الحجرة المعلمة! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4956 - عددالزوار : 2059956 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4532 - عددالزوار : 1328220 )           »          نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-02-2020, 12:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي الحجرة المعلمة!

الحجرة المعلمة!

مريم راجح

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبة وسلم.

في خضمِّ أمواج التقدُّم والاكتشافات، وانتشار الحضارات، وتوسُّع أبواب المعرفة والعلم، ودخول بعض الثقافات في بعض - لا تزال تلك الحُجرة "الحجرة النبوية" ذات الأمتار المَعدودة هي الأمَّ المعلِّمة للبشرية جميعًا، والتي تدفَّق منها المنهج الإلهي، والبيت الأسري المثالي، والقُدوات السامية، وبحور العلم الجارية، والأدب والأخلاق العالية، والأبوّة والتربية الصحيحة، وفنون التعامل والتحاوُر.

حينما نرى تدافُع البعضِ لنهلِ علومهم وثقافتهم، بل وأخلاقِهم وتربيتِهم من غير منهجهم، معلِّلين ذلك بالتقدُّم والتطور الزاهر لتلك الثقافات والحضارات!

فاتَّجهنا لنبحثَ عن الحياة السعيدة الرغيدة في غير محلِّها، ونَنهج أفكارًا وثقافات قد تمسُّ حتى عقيدتنا، والذي نجهله أن دينَنا وما يَحمله من معانيَ أخلاقيةٍ وتربوية وأسرية هو الأسبق والأكمل في الاهتمام وبث الحياة المستقيمة لكل فرد.

ديننا علَّمنا كيف نتعامل مع الحيوان ووضع الأجر والعقاب فيه، أفلا يُعلِّمنا نحن البشر، ويوجِّهنا للحياة الرغيدة التي نتَمناها؟

فإنْ أردْنا العِلم وبحوره، والأدب ولطائفه، فهذه الحُجرة المُعلِّمة..
وإن أردنا الحب وفنونه، والحنان ونسماته، فهذه الحجرة المعلمة..
وإن أردنا البرَّ ونفحاته، والإحسان وعبيره، فهذه الحُجرة المعلِّمة..
وإن أردنا الحياة الزوجيَّة وجَمالها وفنون التجديد، فهذه الحُجرة المعلمة..
وإن أردْنا الأبوَّة الحانية والعاطِفة الجيَّاشة فهذه الحُجرة المعلِّمة..
وإن أردْنا الوَفاء والقوة والشَّجاعة والتضحيَة، فهذه الحُجرة المُعلِّمة..
وإن أردْنا الحياة المُستقيمة الرغيدة، فهذه الحُجرة المعلِّمة..

من أراد التقدم والتطوُّر فدينُنا وشريعتُنا هي ذاك التقدُّم والتطوُّر، هي الأصل والمِحوَر الذي تدور عليه كل مُتطلبات النجاح والفلاح والسعادة والراحة...

عندما نُدرك أن المرجعَ الأوَّل لثقافتِنا وعُلومنا هو ديننا، وما بعده من ثقافات وحضارات نأخذ منها ما يُفيدنا ويُناسب شَرعنا، وذلك هو الطريق الحق المستقيم، وهو السعادة؛ فشريعتنا المُنبعثة من تلك الحُجرة هي قطب العالم وقطب الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة؛ كما ذكر ذلك الإمام ابن القيم في كتابه "إعلام الموقعين" حيث قال: "فإنَّ الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالِح العباد في المَعاش والمعاد، وهي عدل كلها ورحمة كلها، ومصالح كلها، وحكمة كلها.

فكلُّ مسألة خرجَت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدِّها، وعن المصلَحة إلى المفسدة، وعن الحِكمة إلى العبث؛ فليسَت مِن الشريعة، وإن أدخلت فيها بالتأويل، فالشريعة عدل الله بين عباده، ورحمته بين خلقِه، وظله في أرضه، وحكمته الدالة عليه وعلى صدق رسوله صلى الله عليه وسلم أتمَّ دلالة وأصدقها.

وهي نوره الذي أبصر المُبصِرون، وهداه الذي اهتَدى به المهتدون، وشفاؤه التام الذي به دواء كل عليل، وطريقه المستقيم، من استقام عليه فقد استقام على سواء السبيل؛ فهي قرّة العيون، وحياة القلوب، ولذة الأرواح؛ فهي بها الحياة والغذاء والدواء والنور والشفاء والعصمة، وكل خير في الوجود فإنما هو مُستفاد منها، وحاصل بها، وكل شر ونقص في الوجود فسببه إضاعتها، ولولا رسومٌ قد بقيَت لخربت الدنيا وطُوي العالم، وهي عصمة للناس وقوام للعالم، وبها يُمسك الله السموات والأرض أن تزولا، فإذا أراد الله خراب الدنيا وطيَّ العالم رفع إليه ما بقي من رسومها.

فالشريعة التي بعث الله بها رسوله هي قطب العالم وقطْب الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة".

كثيرًا ما نرى بعض الألسن والكتابات لا تدخل قلوبنا لا لخَللٍ واضح في مادتها، ولكن لشعور يُضفي جوًّا من المدح والتمجيد لثقافة غيرنا ونشرها، متناسين ومتجاهلين في الوقت نفسه أن شريعتنا سبقت به، وأن تلك الحُجرة المعلِّمة وبأسلوب سليم بعيدٍ عن التنفير قد كانت منبعًا صافيًا لتلك العلوم، وقد قال تعالى: ﴿ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنبياء: 10].

"لقد أنزلنا إليكم هذا القرآن، فيه عزُّكم وشرفُكم في الدنيا والآخرة إن تذكَّرتم به، أفلا تعقلون ما فَضَّلْتكم به على غيركم؟"؛ تفسير الميسر.

وقد قال الشيخ السعدي في تفسيره: "وهذه الآية، مصداقها ما وقع، فإن المؤمنين بالرسول، الذين تذكَّروا بالقرآن من الصحابة فمَن بعدهم، حصل لهم من الرفعة والعلوِّ الباهرِ، والصيت العظيم، والشرف على الملوك، ما هو أمر معلوم لكل أحد، كما أنه معلوم ما حصل، لمن لم يرفع بهذا القرآن رأسًا، ولم يهتدِ به ويتزكَّ به، مِن المقت والضعة، والتدسية، والشقاوة، فلا سبيل إلى سعادة الدنيا والآخرة إلا بالتذكُّر بهذا الكتاب".

فلنَعُد إلى حضارتنا الإسلامية، ولنتبصر وننفض الجهل عَنا، ونعتزَّ بديننا الواسع الشامل، ولنسعَ لنشر تعاليمه وأخلاقه في كل شيء، ولا بأس بالاستفادة من علوم وثقافات الغير بما يعود علينا بالنفع بما وافق ديننا، وبالصورة الطيبة المعتدلة...

وأخيرًا:
ومِمَّا زادني شرفًا وتيهًا
وكدتُ بأخمصي أطأ الثُّريا

دخولي تحتَ قولكَ يا عِبادي

وأن صيَّرتَ أحمدَ لي نبيَّا


والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.93 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]