القاديانية الزائغة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4956 - عددالزوار : 2059959 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4532 - عددالزوار : 1328222 )           »          نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-02-2020, 07:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي القاديانية الزائغة

القاديانية الزائغة

الشيخ محمد حامد الفقي

الجواب: الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا، محمد رسول الله الذي ختم الله به النبوة، وأغلق به باب الوحي من السماء، وجعل كتابه باقيًا إلى قيام الساعة، محفوظًا مِن أن تناله يد تحريف ولا تبديل، وجعل طائفة من أمته قائمة على الحق لا يضرها من خالفها ولا من خذلها، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.

صلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد خاتم الأنبياء، وآخر المرسلين، وصفوة الخلق أجمعين.

ولعن الله كل دجال دَعِيٍّ زنيم أفاك يفتري على الله وعلى عباد الله، ويدِّعي النبوة بعد خاتم الأنبياء زورًا وبهتانًا، وهو في الواقع كذاب أثيم؛ ﴿ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [التوبة: 30]، وويل لهم مما يقولون ويكتبون بأيديهم، وويل لهم مما يكسبون.

أما بعد:
فإن طغمة القاديانية أقل من أن يُعنى بشأنها، وكذبهم وضلالهم أبين وأوضح من أن يخاف منه على أي عامي فضلاً عن متعلم، وطالما طلب مني أن أكتب عنهم - وأنا أعرض عن ذلك استصغارًا لهم، وأربأ بصفحات الهدي النبوي أن تلوث بذكر اسمهم واسم شيطانهم الخبيث غلام أحمد الكذاب - ولكن من أسبوعين مضيا قد جاءني بعض إخواني وذكر لي أنهم خدعوا بحيلهم، واشتروا بذهبهم ضمير نجار جاهل مسكين، ممن كان يتردد على جماعة أنصار السنة في بعض الفترات القليلة، وطلب إليَّ أن أقابل ذلك المخدوع المسكين؛ لأبين له مقدار سحق الهاوية التي يلقيه فيها أولئك الضلال المارقون، وأنه إذا خسر دينه فلن ينفعه شيء مما ينال من عرض فان ومتاع قليل.

فتواعدت معه على ليلة معلومة، ثم ذهبت إلى منزل ذلك الغر المسكين، فلما بلغت منزله وجدت خمسة نفر معه زعموا أنهم قاديانيون، وهم جميعًا عوام بكل معنى العامية: أحدهم عامل تطريز، وثانيهم عامل تبع شركة المياه يجلس على حنفية الصدقة، وثالثهم عجوز بدال أو صانع لا أدري.

ورابعهم كذلك عامل في محل بقال أو جزمجي أو نحو ذلك وكذلك خامسهم على هذا المنوال، ليس فيهم من يمكن أن يميز بنفسه بين الدليل والمدلول، ولا بين القرآن والبهتان؛ ولا بين قول الرسول وقول المعتوه المجنون، لم يؤتوا من العلم لا قليلاً ولا كثيرًا، ولا من العقل كبيرًا ولا صغيرًا.

فما كاد المجلس يستقرُّ بي حتى بدؤوا يعرضون عليَّ نِحْلتهم؛ وأخذ عامل التطريز (يدعى: عبدالحميد خورشيد) يذكر كيف قَبِل هذه الملة الخاطئة، وسبب اعتناقه لها في أسلوب لبق وعبارة مزوقة؛ تبينت منها أنه زعيم أولئك النفر وقائدهم إلى الضلال، وزعم أنه تلقَّى تعاليمها عن رجل هندي اجتمع به في إحدى دور التبشير النصراني من سنين عدة، وأنه لم يقتنع كل الاقتناع إلا بعد أن سافر إلى قاديان بالهند، واجتمع برؤساء نحلتهم وزعماء ملتهم، وكان أشد عجبي لهذا العامل البسيط الفقير أن يسافر إلى الهند، وعلى نفقة مَن سافر؟ وأي الخزائن بذلت له المال الكثير في سبيل وصوله إلى الهند وعودته منها، وبماذا عاد في جيوبه من أموال أنطقت لسانه وملأته حماسة لذلك الباطل الواضح والضلال المبين؟ الله أعلم بكل ذلك.

