|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ترجمة القارئ نافع بن أبي نُعَيْم المدني[1] ...... - 169هـ د. طه فارس مخطط توضيحي لسند قراءة الإمام نافع بن أبي نعيم وراوييه: أولاً: اسمه ونسبته وكنيته: نافع بن عبدالرحمن بن أبي نُعَيْم، الليثي بالولاء، أبو رُويم أو أبو عبدالله، المقرئ المدني، أصله من أصبهان، إلاَّ أنَّه اشتُهر في المدينة المنورة. ثانياً: صفاته: كان أسود حالكاً، صبيح الوجه، طيب الأخلاق، فيه دعابة، تُشم منه رائحة المسك إذا تكلَّم، فقيل له: يا أبا عبدالله أو يا أبا رُويم: أتتطيَّب كلما قعدتَ تُقْريء؟ قال: ما أمسُّ طيبًا، ولكني رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في فـِيِّ، فمن ذلك الوقت أَشَمُّ من فـِيِّ هذه الرائحةَ[2]. وهذا ما أشار إليه الشاطبيُّ في منظومته، فقال: فأمَّا الكريمُ السرِّ في الطِّيب نافعٌ ![]() فَذَاكَ الذي اختارَ المدينةَ منزلا[3] ![]() وقيل لنافع: ما أصبحَ وجهَكَ، وأحسنَ خلقَكَ؟! قال: فكيف لا أكون كذلك وقد صافحني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وعليه قرأتُ القرآن، يعني: في النوم[4]. قال قالون: كان نافع من أطهر النَّاس خُلقاً، ومن أحسن النَّاس قراءة، وكان زاهداً جواداً، صلَّى في مسجد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ستين سنة[5]. وأمَّا في الإقراء فكان يبدأ من سبق ولا ينظر إلى حاله، وكان يُقرئ النَّاس بالقراءات كلها[6]، وقد قال له أبو دِحية[7]: يا أبا رويم، أتقرئ النَّاس بجميع القراءات؟ فقال: سبحان الله العظيم، أأحرم من نفسي ثواب القرآن، أنا أقرئ الناس بجميع القراءات حتى إذا جاء من يطلب حرفي أقرأته به[8]. وقد جاءه رجل فقال له: خذ عليَّ الحَدْر، فقال نافع: وما الحدر؟ ما أعرفها، أسْمِعْنَا، قال: فقرأ الرجل، فقال نافع: حَدْرُنَا ألاَّ نُسْقِطَ الإعراب، ولا نُشَدِّدَ مُخَفَّفَاً، ولا نُخَفِّفَ مُشَدَّدَاً، ولا نَقْصُرَ ممدُودَاً، ولا نَمُدَّ مَقْصُورَاً، قِراءتُنَا قِرَاءة أكابِرِ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سَهْلٌ جَزْل، لا نمْضَغُ ولا نَلُوك، نُسَهِّلُ ولا نُشَدِّدُ، نَقْرَأ على أفصح اللغات وأمضاها، ولا نلتَفتُ إلى أقاويل الشعراء وأصحاب اللغات، أصاغر عن أكابر...، قراءتنا قراءة المشايخ، نسمع في القرآن ولا نستعمل فيه الرَّأي[9]. ثالثاً: مكانته وعلمه: أحد الأعلام، وأحد القرَّاء السبعة المشهورين، اشتهر في المدينة، وانتهت إليه رياسة القراءة فيها، وأقرأ النَّاس نيفًا وسبعين سَنَةً. قال مالك بن أنس[10]: نافع إمام النَّاس في القراءة، وقال مَرَّة: قراءة أهل المدينة سُنَّة، قيل له: قراءة نافع؟ قال: نعم[11]. وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل[12]: سألت أبي: أيُّ القراءة أحبُّ إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، فإن لم يكن فقراءة عاصم[13]. وقال الأصمعي[14]: كنت أجالس نافع بن أبي نُعَيْم وكان من القُرَّاء الفقهاء العبَّاد[15]. ولما قَدِمَ الليثُ بن سعد[16] المدينة المنورة سنة عشر (بعد المئة) من الهجرة وجد نافعًا إمام الناس في القراءة لا ينازع[17]. قال ابن مجاهد[18]: كان الإمام الذي قام بالقراءة بعد التابعين بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم نافع، وكان عالماً بوجوه القراءات، مُتَّبِعاً لآثار الأئمة الماضين ببلده[19]. رابعاً: شيوخه في القراءة: قرأ نافع على طائفة من تابعي أهل المدينة، ورُوي أنه قرأ على سبعين تابعياً. فقرأ على عبدالرحمن بن هرمز الأعرج، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نِصَاح، ويزيد بن رومان، ومسلم بن جندب، ونافع مولى ابن عمر، وعامر بن عبدالله بن الزبير، وأبي الزِّناد، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر، ومحمد بن شهاب الزهري، وصالح بن خوات، وغيرهم. قال ابن الجزري[20]: وقد تواتر عندنا أنه قرأ على الخمسة الأُوَل[21]. قال عبيد بن ميمون التبان[22]: قال لي هارون بن المسيب[23]: قراءة من تُقْرِىء؟ قلت: قراءة نافع، قال: فعلى من قرأ نافع؟ قال: على الأعرج، وقال الأعرج: قرأت على أبي هريرة رضي الله عنه، وقال أبو هريرة: قرأت على أُبيِّ بن كعب، وقال أُبيّ: عَرَضَ عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم القرآنَ وقال: أمرني جبريلُ أن أعرض عليك القرآن[24]. قال ابن مجاهد: وكان عبدالرحمن (الأعرج) قد قرأ على أبي هريرة وابن عباس رضي الله تعالى عنهما[25]. خامساً: رواة القراءة عنه: أقرأ نافع النَّاسَ دهرًا طويلًا، فقرأ عليه من القدماء: مالك بن أنس، وإسماعيل بن جعفر، وعيسى بن وَرْدَان الحذاء، وسليمان بن مسلم بن جماز، وهؤلاء من أقرانه، كما قرأ عليه إسحاق المسيبي، والواقدي، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وقالون، وورش، وإسماعيل بن أبي أويس، وهو آخر من قرأ عليه موتًا، والأصمعي، وأبو عمرو بن العلاء، وغيرهم كثير[26]. سادساً: منزلته في الرواية والحديث: لم يقتصر نشاط نافع بن أبي نعيم على إقراء القرآن فحسب، بل تعدَّاه إلى علم رواية الحديث، إلاَّ أنَّه كان قليل الرواية. فروى عن: ربيعة بن أبي عبدالرحمن، وزيد بن أسلم، وصفوان بن سليم، وعامر بن عبدالله بن الزبير، وأبي الزناد عبدالله بن ذكوان، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومحمد بن عمران الطلحي، ومحمد بن يحيى بن حبان، ونافع مولى ابن عمر، ويزيد بن رومان، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع، والليث بن سعد، وآخرين. وروى عنه: إسحاق بن محمد المسيبي، وإسماعيل بن جعفر، وخالد بن مخلد القطواني، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الملك بن قريب الأصمعي، وعبيد بن ميمون المدني، وأبو عمرو عثمان بن سعيد المقرئ المعروف بورش، وعيسى بن مينا المقرئ قالون، ومحمد بن عمر الواقدي، وغيرهم. ولم يكن شأنه في علم الرواية كما هو في الإقراء والقراءة، ضبطاً وإتقاناً، فلذلك اختلف فيه النَّاس، فمنهم من وثَّقه ومنهم من وهَّنَهُ، إلاَّ أنَّه يبقى مقبول الرواية مع هذا الاختلاف، ولم يُخْرِج له أصحاب الكتب الستة شيئاً، كما قال الذَّهبيُّ. وقد وثقه يحيى بن معين، وليَّنه أحمد بن حنبل. ورُوي عن أحمد بن حنبل أنه قال: كان يؤخذ عنه القرآن وليس في الحديث بشيء. وقال النَّسائي: ليس به بأس. أمَّا أبو حاتم فقال: صدوق صالح الحديث. وذكره ابن حبَّان والعِجْلي في الثِّقَات. وقال ابنُ عَدِي: لم أر له شيئًا منكرًا، وأرجو أنَّه لا بأس به[27]. سابعاً: وفاته: توفي نافع بن أبي نعيم في المدينة المنوَّرَة سنة (169هـ) أو (170هـ)، ولما حضرته الوفاةُ قال له أبناؤه: أوصنا، قال: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1][28]، رحمه الله تعالى. [1] انظر: السبعة لابن مجاهد 1/ 53؛ الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 456؛ وجمال القراء 2/ 447؛ وتهذيب الكمال للمزي 29/ 281؛ معرفة القراء الكبار1/ 107؛ غاية النهاية 2/ 330ـ333؛ وفيات الأعيان 5/ 368؛ الأعلام للزركلي 8/ 5. [2] معرفة القراء الكبار1/ 108 ـ 109؛ وغاية النهاية 2/ 332. [3] منظومة حرز الأماني، البيت رقم: 25. [4] غاية النهاية 2/ 332. [5] المصدر السابق 2/ 333. [6] جمال القراء 2/ 447. [7] معلى بن دحية بن قيس المصري، أبو دحية: راو مشهور، أخذ القراءة عرضاً عن نافع بن أبي نعيم، وروى عنه هشام بن عمار ويونس بن عبدالأعلى وآخرون. معرفة القراء 1/ 160؛ غاية النهاية 2/ 304. [8] جمال القراء 2/ 447؛ غاية النهاية 2/ 304. [9] جمال القراء 2/ 530. [10] مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري، أبو عبدالله (93- 179 هـ): إمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه ينسب المذهب المالكي، سأله أبو جعفر المنصور أن يضع كتابًا للناس يحملهم على العمل به، فصنَّف الموطأ، وله رسالة في الوعظ، وكتاب في المسائل، ورسالة في الرد على القدرية، وكتاب في تفسير غريب القرآن. وفيات الأعيان 4/ 135؛ الأعلام للزركلي 5/ 257. [11] معرفة القراء الكبار1/ 108. [12]عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، أبو عبدالرحمن، الشيباني البغدادي (213ـ290هـ):حافظ للحديث، نقل والده الإمام كثيراً من أقواله، وقد وثَّقَه الأئمة وأثنوا عليه، قال أبو بكر الخلال: كان عبدالله رجلاً صالحاً صادق اللهجة كثير الحياء، وقال ابن أبي حاتم الرازي: كتب إليَّ بمسائل أبيه وبعلل الحديث، وكان صدوقًا ثقة، له: كتاب الزوائد على كتاب الزهد لأبيه، وزوائد المسند، ومسند أهل البيت. الجرح والتعديل 5/ 7؛ تهذيب التهذيب 5/ 124؛ الأعلام 4/ 65. [13]معرفة القراء الكبار1/ 108. [14] عبدالملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي، أبو سعيد الأصمعي البصري (122- 216 هـ): إمام من أئمة العلم باللغة والنحو والأدب والشعر وأيام العرب، كان الرشيد يسميه: " شيطان الشعر "، أخذ القراءة عن أبي عمرو بن العلاء، وسمع من كبار العلماء، له كتب منها: خلق الإنسان، والمترادف. وفيات الأعيان 3/ 170؛ الأعلام4/ 162. [15] تهذيب الكمال 29/ 283. [16] الليث بن سعد عبدالرحمن، الفهمي ولاء، أبو الحارث (94- 175 هـ): الإمام الحافظ، شيخ الإسلام، وعالم الديار المصرية في عصره، أعلم الناس بالحديث والفقه، وكان من الكرماء الأجواد، قال الشافعي: الليث أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به. سير أعلام النبلاء 8/ 136ـ162؛ الأعلام للزركلي5/ 248. [17] معرفة القراء الكبار1/ 107. قال الذهبي: المحفوظ عن الليث أنه قال: سنة ثلاث عشر( أي بعد المئة). [18] أحمد بن موسى بن العباس التميمي البغدادي، أبو بكر بن مجاهد (245- 324 هـ): المُقرئ، المُحدِّث، النَّحوي، شيخ المقرئين في زمانه، وأوَّل من سبَّع السبعة، قرأ عليه خلق كثير، قال ابن الجزري: ولا أعلم أحداً من شيوخ القراءات أكثر تلاميذ منه، وقال عنه أبو عمرو الداني: «فاق ابن مجاهد سائر نظائره، مع اتساع علمه وبراعة فهمه، وصدق لجته، وظهور نسكه»، وكان حسن الأدب، رقيق الخلق، فطنًا جوادًا، من كتبه: السبعة في القراءات. سير أعلام النبلاء 15/ 272؛ غاية النهاية 1/ 139؛ الأعلام للزركلي 1/ 261. [19] السبعة ص54؛ غاية النهاية 2/ 331. [20]محمد بن محمد، أبو الخير، شمس الدين، العمري الدمشقي الشافعي، الشهير بابن الجزري (751- 833 هـ): شيخ الاقراء في زمانه، من حفاظ الحديث، ولد ونشأ في دمشق، ثم رحل إلى مصر، ودخل بلاد الروم، ورحل إلى شيراز فولي قضاءها ومات فيها، نسبته إلى جزيرة ابن عمر قرب الموصل، من كتبه: النشر في القراءات العشر، وغاية النهاية في طبقات القراء، ومنجد المقرئين، ونظم الدرة المضية، ونظم طيبة النشر في القراءات العشر. البدر الطالع2/ 257؛ الأعلام للزركلي 7/ 45. [21] غاية النهاية 2/ 330. [22] عُبَيد بن ميمون القرشي التَّيْمِيّ المدني، أبو عباد (ت204هـ): مقرئ، رَوَى عَن: محمد بن جعفر بن أَبي كثير، ومحمد بن هلال المدني، ونافع بن عبدالرحمن بن أَبي نعيم، وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات". تهذيب الكمال 19/ 237؛ تاريخ الإسلام 17/ 335. [23] وكان والياً على المدينة. [24] السبعة ص 55؛ معرفة القراء الكبار 1/ 110. [25]السبعة في القراءات ص54. [26] معرفة القراء الكبار1/ 109؛ غاية النهاية 2/ 331. [27] انظر لما سبق: الجرح والتعديل 8/ 456؛ الثقات لابن حبان 7/ 532؛ الثقات للعجلي 2/ 310؛ تهذيب الكمال 29/ 281 وما بعدها؛ معرفة القراء الكبار1/ 110؛ غاية النهاية 2/ 333. [28] معرفة القراء الكبار1/ 111؛ غاية النهاية 2/ 333.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |