شرح حديث: ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1369 - عددالزوار : 139990 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-02-2020, 03:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,143
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث: ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا

شرح حديث: ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح




عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفاً، أَوْ سَبْعُمِائَةِ أَلْفٍ مُتَمَاسِكُونَ. آخِذٌ بَعْضُهُمْ بَعْضاً. لاَ يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ وَجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ".




وعن عبدالرحمن بن حصين قال كنت عند سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ: أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ؟ قُلْتُ: أَنَا. ثُمَّ قُلْتُ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلاَةٍ. وَلٰكِنِّي لُدِغْتُ. قَالَ: فَمَاذَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: اسْتَرْقَيْتُ. قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذٰلِكَ؟ قُلْتُ: حَدِيثٌ حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِيُّ. فَقَالَ: وَمَا حَدَّثَكُمُ الشَّعْبِيُّ؟ قُلْتُ: حَدَّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ الأَسْلَمِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ. فَقَالَ: قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ. وَلَكِنْ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ. فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ. وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ. وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ. إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي. فَقِيلَ لِي: هٰذَا مُوسَىٰ وَقَوْمُهُ. وَلٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ. فَنَظَرْتُ. فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَقِيلَ لِي: انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ الآخَرِ. فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَقِيلَ لِي: هٰذِهِ أُمَّتُكَ. وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ". ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ. فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولٰئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلاَمِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِالله. وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ؟" فَأَخْبَرُوهُ. فَقَالَ: "هُمُ الَّذِينَ لاَ يَرْقُونَ. وَلاَ يَسْتَرْقُونَ. وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ. وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ. فَقَالَ: ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: "أَنْتَ مِنْهُمْ" ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: "سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ". ولمسلم من حديث عمران: " وَلاَ يَكْتَوُونَ " وهي عند البخاري من حديث ابن عباس.

وورد نحو هذا الحديث في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه.



ترجمة رواة الأحاديث:

سهل بن سعد رضي الله عنه، تقدمت ترجمته في الحديث الثمانين من كتاب الإيمان.

ابن عباس رضي الله عنهما، تقدمت ترجمته في الحديث السابع من كتاب الإيمان.

عمران بن حصين رضي الله عنه، تقدمت ترجمته في الحديث الحادي والعشرين من كتاب الإيمان.

أبو هريرة رضي الله عنه، تقدمت ترجمته في الحديث الأول من كتاب الإيمان.



تخريج الأحاديث:

حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أخرجه مسلم حديث "219"، وأخرجه البخاري في " كتاب الرقاق" " باب صفة الجنة والنار "حديث " 6554".

وحديث ابن عباس رضي الله عنهما أخرجه مسلم حديث " 220"، وأخرجه البخاري في " كتاب الطب" " باب من اكتوى أو كوى غيره " حديث " 5705"، وأخرجه الترمذي في " كتاب الزهد " " باب 16" حديث " 2446".

وحديث عمران بن الحصين أخرجه مسلم حديث "218"، وانفرد به.

وحديث أبي هريرة أخرجه مسلم حديث "216"، وأخرجه البخاري في " كتاب الرقاق " " باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب" حديث " 6542".



شرح ألفاظ الأحاديث:

" مُتَمَاسِكُونَ. آخِذٌ بَعْضُهُمْ بَعْضاً": قال النووي رحمه الله:" هكذا هو في معظم الأصول " مُتَمَاسِكُونَ" بالواو و" آخِذٌ" بالرفع، ووقع في بعض الأصول " متماسكين" و" آخذاً" بالياء والألف وكلاهما صحيح ومعنى متماسكين ممسك بعضهم بيد بعض، ويدخلون معترضين صفاً واحداً بعضهم بجنب بعض" [شرح مسلم (3/ 87)].

" لاَ يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ ": أي أن دخولهم يكون في وقت واحد.

" وَجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ": أي أنهم في إشراق وجوههم على صفة القمر ليلة تمامه، وهي ليلة اليوم الرابع عشر.

"حصين بن عبد الرحمن": هو السلمي الكوفي، ثقة مات سنة 130ه.

"سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ": هو الإمام الثقة الفقيه من جلَّة أصحاب ابن عباس رضي الله عنهما، قتل بين يدي الحجاج سنة 95هـ.

" انْقَضَّ الْبَارِحَةَ؟ ": سقط، وأما البارحة فهي أقرب ليلة مضت.

" قُلْتُ: أَنَا ": أي حصين.

" أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلاَةٍ": أراد أن ينفي عن نفسه ظن العبادة والسهر لأجل الصلاة، لأن غالب فعل الناس حينئذ الصلاة في الليل.

" وَلٰكِنِّي لُدِغْتُ": لُدِغْتُ: بضم اللام أي أصابته عقرب بسمها، ونحوها من ذوات السموم

" اسْتَرْقَيْتُ ": أي طلبت من يرقيني.

" فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذٰلِكَ؟": أي قال سعيد بن جبير رحمه الله: ما السبب الذي جعلك تطلب الرقية

" حَدِيثٌ حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِيُّ": أي حملني عليه حديث حدثنا الشعبي، والشعبي رحمه الله اسمه عامر بن شرحبيل الشعبي، ولد في خلافة عمر رضي الله عنه وهو من ثقات التابعين وحفاظهم وفقهائهم، مات سنة 103 هـ

" عن بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ الأَسْلَمِيِّ": بريدة: بضم الباء وفتح الراء، حصيب: بضم الحاء وفتح الصاد، الأسلمي: صحابي رضي الله عنه مات عام 63هـ.

" لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ": الرقية: هي القراءة على المريض أو المصاب، هكذا رويت في حديث الباب موقوفة، ورويت عند أحمد وابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعة.

العين: إصابة العائن غيره بعينه، وبعض الناس يسميها "النفس" وبعضهم يسميها " الحسد"

الحُمة: بضم الحاء وتخفيف الميم وفتحها وهي سم العقرب وشبهها، والمقصود لا رقية أولى من الرقية لأجل العين أو الرقية لأجل الحمة.

قال النووي رحمه الله:" قال الخطابي: ومعنى الحديث لا رقية أشفى وأولى من رقية العين وذي الحمة" [شرح مسلم (3/ 88)].



" قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ ": أي أحسن من عمل بما سمع ووقف عنده لأنه أدى ما وجب عليه وعمل بما بلغه.

"وَلَكِنْ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ ": أراد سعيد بن جبير رحمه الله بيان ما هو أفضل من الاسترقاء وهو ما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

" عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ": العارض لها الله سبحانه وتعالى.

" فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ": تصغير الرهط وهو الجماعة دون العشرة.

" وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ ": قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله:" الظاهر أن الواو بمعنى " أو " أي ومعه الرجل أو الرجلان؛ لأنه لو كان معه الرجل والرجلان صار يغني أن يقول: ومعه الثلاثة. [القول المفيد على كتاب التوحيد (1/ 100)].

"وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ":أي يبعث ولا يكون معه أحد، لكن يبعثه الله لإقامة الحجة، ولأن من الأنبياء من قتل كما قال الله تعالى: ﴿ وَيَقتُلونَ الأَنبِياءَ بِغَيرِ حَقٍّ ﴾ [سورة أل عمران: 112]، وربما فيمن قتل من لم يتبعه أحد.

"إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ ": السواد العظيم: العدد الكبير الذي يُرى من بعيد يكون سواداً.

" انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ": الأفق: الناحية، والمراد به هنا ناحية السماء.

" فَنَظَرْتُ. فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ": أي أعظم من السواد، لأنه جاء في رواية عند البخاري:" فرأيت سواداً كثيراً سد الأفق"

"بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ ": قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله:" أي لا يعذبون ولا يحاسبون كرامة لهم، وظاهره أنه لا في قبورهم ولا بعد قيام الساعة" [القول المفيد على كتاب التوحيد (1/ 101)].

" ثُمَّ نَهَضَ ": أي قام.

" فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولٰئِكَ ": أي تكلموا وتناظروا وانتشر الحديث

" هُمُ الَّذِينَ لاَ يَرْقُونَ ": أي لا يقرأون على غيرهم بالرقية، لكن هذه اللفظة شاذة انفرد بها مسلم عن البخاري فلا تصح لمخالفتها جملة من الأحاديث، فالرقية هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يرقي وسيأتي بيان ذلك.

"وَلاَ يَسْتَرْقُونَ": أي لا يطلبون من أحد أن يرقيهم، لقوة اعتمادهم على الله، ولما في ذلك من التعلق بغير الله تعالى.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" فمدح هؤلاء بأنهم لا يسترقون: أي لا يطلبون من أحد أن يرقيهم، والرقية من جنس الدعاء فلا يطلبون من أحد ذلك" [مجموع الفتاوي (1/ 182)].

"وَلاَ يَكْتَوُونَ": أي لا يطلبون من أحد أن يكويهم؛ لأن تركه أفضل لاسيما عند وجود غيره أو عند عدم الحاجة.

" وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ": مأخوذة من الطير وأصله التشاؤم بالطير الذي كان منتشراً في الجاهلية، ولكنه يعم كل تشاؤم بمرئي أو مسموع أو زمان أو مكان.

" وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ": وهذا هو الأصل الجامع الذي تفرعت منه الأفعال السابقة وهو التوكل على الله وصدق اللجأ إليه.

" فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ": عُكَّاشَةُ: بضم العين، و مِحْصَنٍ: بكسر الميم، كان من السابقين إلى الإسلام، شهد بدرًا، وقاتل مع خالد بن الوليد رضي الله عنه أهل الردة حتى استشهد عام 12هـ.

" ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ": في رواية البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم:" اللهم اجعله منهم"

" ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ": لم يرد ذكر اسم الرجل ولا حاجة للبحث عن اسمه

قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله:" واختلف العلماء لماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الكلام؟ فقيل: إنه كان منافقاً فأراد ألا يجابهه بما يكره تأليفاً، وقيل: خاف أن ينفتح الباب فيطلبها من ليس منهم، فقال هذه الكلمة التي أصبحت مثلاً وهذا أقرب" [القول المفيد (1/ 106)].



من فوائد الأحاديث:

الفائدة الأولى: حديث ابن عباس رضي الله عنهما دليل على فضل تحقيق التوحيد وأن الناس فيه مراتب، يدل على ذلك أن أعظم الناس توحيداً واعتماداً على الله تعالى هم أعظم الناس فوزاً بدخولهم الجنة بلا حساب ولاعذاب.

لأنهم تركوا الاسترقاء والتطير والاكتواء تحقيقا لكمال التوحيد.



الفائدة الثانية: في المذاكرة العلمية بين سعيد بن جبير وحصين بن عبد الرحمن بيان ما كان عليه السلف من حب العلم وتبليغه.

وفيه حرصهم على مذاكرة العلم والاستناد إلى الدليل وطلبه كما جرى بين حصين بن عبد الرحمن وسعيد بن جبير رحمها الله.

وفيه أدب النقاش والثناء على من عمل بعلم ودليل كما قال سعيد بن جبير لحصين" قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ "

وفيه حسن تلطفهم وإرشادهم في تبليغ العلم والإرشاد إلى ما هو أفضل منه

وفيه ما كانوا عليه من البعد عن الرياء، لقوله: " أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلاَةٍ" وفيه حرصهم في البعد عن مدحهم بما لم يفعلوا وعلى هذا كان أكثر السلف بل إذا حصل ما يوهم مدحهم بما لم يفعلوا تبرأوا منه مباشرةً كما في هذا الحديث على خلاف كثير من أهل زماننا والله المستعان.



الفائدة الثالثة: في الحديث دلالة على فضل موسى عليه السلام وأنه من أكثر الأنبياء اتباعاً.

الفائدة الرابعة: في الحديث فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم من وجهين:-

الأول: كثرة أتباعه فهو أكثر الأنبياء تبعاً لحديث الباب ولما تقدم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عند مسلم" أنا أكثر الأنبياء تبعاً"

الثاني: بيان فضيلته وشرفه بكثرة الأتباع.



الفائدة الخامسة: الحديث دليل على قلة من استجاب للأنبياء، لقوله صلى الله عليه وسلم" وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ. وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ."وفي هذا تسلية للدعاة الذين يجدون إعراضاً من الناس عن دعوتهم بتأمل حال بعض الأنبياء وقلة أتباعه ومنهم من ليس له تابع.

وفي هذا دلالة على قلة التابعين للحق، وجاءت أدلة كثيرة تدل على هذه الحقيقة كقوله تعالى: ﴿ وَما أَكثَرُ النّاسِ وَلَو حَرَصتَ بِمُؤمِنين [يوسف:103]، وقوله: ﴿ وَما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللَّهِ إِلّا وَهُم مُشرِكونَ[سورة يوسف: 106]، وقوله تعالى: ﴿ وَإِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلّوكَ عَن سَبيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِن هُم إِلّا يَخرُصونَ[سورة الأنعام: 116]، وقوله في شأن نوح عليه السلام: ﴿ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلّا قَليلٌ[سورة هود:40]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم:" ما أنتم في الأمم إلا كالشعرة السوداء في جلد الثور الأبيض" متفق عليه، وغيرها من الأدلة.




الفائدة السادسة: الحديث دليل على فضيلة هذه الأمة كماً وكيفاً.

أما الكّمية: فلأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى سواداً عظيماً أعظم من السواد الذي كان مع موسى عليه السلام مما يدل على كثرة أتباعه صلى الله عليه وسلم.

وأما الكيفية: لأن مع هؤلاء طائفة حققوا كمال الاعتماد على الله تعالى بأنهم لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون.




الفائدة السابعة: الحديث دليل على أن كل أمة تحشر وحدها مع نبيها، لقوله صلى الله عليه وسلم:" رأيت النبي ومعه الرجل والرجلان" ويشهد لذلك قوله تعالى: ﴿ وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدعى إِلى كِتابِهَا[سورة الجاثية: 28].




الفائدة الثامنة: الحديث دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على نيل فضائل الأعمال وذلك بخوضهم وبحثهم عن سبب دخول السبعين ألف بغير حساب ولا عذاب وفيه عمق علمهم لأنهم عرفوا أن ذلك لا ينال إلا بعمل فاجتهدوا في البحث عن سببه.




الفائدة التاسعة: الحديث دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على المنافسة على الخيرات لسبق عكاشة رضي الله عنهبقوله " ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ " فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أَنْتَ مِنْهُمْ " وفي هذا علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم حيث أخبر أن عكاشة بن محصن رضي الله عنه ممن يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب، وفيه فضيلة عكاشة رضي الله عنه.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 119.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 117.63 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.44%)]