المسجد (معقل التربية الأول) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 136763 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5546 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8183 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-02-2020, 01:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي المسجد (معقل التربية الأول)

المسجد (معقل التربية الأول)
. سعيد بن محمد آل ثابت

الحمد لله ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما, ومل ما شاء من شيء بعد، هو الأول فيس قبله شيء، وهو الآخر فليس بعده شيء،وهو الظاهر فليس فوقه شيء، وهو الباطن فليس دونه شيء، له الحكم وإليه تُرجع الأمور، والصلاة والسلام على الهادي البشير، والسراج المنير، خير من وطئ الحصى، وبلغ وهدى-صلى الله عليه وسلم-تسليما كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد :
وبعد طرح موضوع (التربية الإيمانية)، ومن خلال البحث والتجربة فإنه لمح في الذهن، وانفتق في الخاطر أكبر ما يعين على التربية الإيمانية, وأشمل ما يعزز من قيم الشرائع الدينية، بل وكان الجامعة التي خرج منها رعيلنا الأول، وجيلنا الأسبق ..إنه المسجد، ولعظم هذا الموضوع سأتناوله من عدة جوانب :
1. مقدمات
2. آية وتأمل
3. المقصود بالارتباط بالمسجد
4. لماذا المسجد؟
5. أهل المساجد والفضائل المعدة
6. التربية على الارتباط بالمسجد
7. من آداب المسجد، ومن المخالفات
8. من نوافل العبادات
9. الخاتمة
أولاً : مقدمات :
- المقدمة الأولى :
عند النظر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم نشاهد العمق التربوي الذي وصله بالمسجد، وكان ذلك عبر أمور كثيرة، منها:
1. أول عمل عمله النبي صلى الله عليه وسلم حين نزل بالمدينة مهاجراً من مكة بناء المسجد، وذلك ليٌُعطي رسالة واضحة أنه منشأ الانطلاقة الحقيقية لأي دعوة ربانية، وهو لا يقتصر فيه على الصلوات و إقامة الشعائر التعبدية، وإنما هو أشمل من ذلك .
2. كانت حُجر أزواج الرسول –صلى الله عليه وسلم- ملاصقة للمسجد، وهذا له معناه حيث القرب من المسجد، والمكث مع أهله بجواره .
3. لزوم أهل الصفة المسجد، وما بجواره، وهم الفقراء من المهاجرين –رضي الله عنهم – حيث أن لزومهم المسجد يضمن لهم الغذاءان الروحي المعنوي، والجسدي المادي .
4. كان – عليه الصلاة والسلام – يعلم صحبه في المسجد، بل ويجعله منشأ الانطلاقات والغزوات والمعارك، وفيه يقضي أثمن وقته، ويجعل منه التصريحات القوية، والخطب الأصيلة يجمع الناس فيه، ويندب فيهم إحضار المرأة للصلاة وعدم حرمانها من المسجد، بل قد أسر فيه ثمامة بن أثال –رضي الله عنه- قبل إسلامه، وكان قد أسلم قناعة بعد رؤية النبي وصحبه في المسجد، من خلال صلاتهم وتوافقهم، وتعاونهم، وغير ذلك .
- المقدمة الثانية :
المؤمن هو في أمس الحاجة إلى ضرورة الارتباط بالمسجد، وامتثاله التربية الصالحة من خلاله، ومما يدعم هذا الأمر أهمية :
1. عظم وكثرة الباقيات الصالحات فيه .وهي تشمل العبادات والأعمال الصالحة كما ذكر ابن سعدي –رحمه الله – في تفسيره . وهي قنطرة للعبادة من (صلاة و دعاء و أذان و ذكر واستغفار-...), و من أعظم الأعمال الذكر، وقد جاءت عديد من الآثار بلزوم المسجد للذكر لاسيما أذكار طرفي النهار، ومعلوم أن الله مدح لنا الباقيات الصالحات .
2. عاصم من الفتن، والشهوات.
3. المطية الحقيقية للابتهال والانكسار( و سكب العبرات).
4. توافر الإخلاص، والخلوة ( وتكمن في العزلة وقت الجلوس وانتظار الصلاة بعد الصلاة)، ونعلم بضرورة العزلة للمؤمن مع الله، حيث ذاك مما يدعو النفس للتفكر والتدبر والاعتبار .
