أنت قادر على العطاء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الحاجة إلى القرآن لتحديد الصلة بين الدين والعلم بدران بن لحسن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ما أصول التكريم السبعة للإنسان الأول آدم عليه السلام ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          متى يكرهك الطفل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كتاب “حضارة الإسلام” .. تشريح لروح الحضارة بعيون غربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          3 ألعاب لتعزيز تعليم القراءة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          بيان فضل علم النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          نقد المنهج المعاصر في تضعيف الأحاديث الصحيحة: دراسة في مظاهر الخلل المنهجي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ذكر الله سبب من أسباب مغفرة الله لك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          النهي عن إنزال الحاجة بالناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 473 - عددالزوار : 157600 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-02-2020, 12:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,222
الدولة : Egypt
افتراضي أنت قادر على العطاء

أنت قادر على العطاء

. د . شاكر بن عبد الرحمن السروي


العنصر البشري هو الأساس لكل نهضة ، وهو العماد لكل حركة ، وبدونه تموت في مهدها أي فكرة . وعندما يشعر الأفراد في أي أمة أنهم غير قادرين على العطاء ، فإنما هم بذلك يصدرون حكماً بالإعدام على أنفسهم ومجتمعهم ، شاؤوا أم أبوا .
وذلك أنهم بتقريرهم هذا الشعور ، يعلنون العزم المبيت على تجميد الحركة والعمل ليصبح ذلك المجتمع بعد ذلك كالجثة الهامدة . إن هذه الظواهر الاجتماعية التي يعرفها الخاص والعام ، قد جاءت نصوص الشريعة بتقرير الحقائق عنها ، فهي ثابتة لا تتغير ، وكونية لا تتبدل ، قال عليه الصلاة والسلام : (إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم) [1] رواه مسلم .
لقد كان يقين السلف بقدرتهم على البذل والعطاء نابعاً من استشعارهم المسؤولية الفردية القائمة على الإحساس بالعزة الإيمانية ؛ فجعلتهم مشاعل هداية ، ونماذج فريدة في البذل والعطاء والتضحية ، فكان الواحد منهم بأمة . فهذا مصعب بن عمير -رضي الله عنه- يقدُمُ المدينة سفيراً للإسلام ، فلا يحول الحول إلا وقد دخل الإسلام أكثر بيوت المدينة .
وهذا نعيم بن مسعود الغطفاني لا يكاد يُسلم حتى يؤدي دوره فيُخذّل جيوش الأحزاب .
وتأمل دور أبي بكر في الردة ، وأحمد بن حنبل في الفتنة ، وصلاح الدين في الذلة ، كلهم أفراد غيروا مسار الأحداث ، وأعادوا كتابة التاريخ ، وهذا غيض من فيض .
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
إن مما يجدر بنا أن نستحضره في كل حين ؛ أنه لا أحد في المجتمع المسلم يمكن أن يوضع في خانة : (غير قادر على العطاء) ، بل الجميع يملكون شيئاً ما إن لم يكن أشياء يستطيعون من خلاله خدمة أمتهم . وهذا النسق الاجتماعي ، قد قرره المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بقوله وفعله ، والتزمته الأمة الإسلامية منذ فجرها الأول .
فلو نظرنا إلى حديث الهجرة مثلاً ، لتجلّى لنا ذلك في أروع صوره ؛ فالصدّيق أمينُ السر ورفيق السفر ، والجارية تحفظ السر وترتب الزاد ، والصبي ينقل الأخبار ويعفو الآثار ، كل ذلك في صورة مشرقة لتنوع البذل بحسب القدرة .
وفي المدينة يدعو الرسول -صلى الله عليه وسلم- الناس للبذل قائلاً : (تصدق رجل من ديناره ، من درهمه ، من ثوبه ، من صاع بُره ، من صاع تمره ، حتى قال : ولو بشق تمرة) [2] .
بل وفي قمة أعمال البذل والعطاء في الجهاد في سبيل الله يبرز هذا المعلم الإسلامي في أجلى صوره ؛ فالكل يبذل ، والجميع يُضحي ، حتى إذا بقي الضعفة والمساكين الذين لا مال لهم ولا قوة يجاهدون بها ، يبقى لهم دورهم الذي ينبه إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله : (إنما ينصُر الله هذه الأمة بضعيفها ؛ بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم) [3] .
إن خطر وأد الذوات وتحييدها عن العطاء ، لا يمكن تجاهله أو تناسيه خاصة في هذه الحقبة ، التي يقبع فيها أهل الإسلام في مؤخرة الركب . وإن هذا الخطر مما ينبغي تداركه وعلاجه حسماً لداء المُواتِ الذي دبّ في أوصال الجسد الإسلامي المنهك . ومما يحسن الختام به التنبيه إلى أن صور وأد الذوات تكون من التعدد وعدم الوضوح أحياناً ؛ بحيث يصعب التفطن لها ، ومن ذلك :
1- إحجام الفرد عن البذل ، أو ممارسة عمل ما بحجة أنه ليس أهـلاً لذلك ، لأي عذر يرتئيه .
2- إيهام النفس بأنه لا يُحتاج إليه في هذا المضمار ؛ لأنه قد امتلأ بغيره ، في الوقت الذي قد لا يكون الأمر كذلك ؛ بل ومن المحتمل أن يكون نفس الوهم منتشراً بين العديدين ؛ فيؤدي ذلك إلى أن الجميع يتركون العمل فيصبح هذا المضمار خالياً تماماً .
3- التحايل على النفس بأن الإنسان إنما هو فرد لا يملك التغيير أو البذل أو العطاء ؛ لأن (التيار جارف) و (اليد الواحدة لا تصفق) ، متناسياً بذلك أصل المسؤولية الفردية في الإسلام .
هذه بعض الصور من الأفراد أنفسهم ، وقد تحصل صور أخرى ممن يتولى الريادة والقيادة وذلك مثل :
1- ألا تُستغل المواهب الخاصة والقدرات الفردية لدى الأفراد كل بحسبه ، فتُقتل القدرات ويُخْنَق الإبداع ، وقد خلق الله الناس مختلفين : منهم (القادة) ومنهم (الساقه) و (قد جعل الله لكل شيء قدراً) .
2- ألا يُنْظَر إلى الجميع عند توزيع الأعمال ؛ بل تتكرر نفس الوجوه دائماً لكل الأعمال ، وهذا يقتل الفئتين ؛ فالعاملة تنهك بالأعمال ؛ حتى تصبح غير قادرة على العطاء المثمر ، كما تَفُوتُ الاستفادة منهم فيما لا يحسنه إلا هم ، وأما الكثرة الباقية فتبقى أرقاماً لا رصيد لها في واقع الحياة .
3- الحكم بالإخفاق المؤبد على من يُسند له عمل ما ، ثم لا يتقنه ، في الوقت الذي قد يحسن غيرَه ، بل ربما كان الخلل ابتداءً في إسناد هذا العمل له وهو لا يحسنه .


(1) أخرجه مسلم ، كتاب البر والصلة والآداب ، رقم 2623 ، ص 1053 .
(2) أخرجه مسلم ، كتاب االزكاة ، باب (الحث على الصدقة ولو بشق) ، رقم 1017 ، ص392 .
(3) صحيح الجامع/2384 .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.94 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]