|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حديث: فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم الشيخ محمد بن مسعود العميري الهذلي عن أبي هُرَيْرةَ عَبْدِالرَّحمنِ بنِ صَخْرٍ رضي الله عنه قال: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "ما نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجتَنبوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فأتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فإنَّما أَهْلَكَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ واخْتلاُفُهُمْ على أَنْبِيَائِهِمْ"؛ رَواهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ. ترجمة الراوي: هو عبدالرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه، قدم المدينة سنة سبع للهجرة والرسول صلى الله عليه وسلم بخيبر، فسار إليه وأسلم على يديه ولازمه ملازمة تامَّة رغبة في العلم، فلذا كان أكثر الصحابة رواية، يتحدث عن نفسه رضي الله عنه، فيقول: (كُنْتُ أجيرًا لِبُسرَةَ بنتِ غَزوانَ بعُقبةِ رِجْلي وطعامِ بطني فكان القومُ إذا ركِبوا سُقْتُ لهم وإذا نزَلوا خدَمْتُهم فزوَّجنيها اللهُ فهي امرأتي اليوم)، وقيل: إن عمر رضي الله عنه استعمله على البحرين ثم عزله، ثم راوده على العمل، فأبى وناب عن الإمارة، ولم يزل يسكن المدينة حتى توفي رضي الله عنه سنة (57 هـ) وقيل: (59 هـ) في آخر خلافة معاوية رضي الله عنه وله من العمر(78) سنة ودُفن بالبقيع. أهمية الحديث: إن هذا الحديث ذو أهمية بالغة وفوائد جلية، تجعله جديرًا بالحفظ والبحث، وهو من قواعد الإسلام المهمة، ومن جوامع الكَلِم التي أعطيها صلى الله عليه وسلم، ويدخل فيه ما لا يحصى من الأحكام، وهو حديث عظيم من قواعد الدين وأركان الإسلام، فينبغي حفظه والاعتناء به. سبب الورود: سبب ورود هذا الحديث ما رواه مسلم في صحيحة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحجُّوا"، فقال رجل: أَكُلَّ عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو قلتُ نعم لوجبت، ولما استطعتم"، ثم قال: "ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه"؛ وورد[1] أن السائل هو الأقرع بن حابس رضي الله عنه. مفردات الحديث: نهيتكم عنه: طلبت منكم الكَفَّ عن فعله، والنهي: المَنْع، وهذا يشمل المحرم والمكروه. فاجتنبوه: أي اتركوه، (وباعدوا منه حتمًا في المحرم، وندبًا في المكروه). فأتوا منه: فافعلوه، (وجوبًا في الواجب، وندبًا في المندوب). ما استطعتم: ما قدرتم عليه وتيسر لكم فعله دون كبير مشقة[2]. أهلك: صار سبب الهلاك. كثرة مسائلهم: أسئلتهم الكثيرة، ولا سيما فيما لا حاجة إليه ولا ضرورة. فوائد الحديث: 1) الامتثال لا يحصل إلا بترك جميع المنهيات. 2) لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها. 3) لا يسقط الميسور بالمعسور، بل يؤتى منه بقدر المستطاع. 4) لا يجوز فعل بعض المنهي عنه، بل يجب اجتنابه كله، ومحل ذلك ما لم يكن هناك ضرورة تبيح فعله. 5) وجوب فعل ما أمر به، ومحل ذلك ما لم يقم دليل على أنَّ الأمر للاستحباب. 6) أن النهي أشدُّ من الأمر، إذ لم يُرخَّص في ارتكاب شيء منه. 7) يسر الشريعة. 8) المشقة تجلب التيسير. 9) ينبغي للمسلم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. 10) لا ينبغي للإنسان كثرة المسائل؛ لأن كثرة المسائل ولا سيما في زمن الوحي ربما يوجب تحريم شيء لم يُحرَّم أو إيجاب شيء لم يجب، وإنما يقتصر الإنسان في السؤال على ما يحتاج إليه. 11) أن كثرة المسائل والاختلاف على الأنبياء من أسباب الهلاك، كما هلك بذلك من كان قبلنا، وقد قسَّم العلماء رحمهم الله السؤال إلى قسمين: القسم الأول: ما كان على وجه التعليم لما يحتاج إليه من أمر الدين، فهذا مأمور به؛ لقوله تعالى: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون ﴾ [النحل: 43]، وعلى هذا النوع تتنزل أسئلة الصحابة رضي الله عنهم عن الأنفال والكلالة وغيرها. القسم الثاني: ما كان على وجه التعنت والتكلف وهذا هو المنهي عنه. [1] أورد ابن ماجه في سننه رواية نصت على ذلك؛ (قواعد وفوائد من الأربعين النووية / 105). [2] وذلك لأن الأوامر كثيرة، وتقول القاعدة: (لا واجب مع العجز).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |