن هذا فيه شيء من الكذب . كذلك أصبح يقال لمن قتل نفسه : إنه شهيد ! ، والذين يضعون المتفجرات في بطونهم ، ويموتون بها ! ، يقال عند بعض الناس : إنه شهيد ، ونحن نقول : إنه يعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم ، لكننا ما نعيِّنُه ، ونبرأ إلى الله تعالى من هذا ، لكن نقول : كل إنسان قتل نفسه ، فإنه يعذب بما قتل به نفسه في جهنم ؛ أما الرجل الذي قد يفعل ذلك متأولا ظانا أن هذا الحق ، فهذا لا يعذبه الله عز وجل . أرأيت أسامة بن زيد – رضي الله عنه – قتل مشركا بعد أن أدركه هاربا ، فقال المشرك : لا إله إلا الله ، فقتله أسامة متأولا ، يظن أنه قالها تعوذا من القتل ، وخوفا منه ، فلو وقع لنا مثل هذا ، لكنا نظن كما ظن أسامة ! ، ولكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – وبخه ، وقال له – وجعل يكررها - : " قتلته بعد أن قال : لا إله إلا الله " ، حتى قال أسامة : تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ ! ، حتى يكون هذا الذنب مما يغفر لي بالإسلام . إذن الشهادة أمر مهم خطير جدا ، فإذا فعل الإنسان فعل مؤمن تقي ، تقول : أحسبه كذلك ، والله حسيبه ، وأرجو له التوفيق ، وأرجو له الجنة ، وأرجو له الثواب ، حتى تسلم والحمد لله ؛ ونقول : هل يضره إذا لم نشهد له أنه شهيد ، وكان شهيدا عند الله تعالى ؟! لا يضره . وهل ينفعه إذا شهدنا له أنه شهيد ، وهو ليس شهيدا عند الله ؟ لا . إذن ما الفائدة في أن نُعَرّض أنفسنا لشيء محرم علينا لأجل إرضاء بعض الناس ]. الفائدة 50 : هل نشهد للكافر المعين الذي مات بالنار ؟ قال – رحمه الله تعالى - : [ نقول : كل كافر في النار ، وكل مشرك شركا أكبر في النار ، وكل منافق في النار ، هذا عموم نشهد به . الآن يوجد رؤساء كفرة يموتون ، مثل رئيس اليهود الذي قتل ، والذي مات ، فهل نشهد بأنه بعينه في النار ؟ أنا أرى الاحتياط وبراءة الذمة أن لا نشهد . ولكن ليست شهادتنا لهذا بالنار في التحرز منها ، كشهادتنا لكافر معلن للكفر ، لكنه ما مات على الكفر ، فهذا ربما يُهْدى فيما بعد ، أما إنسان مات على الكفر نشهد أنه إلى آخر لحظة من حياته ما علمنا أنه أسلم ، فالشهادة بالنار لهذا قريبة ، لكن مع هذا نقول : الاحتياط ألا تشهد ، فإن شهادتك له بالنار إن كان ليس من أهلها لن تؤثر ، وإن كان من أهلها فلا حاجة لشهادتك هو من أهل النار ، لهذا نرى الشهادة بالنار لكافر على قيد الحياة لا تجوز ، لا شك ، لاحتمال أن يسلم ، وكم من كافر أسلم ، أما إذا مات على الكفر ، ولم نعلم أنه قال يوما من الدهر : لا إله إلا الله ، فهذا أيضا لا نشهد له بالنار احتياطا ، ومعلوم أن الحكم الاحتياطي ليس كالحكم المجزوم به]. الفائدة 51 : الكافر لا يفتن في القبر ! ، وإنما المنافق . قال – رحمه الله تعالى - : [ .. "فيقول المؤمن : ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبي محمد ، وأما الكافر فيقول : لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته " الحديث ورد بلفظ : " وأما الكافر أو المنافق " ، وإذا طبقت هذا الجواب وجدته ينطبق على المنافق ، فالمنافق لا يستطيع أن يجيب ، حتى وإن كان يجيب به في الدنيا بأفصح عبارة ، فإنه في القبر يقول : " ها ها لا أدري " ، وفكر في قوله : " ها ها " تجد كأنه يعلم