5. وجود الغربة للشاب المحافظ، وهذه الغربة تحتاج لقاعدة متينة من البناء الإيماني، والرشد الوجداني، والذي من أهم أساسياته التعلق بالمسجد .
- المقدمة الثالثة :
وهذه المقدمة نلفت فيها الانتباه إلى رعيلنا الأول، والتماسهم طريق المصطفى – صلى الله عليه وسلم- فتجد التمامهم على حلق العلم في المساجد، وتمسكهم بذلك، وتجد جل انطلاقاتهم الدعوية، والإيمانية والجهادية منه، وعلى ذلك لا انفكاك منهم عنه، فهذا أبو هريرة كان يذهب إلى أهل السوق بالمدينة ويقول لهم : أنتم هنا قاعدون وميراث النبي صلى الله عليه وسلم
يقسم بالمسجد، ما أعجزكم . فيذهب الناس فلا يجدون شيئًا سوى القائمين في صلاة أو القارئين لكتاب الله أو
الجالسين في دروس العلم، فيتعجبون من أبي هريرة . فيقول لهم : ذلك ميراث النبي صلى الله عليه وسلم . و هذا شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-يجلس للذكر، ويقول: "هذه غدوتي لو لم أتغداها خارت قواي".
ثانياً : آية وتأمل :
- قال الله تعالى: }وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ{ . [البقرة:114]
وذكر الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-في تفسيره عن هذه الآيات من الفوائد الجليلة، ومنها :
1- شرف المساجد ؛ لإضافتها إلى الله ؛ لقوله تعالى: { مساجد الله }؛ والمضاف إلى الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام : إما أن يكون أوصافاً؛ أو أعياناً؛ أو ما يتعلق بأعيان مخلوقة ؛ فإذا كان المضاف إلى الله وصفاً فهو من صفاته غير مخلوق، مثل كلام الله، وعلم الله ؛ وإذا كان المضاف إلى الله عيناً قائمة بنفسها فهو مخلوق وليس من صفاته، مثل مساجد الله، وناقة الله، وبيت الله ؛ فهذه أعيان قائمة بنفسها إضافتها إلى الله من باب إضافة المخلوق لخالقه على وجه التشريف ؛ ولا شيء من المخلوقات يضاف إلى الله عز وجل إلا لسبب خاص به ؛ ولولا هذا السبب ما خص بالإضافة ؛ وإذا كان المضاف إلى الله ما يتعلق بأعيان مخلوقة فهو أيضاً مخلوق ؛ وهذا مثل قوله تعالى: {ونفخت فيه من روحي}؛ فإن الروح هنا مخلوقة ؛ لأنها تتعلق بعين مخلوقة .
2- وجوب تطهير المساجد ؛ وهذا مأخوذ من إضافتها إلى الله تلك الإضافة القاضية بتشريفها، وتعظيمها ؛ ولهذا قال تعالى:" وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركَّع السجود ".
3- ومنها: أن الناس فيها سواء ؛ لأن الله تعالى أضافها إلى نفسه: { مساجد الله}؛ والناس عباد الله - بالنسبة إلى الله في المسجد سواء -؛ فكل من أتى إلى هذه المساجد لعبادة الله فإنه لا فرق بينه وبين الآخرين .
وهنا نقول: إن للعالِم الحق أن يتخذ مكاناً يجعله لإلقاء الدرس، وتعليم الناس؛ لكنه إذا أقيمت الصلاة لا يمنع الناس - هو، وغيره سواء-.
4- ومن فوائد الآية : تحريم تخريب المساجد ؛ لقوله تعالى: { وسعى في خرابها }؛ ويشمل الخراب الحسي، والمعنوي ؛ لأنه قد يتسلط بعض الناس -والعياذ بالله- على هدم المساجد حسًّا بالمعاول، والقنابل ؛ وقد يخربها معنًى، بحيث ينشر فيها البدع والخرافات المنافية لوظيفة المساجد .
5- ومنها: البشارة للمؤمنين بأن العاقبة لهم، وأن هؤلاء الذين منعوهم لن يدخلوها إلا وهم خائفون ؛ وهذا على أحد الاحتمالات التي ذكرناها.
ثالثاً: المقصود بالارتباط بالمساجد :
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله, وذكر منهم رجل قلبه معلق بالمساجد)) متفق عليه.
- روى الشيخان أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد، فسأل عنها النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ماتت، فقال: أفلا كنتم آذنتموني؟ قال: دلوني على قبرها، فدلوه فصلى عليها.
* إن من المعاني الواضحة في لزوم المساجد، والتعلق بها :
· تعلق القلب ..
· دوام التردد ..
· كثرة الجلوس ..
· الحب و الإكرام ..
· البناء و التطييب ..
· إحياء العبادات بها ..
· الاجتماع على طاعة الله ..
· تحبيب العامة فيها ..
رابعاً: لماذا المسجد؟
يعد المسجد من أبرز وأهم المؤسسات التربوية التي ارتبطت بالتربية الإسلامية ارتباطا وثيقا وهو ما يمكن تعليله بأن معظم الدراسات دينية بحتة, وغالبا ما كانت تتم في المسجد فكان من السهل على المسلم أن يتوجه إلى المسجد لأداء العبادة وليتفقه في علوم الدين في الوقت نفسه عن طريق ما يلقى فيه من الخطب والمواعظ والدروس والمحاضرات والندوات.
وليس هذا فحسب فإن المسجد لم يكن في المجتمع المسلم مجرد مكان لأداء العبادات المختلفة فقط بل كان أشمل من ذلك إذ كان جامعا لأداء العبادات من الفرائض والسنن والنوافل وجامعة للتعليم وتخريج الأكفاء من الخلفاء والعلماء والفقهاء والأمراء ومعهدا لطلب العلم ونشر الدعوة في المجتمع ومركزا للقضاء والفتوى ودارا للشورى وتبادل الآراء ومنبرا إعلاميا لإذاعة الأخبار وتبليغها ومنزلا للضيافة وإيواء الغرباء ومكانا لعقد الألوية وانطلاق الجيوش للجهاد في سبيل الله ومنتدى للثقافة ونشر الوعي بين الناس إلى غير ذلك من الوظائف المختلفة في علوم القرآن الكريم وعلوم الفقه والتفسير والحديث وعلوم اللغة العربية وآدابها وغيرها من العلوم الأخرى التي عرفها المجتمع المسلم مثل الطب والرياضيات والطبيعيات وغيرها.
وكان العلماء والفقهاء والقضاة هم الذين يقومون بمهمة التعليم في المساجد احتساباً للأجر والثواب من الله تعالى حتى أن كبار الأئمة والعلماء كانت لهم على مر التاريخ الإسلامي الكثير من الحلقات العلمية في العديد من المساجد والجوامع المشهورة في العلم الإسلامي وكان نظام الدراسة في هذه المساجد يعتمد على نظام الحلقات العلمية التي يتحلق فيها طلاب العلم في وقت معين ومكان محدد بالمسجد حول الشيخ أو العالم الذي يقوم بتدريسهم في موضوع أو علم أو فن معين .
وبذلك يمكن القول إن المسجد في الإسلام يعد جامعاً وجامعة ومركزا لنشر الوعي في المجتمع ومكانا لاجتماع المسلمين ولم شملهم وتوحيد صفهم وهو بحق أفضل مكان وأطهر بقعة وأقدس محل يمكن لأن تتم فيه تربية الإنسان المسلم وتنشئته ليكون بإذن الله تعالى فردا صالحا في مجتمع صالح ويكفي المسجد فخرا أنه بيت الله تعالى في الأرض ومدرسة أستاذ البشرية ومعلم الإنسانية الرسول صلى الله عليه وسلم وأن خريجوا هذه المدرسة النبوية هم الذين تحولوا من رعاة للغنم إلى قادة للأمم ومن عباد للحجر إلى سادة للبشر وأنهم الذين ملأوا الدنيا عدلا وسلاما ورحمة ووئاما وعلما وإيمانا فرضي الله عنهم ورضوا عنه. ولعل من أهم ما يميز رسالة المسجد التربوية في المجتمع المسلم أنه يعطي التربية الإسلامية هوية مميزة لها من غيرها وأنه مكان للتعليم والتوعية الشاملة التي يفيد منها جميع أفراد المجتمع على اختلاف مستوياتهم وأعمارهم وثقافتهم وأجناسهم إضافة إلى فضل التعلم في المسجد وما يترتب على ذلك من عظيم الأجر وجزيل الثواب[1].
