|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ترجمة القارئ عبد الله بن عامر اليَحْصبي[1] (.... - 118هـ) د. طه فارس أولاً: اسمه ونسبته وكنيته ومولده: عبد الله بن عامر يزيد بن تميم بن ربيعة، أبو عِمْرَان على الأصحِّ، اليَحْصُبِيُّ الدِّمشقيُّ، نسبة إلى يَحْصُب[2] بن دهمان بن عامر بن حمير، وقد اختلف في سنة مولده، فمنهم من قال سنة (21هـ)[3]، وقيل: سنة (8هـ)[4]. ثانياً: مكانته وعلمه: أحد القُرَّاء السبعة، وإمام أهل الشام في القراءة، تابعي جليل، انتهت إليه مشيخة الإقراء بها، وولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني، وكان رئيس أهل المسجد الأموي زمن الوليد بن عبد الملك وبعده، وكان مجلسه من الجامع الموضع المعروف بالروضة[5]. قال أبو علي الأهوازي: كان عبد الله بن عامر إماماً عالماً، ثقة فيما أتاه، حافظاً لما رواه، متقنًا لما وعاه، عارفاً فهمًا، قيمًا فيما جاء به، صادقاً فيما نقله، من أفاضل المسلمين، وخيار التابعين، وأجلة الرَّاوين، لا يُتَّهم في دينه، ولا يشكُّ في يقينه، ولا يُرتَاب في أمانته، ولا يُطعن عليه في روايته، صحيحٌ نقلُه، فصيحٌ قولُه، عاليًا في قدره، مُصيباً في أمره، مشهوراً في علمه، مرجوعاً إلى فهمه، ولم يتعدَّ فيما ذهب إليه الأثر، ولم يقل قولاً يخالف فيه الخبر، ولي القضاء بدمشق، وكان إمام جامعها، وهو الذي كان ناظراً على عمارته حتى فرغ[6]. وقال يحيى الذِّماري[7]: كان ابن عامر قاضيَ الجند في دمشق وما حولها، وكان على بناء مسجد دمشق، وكان رئيسَ المسجد، لا يرى فيه بدعةً إلا غيَّرَها[8]. قال ابن الجزريُّ: ولا زال أهل الشام قاطبة على قراءة ابن عامر تلاوة وصلاة وتلقيناً إلى قريب الخمسمائة[9]. رابعاً: شيوخه في القراءة: قرأ ابن عامر على: أبي الدرداء رضي الله عنه[10]، والمغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفضالة بن عبيد رضي الله عنه، وأصحُّ أسانيده: قراءته على المغيرة عن عثمان، وقيل: أنه سمع من عثمان نفسه. قال ابن الجزريِّ: وقد استبعد أبو عبد الله الحافظ (الذهبي) قراءته على أبي الدرداء، ولا أعلم لاستبعاده وجهًا، ولا سيما وقد قطع به غير واحد من الأئمة، واعتمده دون غيره الحافظ أبو عمرو الدَّاني، وناهيك به[11]. خامساً: رواة القراءة عنه: قرأ على ابن عامر خلق كثير، وقد عدَّ بعضهم ستة وأربعين إماماً في القراءة ممن قرؤوا عليه[12]، ومنهم: يحيى بن الحارث الذِّمَاري، وهو الذي خَلَفَه في القيام بها، وقرأ عليه أخوه عبد الرحمن بن عامر، وربيعة بن يزيد، وجعفر بن ربيعة، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وأبو عبيد الله مسلم بن مشكم، وسعيد بن عبد العزيز، وخلَّاد بن يزيد بن صبيح المريّ، ويزيد بن أبي مالك، وآخرون. سادساً: منزلته في الرواية والحديث: حدَّث ابن عامر عن: معاوية بن أبي سفيان، والنُّعمان بن بشير، وفضالة بن عبيد، وواثلة بن الأسقع، رضي الله عنهم، وعن آخرين. وحدَّث عنه: ربيعة بن يزيد القصير، ومحمد بن الوليد الزبيدي، ويحيى الذِّماري، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعبد الله بن العلاء بن زَبْر، وجماعة. وقد وثقة النَّسائي وغيره[13]. قال أحمد بن عبد الله العِجلي: ابن عامر شامي ثقة[14]. وذكره ابن حبان في الثقات[15]. قال أبو حاتم: سُئِل أبو زرعة الرازي عنه فقال: مديني قد أدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو ثقة صغير[16]. قال ابن حجر: ذكره أبو رزعة الدمشقي في الطبقات في نفر ثقات[17]. وقد روى له مسلم حديثاً، والترمذي آخر، وهو قليل الحديث عموماً[18]. سابعاً: وفاته: توفي بدمشق في محرم يوم عاشوراء سنة (118هـ) في أيام هشام بن عبد الملك، رحمه الله تعالى. [1] السبعة في القراءات ص85؛ جمال القراء 2/454؛ تهذيب الكمال 15/143ـ150؛ معرفة القراء الكبار1/82؛ سير أعلام النبلاء 5/292ـ293؛ تاريخ الإسلام 7/399؛ غاية النهاية 1/423ـ 425؛ تهذيب التهذيب5/24. [2] وفيها ضم الصاد وكسرها، وعليه فيجوز في النسبة إليها ضم الصاد وكسرها وفتحها، كما قال ابن الجزري في غاية النهاية1/424. [3] انظر: تهذيب الكمال 15/145؛ وكذا قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 5/292، ويدل عليه قول يحيى بن الحارث الذماري: ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة في أولها، ومات في أول عاشوراء من المحرم سنة ثماني عشرة. [4] وهذا ما رجَّحه كلٌّ من السخاوي في جمال القراء 2/454؛ وابن الجزري في غاية النهاية1/425، فقد روي عن ابن عامر أنه قال: ولدت سنة ثمان من الهجرة في البلقا بضيعة يقال لها: رحاب، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي سنتان، وذلك قبل فتح دمشق، وانقطعت إلى دمشق بعد فتحها، ولي تسع سنين. [5] جمال القراء 2/457؛ معرفة القراء 1/84؛ سير أعلام النبلاء 5/292. [6] غاية النهاية 1/425. [7] يحيى بن الحارث بن عمرو بن يحيى، أبو عمرو، الغساني الذِّمَاري ثم الدمشقي (55 تقريباً ـ 145هـ): إمام الجامع الأموي، وشيخ القراءة بدمشق بعد ابن عامر، يعد من التابعين، وذمار قرية من اليمن من أعمال صنعاء، سئل عنه أبو حاتم فقال: ثقة، كان عالماً بالقراءة في دهره بدمشق، ووثقه ابن معين وغيره، وروى له أصحاب السنن الأربعة. معرفة القراء الكبار1/105؛ الكاشف 2/363؛ غاية النهاية 2/367. [8] معرفة القراء 1/84؛ سير أعلام النبلاء 5/293. [9] غاية النهاية 1/424. [10] وقد كان أبو الدرداء إذا صلى الصبح في جامع دمشق اجتمع الناس للقراءة عليه، فكان يجعلهم عشرة عشرة، ويجعل على كل عشرة منهم عريفاً، ويقف هو قائماً في المحراب يرمقهم ببصره، وبعضهم يقرأ على بعض، وكان ابن عامر عريفاً على عشرة، وكان كبيراً فيهم، فلما مات أبو الدرداء خلفه ابن عامر، وقام مقامه. ينظر: جمال القراء 2/454. بتصرف. [11] غاية النهاية 1/424. [12] جمال القراء 2/457. [13] تهذيب الكمال 15/145. [14] معرفة القراء الكبار1/85. [15] الثقات لابن حبان 5/37. [16] الجرح والتعديل 5/122. [17] تهذيب التهذيب 6/184. [18] انظر: تهذيب الكمال 15/145.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |