قيمة الكلمة ومسؤوليتها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 122878 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77570 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 48993 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61484 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42873 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-02-2020, 01:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي قيمة الكلمة ومسؤوليتها

قيمة الكلمة ومسؤوليتها


أ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي







إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. - صلى الله عليه وسلم - تسليما كثيراً.

أما بعد:

فإن الكلمة سهلة المخرج على اللسان، غير مأمونة العواقب على الإنسان، ولكنها سلاح ذو حدين، وعلامة مفترق على طريقين. فإن كانت طيبة كانت عظيمة النفع، وإن كانت خبيثة كانت شديدة الضرر.

والمسلم وهو يتعامل مع الناس يفتقر إلى الكلمة الطيبة، في كل معاملاته، ولاسيما التعامل الفكري القائم على الحوار والدعوة والتربية والتعليم فإنَّ افتقاره إلى تلك الكلمة أشد.

وإنَّ المتأمل في واقع التعامل الفكري بين المسلمين عموماً يجد مناهج مختلفة وأساليب مضطربة، فهذا يجنح إلى الكلمة الغليظة الفظة، وذاك يجنح إلى الكلمة الملتوية والأسلوب المراوغ، وثالث يجنح إلى الكلمات الجارحة، ورابع يهوي إصدار الأحكام الصارمة بلا هوادة، من صحة وبطلان، وتحليل وتحريم، وتكفير وتفسيق لا عن علم وبصيرة، ولكن من منطلق الأهواء والعواطف.

والمسلم العامي يقف محتاراً بين هذه المناهج والأساليب، إذ كلٌ يدّعي أنه صاحب الحق وغيره على الباطل، فكيف يُعرف الحق وأهله؟
إذن فالكلمة لها قيمة ولها آثار وتبعات.

من هنا كتبتُ هذه الصفحات في هذا الموضوع الذي أراه مهما، وذلك بعنوان «قيمة الكلمة، ومسؤوليتها» بدأته بتمهيد موجز عن اللسان وأهميته، وحقيقة الكلمة والمراد بها هنا، ثم وسائلها وأساليبها.

ثم جئت بمبحثين:
الأول: في الكلمة وقيمتها وأهدافها وضوابطها وفيه مطالب.

والثاني: في مسؤولية الكلمة وتحته مطلبان، ثم انتهيت إلى خاتمة سجلت فيها بعض العناصر المهمة.

أسأل الله أن ينفع به كاتبه وقارئه، إنه سميع مجيب. والله ولي التوفيق. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم

تمهيد
بادئ ذي بدء يجدر بنا أن نمهد إلى الدخول في البحث بالحديث عن نقاط ثلاث لها أهمية كبيرة وصلة قوية بالبحث وهي:
1- اللسان وأهميته.
2- مفهوم الكلمة.
3- وسائلها وأساليبها.

(1)

إن اللسان من أكبر نعم الله تعالى على الإنسان، ومن أعظم آياته الكونية. قال الله عز وجل: ﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ [1] وقال: ﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ[2] وإن كان المقصود بالألسنة هنا: المنطق واللغة، وليس اللسان ذاته[3]، لأن المهم أثر اللسان وليس ذات اللسان.

وهو من أكبر مميزات الإنسان عن العجماوات حتى قال المناطقة في تعريف الإنسان: هو الحيوان الناطق[4].

وما أصدق قول زهير بن أبي سلمى:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
فلم يبق إلا صورة اللحم والدم


ولولا هذا اللسان ما استطاع الإنسان أن يُحقق مراداته، فإنه «ترجمان يعبر عن مستودعات الضمائر، ويخبر بمكنونات السرائر، لا يمكن استرجاع بوادره، ولا يقدر على ردّ شوارده»[5].

قال أبو حاتم البستي (تـ 354هـ): «واللسان فيه عشر خصال يجب على العاقل أن يعرفها، ويضع كل خصلة في موضعها، هو أداةٌ يظهر بها البيان، وشاهدٌ يُخبر عن الضمير، وناطقٌ يرد به الجواب، وحاكمٌ يفصل به الخطاب، وشافعٌ تدرك به الحاجات، وواصف تعرف به الأشياء، وحاصدٌ يُذهب الضغينة، ونازع يجذب المودة، ومسل يُذكي القلوب، ومعز تُردُ به الأحزان»[6].

ومما يؤكد هذه الأهمية للسان الحديث الشريف: «إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفّر[7] اللسان، فتقول: «اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا»[8].

