الدعوة ميدان الإصلاح الأول وطريق المصلحين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1124 - عددالزوار : 129805 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 369987 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          محرومون من خيرات الحرمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-02-2020, 01:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,797
الدولة : Egypt
افتراضي الدعوة ميدان الإصلاح الأول وطريق المصلحين

الدعوة ميدان الإصلاح الأول وطريق المصلحين


الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي







مع تعدد ميادين الإصلاح وتنوعها ما بين دينية واجتماعية وسياسية واقتصادية، إلا أنه لا يقوم بكل ذلك في آن واحد أو يجمعها جمعًا رفيقًا صحيحًا إلا دعوة الحق والإسلام: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يوسف:108]، لأن جل هذه الميادين والقائمين عليها، سرعان ما تهوي وتنحدر بهم نحو الفناء لأنها قائمة على غير منهج من الله تعالى، وعلى غير بصيرة بشريعته ودينه، ولعل واقع الأمة اليوم خير شاهد على هذه الحقيقة الواضحة.


فالذين ينادون بالإصلاح لا يجعلونه عامًا وشاملًا، وإنما يقفون منه موقفًا تجزيئيًا، حيث أنهم لا يلتفتون إلى كل ميادين ومجالات الإصلاح الصحيح، فترى منهم من قاعدة انطلاقه المجالات الاجتماعية والاقتصادية، والتكافل فيها من رعاية الفقراء والأيتام، والأرامل والمساكين، وإقامة الجمعيات الخيرية والتعاونية، ومحاربة البطالة والفقر، وصناديق الاستثمار وغيرها، وهذا واجب ولا ريب، لكنه لا يعدوا أن يكون طريقًا واحدًا في هذا الميدان الكبير.


ونرى من قاعدة انطلاقه من المجالات السياسية، فينطلق يؤسس أحزابًا ووطنيات وقوميات، ويخوض الصراع الكبير مع أصحاب السياسات والأهواء في غالب أحوالهم، ويمتد الصراع إلى أمد طال أو قصر، حتى يؤول الأمر إلى تفرق وتشرذم، وعصبية جاهلية بغيضة، لا تغير واقعًا، ولا تبني مصيرًا، ولا تصلح خرابًا، ولا تهدي من ضل عن سواء السبيل، لأن هؤلاء أرادوا إصلاحًا لكن من القمة لا من القاعدة الراسخة.


وليس معنى هذا الإعراض عنها إذا ذلل الله الطريق إليها، وتركها أيضًا مطية سائغة لأعداء الإسلام والمنهج، ولكن ثم وقت لحدوث ذلك ووقوعه.


لقد عرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - الملك والسلطان، والمال والسيادة أول أمره ودعوته، لكنه أعرض عن كل هذا، واتجه نحو البناء والتغيير للنفس البشرية مباشرة دون تدخل واسطة ليس لهل في النفس شأن ولا بنيان، وصمد حتى أذن بالهجرة المباركة إلى المدينة، فكانت هناك السيادة والملك والسلطان، ولكن بأهل العقيدة الراسخة، والأنفس الزكية الطاهرة، التي أرادت الحق وبذلت له أرواحها وأموالها، وكل ما لديها من مقومات الحياة.


ولا سبيل إلى حقيقة الإصلاح والنهوض اليوم في كل مجالات الحياة الإسلامية وصورها، إلا أن تقوم جماعة - أعني فريق من الأمة بالمعنى الشرعي - تحمل على عاتقها أمانة العودة والتغيير والإصلاح على منهاج النبوة الأول، ولا يتأتى ذلك إلا بالأصل الأصيل، والطريق القويم - الدعوة إلى الله تعالى على منهج السلف الصالح - مع كمال الاستقامة عليه: ﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104].


والواقف بعين البصيرة مع السيرة النبوية المباركة يتجلى له بوضوح هذه الحقيقة الكبيرة - وسيأتي معنا ذلك بإذن الله تعالى في فصل مستقل - حقيقة إقامة الحياة الإسلامية بمنهج الدعوة إلى الله تعالى.


فبعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت في جزيرة العرب التي حلت بها كثير من البلايا والرزايا في الاعتقادات والمعاملات، والأخلاق والسلوكيات، مع وجود بقايا لا تنكر من المروءة والأخلاق، لكن حياتهم ساد فيها صور وألوان من التردي في العقل والمعتقد مما جعلهم يعبدون حجرًا لا يسمع ولا يبصر من دون الله تعالى، بل وتعددت الآلهة بتعدد أصحابها حتى سخروا من النبي -صلى الله عليه وسلم- وقالوا: ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [ص:5].


وكذلك أكلهم الربا، والظلم الاجتماعي، وانتشار الفواحش والمنكرات المعلنة بلا خجل أو وجل من قلب أو دين، فاستلزم ذلك بعثة ربانية تعيد البشرية إلى مسارها، وتقوم ما اعوج من دينها، وما فسد من أخلاقها ومعاملاتها، وما انحرفت فيه بأفهامها، فكانت دعوة التغيير والإصلاح، ودعوة البناء والهداية، ودعوة الخير والرشاد دعوة الإسلام: ﴿ وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا[الإسراء:105].


فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - معلنًا عبودية الله تعالى وحده من دون الآلهة الباطلة، وصبر وثبت وأوذي كثيرًا، وظل في دعوته ومنهجه، يدعوا الناس، ويعلم الناس، ويذكر الناس، حتى قامت دعوته خير قيام على ثرى المدينة المنورة، وما شرع الجهاد في سبيل الله تعالى، إلا بعد هذا الميدان الكبير من الدعوة الخالصة، والصبر على عنت أهل الكفر وضلالهم.



والمشككون في هذا الطريق اليوم ليسوا على شيء، لأن التاريخ خير شاهد، والقرآن والسنة خير دليل، والواقع الأليم اليوم يثبت كل ذلك. فلا سبيل اليوم إلا طريق المصلحين السابقين من الأنبياء والمرسلين، وفي مقدمتهم النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضي الله عنهم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.90 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.66%)]