والناس والحمد لله لهم عقول يعرفون بها كيف يربطون النتائج بالمقدمات؛ ويعرفون - أيضًا - كيف ولماذا يتحمَّس طالبان - لا يزالان في سبيل الدراسة الأزهرية الأولية - لهذه الدعوات البينة الكذب والبهتان، وأي أيدٍ تحركهما مختفية وراء أستار؟ الله أعلم بها.

وذلك الخيط الدقيق الذي يحرك هذين الطالبين ويضع في أيديهما المال والرسائل الدجلية، وينطق على لسانهما بذلك البهتان ومنكر القول وزوره، والأمر أوضح من أن يحتاج إلى دقة بحث وعميق استقصاءٍ، ولجانٍ تؤلف لهذا البحث والتنقيب لو كشفت الأغشية الوهمية عن القلوب والأبصار.

وللإسلام رب يحميه ولا حول ولا قوة إلا بالله، ما كدت آخذ مجلسي حتى بدأ النجار المسكين يتكلم بما زعمه هداية، جاءته صدقة على يد معلمه عبدالحميد خورشيد.

فقلت له: أنت تعلمت هذه النحلة وفهمتها فهما جيدًا تستطيع أن تبينها وتدعو إليها؟
فقال: لم أدرسها دراسة تامة، ولا أزال أبحثها وأطالع كتبها.

ثم تكلم عامل الحنفيات، وأخذ يسرد كلاما يذكر في أثنائه متنبئهم، ويصلي ويسلم عليه، ويزعم مع هذا أنهم لا يحيدون عن القرآن وحديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ وأراد أن يفيض في هذا الكلام الفارغ الذي لا يدري أوله من آخره ولا صحيحه من باطله، فتصدى خورشيد للكلام بمثل كلامه؛ ولكن في ظاهر اقتناع، محاولاً أن يصبغ قوله بتأثر لعله يؤثر عليَّ بهذا الهراء؛ وكان يذكر كلامًا عن غلام أحمد ويسميه نبيًّا ويصلي عليه، ويزعم أن له معجزات، وأن في القرآن آيات كثيرة على نبوته فقلت: لهم دعوا هذا، ولا تخوضوا معي في القول حتى تطلعوني على كتبكم فأقرأها، ثم إذا رأيت فيها حقًّا اقتنعت به، وإذا رأيت باطلاً بينته لكم.

فلما سمعوا طلب الكتب دهشوا وتلكَّأ عبدالحميد في الكلام؛ وزعم أنهم ليس عندهم الآن كتب حاضرة - هذا مع أنهم في أول المجلس ذكروا أنهم قد أحضروا كتبًا كثيرة من نحلتهم - ولكنهم خشوا أن يعطوني شيئًا منها إلا بعد أن يراجعوا أنفسهم ويتخيروا أقل الكتب تصريحًا بباطلهم.

وانتهى المجلس على أني لا أقبل منهم كلامًا إلا بعد أن يعطوني كل كتبهم أدرسها وأعرف كل ما فيها، ولعلهم كانوا يظنون - لغبائهم وتحكم الهوى والشيطان والجهل على عقولهم - أني لم أعرف نحلتهم، ولم أطلع على ضلال دجالهم الكذاب، مع أني قرأتها وعرفتها من أكثر من عشرين سنة مضت والحمد لله، وعندي منها ما فيه الكفاية في بيان فجور دجالهم وقحته، وعندي فتاوى علماء الهند وغيرهم في كفره ومروقه، إذا كان سليم العقل والحواس أو أنه مهووس مجنون كالبهائم التي لا تعقل فلا تؤاخذ، وإنما تقيد وتحبس عن التمرد والإفساد.

وبعد أيام أرسلوا إليَّ بكتابين اسم أحدهما: "التعليم" ألفه باللغة الأوردية غلام أحمد باسم "فلك نوح" وعربه المدعو زين العابدين باسم "التعليم"، طبع في دمشق بمطبعة المفيد، والآخر اسمه: "التبليغ إلى مشايخ الهند وأفغانستان" تأليف غلام أحمد، مطبوع بمطبعة الشباب بمصر.


قال في الكتاب الأول في الصفحة الأولى: "أخطأ المشايخ في تعريف النبوة، لا يعلمون قطعًا ما النبوة وما الوحي، وماذا أريد بهما في الكتاب العزيز، وما شأنهما عند الله وعند أربابهما - إلى أن قال - ثم هم على هذا يزعمون للنبوة معنى يستلزم لصاحبها نزول الشريعة، ويقولون: إن النبي هو الذي يؤتي الكتاب - إلى أن قال - وإنما هي بقطع النظر عن نزول الكتاب أو عدم نزوله مقام روحاني بحد ذاته متى ما بلغه الإنسان تشرف بالتجليات الإلهية، وبالمكالمة الربانية المشتملة على كثر الغيب وكان في عداد الأنبياء - ثم قال في صفحة 2: الفرق بين شروط النبي وبين خصوصياتها: وهكذا تمامًا كان من شروط النبوة اللازمة التشرف بالمكالمة الإلهية، وكثرة الاطلاع على مغيبات الأمور المشتملة على التبشير والإنذار - إلى أن قال في صفحة 4: ما نحن معتقدين في نبوة أحمد عليه السلام إلا نفس الاعتقاد الذي هم يعتقدونه في نبوة المسيح الناصري".

ونقتصر الآن على هذه الأسطر المظلمة من كتاب "التعليم"؛ لنعرف من هذه الكلمات التي هي أساس دعوتهم، وحُشِيَتْ كل كتبهم بذلك، وعندي منها كتاب مواهب الرحمن وكتاب الاستفتاء، أساسها وحقيقتها دعوى المسيح الهندي الدجال للنبوة، وأن الوحي كان يتنزل عليه، وأنه مرسل لإبطال الجهاد الإسلامي، وليقف القارئ عند هذه الجملة الأخيرة: "إبطال الجهاد الإسلامي"، ويتأمل فيها طويلاً؛ ليُعلَمَ تمام العلم من أي ناحية كان يتنزل على هذا المسيح الدجال هذا الوحي الشيطاني الذي يُحالُ به أن يضرب على المسلمين الذلة والمهانة والصغار بتركهم الجهاد، وليتحقق من أي الخزائن كان يغترف المال، ويغترف أتباعه لنشر دعايتهم اتباعًا لخطوات هذا الشيطان الرجيم.

وإنهم ليحاولون هدمَ القول الحق الذي هو أرسخ من الجبال الرواسي في الأرض والقلوب والسماء، في قوله تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40]، بمحاولة يضحك منها الأطفال، وهراء من القول السمج يسخر منه الصبيان فضلاً عن العقلاء؛ وكذلك يصنعون في غيرها من آي الذكر الحكيم وأحاديث الصحيحين، ((مثلي في النبيين كمثل رجل بني دارًا فأحسنها وأكملها، وترك فيها موضع لبنة لم يضعها، فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه ويقولون: لو تم موضع هذه اللبنة؟ فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة ختم بي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام)).

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي ولا نبي ولكن المبشرات، قيل: وما المبشرات؟ قال: رؤيا الرجل المسلم)).

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي)).