الشيئ ، ولكن نسيه ، أو عجز عن النطق به ، وهذا يكون أشد حسرة مما لو كان لم يعرفها ، مثلا : لو ضاع منك مائة ريال كان ذلك أشق عليك مما لو كنت لم تملكها مهن قبل ، فهكذا العلم إذا أضعته بعد حصوله ، صار أشد عليك مما لو لم تدركه أولا . إذن الذي يظهر لي أن الذي يُسأل المؤمن والمنافق ، أما الكافر فلا يسأل ، لأنه لا حاجة لسؤاله ، فالامتحان إنما هو للاختبار ، والكافر ساقط من أصله ، فلا يُسأل؛ ولذلك يوم القيامة لا يحاسبون ، وإنما تنشر أعمالهم ويجزون بها ، ويقال : { هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين } ؛ لكن لو ثبت عن الرسول – عليه الصلاة والسلام – ثبوتا صريحا لا شك فيه أن الكافر يسأل ، فنقول : سمعنا وصدقنا وآمنا . أمَاَ ولفظ الحديث هكذا : " سمعت الناس يقولون شيئا فقلته " ، فإن ذلك يكون جوابَ من قال ذلك ، وهو المنافق الذي لم يدخل الإيمان في قلبه ، ثم المعنى يقتضي ألا يُسأل الكافر أيضا ، لأن السؤال للاختبار والامتحان ، والكافر ساقط من الأصل ، مثل طالب لا يحصل في كل الدروس إلا على صفر ، فهذا لا نختبره ، لكن طالب فيه احتمال ، فهذا هو الذي يُسأل . فنسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة ]. الفائدة 52 : توفيقك لشكر نِعَم الله نعمة تستحق الشكر . قال – رحمه الله تعالى - : [ ..قال بعض العلماء : إن توفيقك للشكر نعمة تستوجب الشكر ، لأن كثيرا من الناس حُرم الشكر ، فإذا أنعم الله عليك ، ووفقك لشكر النعمة واستعمالها في طاعة ، فهذه نعمة تحتاج إلى شكر ؛ وفي هذا يقول الشاعر : إذا كان شكري نعمةً اللهُ أنعمها**عليَّ له في مثلها يجب الشكر فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله **وإن طالت الأيام واتصل العمر] الفائدة 53 : عذاب القبر يشبه تواتر القرآن ! قال – رحمه الله تعالى - : [ ..أما السنة فقد تواترت بذلك(أي: عذاب القبر)تواترا لا نظير له ، فكل مسلم يقول في صلاته : أعوذ بالله من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، لأمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بذلك ، ولأن جميع الأحاديث الواردة في التواتر لا يمكن أن تكون كأحاديث عذاب القبر ، لأن عذاب القبر كل الناس يستعيذون منه في صلاتهم ، فهذا يشبه تواتر القرآن الذي يقرأه الصغير والكبير ]. الفائدة 54 : قراءة بعض الشباب ما يتعلق بأوصاف الحور العين وما يتعلق به من ذكر مفاتنهن! السؤال : بالنسبة لوصف الجنة ونعيمها ، يوجد بعض الناس ، وخاصة بعض الشباب ، من يكثرون في قراءة ما يتعلق بأوصاف الحور العين ، خاصة ما ذكره الإمام ابن القيم في " نونيته " ، مما يثير شهوتهم ، ومع ذلك إذا نُصِحوا ، يقولون : نحن نتصبر بهذا!! فهل هذا له وجه ؟ أم أنهم يُنصحون بالابتعاد عن هذا؟ الجواب : قال – رحمه الله تعالى - : [ ما أرى هذا ، ولِمَ لا يرون النار أيضا ووعيدها؟!! الناس الآن هم إلى ذكر الوعيد أحوج منهم إلى ذكر الوعد ، لأن أغلب الناس قد فتنته الدنيا ، فيحتاج إلى كابح ، فالناس ليسوا مقبلين الآن حتى نذكر لهم الأشياء التي تحثهم على التقدم ، الناس الآن مدبرون إلا ما شاء الله ؛ فهنا نرى أن الإنسان إذا أراد أن يرجح أحد الجانبين عن الآخر ، الترغيب أم الترهيب ، نرى في الوقت الحاضر أن يقدم الترهيب ، على أني