قد تبيَّن الرشدُ من الغي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         بلاغة قوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة)، مع موازنته مع ما استحسنته العرب من قولهم: "ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الإسلام كفل لغير المسلمين حق العمل والكسب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أكثر من ذكر الله اقتداء بحبيبك صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أينقص الدين هذا وأنا حي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          خلاصة بحث علمي (أفكار مختصرة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          موعظة وذكرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أعمال يسيرة وراءها قلب سليم ونية صالحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          {هم درجات عند الله} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          نواقض الوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          المتشددون والمتساهلون والمعتدلون في الجرح والتعديل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-02-2020, 06:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,769
الدولة : Egypt
افتراضي قد تبيَّن الرشدُ من الغي

قد تبيَّن الرشدُ من الغي








د. محمود عبدالجليل روزن










المُتخاذلون والمُخذِّلون يقولون: دعوا الناسَ وما هُم عليه، كلٌّ حرٌّ في نفسهِ، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، أفأنتُم تُكرهونَ الناس حتَّى يكونوا مؤمنين؟!

ونحنُ نقول: سلوا المرآة تُجبْكم، متى نظرتُم إليها فتوارت خجلًا، وسترت وجهها حياءً أن تُواجِهَكم بزعمِ أنَّكم أحرارٌ؟!

نعم أنتم أحرارٌ في أن تستجيبوا أو لا تستجيبوا، ولكن اسمعوا أوَّلًا، واتركونا نُسمعِ الناسَ كلامَ ربِّهم، ثمَّ بعد ذلك لسنا عليهم ولا عليكم بمصيطرين: ﴿ وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 69].

سيقولون لكم: مَن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ويقولون: لا إكراه في الدين، وغير ذلكَ من الحقّ الصُّراح الذي يُراد به أبطلُ الباطل، يقرأون صدر الآية ثم يُمسكون، كالعربيد الذي يجيبُ آمرَه بالصلاة قائلًا:
دع المساجدَ للعبَّاد تسكنها ** وسر إلى حانة الخمَّار يسقينا
فالله ما قال ويل للألى سكروا ** وإنما قال ويلٌ للمصلينا!!

وربَّما راجتْ شبهته ونفقت سُوقُها عند جاهلٍ، ولكن يقال له: أكمل الآية، يقول تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ [الكهف: 29] ، إذًا: قل الحقَّ أوَّلًا، وضِّح الحق وبيِّنه للناس بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم به جدالًا كبيرًا بالتي هي أحسن، فمن اهتدى فلنفسه، ومَن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظًا، هذا هو المعنى الذي لا يختلف عليه عاقلان، أمَّا الآية الأخرى ففيها يقول تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256] ، فهي لا تختلف عن سابقتها؛ إذ لا إكراه في الدين، وإنما هو البلاغُ الذي به يتبيَّن الرُّشد، ويتميَّز الغي.

وانظر إلى هذا المؤمن الذي خُلِّد ذكره بسورةٍ في القرآن تحمل اسمَ (المؤمن)، يُجادل عن بيان سبيل الرشاد الذي أرادَ فرعون أن يحتكر الدلالة إليه؛ ظنًّا منه أنَّه بتزييف المصطلح سيُزيِّفُ الحقيقة إذ يقول لقومه مُدلِّسًا عليهم: ﴿ يَاقَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ [غافر: 29]، فردَّهم العبد المؤمن إلى الحقِّ ناصحًا: ﴿ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ * يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [غافر: 38 - 40].

الناس في حاجةٍ إلى بيانٍ، يُذكِّرهم بميثاق الفطرة الذي أخذه الله عليهم، وإلا فإنَّ الشياطين اجتالت كثيرًا من العباد وحرَّمت لهم ما أُحلَّ لهم، وأَحلَّت لهم ما حُرِّمَ عليهم، فلْيذكِّر مُذكِّرٌ لعلَّ الله يفتحُ بذكراه قلوبًا غُلفًا وآذانًا صُمًّا وأعينًا عميًا. وإن أخذ بعضهم في غير الطريق وتنكَّبوا الصراطَ فحينها يصدق القول: قد تبيَّن الرُّشد من الغيَّ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.27 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]