قال الحافظ ابن كثير في تفسير الآية:
وقد أخبر الله تعالى في كتابه، ورسوله صلى الله عليه وسلم في السنة المتواترة عنه: أنه لا نبي بعده؛ ليعلموا أن كل مَن ادَّعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك دجال ضال مضل، ولو مخرق وشعبذ؛ وأتى بأنواع السحر والطلاسم والنيرنجيات - فكلها محال وضلال عند أولي الألباب، كما أجرى الله سبحانه على يد الأسود العنسي باليمن ومسيلمة الكذاب باليمامة من الأحوال الفاسدة والأقوال الباردة ما علم كل ذي لب وفهم وحجًى أنهما كاذبان ضالان لعنهما الله.

وكذلك كل مدع لذلك إلى يوم القيامة؛ حتى يختموا بالمسيح الدجال - الذي هو غلام أحمد مسيح الهند إن شاء الله - فكل واحد من هؤلاء الكذابين يخلق الله تعالى معه من الأمور ما يشهد العلماء والمؤمنون بكذب من جاء بها، وهذا من تمام لطف الله تعالى بخلقه؛ فإنهم بضرورة الواقع لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر إلا على سبيل الاتفاق، أو لما لهم فيه من المقاصد إلى غيره، ويكونون في غاية الإفك والفجور في أقوالهم وأفعالهم كما قال تعالى ﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُون ﴾ [الشعراء: 221 - 223]، وهذا بخلاف حال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ فإنهم في غاية البر والصدق والرشد والاستقامة، والعدل فيما يقولونه ويفعلونه ويأمرون به وينهون عنه. ا.هـ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-02-2020, 07:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي رد: القاديانية الزائغة

القاديانية الزائغة

الشيخ محمد حامد الفقي


قد كنت وعدت في العدد الماضي أن أتتبع مفتريات هذه الطغمة الكاذبة الفاجرة الخاسرة، المنبثة في كتب دجلهم وبهتانهم، لكني رأيت أنها أحقر وأوهن من أن تستحق ذلك، خصوصاً وقد رد عليهم كثير من أهل العلم والفضل، وقد رأيت كتابا اسمه «رد أوهام القاديانية» للسيد محمد التيجاني، وهو كتاب نفيس في بابه؛ جيد في أسلوبه، في إلباس هؤلاء عمي الأبصار والقلوب ثوب المهانة والخزي؛ وأنهم كما وصفهم السيد التيجاني يعمدون إلى تحريف كلام الله تحريفا واضحا جلياً لا يخفى إلا على الأنعام أمثالهم، ويردون الأحاديث الصحيحة المتواترة، ويكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن كان هذا حالهم فهم من الجهل والسخف بدرجة لا تحتاج إلى كثرة الردود عليهم، فإن ذلك إنما يكون على من عنده شبهات قوية يخشى أن تروج على بعض العقلاء، لكنهم والحمد لله أبعد عن ذلك أشد البعد، وأنا أنصح لمن أراد أن يعرفهم أن يقرأ مقالات السيد محمد الخضر حسين في مجلة الأزهر ومجلة الهداية الإسلامية، ومقالات السيد محب الدين الخطيب في الفتح؛ ومقالات السيد عبد الحميد الشيمي الذي كان قد اختلط بهم فاطمأنوا إليه وأظهروه على كل فضائحهم وكشفوا له عن عوراتهم وسوآتهم ومن قبل هؤلاء قد رد عليهم شيخنا العلامة الإمام السيد محمد رشيد رضا أمطر الله عليه شآبيب رحمته ورضوانه.

إلا أني لهذه المناسبة أنقل نبذة لطيفة في الدجالين من كتاب الإذاعة لما كان ويكون من أشراط الساعة للعلامة صديق حسن خان رحمه الله، وقد كان معاصراً للدجال الجهول غلام أحمد القادياني. قال:
كان منهم الأسود العنسي بصنعاء، ومسيلمة الكذاب باليمامة؛ وطليحة بن خويلد الأسدي ثم تاب؛ وسجاح بنت سويد في بني تغلب. ثم ابن عبيد الثقفي في زمن ابن الزبير، وعبد الملك بن مروان؛ ثم المتنبي وتاب. ثم خرج جماعة في زمن بني العباس؛ ومنهم في أيام المعتضد قائد فتنة الزنج الذي أفسد العراق كان يدعى أنه أرسل إلى الخلق فرد الرسالة وأنه مطلع على المغيبات. وفي خلافة المكتفى خرج يحيى القرمطي؛ ثم بعده أخوه الحسين؛ ثم ابن عمه عيسى بن مهرويه وظهر على الشام وعاث وأفسد ودعا عليه الناس على المنابر ثم قتل. وخرج في خلافة المقتدر أبو طاهر القرمطي، وفي خلافة الراضي ظهر محمد بن علي الشلمغاني وادعى الإلهية فصلب وقتل معه جماعة من أصحابه. وظهر في خلافة المطيع قوم من التناسخية فيهم شاب يزعم أن روح علي حلت فيه، وزعمت امرأته أن روح فاطمة حلت فيها. وآخر يدعي أنه جبريل. وفي خلافة المستظهر بالله في سنة 499 ظهر رجل بنواحي نهاوند ادعى النبوية وتبعه خلق كثير، فأخذوا وقتلوا.

وخرج جماعة آخرون بالمغرب وغيرها من الرجال والنساء، منهم رجل يسمى بلا، حرف الحديث المشهور «لا نبي بعدي» ومنهم الفازاري الساحر، وقتل ومنهم امرأة ادعت النبوة، فذكر لها الحديث فقالت: إنما قال: لا نبي، ولم يقل: لا نبية. والحاصل أن عدد سبعة وعشرين قد تم أو كاد أن يتم. وأما مطلق الكذابين فلا حصر لهم.

ومن هذا القسم من يدعي أنه المهدي، وهؤلاء كثيرون.

قال العلامة صديق حسن خان: ومنهم محمد الجونفوري ادعى المهدوية في الهند في سنة خمس وتسعمائة، وقال: إنه يوحى إليه، ومن وحيه الشيطاني قوله: علمت من الله بلا واسطة جديدة اليوم، قل إني عبدالله تابع محمد رسول الله، محمد مهدي الزمان؛ وارث نبي الرحمن، عالم علم الكتاب والإيمان، مبين الحقيقة والشريعة والرضوان، انتهى نقلا عن أم العقائد من كتب المهدوية. ثم إنه طاف بلاد الهند وحج ولم يزر النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرج من أكثر البلاد بحكم ملوكها إلى أن مات ببلدة فراه في سنة عشر وتسعمائة.

وللشيخ أبي الرجا محمد الهندي نزيل حيدر اباد المتوفى سنة 1293هـ كتاب رده ورد من تبعه باللسان الهندي سماه بالهدية المهدية، أوضح فيه جميع أحواله من يوم المهد إلى اللحد، ورد على الفرقة المهدوية رداً مشبعا.

ومنهم رجل أصله من كشمير ونشأ في بلدة دهلي؛ وتوسل بالنصارى حكام الهند، يسمى غلام أحمد أوجد ملة جدية سماها نيجرية، ينكر وجود الملائكة والشياطين، ويحرف معاني نصوص الكتاب والسنة؛ وهو اليوم حي، وتبعه قوم ممن أشرب قلوبهم حب الدنيا الذي هو رأس كل خطيئة، وقد قيض الله سبحانه لرده ورد أقوال من تبعه جماعة من المسلمين المتسمين بالعلم، يتعقبونه في كل نقير وقطمير، وكذلك أكثر أهل الجواثب الهندية، وبالله التوفيق وهو المستعان ا هـ.