لا أوافق على هذا ، لكن أقول : إذا كان ولابد ، والذي ينبغي أن نسلك طريقة القرآن : ترغيب وترهيب ، أما ما ذكره ابن القيم في وصف الحور العين ، وتشبيهها ، وما شابه وقال : إذا انحدرت وجدت أمرا هائلا! هذا ما ينبغي أن يقال ، خصوصا عند الشباب ]. الفائدة 55 : مذهب الأشاعرة في القدر لا يمكن أن يتصوره إنسان !!. سؤال : هل يصح القول : إن مذهب الأشاعرة هو مذهب أهل السنة في باب القدر ؟! الجواب : قال – رحمه الله تعالى - : [ لا ، أبدا ، مذهب الأشاعرة في باب القدر يشبه مذهب الجبرية ، بل هو في الحقيقة مذهب لا يمكن أن يتصوره الإنسان ! ، يقولون : الله خلق الفعل ، وفعل العبد كسبه ! ، سبحان الله ، كيف هذا ؟!! لكنهم يتناقضون مثلما تناقضوا في الكلام ، وهو أعظم من هذا ، قالوا : إن الله يتكلم ، ولكن كلامه في نفسه ، وما سمعه جبريل فهو مخلوق !!]. السائل : يعني الكسب هنا يشبه ماذا ؟! نفهم إيش معناه ؟! قال – رحمه الله تعالى - : [ ما أنت بفاهمه !! ، ما أنت بفاهمه !! ، حتى هم يقولونه ، ولا يفهمونه !! ، ولهذا يقولون : ثلاثة أشياء ما لها أصل ، أو ما لها معنى : من جملتها الكسب عند الأشعري! ]. الفائدة 56 : مراتب القدر . قال رحمه الله تعالى – : [ .. والمراتب الأربع هي : 1- العلم . 2- الكتابة . 3- المشيئة . 4- الخلق. جُمعت هذه المراتب الأربع في بيت : علمٌ كتابةُ مولانا مشيئتُهُ ** وخلقُهُ وهو إيجاد وتكوين]. الفائدة 57 : مشيئة الله نوعان . قال - رحمه الله تعالى - : [ ... ونحن بدأنا بالعلم – أي في مراتب القدر – لأنه هو السابق ، فإن الله لم يزل ، ولا يزال عليما ، ثم بالكتابة لأنها بعده ، ثم بالمشيئة لأنها بعد ذلك ، ولكن لاحظ أن المشيئة – مشيئة الله للأشياء – فيها شيء مقارن ، وفيها شيء سابق ، الشيء السابق : هو أن الله عز وجل بعلمه القديم شاء كل ما أراد أن يفعله من الأصل ، لكن المشيئة المقارنة هي مرادنا هنا ، وتكوين المشيئة المقارنة عند الفعل : { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } ، وبعد المشيئة يكون الخلق ، ولهذا يجب على الطالب إذا أراد أن يذكر المراتب أن يذكرها مرتبة ]. سؤال : المشيئة بعد الكتابة ، مع أن الكتابة لا تكون إلا بمشيئة الله عز وجل !! الجواب : قال – رحمه الله تعالى - : [ المشيئة نوعان : مشيئة سابقة ، وهذه تابعة للعلم ، ومشيئة مقارنة للفعل ، وهذه مقارنة للفعل ، يعني قد شاء الله – مثلا – أن يفعل العبد كذا ، وكذا ، في يوم كذا ، وكذا ، في ساعة كذا ، كذا ، في بلد كذا ، وكذا ، هذا شاءه من قبل ، وهو كائن في علمه عز وجل ، لكن المشيئة الحادثة التي يكون بها الفعل متأخرة عن الكتابة ]. الفائدة 58 : قول بعض الناس : ما اندفع الجهمية والمعتزلة إلا بالأشاعرة !! قال – رحمه الله تعالى - : [ .. إن بعض الجهال والمعاندين يقولون : ما اندفع الجهمية والمعتزلة إلا بمذهب الأشاعرة ، سبحان الله !! مذهب الأشاعرة الباطل يُبطل به الباطل !!! ؛ لكن يدفعون بالكتاب والسنة ]. الفائدة 59 : قول : هذا بفضل الله ثم بخبرتي . السؤال : هل يجوز للرجل أن يقول بالنسبة للنِّعم التي عنده ، مثلا : مال كثير ، أن يقول : أوتيته بفضل الله عز وجل ، ثم بخبرتي ، أو مثل هذه الأمور ينبغي دائما أن يحيلها على الله ؟ الجواب : قال – رحمه الله تعالى - : [ لا بأس أن يقول هذا بشرط : ألا يُغَلّب قولَه : بخبرتي ، على قوله بفضل الله ، لأن بعض الناس قد يقدم فضل الله لفظا ! ، لكن في قلبه أن الخبرة أبلغ في حصول هذا الشيء ، فإذا كان يخشى على نفسه من ذلك فلا يقوله ، وإذا كان يريد أن يقول : بخبرتي من أجل أن يحث الناس على فعل الأسباب ، كان هذا خيرا ]. الفائدة 60 : التكبر على المتكبر ! السؤال : التكبر على المتكبر جائز؟ الجواب : قال – رحمه الله تعالى - : [ هذا لا يجوز ، ولكن إذا قال : المعزر للمتكبر محمود ؟ يجوز أو لا ، أسألك !]. السائل : يجوز. الشيخ : [ المعزر يعني المؤدب ، المعزر للمؤدب محمود ؟ هه. السائل : لكن المتكبر متكبر ! الشيخ : [ لا يجوز على المتكبر ، ولا التكبر على المتكبر أبدا ، لكن إذا كان لك السلطة والتأديب ، فلان مؤدب للمتكبر محمود ]. السائل : لكن هو يمر ولا يسلم! ، فهل إذا مررت أنا عليه أسلم ؟! الشيخ : [ إي نعم سلم ، وإلا فهل إذا صعّر لك خده ، تصعر خدك له ؟!!!]. الفائدة 61 : هل نفعل كفعل الرجل من بني إسرائيل حينما رمى دين الرجل في زجاجة في البحر ، وقال : اللهم إنك أنت كنت الكفيل ..؟ السؤال : هل يعمل بما ورد في الصحيح من أولئك الرجلين من بني إسرائيل اللذين استدان أحدهما من الآخر ، ثم لم يجد سببا لأن يوصل له دينه في وقته ، فرماه في البحر متوكلا على الله ، خاصة إذا كان مبلغا كبيرا ؟! الجواب : قال – رحمه الله تعالى - : [ الآن هناك وسائل ]. السائل : إذا انقطعت السبل؟ الشيخ : [ إذا انقطعت السبل بالكلية ، فليسلك أقرب الطرق وليدعُ الله ، الاعتماد على الدعاء المحض بدون فعل الأسباب، هذا إذا انقطعت الأسباب ، والله تعالى قد يوصله بما شاء ، عن طريق الملائكة أو غيرها ، لكن ما دام العبد يمكنه أن يفعل الأسباب ، فهو مأمور بها ]. الفائدة 62 : اللوح المحفوظ. قال – رحمه الله تعالى - : [ اللوح المحفوظ ، يعني المحفوظ عن الأيدي ، المحفوظ عن التغيير ، لوح لا يناله أحد ، ولا يتغير ما فيه ، ولا ندري هل هذا اللوح من خشب أو من حديد أو من فضة أو من ذهب أو من نور ، الله أعلم ، ولكن نؤمن بأنه لوح محفوظ ، كتب الله فيه مقادير الخلق ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، ولا نعلم كيفية الكتابة ]. الفائدة 63 : الرد على الجهمية في استدلالهم بقوله تعالى { الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل } على أن القرآن مخلوق . قال – رحمه الله تعالى - : [ .. والعجب أن الجهمية استدلوا بهذه الآية الكريمة على أن القرآن مخلوق ، وهذا الاستدلال باطل ، لأن المخلوق منفصل بائن عن الخالق ، إذ إن المخلوق يستلزم ثلاثة أشياء : خالق ، وخلق ، ومخلوق ، فالمخلوق إذاً ليس من صفات الخالق ، أما الذي من صفات الخالق الخلق ، فهل القرآن شيء بائن منفصل ، يعني محسوسا ينظر بالعين ؟ أو هو كلام من صفات المتكلم ؟ الثاني ؛ إذاً كيف تقولون : إن الله خالق القرآن ؟!! لا يمكن أبدا ، بل القرآن وصفه ، لأنه كلامه ، ووصف الإنسان ليس من مفعولاته ، فمثلا : أعطيتك تمرة ، أكلتها ، فهل فعلك هو التمرة ؟ لا ، ولكن التمرة مأكولة ، والأكل غير المأكول ، وهل أنت الأكل؟! لا ، أنت آكل ، ومضغك أكل ، والممضوغ مأكول . إذا فيجب على الإنسان أن يفرق بين المفعول البائن ، وبين الفعل الذي هو وصف الفاعل ، فالقرآن كلام ، والآية لا تدل على أن القرآن مخلوق ، لأن الله تعالى قال : { خالق كل شيء } ، أي : فيلزم أن يكون المخلوق بائن منفصل ]. الفائدة 64 : إذا قال الأطباء : بقاء الجنين – بعد نفخ الروح فيه - في بطن الأم يعرضها للخطر ، فلابد من إسقاطه. قال – رحمه الله تعالى - : [ .. فإذا كانت امرأة في بطنها جنين ، والجنين حي ، وقيل لها : إما أن نقتل الجنين وتسلمين أنت ، وإما أن نُبقي الجنين وتهلكين ، إذا قال العقلانيون : إذا بقي الجنين وماتت ، لابد أن يموت ! ، فحينئذ نكون قد قتلنا نفسين ، وإذا قتلنا الجنين ، وأخرجناه قتلنا نفسا واحدة ، والعقل يرى أن قتل نفس واحدة أهون من قتل نفسين . فالجواب : نقول : إذا بقي الجنين في البطن ، وماتت الأم ، ثم مات الجنين ، فموت الجنين هنا بفعل الله ، وليس بفعلنا ، لكن لو قتلناه ، صار موته بفعلنا فلا يحل ]. الفائدة 65 : خاتمة ذهبية : من الذي ينتفع بأصول الإيمان والعلوم الإسلامية ؟ قال – رحمه الله تعالى - : [ وبذلك انتهى الكلام على الأصول الستة ، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وهذه هي أصول الإيمان التي بنى أهل السنة والجماعة إيمانهم عليها ، وهذه العقيدة في الحقيقة تثمر ثمرات جليلة ، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، فكثير من الناس – نسأل الله ألا يجعلنا منهم – يقرأون هذه الأركان ويجيدونها تماما ، لكن على أنها أمور نظرية لا تثمر سلوكا طيبا ومنهجا سليما ، الإيمان بالله يتضمن كذا ، والإيمان بالملائكة يتضمن كذا ، والإيمان باليوم الآخر يتضمن كذا ، الإيمان بالقدر يتضمن كذا، وهذا مفهوم معلوم ، لكن كثير من الناس لا يثمر له هذا الإيمان ، السلوك الصواب ، وإذا شئت أن ترى ، انظر هذا العالم الجياش الذي يدخل المدارس ، والمعاهد ، والجامعات تجده أمما ، فلو أن هذه الأمم تطبق حقيقة ما قرأته ، لأصبح الشعب شعب الخلفاء الراشدين ، لكن الواقع أن كل دراساتنا إنما هي دراسات نظرية ، والدليل على هذا : أن الطالب يقرأ أن بر الوالدين واجب ، ولكن هل يبر والديه ؟ أبدا ، وأنا لست أقول كل الناس ، الحمد لله في الناس خير ، لكن أقصد العامة ، وكثير من الناس يقرأ أن صلة الرحم واجبة ، ولكن هل كل إنسان يصل رحمه ؟ أكثر من نعلم لا يصلون أرحامهم ، ويزور صديقه مساء وصباحا ، لكنه لا يزور قريبه إلا في السنة مرة ، وعند المناسبات ، أين التطبيق ؟! الكذب ، كل طالب يعرف أن الكذب حرام ، ومع ذلك يكذب ، يقرأ أن الغش حرام ، ثم يأتي ويقول : هل الغش في الامتحان حرام ؟ يسأل عن شيء يعرف حكمه ! المهم أن أصول الإيمان الستة التي بينها الرسول – عليه الصلاة والسلام – لا تنفع الإنسان إلا إذا قبلها ، وتأثر بها ، وانتفع بها ، أما مجرد النظر ، فأنا ضامن أنه يوجد في الكفار من يدرس هذه الأشياء دراسة وافية ، ويكون عنده من الاستنباطات ، واستخراج الفوائد أكثر مما عند كثير من الناس ، بل الآن هناك كفار يؤلفون في اللغة العربية ، ويحللونها فقها وتعبيرا ، ومع ذلك هم كفار ، فلهذا نسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على الانتفاع بما علمنا]. وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . والحمد لله رب العالمين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |