أيها الدعاة رمضان لكم قبل غيركم ! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4955 - عددالزوار : 2058311 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4531 - عددالزوار : 1326805 )           »          How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-02-2020, 01:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي أيها الدعاة رمضان لكم قبل غيركم !

أيها الدعاة رمضان لكم قبل غيركم !
. عثمان بن عطية المزمومي


يمر بنا رمضان كل عام ، فلا يجد فيه كثير من الدعاة والمصلحين المعين الذي يجدد الإيمان في قلوبهم ويعينهم على مواصلة ما نذروا أنفسهم للقيام به من دعوة وإرشاد وتربية للناس على مفاهيم هذا الدين ، وتعليمهم ما يحتاجون إليه في أمر دينهم .
إن رمضان الذي مرَّ على الأمة سابقاً ، وأثّرَ فيها تأثيراً عميقاً ولا نجد له مثيلاً في حياتنا هو رمضان نفسه .
والقرآن الذي تلاه سلفنا الصالح وحرّك كوامن الإيمان في قلوبهم وملأها بالخوف والخشية هو القرآن الذي نقلبه بين أيدينا في عصرنا هذا ، فلماذا تغيرت أحوالنا عن أحوالهم ؟ وما هو الخلل الذي حدث في حياتنا ؟إننا حين نقف مع هذه الظاهرة الخطيرة في نفوس الدعاة والمصلحين نلحظ الأسباب التالية :
أولاً : خطأ كثير من الدعاة في تغليب الاهتمام بالآخرين على حساب الاهتمام بالنفس ، والفهم الخاطئ للنصوص التي جاءت مرغبة للخير في هذا الشهر .
ومن تلك النصوص :
1 - « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان »[1] ؛ حيث يفهم الكثير من هذا النص أن من أنواع الجود التي يمكن أن يقدمها الداعية الجود بالوقت في تعليم الناس وتوجيههم ، والتفرغ لهم « كما هو معروف من أنواع الجود المختلفة » .
وهذا فهم فيه شيءٌ من الصحة ، ولكن لا يعني بالضرورة الجود بالوقت كله للآخرين وإهمال النفس ؛ لأن النفس الجزء الأكبر من الجود بشغلها بالطاعات والقربات لتطهر ولتتزكى ، وخصوصاً أنها هي مصدر الجود الذي يراد بذله للآخرين .
ومن هذه النصوص :
2 - « إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين »[2] .
حيث يفهم بعضنا من هذا النص أن نفوس الناس يحصل لها من التهيؤ لتقبل الخير في رمضان ما لا يحصل في غيره ؛ وذلك لأن الشياطين تُصفد فلا تخلص إلى ما كانت تخلص إليه في غير رمضان . وهذه بالطبع فرصة سانحة لزيادة التأثير على الناس وترقيق قلوبهم وربطها بالله تعالى .
وهذا فهم صائب ، ولكن الخطأ دم الموازنة بين الأمور وعدم تقديم الأولويات ؛ فالنفس هي أحق من تُقتنص لها الفرص لتعبيدها وتذليلها وتعويدها على جوانب العبادة المختلفة .
ثانياً : نسيان كثير من المصلحين أن النفوس العاجزة عن التأثير في ذاتها وقصرها على جوانب العبادة المختلفة ستكون أشد عجزاً عن التأثير في الآخرين وغرس المبادئ والقيم الخيّرة في نفوسهم ، وهذا هو مضمون العبارة التي تقول : « فاقد الشيء لا يعطيه » .
- إذ كيف يوصل الإيمان للقلوب ويعلقها بالله قلب مقطوع عن الله ؟
- وكيف يرقق القلوب ويغذيها بالخوف والخشية قلب قاسٍ لم يتمرغ في طاعة الله ، ولم تدمع عين صاحبه من خشية الله ، ولم تتغذَّ روحه بالصلاة والقيام وتلاوة القرآن ؟
ثالثاً : الغفلة عن حال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو أعظم الدعاة ، وعن حال السلف الصالح .
- فهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم : « كان ينزل عليه جبريل في رمضان كل ليلة فيعارضه القرآن »[3] ، متفق عليه بلفظ « فيدارسه القرآن » .
- وكان صلى الله عليه وسلم « إذا دخل العشر أحيا ليله ، وأيقظ أهله ، وشدَّ المئزر »[4] .
- يقول ابن القيم : « وكان هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات » .
- وكان الإمام مالك إذا دخل رمضان أوقف حلقات العلم وكفَّ عن التدريس والفتيا وقال :« هذا شهر رمضان » .
فكل هذه النصوص تعطي للدعاة درساً في وجوب الاهتمام بالنفس قبل الاهتمام بالغير .
* يا صُنّاع الحياة ! إن اهتمامكم بأنفسكم وصلتكم بالله هي من الدعوة ذاتها ؛ لأنها المعين الأول لكم بعد توفيق الله على مواصلة جهدكم في دعوة الناس وتعليمهم وإصلاح فساد مجتمعاتنا ، والتي تحتاج إلى ثقة كبيرة بنصر الله لهذا الدين مهما بلغ حجم الانحراف والفساد في هذه الأمة ، وهذا ما تغرسه العبادة والاتصال بالله في النفوس حتى لا تقع ضحية اليأس والإحباط من التغيير .
* وأخيراً : لا يعني كلامي هذا أن يتفرغ الدعاة والمصلحون لأنفسهم ، ويتركوا الميدان للمفسدين والمضللين ودعاة الشر بحجة الاهتمام بالنفس قبل الغير ، ولا يعني في المقابل أن يبذلوا لهم كل أوقاتهم وجهودهم بل التوسط مطلوب في كل الأمور . فكلا طرفي قصد الأمور ذميم ؛ كما قيل . والوقت فيه مُتَّسع لهذا وذاك إذا أخلصنا النيات وجردنا المقاصد ورتبنا أولوياتنا ، واستبعدنا كثيراً من الأمور التي تُعدُّ من الترف ، أو يمكن قضاؤها بعد رمضان .






(1) متفق عليه .
(2) متفق عليه .
(3) متفق عليه .
(4) متفق عليه .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.76 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]