وبالتالي فإنه يمكننا أن نجمل مهمة المسجد التربوية في عدة مسارات منها[2]:
1. أنه مكان تتم فيه أداء الصلوات الخمس, والجُمع, وصلاة الكسوف والخسوف, والاستسقاء. ولهذه العبادات الجماعية آثار تربوية عظيمة لا تخفى غالباً على المسلم.كما يمكن أن توزع من خلال المسجد الصدقات و الزكاة.
2. إقامة حلق العلم التي يعرف الناس من خلالها الحلال والحرام, والخطأ من الصواب, والصالح من الفاسد. وقد يقول قائل: ألا توجد مدارس تقوه بهذه المهمة التعليمية؟ فالجواب: بلى, توجد مدارس, ولكن يتميز التعليم في المسجد بمزايا لا توجد في المدارس, منها:
· الإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان مسجده عليه الصلاة والسلام مكاناً يُعلم فيه أصحابه, وكذلك الوفود التي تقدم إليه معلنة إسلامها تتعلم في رِحاب المسجد .
· فضل التعلم في المسجد, كما جاء في الحديث: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، و يتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة: وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، و ذكرهم الله فيمن عنده, ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه".
· شمولية التعليم في المسجد لجميع أفراد المجتمع, على مختلف أعمارهم وصنائعهم, ومستواهم التعليمي ومؤهلاتهم الدراسية, الأمر الذي تفقده المدرسة بحكم رسالتها, وتنظيمها.
· لا يشترط للمعلم داخل المسجد مؤهلاً دراسياً معيناً, بقدر ما يشترط فيه الكفاءة العلمية التي تؤهله لذلك. في حين يشترط للمدارس والجامعات المؤهل العلمي بغض النظر عن المقدرة العلمية.
· يتسع التعليم في المسجد لأوقات طويلة, قد تمتد من بعد الفجر إلى العشاء.
· لا يتطلب التدريس في المسجد أموراً إدارية كثيرة, كما هو الحال في المدارس, من قوى بشرية تديرها, ومكاتب ومستودعات, وغير ذلك من الأعباء الإدارية والمالية التي تترتب على إنشاء المدرسة.
3. تعليم الناس من خلال الخطب والمواعظ.
4. قيام المسؤولين عن المسجد بزيارة المتقاعسين عن المحافظة على الصلوات وإرشادهم وتصحيح أفكارهم بما يجعلهم يدركون أهمية الصلاة.
5. قيام المسؤولين عن المسجد بتفقد أحوال أهل الحي ومعرفة الفقراء والأغنياء والعمل على جمع التبرعات والصدقات والزكوات من الأغنياء وتوزيعها على الفقراء.
6. إيجاد التعارف بين المسلمين الذين يجتمعون في اليوم خمس مرات حيث يعتبر ذلك أفضل وسيلة للتعارف والتآخي من خلال ارتياد المسجد وإفشاء السلام بينهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم : أفشوا السلام بينكم".ولكن من الملاحظ قلة إفشاء السلام إذا توافق أو تقابل عدد المصلين عند باب المسجد, وهنا يبرز دور القائمين على المسجد في تجسيد التآخي بين المصلين.
7. نشر الفضائل الخُلُقية ونبذ الرذائل من خلال الخطب والمواعظ التي تبين مكانة الأخلاق في الإسلام وثواب من تخلق بأخلاق الإسلام قال صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه".
ويستفاد من هذا الحديث علو مرتبة ومنزلة من حسن خلقه فهي جديرة بالوعظ والإرشاد لأن حسن الخلق يجمع الفضائل كلها .