(نزول عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام)
مما يموّه به طغمة القاديانية الكاذبة الفاجرة الخاسرة إنكار نزول عيسى بن مريم ليصلوا بذلك الجهل والضلال إلى تطبيق أحاديث نزول عيسى على دجالهم الكذاب غلام أحمد؛ وبداهة العقول والفطر من أطفال المكاتب وصبيان المدارس؛ تعرف كذبهم ودجلهم في هذا واضحا من صريح اللفظ والتسمية في الأحاديث اسم النازل بأنه «عيسى» وأن أمه «مريم» وأنه ينزل لا يولد. ودجاله اسمه غلام أحمد أي عبد أحمد. واسم أمه لا نعرفه. وقد ولد ببلاد الهند بلاد الفتن المظلمة. وفي الأحاديث الأخرى: أن عيسى بن مريم ينزل بالشام. وأين الشام من الهند أيها الدجالون الأغبياء.

والكلام مع أولئك الأغبياء الفجرة لا يجدي، ولا ينفع معهم إلا سيف السلطان الذي كان على أعناق أئمتهم من الدجالين في عهد بني أمية وبني العباس، وما لقوا من حكم الإسلام العادل. فلنترك الكلام مع أولئك السقطة؛ ولنعرج على بعض من ينتسب إلى السنة في مصر والإسكندرية وغيرهما ممن أغواهم الشيطان بوساوسه، وأزاغ قلوبهم بكيده وفتنه، فراحوا مستمسكين بذيل الشيطان يردون أحاديث الصحيحين، ويطعنون في أوثق ما اعتمد عليه الإسلام في تفصيل شرائع القرآن وحدوده وأحكامه. ولو عقل هؤلاء ما يقولون، وفقهوا ما يرومون من فتنة لقطعوا ألسنتهم بأيديهم، وكفوا العامة ودهماء الناس شر هذه المزال والمزالق التي يلوون ألسنتهم بها ويحسبونها من الخير وما هي من الخير، بل هي أكبر المعاول لهدم أقوى ما يعتمد عليه المسلمون في شرائعهم وأحكامهم التي أجملها القرآن وفصلتها الأحاديث المتفق على صحتها في البخاري ومسلم اللذين أجمعت الأمة الإسلامية جيلا بعد جيل من يومها إلى الآن وبعد الآن إن شاء الله – أنهما أصح الكتب بعد القرآن، وأن الطاعن عليهما أو على شيء منهما بدون حجة فنية علمية من مصطلح الحديث وعلم الجرح والتعديل، فإنه زنديق مارق من الدين، له شهوة خبيثة وقصد أخبث: أنه يريد أن يعمى على المسلمين أمر دينهم ويضلهم عن سواء السبيل.

فيا أيها المتحذلقون بما لا تدرون، المتفيهقون بما لا تعرفون، المتدخلون فيما لا تحسنون ولا تعرفون، لا تكون الرياسة في الناس وحب الظهور بالزعامة، ومحاولة الارتفاع من ضعتكم وصغاركم بمثل هذه المحاولات الخطرة إن كنتم تعقلون، وأمامكم أبواب كثيرة لما تشتهيه نفوسكم من هذا الطموح الكاذب والرياسة الشيطانية.

يا أنصار السنة، أحذركم ثم أحذركم من أولئك الفاتنين المفتونين، فإنهم يكذبون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويهدمون سنته بالهوى والجهل، وليس كل من أمسك كتابا فهو عالم، ولا كل من شقشق بلسانه فهو داع. أوصيكم وأحذركم فإنكم إن انخدعتم بتكذيبهم لأحاديث البخاري في نزول عيسى التي قال فيها كثير من الأئمة أنها متواترة، وقعتم في الهاوية على أم رؤوسكم. وإني بعد هذا أبرأ من كل من ينكر شيئا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا اتباعا لأهل الفن ورجاله الذين يعرفون ما يقولون والذين يفعلون ذلك دفاعًا عن السنة لا هدمًا لها، وأسأل الله لي ولكم الهداية والعافية.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.68 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]