(2)

الأصل اللغوي لـ «الكلمة» من الكَلْم: وهو التأثير المدرك بإحدى الحاستين السمع والبصر، فالكلام مدرك بحاسة السمع، والكَلْم بحاسة البصر، وتقول: كلّمتُه: جرحته جراحة بان تأثيرها.

فالكلام يقع على الألفاظ المنظومة، وعلى المعاني التي تحتها مجموعة.

وعند النحويين يقع على الجزء منه اسما كان أو فعلا أو أداة[9].

وجاء في لسان العرب: قال ابن سيده: الكلام: القول، معروف. ومثل: الكلام ما كان مكتفيا بنفسه وهو الجملة، والقول: ما لم يكن مكتفياً بنفسه، وهو الجزء من الجملة... وقال الجوهري: الكلام اسم جنس يقع على القليل والكثير، والكَلم: لا يكون أقل من ثلاث كلمات لأنه جمع كلمة»[10].

وتُطلق الكلمة على الجملة أو العبارة التامة المعنى كما يقال في (لا إله إلا الله) كلمة التوحيد، كما تطلق على الكلام المؤلّف المطوّل[11].

والمعنى المراد هنا: هو الكلام المفيد[12] الموجه إلى مخاطب سواء أكان عن طريق محاورة أم مكاتبة، أم خطبة، أم درس أم غير ذلك، وسواء أكان حقاً أم باطلاً.

ويخرج بقولنا: الموجه إلى مخاطب، ما يتكلم به الإنسان بدون أن يوجهه إلى أحد، كالقراءة ومخاطبة الحيوان ونحو ذلك.

ومن الألفاظ المتصلة بلفظ الكلمة: الخطاب.

وهو اللفظ المتواضع عليه المقصود به إفهام من هو متهيئ لفهمه[13].

لما جاء في الحديث: «إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه»[14].

وأما الموعظة فإنها ملحقة بالخطبة، ولكنها ربما اختلفت أحيانا بحيث توجه إلى شخص أو أشخاص محدودين بقصد التذكير والتنبيه، وهي من جملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وينبغي على الواعظ أن يختار الأسلوب المناسب الذي يدخل من خلاله إلى قلب الإنسان، ترغيباً وترهيباً.

على ألاّ يقطنه من رحمة الله أو يُدخل اليأس إليه.

وأما الدرس فهو وظيفة العالم الرئيسة، ولكل من المعلم والمدرس بل والمتعلم صفات وآداب: ليس هذا مقام ذكرها[15].
ولكن أهمّ سمة للدرس هو أن يكون في فن من فنون العلم ومخاطبا به طائفة مخصوصة وهم التلاميذ.

وأما المحاضرة فإنها قريبة الصلة بالدرس، وهي غالباً تعالج موضوعاً معيناً باستقصاء وإحاطة، وتوجه إلى جمهور من الناس قد تختلف مستوياتهم الثقافية[16].

وأما المحاورة فهي ما تكون بين شخصين أو فريقين في موضوع ما مختلفان فيه وقد تأخذ طابع المناظرة أو الجدل.

وكل ذلك مشروع للداعي والمعلم إذا التزم بالآداب والشروط الشرعية والمرعية.

وهو أسلوب قديم، وقد ورد في القرآن الكريم في آيات كثيرة، سواء بلفظ المحاورة، أو بلفظ الجدل أو المحاجة أو غير ذلك،، كقوله تعالى: ﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ[17] وقوله: ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [18] وقوله: ﴿وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ[19].

وقد وضع أهل العلم لها شروطاً وضوابط مستفادة من النصوص الشرعية والقواعد العامة[20].

وأما الكتابة فهي أحد أبرز أساليب الدعوة، وكانت وما زالت ذات أهمية كبرى، سواء أكانت مراسلة أم تأليفاً وجمعاً عبر الرسالة، والكتاب والصحيفة وغير ذلك.

وهي من حيث تأثيرها وقوتها الشرعية كالخطاب، ولذلك قال الفقهاء: الكتاب كالخطاب[21].

تلك أهم أساليب المخاطبات على العموم.

أما الوسائل التي يمكن استخدامها هنا لإيصال الكلمة إلى المخاطب فهي كثيرة، لعل من أبرزها:
1- المسجد.
2- المنبر.
3- المدرسة.
4- وسائل الإعلام من صحيفة وإذاعة وتلفاز ونحوها.
5- الكتاب، أو القلم.

وهي واضحة لا تحتاج إلى بيان.





يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 172.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 171.19 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.99%)]