8. إسهام القائمين على أمر المساجد بتوجيه من يحتاج إلى توجيه في أمر من الأمور بأسلوب حسن يحببه في المسجد وفي القائمين على شؤونه حتى يسلك مسلكهم في التعامل مع الآخرين ويتخلق بأخلاقهم وينبغي أن لا يتم توجيهه بالعنف والغلظة والشدة ولنا في رسول الله أسوة حسنة حيث لم ينهر المسيء صلاته كما جاء في الحديث وإنما قال له صلى الله عليه وسلم: "ارجع فصل فإنك لم تصلي", حتى فعل ذلك ثلاث مرات فقال الرجل والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا علمني فعلمه الرسول صلى الله عليه وسلم. وكذلك الرجل الذي بال في المسجد فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "جاء أعرابي فبال في طائفة (ناحية) من المسجد، فزجره الناس فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قضي بوله أمر بذَنوب من ماء فأهريق عليه". قال الصنعاني رحمه الله في ذلك: ومنها الرفق بالجاهل وعدم التعنيف ومنها حسن خلقه ولطفه بالمتعلم صلى الله عليه وسلم.
فمن خلال المسجد يستطيع القائمون عليه إصلاح الكثير من أخطاء المسلمين عن طريق التناصح بالحكمة والموعظة الحسنة.
9. ممارسة القائمين على المسجد بالأساليب التربوية كالتلطف مع الصغار ومعاملتهم بالأخلاق الفاضلة عند توجيههم حتى لا ينفروا من المسجد وحتى ينغرس فيهم حسن الخلق من خلال القدوة والتطبيق العملي والتعامل المباشر معهم فقد روى أبو قتادة رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي، وهو حامل أمامه بنت زينب، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأبي العاص بن الربيع بن عبد شمس، فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها". وروى بريده رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخطبنا فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثمّ قال: "صدق الله: }إنّما أموالكم وأولادكم فتنة{ نظرت إلى هذين الصّبيّين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتّى قطعت حديثي ورفعتهما".
ومن ذلك يظهر اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم ورحمته واعتناؤه بالصبيان مما يولد حبه في قلوبهم ويميلون إليه وهذا من تواضعه وكرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم وحري بأمته أن يقتدوا به ويقتفوا أثره في التوجيه التربوي واستبدال تنفير الصبيان من المساجد ومن القائمين عليها بالتحبب إليهم حتى يؤثروا فيهم بحسن التوجيه وطيب المعاملة.
وتؤكد تلك الأحاديث اهتمامه صلى الله عليه وسلم بالصبيان داخل المسجد وترجمة تلك المشاعر إلى أفعال سلوكيه لأن وقعها في التربية أقوى يقول ابن حجر: (والبيان بالفعل قد يكون أقوى من القول), ويشير قول ابن دقيق العيد على جواز إدخال الصبيان في المساجد ويظهر هذا الحديث تواضعه صلى الله عليه وسلم وشفقته على الأطفال وإكرامه لهم جبراً لهم ولوالديهم.
ومن ذلك يتضح أن المسجد يؤدي مهمة تربوية في حياة المسلمين إذا أحسن القائمون عليه الاستفادة منه في التعاون والتوجيه والإصلاح ولكي يتحقق ذلك يتطلب الأمر أن يكون القائمون على المسجد على درجه طيبه من العلم وحب العمل.
خامساً : أهل المساجد والفضائل المعدة :
1. المشي إلى المساجد :
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله نزلا كلما غدا أو راح )) رواه مسلم .
- عن أبي بن كعب قال: كان رجل لا أعلم رجلا أبعد من المسجد منه وكان لا تخطئه صلاة قال: فقيل له أو قلت له لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله : قد جمع الله لك ذلك كله . رواه مسلم .
- عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : "من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة ".رواه مسلم .
2. من أتى المسجد فهو في صلاة :
- ((إذا تطهر الرجل ثم أتى المسجد يرعى الصلاة، كتب له كاتباه أو كاتبه بكل خطوة يخطوها على المسجد عشر حسنات، و القاعد يرعى الصلاة كالقانت و يكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه)) رواه أحمد و صححه الألباني.
3. مغفرة للذنوب :
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة و خطوة تكتب له حسنة، ذاهباً و راجعاً )) رواه أحمد وصححه الألباني
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (( من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاها مع الإمام غفر له ذنبه )) رواه ابن خزيمة وصححه الألباني.
4. نور المشائين في الظلمات :
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (( بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة )) رواه أبو داود و صححه الألباني
* الجزاء من جنس العمل




يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 102.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 100.88 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.67%)]