الداعية من العمل الجماعي إلى البناء الذاتي في رمضان

[ابوالوليد المسلم]

الداعية من العمل الجماعي إلى البناء الذاتي في رمضان
خالد بن عبد الرحمن الدرويش




أهدي مقالتي هذه بمناسبة دخول شهر رمضان هذه السنة إلى أخي الداعية الفاعل الذي بات مشغولا طوال السنة بالأمور الإدارية والتنظيمية والحركية لبناء جيل الدعوة الإسلامية المنتظر، والذي أصبح الهم الأول عند الدعاة إلى الله ولكن هذا الانشغال الاصطفائي أدى إلى خلل في جوانب أخرى مهمة من حياة الداعية، سواء كان في الجانب الإيماني أو الثقافي أو الخيري أو الاجتماعي، فأصبح عنده ضعف في وسائل الاتصال بالله تعالى كقراءة القرآن، وقيام الليل وذكر الله تعالى، أو ضعف بالمجتمع الذي يعيش فيه كصلة رحم، وقلة الزيارة، وبناء علاقة، وعيادة مريض، وخدمة عامة، وإصلاح أسري وغيرها من الأمور الحياتية التعبدية التي يتقرب بها إلى الله تعالى.

فاقترح على أخي الداعية أن يجعل رمضان هذه السنة فرصة لبناء وتقوية هذه الجوانب التي قصر فيه بقية العام لأسباب خارجه عن إرادته؛ لأنه انشغل في مطلب دعوي هام، وهدف مرحلي، وهو بناء جيل الصحوة فجزاه الله خيراً على ما يقدمه لهذه الأمة.

فهل يكون رمضان استراحة روحانية وخيرية واجتماعية من عناء الجوانب الإدارية (أرجو ذلك).

وأوصي القيادة الدعوية أن يعطوا الفرد العامل فرصة لبناء هذه الأنشطة الذاتية في هذا الشهر الكريم من خلال التخفيف عنه من الوسائل التنظيمية.

وسائل عمل خــــاصة بالداعية في شهر رمضان:

نحو أفضل شهر عند الداعية إيمانياً وخيرياً واجتماعياً:

1- فكر في أمور الآخرة، وما أعده الله تعالى لأهل الخير في الجنة.

2- احرص على الكلام التي ترجو ثوابه عند الله.

3- اغتنم وقت السحر بالصلاة والدعاء والاستغفار، واستثمر نزول الرحمن إلى السماء الدنيا، ووقت بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس، واستثمر بركة اليوم، ووقت قبيل المغرب بدقائق، واستثمر إجابة الدعاء.

4- أملأ صحيفتك بالحسنات عبر عبادة الأذكار.

5- عود لسانك طوال الشهر على كلمة الحمد لله، مع استحضار نعم الله عليك.

6- عليك بفرص الخير التالية: حضور جنازة – صدقة على فقير – سماع موعظة – مجاورة مسجد – تدبر آية – تقطير صائم – زيارة جمعية خيرية – مجالسة أهل الخير – تفريج كربة – كفالة يتيم – خدمة عامة تكسب فيها إنسان – عيادة مريض ... الخ.

7- عليك بالزيارات التالية:

أ‌- أقارب.

ب- وأرحام.

ج- أخ لك في الله.

ب‌- مؤسسة دعوية.

د- حضور مناسبة اجتماعية.

8- الالتقاء بزملاء الماضي لإعادة العلاقة معهم، وتقوية أواصل المحبة الأخوية، وتذكيرهم بأمور الخير.

9- حاول بناء علاقة أفضل مع إمام المسجد – المؤذن – جماعة المسجد، مع تقديم خدمة اجتماعية لهم.

10- يحسن بك أخي الداعية أن تكون لك قائمة مكتوب فيها أسماء جميع الأفراد الذي تود تكوين العلاقة معهم في هذا الشهر مع تحديد طريقة الاتصال – اتصال هاتفي – بطاقة تهنئة – بريد الالكتروني – زيارة ... الخ.

11- استمتع مع عائلتك برحلة إيمانية إلى مكة أو المدينة، وعرف أولادك بفضل العمرة، وزيارة مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

12- تذكر انجازاتك مستقلاً هذه الاستراحة، وذلك بوضع قائمة تضم عدة انجازات نجحت في انجازها خلال السنوات التي مضت سواء كانت هذه الانجازات [إيمانية – فكرية – دعوية – اجتماعية – علاقات... الخ].

وأخيراً: اجعل لك مفكرة للأعمال الخيرية [والمقصود بها: ورقة عمل مليئة بالطاعات، والأعمال الصالحة، وأفعال البر لكي تمارسها خلال الشهر مستشعراً التعبد لله تعالى، وحصول الأجر، واحرص أن تجعلها بين يديك طوال الشهر].

أرجو: أن يكون رمضان هذه السنة انطلاقه نحو التوازن والتكامل بين العمل الخاص والعمل العام.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.